عمر الراجي
حمل الديوان الأخير للشاعر المغربي محمد بنيس «يقظة الصمت» سمات وجودية بارزة على وقع إيقاع داخلي هامس، جعلنا نقف عند حالات أخرى من الذهول واليقظة الصامتة. الديوان الذي ضم 10 قصائد ملحمية كان متنوعاً من حيث الاختيارات الجمالية، استدعاءات كثيرة ومختلفة، بعضها من التراث، وأخرى فلسفية، بلغة اليومي البسيط، مع الكثير من الوقفات التأملية عند لحظة الإنصات والحقيقة، عناصر برع الشاعر بنيس في حبكِ تفاصيلها ممعناً في الشعر بالصوت والصمت. ومن اللافت للنظر أن حالة الصمت هذه التي يقترحها العنوان، لم تنعكس كثيراً على حالة النص نفسها، فالمتن الشعري كان مكتظاً بأصوات داخلية هادرة.
صدر أخيراً في المغرب كتاب بعنوان «أصيلة... زمكانية المعالم الأثرية والتاريخية»، للكاتب مصطفى عبد السلام المهماه. الكتاب جاء على شكل بحث سوسيو - تاريخي مفصّل في موضوع المعالم الأثرية والتاريخية بمدينة أصيلة...
الانتصار للحداثة لا يعني الجهل بالقديم، وسؤال الحداثة في النص جزء من سؤال المجتمع كله. هذه آراء من سلسلة أفكار أخرى قدّمَتها القراءات التي تناولَتْ كتاباً جديداً للكاتب والروائي المغربي أحمد المديني، في جلسة نقدية نُظّمت نهاية الأسبوع الماضي برحاب المكتبة الوطنية في الرباط. أسهم في القراءات حول الكتاب الذي حمل عنوان: «السرد بين الكتابة والأهواء...
صدر أخيراً عن دار النشر المغربية مؤلف لنقيب المحامين وعضو المكتب السياسي السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المغربي، محمد الصديقي بعنوان «أوراق من دفاتر حقوقي»، وهو كتابٌ حمل في طيّاته مذكرات وآراء ومواقف بارزة عن سلسلة من المواضيع والأحداث التي طبعت تاريخ المغرب السياسي في صفحاته الحديثة. ومن خلال مطالعة الصفحات الأولى للمؤلف، تبرز ملامح التشويق والإثارة التي استدعاها الكاتب في سياق استعراضه للمداخلات والكلمات الرئيسية على نحوٍ ضمني وصريحٍ وفي قالب قانوني صرف.
في السابع من يناير (كانون الثاني) 2004 غيّب الموت شاعراً من شعراء المغرب الكبار، شاعر بروح ملتهبة ترك بصمة خاصة جداً على صفحات الكتابة الشعرية المعاصرة في العالم العربي ككل، أقول العالم العربي لأن محمد طوبي لم يكن شاعراً مغربياً بالمعنى القُطري الضيّق، ولم يكن شاعراً «مؤسّساتياً» حتى ننسبه لجهة رسمية ما، لقد كان على العكس من ذلك كله شاعراً حُرّاً ممتدّ الوجدان وخفيف الحضور. برَع الطوبي في القصيدتين العمودية والتفعيلية في وقت كان فيه صوت الحداثة أقوى، وظلّ الطوبي في كل دواوينه - وهي كثيرة - وفيّاً للإيقاع الموسيقي محافظاً على جرس العَروض في قصائده المُرسلة بحُريّة كأنها شلال من التفاصيل الصغيرة
حمل ديسمبر (كانون الأول) في أيامه الأخيرة ذكرى رحيل أسماء كبيرة إبداعياً وفنياً وفكرياً أيضاً، محمد عابد الجابري واحد من تلك الأسماء التي لم يكن رحيلها سوى بداية لسؤال كبير ومتجدد: ماذا بعد؟ لم يكن محمد عابد الجابري مفكّراً عادياً، ولم يكن كاتب رأي أو مؤلفاً لمجموعة من كتب الفلسفة، بل كان في نظر الكثيرين مدرسة فكرية قائمة بذاتها، ومختلفة عن غيرها من تيارات الفكر السائدة في العالم العربي.
مع غروب شمس أغسطس (آب) من كل سنة تشرق ذكرى رحيل نجيب محفوظ وتدعونا تلك اللحظة الفارقة لإعادة قراءة منجزه الإبداعي على نحو يستقيم مع القيمة الفنية العالية لأعمال الراحل الكبير ومع ما أثاره فيها من قضايا وأسئلة. نجيب محفوظ لم يجلب نوبل الأدبية للعرب فحسب، بل جلب معه الصخب، وكان اسمه سؤالاً يمشي على مهل فوق أوراق الرؤى المستحيلة. الكثيرون قرأوا «أولاد حارتنا» بإسهاب ولا أحد دخل حارة الكاتب الحميمية سوى الراسخين معه في الفن، ذلك الفن المعجون بطين الخلود والذي ينتمي لخرافة أزليّة بهيجة اسمها الأدب. من حسن الحظ أنّ الرواية كانت علامة إعلان دائمة عُرف بها الكاتب، وإلا لوسمه الآخرون بأسماء الجنون...
لا أحد اليوم في عالم الثقافة الفسيح، لا يعرف منتدى أصيلة الثقافي... هذا الذي بلغ في هذه السنة ربيعه الواحد والأربعين. إنها رحلة طويلة من العطاء الجزل والإيمان الراسخ جسّدت على أرض الواقع مُنجزاً ثقافياً قلّ أن تعرف له البلاد العربية نظيراً من النجاح... والعجيب في ذلك كله هو أنه انبعث كطائر وحي من رحم مدينة صغيرة هامسة في شمال المغرب تُسمّى أصيلة، وهي كذلك فعلاً...
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة
