اعتداء انتحاري على مسجد في كابل... و«داعش» يتبنى

مسلحون ألقوا عبوات متفجرة ثم اقتحموه أثناء صلاة الجمعة

تواجد أمني قرب موقع المسجد الذي تعرض لتفجير انتحاري أثناء صلاة الجمعة في العاصمة الأفغانية أمس (رويترز)
تواجد أمني قرب موقع المسجد الذي تعرض لتفجير انتحاري أثناء صلاة الجمعة في العاصمة الأفغانية أمس (رويترز)
TT

اعتداء انتحاري على مسجد في كابل... و«داعش» يتبنى

تواجد أمني قرب موقع المسجد الذي تعرض لتفجير انتحاري أثناء صلاة الجمعة في العاصمة الأفغانية أمس (رويترز)
تواجد أمني قرب موقع المسجد الذي تعرض لتفجير انتحاري أثناء صلاة الجمعة في العاصمة الأفغانية أمس (رويترز)

فجر انتحاري نفسه، أمس، في مسجد شيعي في العاصمة الأفغانية كابل، بحسب مسؤولين قالوا إن الهجوم «الإرهابي» متواصل. وقال عبد البصير مجاهد المتحدث باسم شرطة كابل إن انتحارياً «فجر نفسه داخل المسجد»، مضيفاً أنه سجل سقوط «ضحايا».
وقال بشير مجاهد، أحد المتحدثين باسم شرطة كابل لوكالة الأنباء الألمانية، إن الهجوم وقع في مسجد «إمام زمان». وأضاف مجاهد أن عدداً من المسلحين دخلوا المسجد، لكن لم يقدم أي تفاصيل بشأن الضحايا ولا طبيعة الانفجار. وأضاف مجاهد أن الشرطة طوقت المنطقة. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها بعد، لكن الأقلية الشيعية في أفغانستان هدف متكرر لعناصر «داعش». وقال مسؤولون إن شخصين على الأقل قتلا بعد أن هاجم عدد من المسلحين مسجداً شيعياً في كابل. وقال محمد إسماعيل كاوسي، أحد المتحدثين باسم وزارة الصحة العامة لوكالة الأنباء الألمانية إن «سيارات إسعاف كابل نقلت 8 مصابين أيضاً». وأضاف كاوسي أن مستشفيات كابل جاهزة والإسعاف في وضع الاستعداد في منطقة الهجوم لخدمة الضحايا وكان عدد من المسلحين (ثلاثة) طبقاً لوزارة الداخلية، قد اقتحموا المسجد، خلال صلاة الجمعة بدءاً بهجوم انتحاري.
وقال بشير مجاهد، أحد المتحدثين باسم شرطة كابل لوكالة الأنباء الألمانية، إن الهجوم وقع في مسجد «إمام زمان»، وأضاف مجاهد أن الشرطة طوقت المنطقة. وأبلغ شهود عيان «رويترز» أن مسلحين ألقوا عبوات متفجرة ثم اقتحموا المسجد أثناء صلاة الجمعة.
وتبنى تنظيم داعش عبر وكالته الدعائية الهجوم الذي استهدف مسجداً للشيعة في العاصمة الأفغانية كابل، وأسفر عن مقتل شرطيين اثنين وعدد من الجرحى.
وكتبت وكالة «أعماق» الدعائية التابعة للتنظيم: «انغماسيان من داعش يشنان هجوماً انغماسياً على حسينية في منطقة خير خانة بمدينة كابل الأفغانية».
وذكرت الشرطة التي تطوق المكان أن الهجوم تسبب في وقوع خسائر بشرية، وأنها تحاول تطهير المسجد. في غضون ذلك، قال الجنرال الأميركي جون نيكلسون، قائد قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان، أول من أمس، إن أميركا و«الناتو» سوف يوسعان مهمة تدريب القوات الأمنية الأفغانية، التي تعد جزءاً من مهمة الدعم الحازم. وأضاف نيكلسون خلال مؤتمر صحافي في المركز الإعلامي الحكومي الأفغاني في كابل: «مزيد من المستشارين من أميركا والناتو يعني تعزيز التدريب في المدارس العسكرية». كما تحدث الجنرال عن تعزيز القوات الجوية الأفغانية، بالإضافة إلى القوات الخاصة الناجحة نسبياً، التي سوف يتضاعف عدد قواتها إلى 30 ألف جندي بحلول عام 2020. ويأتي المؤتمر الصحافي لنيكلسون بعد يومين من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب استراتيجية جديدة للحرب الأفغانية.
وقال ترمب يوم الاثنين الماضي: «لسنا بصدد بناء أمة مجدداً. نحن بصدد قتل الإرهابيين». وأدت تصريحات ترمب إلى طرح أسئلة حول ما إذا كان الرئيس يعني فقط تعزيز العمليات المرتبطة بمهمة «فريدام سينتينال» القتالية الأميركية، التي تركز على مواجهة مسلحي تنظيمي داعش والقاعدة وحركة طالبان، على حساب مزيد من التدريبات للقوات المحلية، أم لا. وقال مسؤول من البيت الأبيض أول من أمس، إن الولايات المتحدة ستعزز جهودها في الجانبين من أجل تقديم المشورة، ومساعدة، وتدريب قوات الأمن الأفغانية، ومهمتها المعنية بمكافحة الإرهاب في إطار استراتيجيتها المعززة.
وأضاف المسؤول أن «الرئيس ترمب أوضح التزام الولايات المتحدة. لسنا بصدد الانسحاب، ونحن هناك من أجل دعم القوات الأفغانية». وأوضح المسؤول الذي تحدث للصحافيين شريطة عدم الكشف عن هويته أن قوات حلف الناتو سوف تشكل «جزءاً كبيراً» من الاستراتيجية، وأميركا تطالب بإرسال مزيد من القوات، وتقديم الإسهامات المالية من الحلفاء من دول الناتو والشركاء الآخرين. وأشار المسؤول بالبيت الأبيض إلى أن مسؤولين أميركيين تشاوروا من حلفاء قبل خطاب ترمب وبعده وهم يقدمون «ردود فعل إيجابية» حول الخطة. وتقاتل القوات الأفغانية من أجل تقييد التمرد الطالباني، حيث تقوم بنشر القوات الأفغانية المحدودة في أنحاء البلاد الممزقة بسبب الحرب. وأشار نيكلسون إلى أنه سوف تتم «هزيمة مسلحي تنظيم داعش» في إقليم ننجرهار بشرق البلاد، مضيفاً: «وسوف نلاحقهم إلى أي مكان يلجأون إليه». وكانت السلطات الأفغانية والنخب قد رحبت بالاستراتيجية الأميركية.


مقالات ذات صلة

الخارجية الألمانية تدعم حواراً كردياً مع دمشق

المشرق العربي مظلوم عبدي قائد «قوات سوريا الديمقراطية» (رويترز)

الخارجية الألمانية تدعم حواراً كردياً مع دمشق

قال مدير الشرق الأدنى والأوسط وشمال أفريقيا في «الخارجية» الألمانية، إن «حماية حقوق ومصالح الأكراد السوريين يمكن تحقيقها بشكل أفضل من خلال حوار داخلي سوري».

كمال شيخو (دمشق)
المشرق العربي الرئيس دونالد ترمب والرئيس التركي رجب طيب إردوغان في مؤتمر صحافي مشترك في البيت الأبيض بواشنطن 13 نوفمبر 2019 (رويترز)

تركيا تعيد فتح قنصليتها في حلب مع استمرار الاشتباكات العنيفة في شرقها

فتحت القنصلية التركية في حلب أبوابها بعد إغلاق استمر نحو 13 عاماً.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي (رويترز)

قائد «قسد» يناقش الوضع السوري والعمليات ضد «داعش» مع قائد القيادة المركزية الأميركية

قال القائد العام لـ«قسد» مظلوم عبدي، الجمعة، إنه عقد اجتماعاً مهماً مع قائد القيادة المركزية الأميركية مايكل كوريلا لتقييم الوضع في سوريا والعمليات ضد «داعش».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عبدي لتوحيد الصف الكردي قبل الحوار مع الإدارة السورية

عبدي لتوحيد الصف الكردي قبل الحوار مع الإدارة السورية

عقد مظلوم عبدي، قائد «قسد»، اجتماعاً مع الزعيم الكردي مسعود بارزاني في أربيل، هو الأول من نوعه فرضته التطورات المتسارعة بسوريا.

كمال شيخو (دمشق)
أفريقيا حاكم ولاية بورنو حذر المزارعين من التعامل مع الإرهابيين (صحافة محلية)

«داعش» يحاصر 500 مزارع في نيجيريا

قالت نيجيريا إن الحرب التي يخوضها جيشها ضد مقاتلي «داعش» وجماعة «بوكو حرام»، أسفرت خلال هذا الأسبوع عن مقتل 76 مسلحاً.

الشيخ محمد (نواكشوط )

كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

TT

كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)

يؤدي الرئيس المنتخب دونالد ترمب، اليوم (الاثنين)، اليمين الدستورية بصفته الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة. أما التأثير العالمي لولايته الثانية فقد بدأ يُشعر به بالفعل قبل انطلاق العهد الجديد. فمن القدس إلى كييف إلى لندن إلى أوتاوا، غيّر فوز ترمب الانتخابي وتوقع أجندة ترمب الجديدة حسابات زعماء العالم، حسبما أفادت شبكة «بي بي سي» البريطانية.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال إلقائهما كلمة مشتركة بالبيت الأبيض في واشنطن بالولايات المتحدة يوم 28 يناير 2020 (رويترز)

اتفاق وقف النار في غزة

لقد أحدث دونالد ترمب تأثيراً على الشرق الأوسط حتى قبل أن يجلس في المكتب البيضاوي لبدء ولايته الثانية بصفته رئيساً. قطع الطريق على تكتيكات المماطلة التي استخدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالتحالف مع شركائه في الائتلاف القومي المتطرف، لتجنب قبول اتفاق وقف إطلاق النار الذي وضعه سلف ترمب جو بايدن على طاولة المفاوضات في مايو (أيار) الماضي. ويبدأ ترمب ولايته الثانية مدعياً الفضل، مع مبرر معقول، في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وفق «بي بي سي».

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال لقاء في الأمم المتحدة في نيويورك يوم 25 سبتمبر 2024 (رويترز)

قلق الحكومة البريطانية

ترمب وفريقه مختلفان هذه المرة، وأكثر استعداداً، وربما بأجندة أكثر عدوانية، لكن سعادة ترمب بإبقاء العالم في حيرة واضحة. فهذا الغموض المصاحب لترمب هو ما تجده المؤسسة السياسية البريطانية صادماً للغاية.

حصلت سلسلة من الاجتماعات السرية «للحكومة المصغرة» البريطانية، حيث حاول رئيس الوزراء كير ستارمر، والمستشارة راشيل ريفز، ووزير الخارجية ديفيد لامي، ووزير الأعمال جوناثان رينولدز «التخطيط لما قد يحدث»، وفقاً لأحد المصادر.

قال أحد المطلعين إنه لم يكن هناك الكثير من التحضير لسيناريوهات محددة متعددة للتعامل مع ترمب؛ لأن «محاولة تخمين الخطوات التالية لترمب ستجعلك مجنوناً». لكن مصدراً آخر يقول إنه تم إعداد أوراق مختلفة لتقديمها إلى مجلس الوزراء الموسع.

قال المصدر إن التركيز كان على «البحث عن الفرص» بدلاً من الذعر بشأن ما إذا كان ترمب سيتابع العمل المرتبط ببعض تصريحاته الأكثر غرابة، مثل ضم كندا.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعقدان اجتماعاً ثنائياً في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 28 يونيو 2019 (رويترز)

صفقة محتملة

في الميدان الأوكراني، يواصل الروس التقدم ببطء، وستمارس رئاسة ترمب الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا. وهناك حقيقة صعبة أخرى هنا: إذا حدث ذلك، فمن غير المرجح أن يكون بشروط أوكرانيا، حسب «بي بي سي».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (حينها مرشحاً رئاسياً) يصعد إلى المنصة لإلقاء كلمة حول التعليم أثناء عقده تجمعاً انتخابياً مع أنصاره في دافنبورت بولاية أيوا بالولايات المتحدة يوم 13 مارس 2023 (رويترز)

سقوط ترودو في كندا

يأتي عدم الاستقرار السياسي في أوتاوا في الوقت الذي تواجه فيه كندا عدداً من التحديات، وليس أقلها تعهد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على السلع الكندية.

حتى وقت قريب، بدا جاستن ترودو عازماً على التمسك برئاسته للوزراء، مشيراً إلى رغبته في مواجهة بيير بواليفير - نقيضه الآيديولوجي - في استطلاعات الرأي. لكن الاستقالة المفاجئة لنائبة ترودو الرئيسية، وزيرة المالية السابقة كريستيا فريلاند، في منتصف ديسمبر (كانون الأول) - عندما استشهدت بفشل ترودو الملحوظ في عدم أخذ تهديدات ترمب على محمل الجد - أثبتت أنها القشة الأخيرة التي دفعت ترودو للاستقالة. فقد بدأ أعضاء حزب ترودو أنفسهم في التوضيح علناً بأنهم لم يعودوا يدعمون زعامته. وبهذا، سقطت آخر قطعة دومينو. أعلن ترودو استقالته من منصب رئيس الوزراء في وقت سابق من هذا الشهر.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقائه الرئيس الصيني شي جينبينغ في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 29 يونيو 2019 (رويترز)

تهديد الصين بالرسوم الجمركية

أعلنت بكين، الجمعة، أن اقتصاد الصين انتعش في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، مما سمح للحكومة بتحقيق هدفها للنمو بنسبة 5 في المائة في عام 2024.

لكن العام الماضي هو واحد من السنوات التي سجلت أبطأ معدلات النمو منذ عقود، حيث يكافح ثاني أكبر اقتصاد في العالم للتخلص من أزمة العقارات المطولة والديون الحكومية المحلية المرتفعة والبطالة بين الشباب.

قال رئيس مكتب الإحصاء في البلاد إن الإنجازات الاقتصادية التي حققتها الصين في عام 2024 كانت «صعبة المنال»، بعد أن أطلقت الحكومة سلسلة من تدابير التحفيز في أواخر العام الماضي.

وفي حين أنه نادراً ما فشلت بكين في تحقيق أهدافها المتعلقة بالنمو في الماضي، يلوح في الأفق تهديد جديد على الاقتصاد الصيني، وهو تهديد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على سلع صينية بقيمة 500 مليار دولار.