يوم مع «نيويورك تايمز»

اجتماع تحرير «مهووس» بترمب... وعلاقة متكافئة بين النسخة الورقية والإلكترونية

طاقم الصحيفة أثناء إعلان نتائج جوائز «بوليتزر» (نيويورك تايمز)
طاقم الصحيفة أثناء إعلان نتائج جوائز «بوليتزر» (نيويورك تايمز)
TT

يوم مع «نيويورك تايمز»

طاقم الصحيفة أثناء إعلان نتائج جوائز «بوليتزر» (نيويورك تايمز)
طاقم الصحيفة أثناء إعلان نتائج جوائز «بوليتزر» (نيويورك تايمز)

لطبعة «نيويورك تايمز» الدولية مكان دائم على مكتبي، ولموقعها الإلكتروني حصة أكثر الزيارات على جهازي. تحقيقاتها تلهمني، ومن تقاريرها تلد بعض أفكار موادي. لطالما أردت زيارة مقرها للتعرف عن كثب على ما يحدث وراء الكواليس. وبالفعل، سنحت لي الفرصة بقضاء يوم هناك.
وفي تمام الساعة التاسعة صباحا، أنزلني تاكسي نيويورك الأصفر أمام ناطحة سحاب على الجادة الثامنة بحي مانهاتن وعلى مقربة من «تايمز سكوير». تناسيت الضجيج والسياح من حولي وتركزت أنظاري على المبنى الرمادي الضخم الذي كتب عليه «النيويورك تايمز»، وثم دخلت إلى صالة الاستقبال. جدران برتقالية صارخة ومساحة شاسعة من دون أي كرسي. الموظفون بشوشون. أصدروا لي تذكرة دخول. ومن ثم استقبلتني نائبة رئيس قسم التواصل، داينييل رودز. ركبنا مصعدا مكتظا بالصحافيين إلى طابق التحرير. احتسينا القهوة وتبادلنا أطراف الحديث. وعندما قاربت عقارب الساعة التاسعة والنصف توجهنا إلى غرفة الاجتماعات لحضور اجتماع التحرير الصباحي.
اخترت الجلوس في الخلف، لتتمكن عيناي من مراقبة كل التفاصيل. وسرعان ما بدأ المحررون من شتى الأقسام بالدخول والجلوس في أماكنهم وجرى الاتصال بمكتب الصحيفة في واشنطن ليكون محرروه حاضرين أيضا.
بدأ الاجتماع بتقرير حول المواد الأكثر قراءة على الموقع ورصد لردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي، وسرعان ما تحول التركيز إلى أجندة عمل واشنطن التي يمكن تلخيصها بكلمة واحدة: ترمب. تكلمت محررة من هناك عن أجندة العمل التي تمحورت حول تغريدات ترمب لذلك اليوم، ونشاطاته واجتماعاته. ناقش المحررون تغريدات الرئيس الأميركي بتعمق، وأدلوا بآرائهم وتوقعاتهم عن قراراته وخطواته المقبلة. لم يدر الاجتماع شخص معين، لكن لم يقاطع أحد الآخر. تعاملهم لم يكن رسميا، لكنه اتسم بالمهنية.
منذ تبلور حملته لمنصب الرئاسة، دأبت «نيويورك تايمز» على ملاحقة أخبار ترمب وتوثيق كل تحركاته وتصريحاته المثيرة للجدل على صفحاتها السياسية وأعمدة الرأي. وهنا دخل الطرفان في صراعات يومية ومشادات إعلامية، اختار ترمب «تويتر» لإشعالها والرد على الصحيفة بتغريداته الجريئة. مشاهدات يمكن لأي قارئ ملاحظتها. ومع ذلك، لم أتصور أن يكون دونالد ترمب - أكبر منتقدي «نيويورك تايمز» - هو «ضيف شرف» اجتماعها الصباحي. وهنا تساءلت ما إن كان التركيز على الرئيس الأميركي بهذا القدر في عهد قاطنين آخرين للبيت الأبيض.
قال لي محررون لاحقا إنهم سعيدون جدا أن ترمب يقرأ صحيفتهم بتمعن وإن لديهم 6 مراسلين للبيت الأبيض يغطون تحركات الرئيس الأميركي ويتابعون عن كثب جميع تغريداته. وقال أحدهم، «بعد انتخاب ترمب أصبحت العديد من الأنباء تخرج من واشنطن، ولم نغير مسار تغطيتنا لكن أصبح علينا مواكبة الأخبار وتأثيرها وعلى السياسة المحلية والعالمية».
وبالعودة لاجتماع التحرير، أو ما تبقى منه بعد نقاش ترمب، برز حضور جميع الأقسام، حتى غير السياسية، وكانت إحدى القصص الرئيسية لذلك اليوم دراسة علمية. أقسام الفيديو والصور والأخبار العاجلة كانت لها حصة للكلام أيضا، ما أظهر تناغما بين القسم الورقي والمحتوى الإلكتروني.
أمضيت يوما في إحدى أعرق المطبوعات العالمية. وسنحت لي الفرصة أن أراقب عملها من الصباح. وفيما يلي رصد ومشاهدات.
- هوية توحد النسخة الورقية والموقع الإلكتروني
«كان تركيز اجتماع الصفحة الأولى سابقاً على النسخة الورقية. لكن الأمور تغيرت الآن، وبات التركيز على المواد التي تستحق النشر على الصفحة الرئيسية بالموقع الإلكتروني»، هكذا يقول رونالد كابوتو نائب رئيس قسم الخدمات الورقية لدى الصحيفة. لكن يضيف لي بثقة وهدوء: «الطبعة الورقية ما زالت مهمة لنا. ولقسم الإخراج حصة في ذلك الاجتماع، حيث يحضر محرر الصور لإبراز اللقطات التي تستحق انتقاءها». العلاقة ما بين النسخة الورقية والموقع الإلكتروني في الصحيفة واضحة ووثيقة. شعارها التعاون وليس المنافسة، خصوصا أن فريق التحرير ذاته مسؤول عن النسخة الورقية، والإلكترونية.
«نيويورك تايمز» واكبت التقدم التكنولوجي بموقعها، لكنها اختارت الحفاظ على نسختها الورقية التي لا يزال يقرأها الملايين حول العالم. وعلى مر العقود، استطاعت الصحيفة أن تكون هوية خاصة بها، تميزها عن غيرها. وأتاحت حقبة الصحافة الإلكترونية الفرصة لها لتوسع نشر تلك الهوية الجدلية. فعلى سبيل المثال، أصبحت النشرة الصوتية (Podast) اليومية التي تقدمها «نيويورك تايمز» جزءاً لا يتجزأ من يوم أكثر من 700 ألف مستمع.
كل شيء تنشره الطبعة الورقية - باستثناء الأعداد الخاصة التي تصدر بمناسبات معينة كعدد صادر للأطفال في 14 مايو (أيار) 2017 - ينشر أيضاً على الموقع الإلكتروني. لكن الموقع الإلكتروني يتوسع في تغطيته الأخبار والنشر الدوري خلال ساعات النهار والليل يضمن توفير أحدث الأنباء للقراء. وعادة، يتم نشر مواد معدلة يعاد تحريرها لتلائم النسخة الورقية.
«لن نتخلى عن طبعتنا الورقية في المستقبل القريب»، يؤكد لي كابوتو، لكنه يضيف: «إلا أنني أستطيع تخيل (نيويورك تايمز) إلكترونية يوما ما». لكن جدير بالذكر أن لدى الصحيفة مليون مشترك بطبعتها الورقية، وملايين القراء الذين يشترونها من الأكشاك.
- قوانين صارمة
إخراج صفحات «نيويورك تايمز» كما في المطبوعات الأخرى تحدده أهمية المقالات والأخبار والإعلانات في العدد. انتقاء الصور والإخراج مهمة كادر التحرير والتركيب معا. القسمان يكملان بعضهما الآخر. وللإبقاء على هوية «نيويورك تايمز»، يلتزم فريق الإنتاج بقوانين صارمة حول الإعلانات. لا يسمحون بالإعلانات الكبيرة على الصفحة الأولى، والإعلانات فوق «المانشيت» ممنوعة.
ثم يتم تخيل الصفحات وتركيبها ثم تحويلها إلى 27 مطبعة في الولايات المتحدة. الصحيفة تملك مطبعة واحدة فقط، ومتعاقدة مع المطابع الأخرى التي تملكها الجرائد المحلية في شتى الولايات الأميركية.
يدخل كابوتو عامه الـ32 مع الصحيفة. وعن مسيرته يقول: «الطباعة والتوزيع لم يتغيرا كثيرا في العقد الأخير، حيث شهدنا التغيير الأكبر في مطلع تسعينات القرن الماضي». ويضيف: «كنا نملك مطبعتين آنذاك، وثم أدخلنا التكنولوجيا التي استبدلت الطباعة اليدوية».
ويكشف كابوتو أنه حتى عام 1993، كانت صفحات الجريدة غير ملونة. ويضيف: «ثم قررنا إضافة اللون في ملاحق الأحد، وفي عام 1997 أصبحت بعض الصفحات اليومية ملونة أيضا، منها الأولى والأخيرة». ويستبعد كابوتو أن يتحول العدد إلى ملون كلياً، لأن التكاليف باهظة وسوق الإعلانات في الولايات المتحدة يتراجع.
- تحدي الدقة والسرعة
سألت القسم الإلكتروني ما إن كانت أولويتهم أن يكونوا السباقين في نشر الخبر، أم المصدر الدائم للأخبار الدقيقة فقالوا: «نطمح إلى تحقيق البندين، لكننا لا ننشر أخبارا عاجلة إلا عند التأكد منها».
يعمل في الصحيفة أكثر من 1350 صحافيا. وفي العام الماضي، استطاعوا تغطية الأحداث كمراسلين في أكثر من 150 دولة. كل تلك خطوات تبذلها «نيويورك تايمز» لمحاربة «الأخبار الكاذبة». ولتفادي الملابسات، تجري الصحيفة دائما تحقيقات للتأكد من المعلومات المنشورة وبيانات لتوضيح أي قضايا شائكة أو منقولة عن المطبوعة بتعديلات. للصورة والفيديو أهمية عالية للصحيفة التي تركز على إطلاق محتواها الخاص من قلب الحدث. المراسلون يلتقطون تسجيلات مصورة لتغطية يومياتهم، وفريق الفيديو يعمل على تقارير لتواكب الأخبار اليومية أيضا. التوثيق المرئي يضيف من مصداقية المقالات المنشورة.
- حضور لافت على وسائل التواصل
أدركت «نيويورك تايمز» من وقت مبكر مدى أهمية توظيف وسائل التواصل الاجتماعي لجذب القراء والتفاعل معهم. حساباتها المتعددة على «السوشيال ميديا» تربطها بهم. «انستغرام» يعرض لقطات مصوريها المنتشرين حول العالم، و«تويتر» ينشر أخبارها العاجلة وآخر الأنباء. أما «فيسبوك» يفتح باب النقاش والتفاعل في سلسلة التعليقات على المواد المنشورة. وتعمل جميع تلك الحسابات على استقطاب عدد أكبر من القراء إلى موقع الصحيفة الإلكتروني.
لـ«نيويورك تايمز» 14.4 مليون متابع على «فيسبوك»، 39.1 مليون على «تويتر»، و2.8 مليون على «انستغرام»، تلك الأرقام تجعلها من الصحف المتصدرة عالميا على «السوشيال ميديا». لكن هذه الأرقام ليست هدف الصحيفة الأهم، بل أولويتها توفير تجربة صحافية متكاملة لمتابعيها على أي منبر كان.
يعمل فريق التواصل الاجتماعي لدى الجريدة على تدريب الصحافيين على مهارات السوشيال ميديا. كما سعت الصحيفة مؤخراً إلى توظيف تلك المنابر في تغطيتها، خصوصا من مناطق الحدث ولنشر الأخبار العاجلة. وتروج في تغريداتها وتدويناتها لحسابات كتابها. كما تسعى لتوسيع شريحة متابعيها الدولية بنشر مواد مترجمة تصل إلى القراء العرب وغيرهم.
- قسم الأخبار الدولية
عمل قسم الأخبار الدولية اليومي منتظم ومتناغم مع المكاتب الخارجية. يسلم المراسلون من حول العالم مقترحاتهم لمحرري الشؤون الدولية لمناقشتها في اجتماع التحرير، ومن ثم تتبلور المحاور وتسلم إرشادات للمراسل.
المقترحات ليست سياسية بحتة، بل تشمل التحقيقات الاجتماعية والثقافية وغيرها. لدى «نيويورك تايمز» اليوم 75 مراسلا حول العالم، أكثر من أي وقت مضى. يتوزعون في شتى مناطق العالم، ويتنقلون بين الدول، حيث يجرهم الحدث. موظفو الصحيفة في منطقة الشرق الأوسط يعملون من أبوظبي وبغداد وبيروت والقاهرة وإسطنبول وكابل وطهران. ومنهم مرسلون حربيون يسافرون إلى مدن مجاورة لتغطية المناطق المشتعلة. معظمهم يجيد عدة لغات، وقادر على الترجمة وتدقيق الحقائق. المراسلون مطلعون على الجرائد المحلية في الدول التي يغطونها، ويحرص من في منطقة الشرق الأوسط على قراءة أهم الجرائد اليومية، كصحيفة «الشرق الأوسط».
وتحاول الصحيفة تركيز اعتمادها في المناطق المتنازعة أو المتوترة على طاقمها الدائم للحصول على آخر الأنباء. لكن، في المناطق المغلقة والشديدة الخطورة، تلجأ إلى مراسلين محليين موثوقين. هؤلاء يتسلمون حماية ودعما كاملا من الصحيفة عند تعاونهم معها، كما يخضعون لمعاييرها الصحافية والمهنية، كحال أي مادة تنشرها الجريدة.
الدول التي تضيق بها الحريات الصحافية وتمارس حكوماتها ضغوطات وتشديدات رقابية، لا ترهب مراسلي «نيويورك تايمز». فهم مدربون لاتباع تقنيات موحدة لجمع المعلومات في أي مناخ تعرضوا له. فعلى سبيل المثال، استطاع مراسلهم في الموصل بين سولومون كتابة تحقيقات موسعة عن تحرير الموصل من أيدي «داعش» أثناء تنقله إلى جانب الجيش العراقي. وبعد انتهائه من التقارير، نشرت الصحيفة تقريرا حول تحركاته والمهارات الصحافية التي وظفها في تغطيته... وحماية نفسه. لكن، يعي متحدث باسم القسم الدولي أن العنف فرضية موجودة دائما في أي دولة بالعالم ولذلك، «فإن ضمانة سلامة المراسلين من أكبر التحديات التي يواجهها القسم». ويضيف: «نبذل كل ما في وسعنا لضمان أن مراسلينا ومحررينا آمنون أينما كانوا».
الصحيفة تقوم بترجمة قصص معينة إلى اللغة العربية، وإلى لغات أخرى، لتصل إلى عدد أكبر من القراء. ويكشف المتحدث أن «نيويورك تايمز» تبحث حالياً توسيع نطاق الترجمة إلى لغات مختلفة منها العربية لتشمل عددا أكبر من المقالات والتحقيقات.
- اتفاقيات النشر
صحيفة «الشرق الأوسط» من المطبوعات العالمية التي أبرمت اتفاقية نشر مع «نيويورك تايمز». محتوى الصحيفة الأميركية اللافت، وتحقيقاتها المميزة، ومقالات الرأي بأقلام بارزة من باقة الأسباب التي جعلت جريدة العرب الدولية، ومطبوعات أخرى مهتمة بترجمة مواد «نيويورك تايمز» إلى لغات أخرى ونشرها. طاقم قسم توزيع الأخبار واتفاقيات النشر (Syndication) يتألف من نحو 6 محررين ويتعاونون أيضا مع شركات ترجمة خارجية.
«محتوانا لا يستهدف منطقة واحدة فقط، بل نحاول أن نصل إلى جميع دول العالم»، تقول باتي زونتاغ مديرة القسم. وتضيف: «لدينا موظفون مهنيون يمتازون برؤية واضحة دوليا قادرون على توزيع المواد». ومع أن القسم لا تربطه علاقة مباشرة مع المطبوعات، إلا أن مسؤولية أفراده نشر قائمة الأخبار المتاحة للترجمة وإن رأى المحررون في المطبوعات الأخرى أنها مناسبة لهم، يقومون بترجمتها. وتؤكد زونتاغ أن «نيويورك تايمز» تتعاون «مع المطبوعات العالمية المرموقة، لنتأكد أن تكون الترجمة دقيقة والمادة منشورة بصورة مهنية». وتضيف: «مهمتنا في الجريدة أن نوفر مواد صحافية مثرية ليس للقارئ الأميركي فحسب، بل لجميع قراء العالم، ولذلك شراكات النشر هذه مهمة لنا».
ويعمل قسم الشراكات عن كثب مع كتاب الرأي لتطوير مقالاتهم التي تتم ترجمتها في شتى المطبوعات الأخرى. وتوضح زونتاغ: «نبحث عن كتاب ونستقطب من نرى أن مقالاته ستثري محتوانا، والقائمة تشمل الرواد في مجالاتهم والرؤساء السابقين للدول». وتستطرد: «نتفادى السياسيين الذين يشغلون منصبا، لأن كتاباتهم في معظم الأحيان مقيدة ولا تمثل آراءهم».
-- الصحيفة في سطور
- لم يكن أحد يعتقد بأنّ الإصدار الأول لجريدة «نيويورك تايمز»، سيكون بداية ولادة واحدة من أهم الجرائد العالمية، أو أن يتصوّر بأنّ انطلاقتها ستمهّد لتاريخ مليء بالإثارة والجدل والتفاعلات السياسية.
في عام 1851، احتضن دور علوي مغلق لا نوافذ له تسمح بدخول أشعة الشمس ونورها، في مبنى بمانهاتن في نيويورك، المقر الأول لصدور «نيويورك تايمز» اليومية بصفحاتها الأربع، حيث كان يقبع العاملون مستخدمين الشموع للإضاءة وإنجاز عملهم. من هذا المكان المعتم انطلقت أول نسخة من الجريدة التي أسسها هنري جارفيس ريموند وجورج جونز، في 18 سبتمبر (أيلول)، إلى النور باسم «New York Daily Times». لتتمكن بعد عقود أن تتربّع على عرش الصحافة وتكون الصحيفة الوطنية الأولى في الولايات المتحدة، أي أنّه من الممكن الاعتماد على ما تنشره من أخبار، كإشارة رسمية موثوقة للأحداث المستجدة.
استطاعت «نيويورك تايمز»، أن تحصد منذ تأسيسها 122 جائزة بوليتزر للصحافة، لتتصدر بذلك المركز الأول في عدد الجوائز مقابل الجرائد العالمية.
لقبت بـ«السيدة الرمادية»، وهي تعتبر من أكثر الصحف تأثيراً في العالم. تنشر من قبل سولسبيرغ الابن، وتوزّع في جميع أنحاء العالم. هي ملك لشركة نيويورك تايمز التي تساهم بنشر 15 صحيفة أخرى، منها «الهيرالد تريبيون إنترناشيونال»، و«بوسطن غلوب».
قبل تأسيسها عمل ريموند بصفة نائب لمحافظ ولاية نيويورك، فيما كان جونز الذي جاء من خلفية متواضعة، يعمل بداية شبابه فرّاشا لصاحب جريدة نورثن سبيكتاتور Northern Spectator، وهناك تعرف على هوراس غريلي مؤسس جريدة «نيويورك تريبيون» New York Tribune.
بعد فترة عمل وجيزة مع غريلي قرّر جونز إنشاء جريدة بمشاركة صديقه هنري ريموند. وأصدرا معا صحيفة «نيويورك تايمز» اليومية New York Times Daily، وبالمناسبة صرح ريموند وجونز، بأن «نيويورك تايمز» ستصدر يوميا باستثناء يوم الأحد من كل أسبوع.
في بداية 2017 اشترك 308 آلاف شخص بخدمة الأخبار الإلكترونية في الصحيفة ليكون بذلك العدد الأكبر في التاريخ، فيما وصل عدد المشتركين في خدمات «نيويورك تايمز» الإخبارية 3.2 مليون.
اليوم، بات للصحيفة مشتركون بالنسخة الإلكترونية من 195 دولة مختلفة من العالم.
ووفقا لإحصائيات مايو (أيار)، لديها نحو 97 مليون قارئ في الولايات المتحدة (أكثر من عدد متابعي الـ(سي إن إن) والـ(واشنطن بوست) والـ(هافنغتون بوست). وصل عدد قرائها عالمياً إلى 137 مليونا في مايو الماضي.


مقالات ذات صلة

تونس والسنغال تتراجعان في تقرير «مراسلون بلا حدود» السنوي لحرية الصحافة

العالم العربي تونس والسنغال تتراجعان في تقرير «مراسلون بلا حدود» السنوي لحرية الصحافة

تونس والسنغال تتراجعان في تقرير «مراسلون بلا حدود» السنوي لحرية الصحافة

أظهر التقرير السنوي لحرية الصحافة لمنظمة «مراسلون بلا حدود»، اليوم الأربعاء، أن تونس والسنغال كانتا من بين الدول التي تراجعت في الترتيب، في حين بقيت النرويج في الصدارة، وحلّت كوريا الشمالية في المركز الأخير. وتقدّمت فرنسا من المركز 26 إلى المركز 24.

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم غوتيريش يندد باستهداف الصحافيين والهجوم على حرية الصحافة

غوتيريش يندد باستهداف الصحافيين والهجوم على حرية الصحافة

ندّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم (الثلاثاء)، باستهداف الصحافيين، مشيراً إلى أنّ «حرية الصحافة تتعرّض للهجوم في جميع أنحاء العالم». وقال في رسالة عبر الفيديو بُثّت عشية الذكرى الثلاثين لـ«اليوم العالمي لحرية الصحافة»، إن «كلّ حرياتنا تعتمد على حرية الصحافة... حرية الصحافة هي شريان الحياة لحقوق الإنسان»، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أن «حرية الصحافة تتعرّض للهجوم في جميع أنحاء العالم»، مشيراً إلى أنّه «يتمّ استهداف الصحافيين والعاملين في الإعلام بشكل مباشر عبر الإنترنت وخارجه، خلال قيامهم بعملهم الحيوي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم صحافي ليبرالي في الصين يواجه تهمة «التجسس»

صحافي ليبرالي في الصين يواجه تهمة «التجسس»

ذكرت جمعية تعنى بالدفاع عن وسائل الإعلام أن تهمة التجسس وجهت رسمياً لصحافي صيني ليبرالي معتقل منذ عام 2022، في أحدث مثال على تراجع حرية الصحافة في الصين في السنوات الأخيرة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». كان دونغ يويو، البالغ 61 عاماً والمعروف بصراحته، يكتب افتتاحيات في صحيفة «كلارتي» المحافظة (غوانغمينغ ريباو) التي يملكها الحزب الشيوعي الحاكم. وقد أوقف في فبراير (شباط) 2022 أثناء تناوله الغداء في بكين مع دبلوماسي ياباني، وفق بيان نشرته عائلته الاثنين، اطلعت عليه لجنة حماية الصحافيين ومقرها في الولايات المتحدة. وقالت وزارة الخارجية اليابانية العام الماضي إنه أفرج عن الدبلوماسي بعد استجو

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم العربي المغرب: أربعة من وزراء الإعلام السابقين يرفضون لجنة مؤقتة لمجلس الصحافة

المغرب: أربعة من وزراء الإعلام السابقين يرفضون لجنة مؤقتة لمجلس الصحافة

بدا لافتاً خروج أربعة وزراء اتصال (إعلام) مغاربة سابقين ينتمون إلى أحزاب سياسية مختلفة عن صمتهم، معبرين عن رفضهم مشروع قانون صادقت عليه الحكومة المغربية الأسبوع الماضي، لإنشاء لجنة مؤقتة لمدة سنتين لتسيير «المجلس الوطني للصحافة» وممارسة اختصاصاته بعد انتهاء ولاية المجلس وتعذر إجراء انتخابات لاختيار أعضاء جدد فيه. الوزراء الأربعة الذين سبق لهم أن تولوا حقيبة الاتصال هم: محمد نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب «التقدم والاشتراكية» المعارض، ومصطفى الخلفي، عضو الأمانة العامة لحزب «العدالة والتنمية» المعارض أيضاً، والحسن عبيابة، المنتمي لحزب «الاتحاد الدستوري» (معارضة برلمانية)، ومحمد الأعرج، عضو

«الشرق الأوسط» (الرباط)
المشرق العربي «الجامعة العربية» تنتقد «التضييق» على الإعلام الفلسطيني

«الجامعة العربية» تنتقد «التضييق» على الإعلام الفلسطيني

انتقدت جامعة الدول العربية ما وصفته بـ«التضييق» على الإعلام الفلسطيني. وقالت في إفادة رسمية اليوم (الأربعاء)، احتفالاً بـ«يوم الإعلام العربي»، إن هذه الممارسات من شأنها أن «تشوّه وتحجب الحقائق». تأتي هذه التصريحات في ظل شكوى متكررة من «تقييد» المنشورات الخاصة بالأحداث في فلسطين على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما في فترات الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

المنتدى الروسي الأول لـ«الثقافة والإعلام والرقمنة» لمواجهة هيمنة الغرب

أحد المتكلمين في المنتدى (الشرق الأوسط)
أحد المتكلمين في المنتدى (الشرق الأوسط)
TT

المنتدى الروسي الأول لـ«الثقافة والإعلام والرقمنة» لمواجهة هيمنة الغرب

أحد المتكلمين في المنتدى (الشرق الأوسط)
أحد المتكلمين في المنتدى (الشرق الأوسط)

«إحدى الوظائف الرئيسية لوسائل الإعلام الجديدة تتمثّل في القدرة على توحيد الناس وكسر الحواجز الموجودة بين الثقافات» اختتم المنتدى الأول لـ«الثقافة والإعلام والرقمنة» أخيراً أعماله في موسكو، مطلِقاً آليات لتعزيز التواصل مع المؤسسات الثقافية والإبداعية في عشرات البلدان، بهدف تحويل المنتدى -كما قال منظموه- إلى «منصة فريدة لتبادل الخبرات وتطوير أساليب الابتكار والإبداع في عالم متعدد لا تهيمن عليه الثقافة الغربية وحدها بأساليبها القديمة».

جمع المنتدى، عبر النقاشات التي دارت خلال ورشات العمل «قادة الصناعات الإبداعية من روسيا ودول أخرى، لمناقشة آفاق تطوير الصناعة والمخاطر والفرص التي أحدثها التقدم السريع للتكنولوجيا الجديدة في حياة الناس وإبداعهم».

عاصمة عالمية للإعلام والثقافة

ووفقاً لحكومة العاصمة الروسية موسكو، التي رعت تنظيم المنتدى، فإن من بين أهداف إطلاقه «تحويله إلى فعالية تُنظّم بشكل دوري وتكريس رؤية جديدة للتعاون الثقافي والإعلامي والإبداعي تقودها موسكو». ومن جهتها، رأت رئاسة المنتدى أن موسكو «عزّزت عبره مكانتها بين عواصم الثقافة في العالم، وباتت تجذب انتباه الخبراء في الصناعات الإبداعية والمتخصصين المشهورين من مختلف أنحاء العالم، من الولايات المتحدة وفرنسا إلى الهند والصين». وبهذا المعنى فإن روسيا «ما زالت تحتفظ بهويتها الثقافية، على الرغم من العقوبات والتحديات المعاصرة، بل تمضي قدماً أيضاً نحو تطوير أشكال جديدة من التفاعل في مجالات السينما ووسائل الإعلام الجديدة وغيرها من الصناعات الإبداعية».

وحقاً، جمع منتدى «الثقافة والإعلام والرقمنة» في دورته الأولى متخصصين في مجالات السينما، والألعاب، والإعلام، والتكنولوجيا، والصناعات الإبداعية؛ للبحث عن توازن جديد بين الأهداف التجارية والمصالح العامة، وإمكانيات الآلات وقدرات البشر.

ولمدة يومين، تواصل المشاركون من مختلف دول العالم في ورشات عمل لبحث المواضيع الرئيسة المطروحة التي توزّعت على عدة محاور؛ بينها: اقتصاد وسائل الإعلام الجديدة، والتأثير المتبادل بين وسائل الإعلام الجديدة والسينما، والاتصالات، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن تطوير ألعاب الفيديو، والمساحات الافتراضية، والرياضات الإلكترونية.

تقارب وأرضية مشتركة

رؤية المنتدى تقوم، بالدرجة الأولى، على محاولة تعزيز التقارب والتنسيق من أجل «إيجاد أرضية مشتركة وتطوير أساليب جديدة وفريدة للإبداع بين روسيا ودول مجموعة (بريكس+)» والدول العربية، لا سيما في مجال منصات الثقافات وتشابكها. وبذا لا يُخفي المنظمون الهدف الأساسي المتمثل في محاولة «كسر» الحصار الغربي، والعمل على تشكيل منصة فريدة تُسهم في تطوير حوار دولي بين روسيا وشركائها في الدول العربية والبلدان الأخرى التي تعمل مثل روسيا لإيجاد روابط جديدة للتعاون في ظل التغيّرات السريعة على بيئة المعلومات العالمية.

لذا، رأى المنتدى في جلسات الحوار أن إحدى الوظائف الرئيسة لوسائل الإعلام الجديدة تتمثّل «في القدرة على توحيد الناس، وكسر الحواجز الموجودة بين الثقافات واللغات المختلفة عبر استخدام الشبكات الاجتماعية، والمدوّنات، ومحتوى الفيديو». وعدّ أن تأثير مساحة الإعلام الجديدة يتمثّل أيضاً في إمكانية إنشاء مبادرات مشتركة - مشاريع مشتركة، وأحداث ثقافية، وبرامج تعليمية تهدف إلى تعزيز الروابط وتوسيع آفاق التعاون المتبادل.

برنامج اليوم الأول تضمّن جلسة رئيسة بعنوان «مستقبل التواصل والتواصل من أجل المستقبل»، شاركت فيها نخبة من كبار المخرجين العالميين؛ مثل: أمير كوستوريكا، وأوليفر ستون، استعرضوا خلالها دور السينما في تجاوز الحواجز الثقافية وتعزيز التفاهم بين الشعوب. وفي كلمته، شدّد كوستوريكا على أن «السينما لا تُقاس بقيمتها المالية بقدر ما تحمله من مضامين وأفكار عميقة»، مشيراً إلى تأثير أفلام المخرج أندريه تاركوفسكي التي على الرغم من محدودية مشاهدتها عند إصدارها، اكتسبت قاعدة جماهيرية واسعة على مر الزمن، بفضل طرحها أسئلة جوهرية عن الحياة.

أما ستون فأكد أن «السينما اليوم في مرحلة تطور مستمر، تتضمّن رؤى فنية جديدة وإمكانيات إبداعية متاحة حتى في المدن الصغيرة»، داعياً إلى احتضان هذا التغيير وتقدير الماضي في الوقت ذاته.

الحضور العربي

وفي الجلسات عن العالم العربي، شارك لوبو سيوس مقدم البرامج الحوارية في دبي، وعلي الزكري رئيس قسم التحرير الرقمي في صحيفة «البيان» في دبيّ، وعلا الشافعي رئيسة تحرير صحيفة «اليوم السابع» المصرية، والصحافي اللبناني نبيل الجبيلي. وأكد المنتدى تعزيز الروابط بين الشعوب، كونها تُسهم في خلق أرضية مشتركة وتقديم طرق مبتكرة للإبداع. ورأى المشاركون أن العلاقات بين روسيا ودول «بريكس» لا سيما الدول العربية تستند إلى التفاعل الثقافي وتشابك الثقافات؛ مما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون والإبداع المشترك.

وعن دور السينما، بين وسائل هذا التعاون، فإنها عُدّت جسراً فعّالاً يربط بين العالمين الروسي والعربي. إذ إن الأفلام لا تكتفي بعرض جوانب من حياة شعوب معينة، بل تساعد أيضاً على تجاوز الحواجز اللغوية والثقافية؛ مما يخلق قصصاً عالمية قادرة على التأثير في قلوب المشاهدين في كل مكان.

ومن ثم، تناول المنتدى دور الذكاء الاصطناعي بوصفه أداة واعدة في عملية التأليف والإنتاج السينمائي، بجانب بحث الفرص التي توفرها المنصات الرقمية لتمكين المواهب الشابة.

جانب من الحضور يسجلون اللحظة بهواتفهم الجوّالة (الشرق الأوسط)

منصة مهمة لتبادل الخبرات

مع مشاركة أكثر من 70 متحدثاً من 10 دول، شكّل المنتدى منصة مهمة لتبادل الخبرات وتعزيز التواصل الثقافي بين روسيا والعالم، بما يُسهم في دفع عجلة الابتكار والتنوع في قطاعي الإعلام والسينما العالميين. وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، قال جورجي بروكوبوف، رئيس شركة موسكينو - مركز موسكو السينمائي، إن المنتدى -الأول من نوعه- يُنظّم «في لحظة محورية؛ إذ تعمل أدوات الذكاء الاصطناعي والابتكارات الرقمية على إعادة تشكيل الصناعات الإبداعية بشكل أساسي». وأردف أن «الملعب العالمي بات أكثر توازناً... وظهرت مناطق جديدة، أو عزّزت مناطق، كانت موجودة أصلاً في هذه الصناعة، مكانتها لتتحول إلى مراكز لإنتاج الأفلام والتلفزيون».

وأوضح بروكوبوف أن موسكو استثمرت، بمبادرة من رئيس بلديتها سيرغي سوبيانين، بكثافة في «بناء مجموعات إبداعية عالمية المستوى» في المدينة وإنشاء شبكات تعاون مع مراكز إبداعية مماثلة في جميع أنحاء العالم. ولقد انصب أحد البرامج الأساسية على تطوير صناعة السينما. وتابع أن «مجموعة صناعة الأفلام الروسية وصلت إلى حجم مماثل (من حيث مرافق الإنتاج ومعداتها المتطورة) لتلك الموجودة في كاليفورنيا أو مومباي (...) تتغيّر صناعة الأفلام العالمية بسرعة، ولم يعد الأمر يقتصر على (هوليوود)، النموذج القديم؛ حيث تُملى ثقافة واحدة، والأذواق العالمية تتلاشى». ثم كشف عن أن عدد الأفلام الروائية المنتجة في دول «بريكس» تضاعف أكثر من ثلاث مرات على مدى العقدين الماضيين، في حين ظل عدد الإنتاجات في الغرب ثابتاً إلى حد كبير.

داخل القاعة (الشرق الأوسط)

التطور في «بريكس» ودول الخليج العربي

ومن ثم، أفاد بأن تقنيات الذكاء الاصطناعي تسمح بتكييف المحتوى المتنوع مع السياقات المحلية بسلاسة. وبالنسبة إلى دول مجموعة «بريكس» فإنها، مثل روسيا، «تتطلّع إلى تعزيز التعاون مع القطاع الإبداعي المزدهر في الخليج العربي، بما يمثّل فرصة مثيرة لاستكشاف أسواق جديدة».

وزاد المسؤول أن الأوساط الروسية «تتابع باهتمام كبير ما يحدث في المملكة العربية السعودية. إن تفاني الحكومة في رعاية المواهب وجعل المملكة واحدة من المراكز الإبداعية الرائدة في العالم أمر رائع حقاً. ومن الملهم أن نرى كيف تتحوّل المملكة بسرعة إلى قوة إبداعية عالمية مع الحفاظ على تراثها الثقافي الغني».