مكتب العبادي وقيادة العمليات يكذبان مزاعم المالكي و«حزب الله»

رداً على تقارير عن علم بغداد بصفقة «داعش» والحديث عن اتفاق مماثل في تلعفر

جانب من عملية سحب العتاد الثقيل من تلعفر بعد الإعلان رسمياً عن تحريرها أول من أمس (أ.ف.ب)
جانب من عملية سحب العتاد الثقيل من تلعفر بعد الإعلان رسمياً عن تحريرها أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

مكتب العبادي وقيادة العمليات يكذبان مزاعم المالكي و«حزب الله»

جانب من عملية سحب العتاد الثقيل من تلعفر بعد الإعلان رسمياً عن تحريرها أول من أمس (أ.ف.ب)
جانب من عملية سحب العتاد الثقيل من تلعفر بعد الإعلان رسمياً عن تحريرها أول من أمس (أ.ف.ب)

كذّبت رئاسة الوزراء العراقية، أمس، مزاعم جهات لبنانية عن علم الحكومة العراقية باتفاق «حزب الله» اللبناني وعناصر «داعش» في جرود القلمون السورية، ونقلهم إلى الحدود السورية المحاذية لحدود العراق الغربية، كذلك كذّبت قيادة العمليات المشتركة تصريحات أطلقها نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، بشأن اتفاق مماثل مع التنظيم المتطرف في تلعفر.
ونفى المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء سعد الحديثي «نفيا قاطعا» علم الحكومة العراقية باتفاق «داعش» و«حزب الله». وقال الحديثي في بيان إن قناة تلفزيونية لبنانية ووكالة أنباء إيرانية تداولتا «أخبارا كاذبة وملفقة، حول علم الحكومة العراقية بالاتفاق الذي حصل لنقل مئات من عناصر داعش الإرهابي إلى مدينة البوكمال بمحاذاة الحدود العراقية».
وأضاف الحديثي: «في الوقت الذي ننفي فيه نفيا قاطعا صحة هذه الأنباء، ونأسف لاعتماد معلومات خاطئة وأخبار كاذبة في التعامل مع موضوع حساس يمس الأمن الوطني العراقي، فإننا نؤكد أن العراق لم يكن على علم بهذا الاتفاق، ولم نطلع عليه، ولم يؤخذ رأي الحكومة العراقية فيه، وحدث بعيدا عنا بشكل كامل».
ودعا الحديثي، وسائل الإعلام إلى «توخي الدقة في نقل المعلومة، ‏وعدم اللجوء إلى تضليل الرأي العام، وخلط الأوراق بصورة تتنافى مع مواثيق ومعايير العمل الإعلامي المهني».
وفي تكذيب آخر له صلة بملف اتفاق نقل «دواعش» جرود القلمون، عبّرت قيادة العمليات المشتركة التي تقود المعارك ضد «داعش» عن «أسفها الشديد» لمزاعم أطلقها نائب الرئيس نوري المالكي بشأن عدم مقاتلة الجنود العراقيين في معركة قضاء تلعفر، في محافظة نينوى التي انتهت بإعلان القيادة العراقية، أول من أمس، الانتصار النهائي على عناصر التنظيم المتطرف فيها، ذلك أن المالكي أراد، عبر بيان صادر، تبرير اتفاق «حزب الله» و«داعش»، من خلال الزعم بأن اتفاقا مماثلا جرى بين القوات العراقية المختلفة ومقاتلي «داعش» في تلعفر.
وأكدت خلية الإعلام الحربي التابعة لقيادة العمليات، في بيان، أن القوات العراقية بكل تشكيلاتها من الجيش والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي «قاتلت (الدواعش) في تلعفر ببطولة فائقة وكالبنيان المرصوص، وقدموا التضحيات، مما أرعب (الدواعش) ودفعهم إلى الانهيار أمام زحف الأبطال». وأضافت الخلية: «ننفي بشكل قاطع ما صرحت به بعض الجهات، وللأسف الشديد، بأن أبطال العراق لم يقاتلوا، وزعموا أن هناك اتفاقا ليبرروا ما حصل في سوريا».
وخلص البيان إلى التشديد على أن القوات العراقية هي التي قامت بـ«طرد الإرهابيين من المحافظات العراقية، وقتلتهم وأذاقتهم مر الهزيمة، وستستمر بسحق رؤوس (الدواعش) ومن يساندهم، حتى يتحرر آخر شبر من الأرض العراقية، ويعود النازحون إلى بيوتهم معززين مكرمين».
ووعدت قيادة العمليات المشتركة بتقديم إيجاز تفصيلي لوسائل الإعلام، عن كل الفعاليات العسكرية التي تمت في عملية تحرير قضاء تلعفر، وبيان تفاصيل وحجم الخسائر التي تكبدها تنظيم داعش.
وكان المالكي الذي يرأس «ائتلاف دولة القانون»، الذي ينتمي إليه العبادي، أصدر بيانا، أول من أمس، انتقد فيه المهاجمين لاتفاق «حزب الله» و«داعش»، وأشار إلى أن «تلعفر لم تحرر بقتال، إنما باتفاق». الأمر الذي أثار حفيظة قيادة العمليات، ودفعها إلى إصدار تكذيب لأقوال المالكي. واتهم المالكي، في البيان، من وصفهم بـ«الجهلاء» بقيادة «حملة عدائية» ضد الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني حسن نصر الله، على خلفية الاتفاق الأخير مع تنظيم داعش، معتبرا أن الاتفاق جزء من استراتيجية المعركة ضد الإرهاب، وأن الحديث عن دير الزور والبوكمال «شأن سوري وليس عراقيا». مشيرا إلى أن «القرار الذي اتخذه (حزب الله) قرار صائب».
وتساءل المالكي في بيانه قائلا: «السؤال الأهم: من سمح للمئات من (داعش) بالانسحاب من تلعفر وبطوابير، بعد أن سلموا أسلحتهم إلى قوات البيشمركة، حتى علم الجميع أن تلعفر لم تحرر بقتال إنما باتفاق، وهنا أيضا نحترم إرادة القائد الميداني وطريقة معالجة المواقف ميدانيا؛ لأنه يرى ما لا يراه المراقب».
يشار إلى أن أغلب القوى السياسية الشيعية انتقدت اتفاق «حزب الله» و«داعش»، وفي مقدمة تلك الشخصيات رئيس الوزراء حيدر العبادي، رفيق المالكي في حزب «الدعوة» و«ائتلاف دولة القانون». ولم تصدر عن القوى الشيعية مواقف مؤيدة للاتفاق، باستثناء الشخصيات القريبة من المحور الإيراني وفي مقدمتهم المالكي.
وفي هذا السياق، اتهم زعيم «عصائب أهل الحق»، قيس الخزعلي، في خطبة العيد، أمس، الجهات التي ركزت على اتفاق «حزب الله» مع «داعش» من أجل «التغطية» على شمول محافظة كركوك باستفتاء إقليم كردستان. وقال الخزعلي: «البعض قد ركز على قضية الدواعش في البوكمال وتعمد تضخيمها وتفعيلها ليغطي على قضية كركوك».


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.