بوتين وترمب اتفقا بعد حوار «مثمر وبنّاء» على السعي لهدنة محدودة

قررا تشكيل لجنة خبراء من الطرفين لدفع التسوية... وبحثا تحسين العلاقات الثنائية

دونالد ترمب وفلاديمير بوتين (أرشيفية - رويترز)
دونالد ترمب وفلاديمير بوتين (أرشيفية - رويترز)
TT
20

بوتين وترمب اتفقا بعد حوار «مثمر وبنّاء» على السعي لهدنة محدودة

دونالد ترمب وفلاديمير بوتين (أرشيفية - رويترز)
دونالد ترمب وفلاديمير بوتين (أرشيفية - رويترز)

أسفرت جولة محادثات هاتفية أجراها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والأميركي دونالد ترمب عن توافقات على إطار مسار تحسين العلاقات الثنائية، واتخاذ إجراءات مشتركة لدفع مسار التسوية في أوكرانيا. ورغم عدم إعلان اتفاق نهائي في ملف الهدنة المؤقتة التي كانت واشنطن اقترحتها في وقت سابق، فإنه بدا أن المحادثات نجحت في تقريب وجهات النظر حيال آليات التعامل مع الصراع في أوكرانيا. بما يشمل تشكيل لجنة خبراء مشتركة، واتخاذ بعض التدابير لتعزيز الثقة، وتهيئة الظروف لاتخاذ خطوات أوسع في المستقبل.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين (أ.ف.ب)

وقبل انتهاء المكالمة قال دان سكافينو، نائب رئيس هيئة موظفي البيت الأبيض، في منشور على منصة «إكس»: «الاتصال الهاتفي يسير بشكل جيد، ولا يزال جارياً».

واستمرَّت المكالمة التي وُصفت بأنها «مفصلية» و«مهمة جداً» لتطوير النقاش حول التسوية في أوكرانيا، نحو ساعتين، وتطرَّق الزعيمان خلالها وفقاً لمعطيات الكرملين إلى ملف العلاقات الثنائية، وتم التوافق على تسريع وتائر تحسين العلاقات والتخلص من العراقيل التي وقفت أمام استئناف عمل قنوات الاتصال في المجالات كلها.

وقالت السكرتيرة الصحفية كارولين ليفيتاليوم، تحدث الرئيسان ترمب وبوتين عن «ضرورة إحلال السلام ووقف إطلاق النار في حرب أوكرانيا. واتفق الزعيمان على ضرورة إنهاء هذا الصراع بتحقيق سلام دائم. كما أكدا ضرورة تحسين العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وروسيا. فالدماء التي بذلتها والأموال التي أنفقتها كل من أوكرانيا وروسيا في هذه الحرب كان من الأفضل بذلها وإنفاقها على احتياجات شعبيهما. إن هذا الصراع ما كان ينبغي أن يبدأ أصلا، وكان ينبغي أن ينتهي منذ وقت طويل من خلال جهود سلام صادقة وحسنة النية». وتابعت «اتفق الزعيمان على أن التحرك نحو السلام سيبدأ بوقف إطلاق النار في قطاعي الطاقة والبنية التحتية، بالإضافة إلى مفاوضات عملية حول تنفيذ وقف إطلاق نار بحري في البحر الأسود، ووقف إطلاق نار كامل، وتحقيق سلام دائم. وستبدأ هذه المفاوضات فورًا في الشرق الأوسط. وقد تحدث الزعيمان باستفاضة عن الشرق الأوسط كمنطقة تعاون محتمل لمنع نشوب صراعات في المستقبل. كما ناقشا ضرورة وقف انتشار الأسلحة الاستراتيجية، وسيتواصلان مع الآخرين لضمان تطبيق ذلك على أوسع نطاق ممكن. وتوافق الزعيمان على الرأي القائل بأنه لا ينبغي أبدًا أن تكون إيران في وضع يسمح لها بتدمير إسرائيل. واتفق الزعيمان على أن المستقبل الذي يشهد تحسنًا في العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وروسيا يحمل في طياته جوانب إيجابية هائلة، ويشمل ذلك صفقات اقتصادية ضخمة واستقرارًا جيوسياسيًا عندما يتحقق السلام».

لكن التركيز الأكبر خلال المكالمة انصبَّ، كما كان متوقعاً، على الوضع في أوكرانيا. وأفادت المعطيات الأولى، التي كشف عنها الكرملين، بأن الطرفين أجريا «تبادلاً تفصيلياً وصريحاً لوجهات النظر بشأن الوضع حول أوكرانيا». وأكد الزعيم الروسي خلال المكالمة التزامه الأساسي بالتوصُّل إلى حل سلمي للصراع.

وشملت التوافقات نقاطاً عدة كانت الإدارة الأميركية طرحتها في وقت سابق، بينها أن بوتين «ردَّ بشكل بنّاء على الفكرة التي عبَّر عنها نظيره الأميركي بشأن تنفيذ مبادرة بشأن سلامة الملاحة في البحر الأسود». كما أبلغ بوتين نظيره عن استعداده لـ«دراسة سبل التسوية في أوكرانيا بعناية مع الشركاء الأميركيين».

وضمن النتائج المعلنة الاتفاقُ على تشكيل مجموعات خبراء روسية وأميركية للعمل على تذليل الصعوبات والتوصُّل إلى تسوية في أوكرانيا. بالإضافة إلى ذلك، تم النظر وفقاً للكرملين، في مجموعة واسعة من المجالات التي يمكن لروسيا والولايات المتحدة إقامة تعاون فيها.

لكن اللافت في التصريحات الأولى الصادرة عن الكرملين، غياب الاتفاق على موضوع الهدنة المؤقتة لمدة شهر التي كان ترمب اقترحها، وبرزت اعتراضات روسية عليها، تمثلت في طرح عدد من النقاط التي قال الكرملين إن بوتين ينوي مناقشتها مع نظيره الأميركي بهدف الحصول على إجابات وضمانات محددة بشأنها. وبدلاً من إعلان التوصُّل إلى توافق في هذا الشأن، حمل تعليق الكرملين إشارةً إلى موافقة بوتين على فكرة «الوقف المتبادل من قبل طرفَي الصراع في أوكرانيا لضرب مرافق البنية التحتية للطاقة لمدة 30 يوماً».

كما تحدَّث الكرملين عن الموافقة على «تدابير حُسن نية» تهدف إلى تعزيز مناخ الثقة، بينها إقرار تبادل للأسرى بصبغة «175 مقابل 175». وتأكيد أن روسيا ستنقل إلى أوكرانيا 23 عسكرياً أوكرانياً مصابين بجروح خطيرة ويتلقون العلاج حالياً في الاتحاد الروسي.

وعلى صعيد الملفات الدولية، تطرَّق بوتين وترمب إلى عدد من القضايا الدولية، بما في ذلك الوضع في الشرق الأوسط ومنطقة البحر الأحمر، وأكدا التزامهما بتطبيع العلاقات في ضوء مسؤولياتهما الخاصة في ضمان الأمن في العالم.

بوتين خلال حضوره اللقاء السنوي لاتحاد المصنعين الروس (إ.ب.أ)
بوتين خلال حضوره اللقاء السنوي لاتحاد المصنعين الروس (إ.ب.أ)

وكانت المرة الأخيرة التي تحدَّث فيها رئيسا البلدين في 12 فبراير (شباط)، حين استمرَّت المفاوضات نحو 1.5 ساعة. ومن بين أمور أخرى، ناقشا الوضع في أوكرانيا واتفقا على مواصلة الاتصالات، بما في ذلك بشأن قضية تنظيم لقاء شخصي.

وكان بوتين استبق المحادثة مع ترمب بإعلان رؤيته لسبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية، وبدا بعيداً عن التفاؤل في ملف إنهاء العقوبات المفروضة على بلاده. وقال إن روسيا واجهت رزم عقوبات تزيد في مجملها على كل أشكال العقوبات المفروضة في العالم، وزاد: «على الرغم من ذلك فإنها نجحت في التعايش معها بأقل الخسائر».

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يطلع على وثائق خلال زيارة مفاجئة لمنطقة كورسك (د.ب.أ)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يطلع على وثائق خلال زيارة مفاجئة لمنطقة كورسك (د.ب.أ)

وذكر بوتين أن بلاده واجهت في السابق ملف العقوبات من جانب الإدارات الأميركية المختلفة، وتعايشت مع إمكان بقاء هذه العقوبات لفترات زمنية طويلة. مُذكِّراً بالقانون الأميركي المعروف باسم «تعديل جاكسون فينيك» الذي تم تبنيه في أوائل تسعينات القرن الماضي للضغط على الاتحاد السوفياتي لتسهيل هجرة اليهود.

وقال بوتين إن العقوبات استمرَّت في ذلك الوقت رغم اختفاء الاتحاد السوفياتي عن الخريطة، وتحسُّن العلاقات بين موسكو وواشنطن كثيراً. و«عندما أُلغيَ القانون في 2012، استُبدل به في الواقع قانونٌ تقييدي آخر ضد روسيا. تذكروا، لقد ألغوا هذا القانون وفرضوا عقوبات أخرى على الفور».


مقالات ذات صلة

روسيا تطلق حملة التجنيد العسكري للربيع ﻟ160 ألف شاب

أوروبا مجندون روس مدعوون للخدمة العسكرية يصطفون قبل مغادرتهم إلى الحاميات من مركز تجنيد في باتايسك بمنطقة روستوف بروسيا 16 مايو 2024 (رويترز)

روسيا تطلق حملة التجنيد العسكري للربيع ﻟ160 ألف شاب

تنوي روسيا إطلاق حملة التجنيد العسكري للربيع التي تعني هذه السنة 160 ألف شاب تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً، وفق مرسوم وقّعه الاثنين الرئيس فلاديمير بوتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا لجنة الانتخابات الرئيسية في كييف تقول إن هناك حاجة إلى مزيد من الوقت لإجراء انتخابات في أوكرانيا بعد الحرب (رويترز)

كييف: إجراء انتخابات ما بعد الحرب في أوكرانيا يحتاج إلى مزيد من الوقت

قالت لجنة الانتخابات الرئيسية في كييف في تقييم لها صدر اليوم الاثنين، إنه ستكون هناك حاجة إلى مزيد من الوقت لإجراء انتخابات في أوكرانيا بعد الحرب مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا جنود أوكرانيون يتدربون على نظام الأسلحة السويدي كارل غوستاف M4 الذي يتم إطلاقه على الكتف خلال جلسة تدريبية بضواحي خاركيف - أوكرانيا 7 أبريل 2022 (أ.ب)

السويد تعلن تقديم 1.6 مليار دولار مساعدات عسكرية لأوكرانيا

أعلنت السويد، اليوم الاثنين، مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 16 مليار كرونة (1.59 مليار دولار) وذلك في أكبر حزمة حتى الآن من الدولة الإسكندنافية لأوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
أوروبا صورة مركّبة للرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

ترمب يهدد روسيا برسوم جمركية ثانوية على واردات النفط

قال الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، إنه شعر بغضب شديد و«استياء» عندما انتقد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مصداقية قيادة نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - لندن)
العالم جنديان أوكرانيان في مستودع أسلحة بدونيتسك في 19 مارس (أ.ف.ب)

حرب أوكرانيا تمهّد لـ«حرب الروبوتات»

إذا كانت الحرب دمويّة بامتياز، فهي أسهمت بطريقة غير مباشرة في تطوّر البشريّة عبر ما قدّمته من ابتكارات واختراعات.

المحلل العسكري (كتب)

هل يستطيع ترمب الالتفاف على الدستور للحصول على فترة ثالثة؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب قال إنه لا يمزح بشأن سعيه إلى الفوز بولاية ثالثة في انتخابات 2028 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب قال إنه لا يمزح بشأن سعيه إلى الفوز بولاية ثالثة في انتخابات 2028 (رويترز)
TT
20

هل يستطيع ترمب الالتفاف على الدستور للحصول على فترة ثالثة؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب قال إنه لا يمزح بشأن سعيه إلى الفوز بولاية ثالثة في انتخابات 2028 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب قال إنه لا يمزح بشأن سعيه إلى الفوز بولاية ثالثة في انتخابات 2028 (رويترز)

جدّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجدل بحديثه عن احتمال سعيه إلى الفوز بفترة رئاسية ثالثة، وأثار مخاوف الخبراء من «جدية» محاولاته للالتفاف على الدستور، وانتهاك التعديل الثاني والعشرين للاستمرار في قيادة البلاد بعد انتهاء ولايته الثانية مطلع عام 2029.

وأفاد ترمب في مقابلة هاتفية مع شبكة «إن بي سي» الأحد بأنه «لا يمزح» بشأن محاولته الحصول على فترة ثالثة، وقال: «هناك طرق يمكنك من خلالها القيام بذلك». وسألت المذيعة كريستين ويلكر، ترمب، الذي سيبلغ 82 عاماً في نهاية ولايته الثانية، ما إذا كان يرغب في الاستمرار بالخدمة بـ«أصعب وظيفة في البلاد» بتلك المرحلة. فقال: «حسناً، أنا أحب العمل». وأشار إلى أن الأميركيين سيقبلون بفترة رئاسية ثالثة بسبب شعبيته. وادعى أنه حصل على «أعلى أرقام استطلاعات الرأي بين أي جمهوري خلال المائة عام الماضية».

وأوضح ترمب للصحافيين في وقت لاحق مساء الأحد على متن الطائرة الرئاسية من فلوريدا إلى واشنطن: «لقد طلب مني مزيد من الناس الترشح لولاية ثالثة، وهي في الواقع ولاية رابعة لأن الانتخابات الأخرى، انتخابات 2020، كانت مزورة تماماً». وأضاف: «لا أريد الحديث عن ولاية ثالثة الآن، لأنه بغض النظر عن الطريقة التي تنظر بها إلى الأمر، لا يزال أمامنا وقت طويل لنقطعه». ثم تابع قائلاً: «أمامنا أربع سنوات وهي فترة طويلة، لكن على الرغم من ذلك يقول كثير من الناس: يجب عليك الترشح مرة أخرى. إنهم يحبون العمل الذي نقوم به».

نصوص الدستور

وينص التعديل الثاني والعشرون، الذي أُضيف إلى الدستور عام 1951 بعد انتخاب الرئيس فرنكلين روزفلت أربع مرات متتالية، على أنه «لا يجوز انتخاب أي شخص لمنصب الرئيس أكثر من مرتين». ويقول خبراء إن أي محاولة من ترمب للبقاء في منصبه ستكون موضع شك من الناحية القانونية، لكنهم قلقون حول مدى الجدية التي قد يتبعها ترمب في متابعة هذه الفكرة، خاصة أن تعليقاته تعد انعكاساً لرغبته في انتهك التقاليد الديمقراطية، وانتهاك الدستور، ووضع الولايات المتحدة على مساء سريع نحو الديكتاتورية والاستبداد.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث ترمب عن سعيه لولاية ثالثة، فقد أعلن ذلك مراراً، وقال في تجمع في ولاية نيفادا في يناير (كانون الثاني) الماضي: «سيكون أعظم شرف في حياتي أن أخدم ليس مرة واحدة ولكن مرتين وثلاث مرات وأربع مرات». وتسانده في هذا الأمر مجموعة من حلفائه في البيت الأبيض، مثل صديقه المقرب ستيف بانون الذي أشار إلى أن ترمب مؤهل لتولي فترات أخرى؛ لأن التعديل الدستوري لا يحدد فترات متتالية.

وقد نشر ترمب في شهر فبراير (شباط) الماضي على منصة «تروث سوشيال» صورة له يرتدي تاجاً ذهبياً على رأسه، وكتب عبارة: «عاش الملك». وساند البيت الأبيض هذه الصورة بنشرها على غلاف إحدى المجلات.

نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس (أ.ف.ب)
نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس (أ.ف.ب)

خطة ترمب

ويحاول ترمب استغلال ثغرة محتملة تلعب على إلقاء الضوء على صياغة الكلمات في التعديل الثاني والعشرين. ففي حين ينص الدستور صراحة على أنه لا يمكن انتخاب الرئيس أكثر من مرتين، فإن الصياغة لا تمنع رئيساً سابقاً شغل المنصب مرتين من تولي المنصب عن طريق «الخلافة».

ويطرح ترمب خطة افتراضية يقوم خلالها نائب الرئيس جي دي فانس بالترشح لخوض معركة الانتخابات الرئاسية في عام 2028، ويكون ترمب في منصب نائب الرئيس في خوض هذه الانتخابات، وحين يفوز جي دي فانس، يتنازل لصالح ترمب، أو يقدم استقالته ليتولى ترمب الرئاسة مرة أخرى.

وهناك سيناريو آخر محتمل، مفاده أن يترشح جي دي فانس للرئاسة ومعه في منصب نائب الرئيس ترمب جونيور الابن، وحين يفوزان بالانتخابات ينسحب ترمب جونيور الابن، ويختار جي دي فانس، ترمب نائباً له بموافقة مجلس الشيوخ، ثم يستقيل جي دي فانس بعد فترة قصيرة ويصبح ترمب رئيساً.

لكن خبراء قانونيين أشاروا إلى أن أي محاولة لترمب لاستخدام منصب نائب الرئيس طريقاً خلفياً والتفافاً على الدستور للفوز بولاية ثالثة، سيتم الطعن بها أمام المحاكم. وقد يكون للمحكمة الدستورية العليا القرار النهائي في هذا الشأن. وإذا اتبع ترمب هذه الاستراتيجية فسوف تضطر المحكمة العليا إلى تفسير ما إذا كان الحظر الدستوري ينطبق على الفرد الذي يتولى الرئاسة من خلال الخلافة.

المحكمة الدستورية العليا الاميركية (ا.ف.ب)
المحكمة الدستورية العليا الاميركية (ا.ف.ب)

وتقول مجلة «ذي أتلانتيك» إن ترمب لديه إعجاب خاص بالقادة الديكتاتوريين، ويستمتع بالسلطة التي تأتي مع منصبه بوصفه رئيساً، ويعتقد أن ولايته الأولى فشلت لأن أعداءه في الدولة العميقة ووسائل الإعلام أوقفوه، ولذا يقوم بتنفيذ مجموعة معقدة من المخططات لتهميش المؤسسات والسيطرة على الدولة العميقة، وترهيب وسائل الإعلام.

وتضيف المجلة إنه من المرجح أن تحكم المحاكم بعدم السماح لترمب بالترشح لمنصب الرئيس أو نائب الرئيس في انتخابات 2028، لكن من غير المرجح أن تبت المحاكم في مثل هذه القضايا، إلا بعد أن يحسم المؤتمر الجمهوري اختيار الحزب للمنصبين، مما قد يجبر المحاكم إلى الاختيار بين إلغاء الانتخابات الرئاسية فعلياً، أو إنفاذ التعديل الثاني والعشرين، وهنا يصبح السؤال حول مدى ما يمتلكه قضاة المحكمة العليا من شجاعة كافية في ظل اتهامات محتملة من الجمهوريين للسلطة القضائية بإبطال الديمقراطية.

خطة بديلة صعبة

والمسار الثاني الذي يمكن أن يتخذه ترمب، هو إلغاء التعديل الثاني والعشرين، لكنه سيكون أصعب مسار، ويتطلب خطوات شاقة تشمل تصويت أغلبية الثلثين في كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ، أو عقد مؤتمر دستوري يحتاج فيه إلى تصديق ثلاثة أرباع الولايات الأميركية لتعديل هذه المادة، وهو سيناريو يقول الخبراء إنه غير مرجح للغاية.

لكن موقف الجمهوريين يثير التساؤلات والمخاوف مع تيار داخل الحزب الجمهوري يدعم فكرة تمديد فترة ولاية الرئيس ترمب، فقد قدم النائب آندي أوجلز قراراً يقترح تعديلاً من شأنه أن يسمح لترمب بالاستمرار في السلطة لمدة تصل إلى ثلاث فترات، بشرط ألا تكون متتالية، وبموجب هذا الاقتراح لن يكون الرؤساء السابقون الذين خدموا فترتين مثل باراك أوباما وجورج دبليو بوش وبيل كلينتون - مؤهلين للعودة إلى السلطة، في حين يكون ترمب الذي خدم لفترتين غير متتاليتين - مؤهلاً للترشح مرة أخرى في عام 2028.