فداء عيتاني
روى فلاح أوكراني التقته «الشرق الأوسط» في كييف، كيف فر مع زوجته ووالدتها وثلاثة من أطفالهما، من بلدته بوتشا القريبة من كييف، عبر حقل ألغام، بعدما روعته مجزرة قال إن بعض الجنود الروس نفذوها. وقال أولكسي (43 عاماً): «لم أنظر في عيون الجنود الروس، حملت ابنتي ذات الأعوام الستة، ومشيت بينهم نحو حقل الألغام مباشرة».
«نحن من حزب (فولوديمير) زيلينسكي». هكذا عرّف الشابان عن نفسيهما في كييف. كان يحملان بنادق ويضعان شارة التطوع على كتفيهما. يُفترض أن تكفي هذه العبارة كتعريف بهما، ولإيجاد الثقة مع المخاطب. فاسم الرئيس الأوكراني بات يشكل مفتاحاً للقلوب هنا، وربما هو الاسم الحركي لهذه الحرب، أو على الأقل للمجابهة والمقاومة الحالية للقوات الروسية المتقدمة. في وسط العاصمة، يوزّع 3 شبان من المدنيين منشورات تعرض خدمات مدفوعة لمساعدة المراسلين الأجانب على القيام بعملهم.
«لم أنظر في عيون الجنود الروس، حملت ابنتي ذات الأعوام الستة، ومشيت بينهم نحو حقل الألغام مباشرةً». يضيف أولكسي (43 عاماً) القادم من بوتشا قرب كييف يوم الاثنين الماضي: «سرت نحو حقل الألغام، سبق أن شاهدت كلاباً تنفجر في هذا الحقل، والروس يعلمون أن المنطقة مزروعة بالألغام، حين وصلت إلى الحقل قلت لزوجتي: سيري خلفي مع الجميع، ابقوا على مسافة عدة أمتار. سرت أولاً، عبرت حقل الألغام وخلفي عائلتي حتى وصلت إلى طريق فرعية صغيرة أعرفها».
ليلة طويلة أخرى عاشها سكان العاصمة الأوكرانية كييف، وسادتها تحذيرات من تحليق الطيران الروسي.
على طرف بيلوهوردكا (10 كيلومترات من إربين) يعمل فلاديسلاف من دون انقطاع، ثيابه العسكرية لا تعني أنه مقاتل، والعلم الأوكراني المثبت على ساعده يشير إلى أنه متطوع، وهو أحد مدراء مركز المنطقة الرئيسية قرب كييف لاستقبال النازحين. فلاديسلاف (30 عاما) يعمل ضمن الحملة المحلية للإغاثة.عشرات المتطوعين، تضاف إليهم عناصر من الشرطة ورجال الإطفاء والصليب الأحمر حولوا موقفا كبيرا للسيارات إلى مركز إغاثة ميداني: على طرف خيم للطبابة وإلى جانبها مستشفى ميداني.
تبكي نينا فيدوريفنا، وهي تروي «الفظائع» التي حصلت معها قبل أربعة أيام. لقد تمكنت برفقة زميلتها لودي من الفرار من قريتهما فيليكا ديميركا بعد أن شهدتا جريمة حرب قام بها الجنود الروس ضد المدنيين، بحسب قولهما.
أصوات قصف متواصل وعنيف، في ضواحي كييف الشمالية والشرقية. إنها الثامنة صباحاً. تستيقظ كييف لتستقبل يوماً مشمساً. لو أغلق زائر العاصمة أذنيه لاعتقد أن الربيع يبشّر هنا بموسم سياحي حافل؛ إلا أن أصوات القصف تهز كل مناطق شرق العاصمة الأوكرانية هذا الصباح.
«انتظر هنا لتصوير دبابات الجيش الروسي تسير في ساحة الميدان». يقول الصحافي الآتي من نيودلهي لتغطية الحرب وهو يشير بيده إلى منتصف ساحة على مبعدة بضعة أمتار في كييف. الشاب الذي يعمل لإحدى القنوات التلفزيونية الهندية يستفيد من المزاج الهادئ لكييف قبل تواتر الأنباء عن اقتراب الدبابات الروسية وإمكان تدخل بيلاروسيا والإشاعات عن إمكانية استخدام الأسلحة الكيماوية ضد العاصمة الأوكرانية. انتقلت كييف ما بين صباحها والمساء من حال إلى أخرى. الليل ثقيل في وسط العاصمة الأوكرانية.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة
