على قدم واحدة، يسير محمد السلك الذي قدم من فلسطين إلى مكة المكرمة، ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين لذوي شهداء فلسطين.
السلك يعيش هذه المعاناة منذ ثلاثة أعوام، بعد أن بترت قدمه جراء قصف جوي إسرائيلي لحيهم في غزة، ليحل الحزن بين جوانحه طوال تلك الفترة ولا يبدده إلا وصوله إلى المشاعر المقدسة.
يروي الحاج الفلسطيني محمد السلك، تفاصيل واقعة استهداف حي الزيتون في الضفة الغربية بقطاع غزة بقوله: «كانت ليلة مأساوية لما نتج عنها من كارثة إنسانية في عموم الحي، إذ فقدت أبنائي الثلاثة ضمن 30 شخصا استشهدوا من أبناء الحي، ليخيم الظلام على المدينة وتمتلئ الشوارع بالبكاء والأسى جراء العدوان الغاشم على العزل».
السلك صاحب العقود الأربعة تحدث لـ«الشرق الأوسط» بحرقة عن هذه الواقعة التي تركت أثرا في نفسه لافتقاده أبناءه، والتي خفف وطأتها وجوده في أقدس بقاع الأرض مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، لتأدية مناسك الحج ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين «لذوي شهداء فلسطين» قائلا: «إن هذه الاستضافة لتأدية الركن الخامس لها الأثر الكبير في تخفيف معاناتي والظروف التي أمر بها، خصوصا أننا نلقى كل الاهتمام والرعاية من جميع الجهات المعنية بالحج والمسؤولين في البرنامج»، مشيرا إلى أن ما وجده كان يفوق تصوره وتخيله إلى جانب زوجته خالدية عمر السلك (30 عاماً) التي ترافقه في أداء الحج.
الحاج محمد السلك الذي فقد قدمه اليسرى جراء القصف تلك الليلة إضافة إلى 59 شخصا بترت أجزاء من أجسامهم إثر تعرضهم لشظايا المقذوفات، ذكر أنه لم يشعر بأي معاناة لدى وصوله إلى السعودية، إذ قوبل بالترحاب البالغ قياسا بما شاطره مع أسرته عند خروجه من منزله الكائن بغزة متوجها إلى المشاعر المقدسة بعد أن امتدت رحلتهم إلى 25 ساعة قضوا منها 23 ساعة في الطريق قبل بلوغهم العاصمة المصرية القاهرة والمغادرة إلى محافظة جدة بالطائرة التي لم تستغرق سوى ساعتين قبل أن يحط رحاله بمكة المكرمة.
ويطمح الحاج الفلسطيني إلى تركيب طرف صناعي لقدمه، أو توفير كرسي كهربائي له لتسهيل التنقل عليه، مبديا تطلعه أن يكون ذلك في السعودية التي تقف مع جميع الشعوب وتساندهم.
إلى ذلك، قالت الحاجة عكيلة محمود أبو علي (69 عاماً)، إن ما وجدته من خدمات مقدمة للحجاج تفوق التصور، وفوق مستوى الطموح، إذ إن ما قدمه منسوبو برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين إلى «أسر شهداء فلسطين» يدعو الجميع لرفع أكف الدعاء للقيادة السعودية بأن يجزيها الله خير الجزاء عما تقدمه من عمل جليل للحجاج. وأوضحت الحاجة عكيلة، أنها فقدت أحد أبنائها جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي لغزة، بينما أصيب 3 من أبنائها بشظايا المقذوفات التي سقطت عشوائيا وباتوا معاقين، مبينة إلى أن رحلتها للحج برفقة أحد أبنائها خففت من وطأة حزنهم وألمهم.
وأكدت الحاجة نهاد إسماعيل القراز (60 عاماً) القادمة من نابلس بفلسطين، أن المكرمة الملكية باستضافتهم لأداء مناسك الحج كانت بلسما لجروحها وعونا لها بعد استشهاد أحد أبنائها وإصابة ثلاثة آخرين.
ويقدر عدد الحجاج الفلسطينيين الذين استضافهم برنامج ضيوف خادم الحرمين بقرابة 1000 شخص من بينهم نحو 500 من داخل غزة، ويجري توصيلهم بالتنسيق مع سفارة خادم الحرمين في مصر.
5:19 دقيقة
مصاب غزاوي ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين
https://aawsat.com/home/article/1012681/%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8%A8-%D8%BA%D8%B2%D8%A7%D9%88%D9%8A-%D8%B6%D9%85%D9%86-%D8%A8%D8%B1%D9%86%D8%A7%D9%85%D8%AC-%D8%B6%D9%8A%D9%88%D9%81-%D8%AE%D8%A7%D8%AF%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%85%D9%8A%D9%86
مصاب غزاوي ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين
يستضيف 1000 فلسطيني
- جدة: إبراهيم القرشي
- جدة: إبراهيم القرشي
مصاب غزاوي ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة