مواجهات مرتقبة بين انقلابيي اليمن وقودها «الخطف والاغتيالات»

خبير أمني: كتائب حوثية لاقتحام مواقع «المؤتمر» للسيطرة على ما تبقى من صنعاء

TT

مواجهات مرتقبة بين انقلابيي اليمن وقودها «الخطف والاغتيالات»

وسط تفاقم حالة الاشتباك الحاصلة بين شركاء الانقلاب في اليمن (قوات علي عبد الله صالح وميلشيات الحوثيين)، تسود حالة من الهدوء الحذر في صنعاء في ظل توقعات بأخذ شكل المواجهات بين الطرفين شكلا آخر، قد يصل إلى اعتماد استراتيجية خطف وتصفية الخصوم وخصوصا من يتولون قيادة المفاصل الحساسة.
وطبقا للأنباء الواردة من هناك، فإن الحوثيين يخططون لإسقاط المدخل الجنوبي للعاصمة صنعاء والسيطرة عليه، ليبسطوا كامل سيطرتهم على المدينة ويقصون أتباع صالح من مواقعهم.
وحول جديد الخلافات التي تضرب أطنابها بين طرفي الانقلاب في اليمن، تحدث الخبير الأمني والسياسي اليمني محمد الولص، بأن المعلومات الواردة من اليمن تفيد بأن الحوثيين باتوا مسيطرين على صنعاء وطوق صنعاء بنسبة 70 في المائة خصوصا في مناطق الشمال والغرب والشرق، فيما تنحصر سيطرة أتباع صالح على مداخل المدينة الجنوبية فقط.
وفي حديث مع «الشرق الأوسط»، أوضح الولص أن هناك أسبابا رئيسية أدت للخلافات القائمة بين طرفي الانقلاب، يأتي في مقدمتها سيطرة الحوثيين دون حزب المؤتمر الشعبي العام على الموارد المالية التي تقدر بمليارات الريالات، فضلا عن بسط الميليشيا المسلحة سيطرتها الكاملة على كل المؤسسات الحكومية والوزارات الخاضعة للانقلاب، عبر ما يسمى «مشرفي ميلشيات الحوثي»، حيث أصبح المسؤولون من الوزراء ورؤساء الهيئات من حزب المؤتمر الشعبي العام وحزب صالح الانقلابي من دون قرار ومن دون صلاحيات، علاوة على سيطرة الحوثيين على كل صلاحيات المجلس السياسي الأعلى الانقلابي، إذ بات تمثيل حزب المؤتمر التابع لصالح «شكليا».
ومن الأسباب المؤدية إلى نشوب الخلافات بين طرفي الانقلاب، يقول الولص إن «حالة التذمر الكبيرة لدى صالح وحزبه من تصرفات وتجاهل الحوثي لهم خصوصاً في مواقف وقضايا كبيرة ومشتركة بينهم؛ ومنها تفاوض جماعة الحوثي بانفراد في ظهران الجنوب دون أن يكون لعلي صالح أي علاقة بذلك، فضلا عن تفاوض جماعة الحوثي في سلطنة عمان مع وزير خارجية أميركا السابق بانفراد دون وجود ممثل عن صالح».
وبدت إرهاصات شكل المواجهة المتوقعة بين طرفي الانقلاب في اليمن، بادية مع ما حصل عشية 27 أغسطس (آب) الماضي من اعتراض الحوثيين، لنجل علي عبد الله صالح وقتل أحد ضباط الحرس الخاص به خالد أحمد الرضي، الذي وصفه الولص بـ «رسالة قوية من الحوثيين لصالح وحزبه».
ومن وجهة نظر الباحث الأمني والسياسي اليمني فإن المواجهة المسلحة بين حلفاء الانقلاب قادمة لا محالة، وإن القضية في ذلك هي «قضية وقت فقط»، متحدثا عن أن الحوثيين اتخذوا مواقع هجومية بعد رفع الاستنفار العسكري والأمني في كل شوارع وأحياء صنعاء وفي مداخل المدينة والجبال المحيطة بها من الشمال والغرب.
ويشير الباحث محمد الولص، إلى أن المعلومات الواردة من صنعاء تقول إن جماعة الحوثيين وضعت عدة خطط للتعامل مع الوضع في العاصمة بعد التطورات الأخيرة، ومنها «تخصيصها عدة كتائب تكون مهمتها اقتحام المواقع العسكرية الأساسية التي ما زالت بيد صالح مثل (موقع ريمة حميد أهم موقع عسكري واستراتيجي عند علي صالح - مخازن جبل النهدين - مواقع ومخازن جبل نقم والحشاء - مواقع في معسكر ضبوه التابع للحرس - مخازن أسلحة علي عبد الله صالح في بيت الأحمر في مسقط رأسه في سنحان وفي بيت مقوله)».
ومن بين خطط ميليشيا الحوثي التي وضعتها للتعامل مع الوضع الجديد، بحسب الولص: «تخصيصها مجاميع حوثية لاختطاف واعتقال قيادات حزبية وقبلية تتبع علي صالح في صنعاء وذمار وعمران ووضعهم»، إضافة إلى «تشكيلهم مجاميع مهمتها اغتيالات وتصفيات جسدية واقتحامات بيوت لشخصيات مهمة من أذرع علي عبد الله صالح».


مقالات ذات صلة

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

تحليل إخباري ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.