الصحافة الورقية في العراق... غياب الاحترافية وعزوف عن القراءة

مالكو 15 جريدة يؤسسون اتحاداً بأمل إيقاف التدهور

غياب الخبرة والاحترافية الصحافية أدى إلى عدم قدرة الصحف على جذب جمهور القراء في العراق (غيتي)
غياب الخبرة والاحترافية الصحافية أدى إلى عدم قدرة الصحف على جذب جمهور القراء في العراق (غيتي)
TT

الصحافة الورقية في العراق... غياب الاحترافية وعزوف عن القراءة

غياب الخبرة والاحترافية الصحافية أدى إلى عدم قدرة الصحف على جذب جمهور القراء في العراق (غيتي)
غياب الخبرة والاحترافية الصحافية أدى إلى عدم قدرة الصحف على جذب جمهور القراء في العراق (غيتي)

يؤرخ العراقيون لعيد صحافتهم بتاريخ الخامس عشر من يونيو (حزيران) 1869، حيث قام العثماني مدحت باشا الذي عين والياً على بغداد (1872 - 1869)، بتأسيس صحيفة «الزوراء»، نسبة إلى إحدى تسميات بغداد التاريخية، حيث يزورّ (ينحني، ينعطف) نهرها، دجلة، في منطقة العطيفية الحالية.
ورغم التاريخ الطويل للصحافة العراقية مقارنة بنظيراتها العربية، فإنها، شأن شواهد العراق التاريخية الأخرى، لم تلقَ الرعاية والاهتمام اللازمين، حتى تواصل تطورها الطبيعي، فالتاريخ يشير إلى أن الصحيفة العراقية الأولى «الزوراء» أغلقت بعد دخول القوات البريطانية الغازية إلى العراق عام 1914، ولم تعاود الصدور إلا بعد 2003، عبر نافذة «نقابة الصحافيين العراقيين».
واستناداً إلى بعض المصادر المتعلقة بتاريخ الصحافة العراقية، فإن الفترة المحصورة بين عامي 1921، تاريخ تأسيس المملكة العراقية، و1958، تاريخ الانقلاب (ثورة يوليو/ تموز) على العائلة المالكة وبروز حكم العسكر، تعد من الفترات التي شهدت انتعاشاً نسبياً للصحافة العراقية، من حيث عدد الصحف والمطبوعات وهوامش حرية التعبير والرأي.
ومثّلت مرحلة صعود حزب «البعث العربي الاشتراكي» للسلطة عام 1968، وحتى رحيله عام 2003، فترة «التأميم» الرسمي للصحف العراقية وإلحاقها بعجلة النظام البعثي الشمولي.
- انتعاش وانفلات
مع حلول مرحلة ما بعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، تمتعت الصحافة العراقية بمرحلة «انتعاش» و«انفلات» غير مسبوقين، لجهة مساحة الحرية المسموح بها وكثرة الصحف المطبوعة وعدد المشتغلين في الحقل الصحافي والإعلامي. حيث ناهز عدد الصحف الصادرة بعد 2003، نحو 250 صحيفة وأكثر من 100 محطة تلفزيونية، وزاد عدد المسجلين من الصحافيين ضمن لوائح نقابة الصحافيين العراقيين على 10 آلاف صحافي.
وإذ شهدت الأيام الأولى لمرحلة الاحتلال الأميركي طلباً استثنائياً على الكفاءات الصحافية نتيجة افتتاح مئات الصحف والمحطات التلفزيونية، فإن السنوات الأخيرة، وخصوصاً بعد صعود تنظيم داعش عام 2014 وسيطرته على ثلث الأراضي العراقية، إلى جانب الانخفاض الحاد في أسعار النفط وانعكاساته السلبية على حركة السوق والاقتصاد في العراق، أديا إلى تراجع حاد في عمل المؤسسات الإعلامية وعدد الصحف الصادرة بشكل خاص، وتشير إحصاءات غير رسمية إلى إغلاق مئات المنشورات والصحف وخسارة نحو 3 آلاف صحافي لوظائفهم.
- تعثر الصحافة الورقية
الأزمة الاقتصادية، وصعود «داعش»، ليسا السببين الوحيدين لتعثر الصحافة الورقية والإعلام بشكل عام، فأموال الريع السياسي التي أصدرت كثيراً من الصحف، ثم أغلقتها بعد تراجع الأهداف التي أسست من أجلها، أو تراجع الأموال التي حصلت عليها من جهات داعمة، سبب آخر من أسباب تراجع الصحف الورقية.
وهناك قضية أخرى تتعلق بسوق الإعلان التجارية، حيث يفتقر القطاع الخاص العراقي للإيمان بحاجته إلى الإعلان عن سلعه، الأمر الذي انعكس سلباً على الأموال التي يمكن أن تحصل عليها الصحف من مداخيل الإعلان، ولم تحصل الصحف، وخصوصاً المشهورة منها، إلا بحدود ضيقة، على إعلانات شركات الهاتف الجوال، وذلك بمجمله أثر تأثيراً كبيراً على نمو سوق الصحف وتطورها.
وإلى جانب إعلانات الشركات المشار إليها، تحصل الصحف على إعلانات المؤسسات الحكومية، لكنها تعاني أيضاً من ضعف العدالة في التوزيع، وتشتكي صحف كثيرة، من «مافيات الإعلان الحكومي» التي تتحكم بتوزيع الإعلان، وتقوم بمحاباة صحف مغمورة أحياناً على بقية الصحف المعروفة، كما تشتكي من عدم التزام تلك المافيات بضوابط وزارة التخطيط، التي تشترط في نشر الإعلان الحكومي، أن يكون على 3 مرات في 3 صحف واسعة الانتشار.
ويرى البعض أن غياب الخبرة والاحترافية الصحافية، أثر بدرجة كبيرة على طبيعة المضمون الصحافي، الذي أدى بدوره إلى عدم قدرة الصحف على جذب جمهور القراء، وتالياً تحقيق مداخيل مالية معقولة عبر عملية بيع السلعة - الجريدة.
- محاولات لإنعاش ما تبقى
تراجع الصحف الورقية والخطر الذي يتهددها بالإغلاق، دفع ما تبقى من ناشرين وأصحاب صحف إلى محاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه وتفادي الإغلاق والخسارة الوشيكة.
حيث اجتمع الأسبوع الماضي رؤساء 15 صحيفة عراقية ما زالت مستمرة بالصدور رغم الظروف القاهرة التي تمر بها وقرروا أولاً، البدء بتأليف «اتحاد أصحاب الصحف العراقية»، هدفه «اتخاذ الخطوات والتدابير الضرورية الكفيلة بإيقاف مسلسل الانهيار المستمر لصحفنا»، كما ورد في بيان التأسيس. وأشاد البيان بـ«الدور الريادي الذي تمثله الصحافة العراقية في إرساء قيم الديمقراطية وبناء دولة المؤسسات».
وندد البيان، بما سماها «إرادة مضادة تمنع أي حل وتسعى في الباطن لانهيار الصحف استجابة لدوافع سياسية فاسدة لا يسرها انتعاش الصحافة التي كانت وما زالت مصدر قلق لها لما تقوم به من دور كبير في كشف فسادها وتسليط الضوء على إخفاقاتها»، معتبراً أن تلك الإرادة سعت، خلال العامين الأخيرين إلى عرقلة الجهود الرامية للتوصل إلى «حلول موضوعية ونافعة للأزمة التي تمر بها الصحف العراقية دون استثناء».
ويشير مالك ورئيس تحرير جريدة الدستور وأحد المؤسسين للاتحاد الجديد باسم الشيخ، إلى أن سبب تأسيس الاتحاد ناجم عن «عدم وجود جهة قطاعية تنظم عمل الصحف وأصحابها وتدافع عن استحقاقاتهم، مقابل تغول الفساد وعدم وجود عدالة وتكافؤ في الفرص».
ويرى الشيخ في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «نقابة الصحافيين العراقيين معنية بالصحافيين وليس بأصحاب الصحف، وبعضهم غير صحافي أصلاً، لذلك أردنا أن نفصل الأمر».
ويؤكد الشيخ أن الأزمة الطاحنة التي تمر بها الصحف الورقية أدت إلى تراجع مخيف في نوعية المنشور وعدد الصحافيين العاملين في الصحيفة، حيث «ألغت أغلب الصحف ملاحقها اليومية والأسبوعية وقامت بتسريح أكثر من نصف العاملين».
وعن الطريقة التي يمكن أن تقوم بها الدولة لمساعدة الصحف المهددة بالإغلاق، يقول الشيخ: «يمكن للدولة أن تعطينا قروضاً مالية مستردة، وذلك يجعلنا في حل من التبعية، لا نريد أن نستجدي أحداً، وبالتالي نجازف باستقلاليتنا، إنما نطالب بما يمنحه القانون لنا، ويمكن أن نقوم باستثمار تلك القروض عبر إنشاء مطابع أو غيرها».
- ضعف الاستثمار
يعتقد الشيخ أن المشكلة الصحافة الحقيقية «ضعف الاستثمار وسوق الإعلان كذلك، إلى جانب تواطؤ الإرادة السياسية والفساد، لقد تراجعت مدفوعات الإعلان بشكل مخيف وتحولت من الملايين إلى الملاليم».
ويشير الشيخ إلى أن «مشكلة التوزيع» واحدة من أهم مشكلات الصحافة العراقية، وبرأيه فإن «الجريدة الورقية في دول العالم هي من تذهب للقارئ، فيما يذهب القارئ في العراق إلى الجريدة، نظراً لضيق مساحة التوزيع وعدم توفر الجريدة في مناطق وأماكن كثيرة».
ويعترف الشيخ بأن ما تمر به الصحافة العراقية، جزء من مشكلة عربية وعالمية تواجهها الصحافة الورقية، لكنه يعتقد أن بالإمكان تجاوز المشكلة، فالقارئ العراقي والعربي يرتبط بـ«علاقة عاطفية مع المنشور الورقي حتى الآن، رغم ما أنتجته الأجهزة الحديثة ووسائل إعلامها من تأثير كبير للصحافة».
ونجاح الصحيفة يعتمد اليوم برأيه على «تقديم مضمون جيد والعمل على الصحافة الاستقصائية وتدعيم الصحيفة بكتاب أعمدة من طراز جيد إلى جانب الاستفادة من القدرات الكبيرة التي تتيحها مواقع التواصل المتنوعة».
يشار إلى أن العراق يعد من بين أكثر مناطق العالم خطورة بالنسبة للعمل الصحافي، وبحسب إحصائيات أجراها «مرصد الحريات الصحافية»، في وقت سابق، فإنه ومنذ عام 2003، قتل 277 صحافياً عراقياً وأجنبياً من العاملين في المجال الإعلامي، من ضمنهم 164 صحافياً و63 فنياً ومساعداً إعلامياً لقوا مصرعهم أثناء عملهم الصحافي.


مقالات ذات صلة

تونس والسنغال تتراجعان في تقرير «مراسلون بلا حدود» السنوي لحرية الصحافة

العالم العربي تونس والسنغال تتراجعان في تقرير «مراسلون بلا حدود» السنوي لحرية الصحافة

تونس والسنغال تتراجعان في تقرير «مراسلون بلا حدود» السنوي لحرية الصحافة

أظهر التقرير السنوي لحرية الصحافة لمنظمة «مراسلون بلا حدود»، اليوم الأربعاء، أن تونس والسنغال كانتا من بين الدول التي تراجعت في الترتيب، في حين بقيت النرويج في الصدارة، وحلّت كوريا الشمالية في المركز الأخير. وتقدّمت فرنسا من المركز 26 إلى المركز 24.

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم غوتيريش يندد باستهداف الصحافيين والهجوم على حرية الصحافة

غوتيريش يندد باستهداف الصحافيين والهجوم على حرية الصحافة

ندّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم (الثلاثاء)، باستهداف الصحافيين، مشيراً إلى أنّ «حرية الصحافة تتعرّض للهجوم في جميع أنحاء العالم». وقال في رسالة عبر الفيديو بُثّت عشية الذكرى الثلاثين لـ«اليوم العالمي لحرية الصحافة»، إن «كلّ حرياتنا تعتمد على حرية الصحافة... حرية الصحافة هي شريان الحياة لحقوق الإنسان»، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أن «حرية الصحافة تتعرّض للهجوم في جميع أنحاء العالم»، مشيراً إلى أنّه «يتمّ استهداف الصحافيين والعاملين في الإعلام بشكل مباشر عبر الإنترنت وخارجه، خلال قيامهم بعملهم الحيوي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم صحافي ليبرالي في الصين يواجه تهمة «التجسس»

صحافي ليبرالي في الصين يواجه تهمة «التجسس»

ذكرت جمعية تعنى بالدفاع عن وسائل الإعلام أن تهمة التجسس وجهت رسمياً لصحافي صيني ليبرالي معتقل منذ عام 2022، في أحدث مثال على تراجع حرية الصحافة في الصين في السنوات الأخيرة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». كان دونغ يويو، البالغ 61 عاماً والمعروف بصراحته، يكتب افتتاحيات في صحيفة «كلارتي» المحافظة (غوانغمينغ ريباو) التي يملكها الحزب الشيوعي الحاكم. وقد أوقف في فبراير (شباط) 2022 أثناء تناوله الغداء في بكين مع دبلوماسي ياباني، وفق بيان نشرته عائلته الاثنين، اطلعت عليه لجنة حماية الصحافيين ومقرها في الولايات المتحدة. وقالت وزارة الخارجية اليابانية العام الماضي إنه أفرج عن الدبلوماسي بعد استجو

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم العربي المغرب: أربعة من وزراء الإعلام السابقين يرفضون لجنة مؤقتة لمجلس الصحافة

المغرب: أربعة من وزراء الإعلام السابقين يرفضون لجنة مؤقتة لمجلس الصحافة

بدا لافتاً خروج أربعة وزراء اتصال (إعلام) مغاربة سابقين ينتمون إلى أحزاب سياسية مختلفة عن صمتهم، معبرين عن رفضهم مشروع قانون صادقت عليه الحكومة المغربية الأسبوع الماضي، لإنشاء لجنة مؤقتة لمدة سنتين لتسيير «المجلس الوطني للصحافة» وممارسة اختصاصاته بعد انتهاء ولاية المجلس وتعذر إجراء انتخابات لاختيار أعضاء جدد فيه. الوزراء الأربعة الذين سبق لهم أن تولوا حقيبة الاتصال هم: محمد نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب «التقدم والاشتراكية» المعارض، ومصطفى الخلفي، عضو الأمانة العامة لحزب «العدالة والتنمية» المعارض أيضاً، والحسن عبيابة، المنتمي لحزب «الاتحاد الدستوري» (معارضة برلمانية)، ومحمد الأعرج، عضو

«الشرق الأوسط» (الرباط)
المشرق العربي «الجامعة العربية» تنتقد «التضييق» على الإعلام الفلسطيني

«الجامعة العربية» تنتقد «التضييق» على الإعلام الفلسطيني

انتقدت جامعة الدول العربية ما وصفته بـ«التضييق» على الإعلام الفلسطيني. وقالت في إفادة رسمية اليوم (الأربعاء)، احتفالاً بـ«يوم الإعلام العربي»، إن هذه الممارسات من شأنها أن «تشوّه وتحجب الحقائق». تأتي هذه التصريحات في ظل شكوى متكررة من «تقييد» المنشورات الخاصة بالأحداث في فلسطين على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما في فترات الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

السعودية على درب التحضير لـ«إكسبو 2030»

الموضوع العام الذي سينعقد «إكسبو الرياض 2030» على ضوئه يحمل رؤية المملكة وهو «تخيل الغدّ» (موقع إكسبو الرياض 2030)
الموضوع العام الذي سينعقد «إكسبو الرياض 2030» على ضوئه يحمل رؤية المملكة وهو «تخيل الغدّ» (موقع إكسبو الرياض 2030)
TT

السعودية على درب التحضير لـ«إكسبو 2030»

الموضوع العام الذي سينعقد «إكسبو الرياض 2030» على ضوئه يحمل رؤية المملكة وهو «تخيل الغدّ» (موقع إكسبو الرياض 2030)
الموضوع العام الذي سينعقد «إكسبو الرياض 2030» على ضوئه يحمل رؤية المملكة وهو «تخيل الغدّ» (موقع إكسبو الرياض 2030)

قبل عام بالتمام والكمال، فازت الرياض، بتفوق، بتنظيم المعرض الدولي لعام 2030 وسط حالة من البهجة والسرور في الداخل والخارج ووسط حضور إعلامي استثنائي، نادراً ما شهد مثله المكتب العالمي للمعارض الذي استعاض بهذه المناسبة عن مكاتبه الباريسية الضيقة بقصر المؤتمرات في مدين «إيسي ليه مولينو» الواقعة على المدخل الغربي الجنوبي للعاصمة الفرنسية.

والثلاثاء، كان المكتب على موعد مع جمعيته العمومية الـ175، والاجتماع السنوي الذي ضم ممثلين عن أعضائه الـ184 لم يكن للإعلان عن فوز دولة جديدة بأي من المعارض بأنواعها الأربعة التي ينظمها المكتب الدولي، بل كان الغرض الأول منه الاستماع لوفد اليابان ليعرض التقدم الذي تحقق على درب تنظيم المعرض الدولي المقبل في مدينة أوزاكا ما بين 13 أبريل (نيسان) و13 أكتوبر (تشرين الأول) 2025. من هنا، كان الحضور الكاسح لوسائل الإعلام اليابانية والوفد الرسمي الكبير الذي جاء لفرنسا بهذه المناسبة. ولم يكتف الوفد الياباني بالكلمات التفصيلية بل قرن ذلك بثلة من أفلام الفيديو التي تشرح طموحات أوزاكا.

عبد العزيز الغنام المدير العام لإكسبو الرياض 2030 متحدثاً في الجمعية العمومية للمكتب الدولي للمعارض (الشرق الأوسط)

بيد أن الجمعية العمومية كانت أيضاً على موعد مع وفد المملكة السعودية ليعرض خططه والخطوات التنظيمية التي اجتازتها الرياض التي ما زال أمامها خمسة أعوام قبل الاستحقاق الكبير.

ووقعت المهمة على عاتق عبد العزيز الغنام، المدير العام لـ«إكسبو الرياض 2030» ليلقي كلمة ركز من خلالها على التوجهات الثلاثة الرئيسية التي تعمل الهيئة على تحقيق تقدم بشأنها، تاركاً التفاصيل لمتكلمين جاءوا بعده إلى المنصة. وفي المقام الأول، أشار الغنام إلى أن مدينة الرياض «أطلقت برنامجاً محدداً لتهيئة المدينة، وذلك من خلال دراسة أفضل الممارسات التي اتبعتها الجهات التي استضافت معارض إكسبو في السابق، وحددت المجالات الرئيسية للاستعداد للحدث الكبير». وأضاف الغنام: «أطلقنا، إضافة إلى ما سبق، دراسة لتقييم قدرة الرياض على المدى الطويل في عام 2030 والقيام بالاستثمارات اللازمة». وفي المقام الثاني، أفاد الغنام بأن المملكة «على المسار الصحيح لتقديم ملف التسجيل (للمكتب) لمراجعته بحلول أوائل عام 2025». وزاد: «نحن، في الوقت نفسه، نحرز تقدماً سريعاً حتى نكون جاهزين لتوقيع اتفاقية المقر بمجرد تسجيل إكسبو رسمياً». وأخيراً، وفي المقام الثالث، أشار الغنام إلى تطورات عمل الهيئة المنظمة: «بناءً على ملاحظاتكم ومساهمات كبار الخبراء، قمنا بتنقيح وتحسين موضوعنا العام ومواضيعه الفرعية ومخططنا الرئيسي وشعار إكسبو 2030 الرياض». واختتم كلمته بالقول إن «إكسبو الرياض 2030 ملك لنا جميعاً ونحن ملتزمون بتعميق شراكتنا معكم في كل خطوة على الطريق، بينما نواصل هذه الرحلة الرائعة معاً».

وكانت الكلمة الثانية لغيدا الشبل، من الهيئة المنظمة للمعرض، التي ركزت كلمتها على ما حققته الهيئة «لكسب ثقة المكتب ومواصلة الجهود لتقديم معرض غير مسبوق». وفي كلمتها، تناولت الشبل ثلاث نقاط؛ أولاها هيكلة حوكمة إكسبو. وفي هذا السياق، أشارت الشبل إلى أن «اللجنة العليا لإكسبو ستعمل، على أعلى مستوى، برئاسة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء على ضمان استمرار إكسبو بوصفه أولوية وطنية وقصوى للمملكة».

وأضافت: «ستتولى شركة تطوير إكسبو الرياض، التي أسسها صندوق الاستثمارات العامة، الإشراف على جميع مراحل إكسبو 2030 الرياض من أجل مواءمة الأهداف الاستراتيجية مع الأنشطة التشغيلية. وأخيراً، سيواصل المفوض العام لإكسبو 2030 تنسيقه الوثيق مع المكتب الدولي للمعارض، وسيمثل حكومة المملكة في جميع الأمور المتعلقة بإكسبو». وأشارت أيضاً إلى أن شركة تطوير إكسبو الرياض، التي أسسها صندوق الاستثمارات العامة، «ستتولى الإشراف على جميع مراحل إكسبو 2030 الرياض من أجل مواءمة الأهداف الاستراتيجية مع الأنشطة التشغيلية».

كذلك، فصلت الشبل الموضوع العام الذي سينعقد المعرض على ضوئه والذي يحمل رؤية المملكة، وهو «تخيل الغدّ» الذي ينقسم بدوره إلى ثلاثة مواضيع فرعية، وهي موضوع «تقنيات التغيير» وكيف يمكن للابتكار والإنجازات العلمية أن تحدث تغييراً إيجابياً. والموضوع الثاني عنوانه «حلول مستدامة» والمقصود بذلك الأساليب المبتكرة للعمل المناخي والتنمية المستدامة وتجديد النظام البيئي التي تدعم التقدم والإشراف البيئي.

فيما الموضوع الثالث محوره «الازدهار للجميع» بمعنى أن «التقدم الحقيقي تقدم شامل، ويعزز عالماً يكون فيه الازدهار واقعاً يتقاسمه الجميع». وأخيراً، أشارت الشبل إلى حضور الهيئة القوي في معرض أوزاكا وما ستقوم به في هذه المناسبة، كما وجهت الشكر للشريك الياباني لتعاونه. وأعقب ذلك فيلم فيديو قدمه مازن الفلاح يبين ما سيكون عليه المعرض المرتقب.