يمكن للآلام التي يشعر بها الإنسان في كتفيه أن تقيد حركته. لهذا السبب، يجب أن يحدد المشكلة مبكراً، وأن يعزز قوته، ويتفادى الإصابات.
من السهل جداً على الإنسان أن يستخف بكتفيه، لأنه ببساطة لا يفكر بهما عندما يدخل ذراعيه في كمي القميص أو حين يمدهما ليطال شيئاً معيناً. ولكن الكتف الوهن أو المصاب يمكن أن يحد من حركة المرء اليومية وأن يسلبه ميزة الاعتماد على نفسه. وقد يصبح عاجزاً عن فتح الباب، أو عن دفع كرسي أو كنبة، أو حتى ارتداء قميصه دون الشعور بالألم.
تقول إيمي ديفاني، المختصة بالعلاج الطبيعي في مستشفى ماساتشوستس العام التابع لهارفارد، إن آلام الكتفين شائعة بين الأشخاص الكبيرين في السن، وأنها حسب الدراسات العلمية تصيب 31 في المائة من البالغين.
- مفاصل واهنة
يعتبر الناس أن الكتفين هما مركز القوة. ولكن الحقيقة هي أن مفاصل الكتفين واهنة، وخصوصاً مع التقدم بالعمر. ويمكن لتحمل الألم الناتج عن بعض التمزقات أن يؤدي إلى التهاب المفاصل، أي إلى تراجع في صحة الغضروف الذي يحيط بعظام الكتفين (عظمة الترقوة، عظمة الجزء العلوي من الذراع، وعظمة الكتف). وتتضمن أعراض الالتهاب: الألم، والتصلب، والعجز عن القيام ببعض الحركات.
ومع التقدم في العمر أيضاً، تتردى صحة الأوتار الأربعة والعضلات الأربعة المسؤولة عن استقرار ومساعدة الكتف على الحركة (تعرف عامة بعضلة الكفة المدورة rotator cuf)، مما يعرض الإنسان لخطر التمزق في سنوات لاحقة. ومعظم هذه التمزقات لا تتطلب تدخلاً جراحياً، إلا في حال أصابت عضلة الكفة المدورة نتيجة رضة معينة. كما يمكن أن يؤدي حدوث إجهاد للكتفين عند الانتقال بشكل مفاجئ بين أكثر من حركة متعبة كتعليق الستائر في المنزل إلى التسبب في التهاب الأوتار.
- أسباب أخرى للألم
يمكن للوضعية السيئة أن تؤدي إلى أسباب أخرى لألم الكتفين. وتشرح ديفاني أن الإنسان يستعمل ذراعيه إلى الأمام أثناء العمل، مما يسهم في بناء عضلات الصدر. إلا أن هذه العضلات تضيق مع الزمن وتسحب الكتفين إلى الأمام. في النتيجة، يمكن لعضلات الكفة المدورة أن تتعرض للضغط تحت عظام الكتفين وعظمة الترقوة، مما يسبب الألم والالتهاب الذي يعرف بـ«متلازمة الانحشار» (Impingement syndrome). وحين لا يصار إلى علاج هذه المتلازمة، يمكن أن تؤدي الحالة إلى انحلال وتمزق وتملع أوتار عضلة الكفة المدورة.
«الجراب الزلالي» (bursa)، وهو عبارة عن أكياس صغيرة تحتوي على سوائل زلالية موجودة في الكتفين، التي يمكن أن تتعرض للالتهاب أيضاً، وبالتالي تسبب الألم. تعرف هذه الحالة بـ«التهاب التجويف الكيسي أو التهاب الجراب» (bursitis).
- العلاج
في حال استمر ألم المفاصل لأكثر من بضعة أسابيع، فإن الوقت حان لزيارة الطبيب. وعادة، لا يلجأ الأطباء إلى العمليات الجراحية في أولى مراحل العلاج، ولكن العلاج الطبيعي يتطلب من نحو 6 إلى 12 أسبوعاً.
في حال الإصابة بمتلازمة الانحشار، قد يشمل العلاج الحقن بالكورتيزون لمحاصرة الالتهاب، ومن ثم يبدأ العلاج الطبيعي حين يشفى الالتهاب. أما في حالة التهاب الأوتار، فيبدأ العلاج بإراحة الكتفين والانتظار ريثما يشفى الالتهاب.
> على ماذا يركز العلاج الطبيعي؟ يركز العلاج الطبيعي على تقوية عضلات الكفة المدورة (كعضلة الشوكة السفلى، والشوكة العليا)، بالإضافة إلى عضلات الكتفين (العضلة شبه المنحرفة السفلى والوسطى)، وتحسين وضعية الكتفين، وزيادة وتيرة الحركة من خلال ممارسة التمارين الرياضية الخاصة بالكتفين التي تعمل على تحركهما بشكل دائري. ولتحسين وضعية الكتفين، يمكن للمعالج الطبيعي أن يخضع المريض مثلاً إلى جلسة تكبيس لعضلات الكتفين، تدوم لـ60 ثانية، تليها فترة من الاسترخاء.
- نصائح أخيرة
للتخفيف من آلام الكتفين والإصابة في المستقبل، يجب على الإنسان أن يواظب على ممارسة التمارين الرياضية الخاصة بهذه المنطقة حتى بعد انتهاء العلاج الطبيعي. وتنصح ديفاني المرضى بالالتزام بهذه التمارين وأدائها مرتين أو 3 أسبوعياً.
- رسالة هارفارد الصحية،
خدمات «تريبيون ميديا»