«المسرح الخليجي" يستأنف مسيرته من الرياض بعد غياب 10 سنوات

يستمر حتى 16 سبتمبر... و6 عروض تتنافس على جوائزه

مهرجان الخليج للمسرح ينطلق من الرياض في دورته الـ14 (حساب المهرجان على منصة إكس)
مهرجان الخليج للمسرح ينطلق من الرياض في دورته الـ14 (حساب المهرجان على منصة إكس)
TT

«المسرح الخليجي" يستأنف مسيرته من الرياض بعد غياب 10 سنوات

مهرجان الخليج للمسرح ينطلق من الرياض في دورته الـ14 (حساب المهرجان على منصة إكس)
مهرجان الخليج للمسرح ينطلق من الرياض في دورته الـ14 (حساب المهرجان على منصة إكس)

‏أطلق مهرجان المسرح الخليجي، مساء الثلاثاء، أعماله في مدينة الرياض، التي تحتضنه للمرة الأولى منذ عام 1988، من خلال دورته الـ14، التي تمثل استئنافاً للتجمع المسرحي الخليجي بعد انقطاع دام نحو عشر سنوات، ليعود مجدداً بنسخة أكثر تطوراً.

وفي حفل فني وثقافي حضره جمع من الفنانين والمسرحيين الخليجيين والعرب، انطلق المهرجان الذي سيبدأ، الأربعاء، أولى عروضه المسرحية المتنافسة على جوائزه، بالإضافة إلى باقة من الندوات وورش العمل لتعزيز الحراك المسرحي الخليجي طوال الفترة من 10 وحتى 17 سبتمبر (أيلول) الجاري.‏

من جانبه، قال الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي، إن «المهرجان يعدّ ليلة من ليالي الخليج الثقافية، التي تحتفي بأبي الفنون، المسرح الذي خرج من خشباته مبدعون أثروا الذاكرة الثقافية، وساهموا في تعزيز التعاون الثقافي المشترك بين الدول الشقيقة».

جانب من العرض المسرحي السعودي المشارك في المهرجان (هيئة المسرح)

وأضاف في الكلمة التي ألقاها بالنيابة عنه سلطان البازعي الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية، أن «القطاعات الثقافية تحظى بدعم وتمكين من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، باعتبارها ضرورة حضارية وتنموية».

وبيّن أن المهرجان «يعكس رؤية الوزارة للمساهمة في خلق مشهد ثقافي خليجي متقدم ومزدهر، يعزز من هويتنا الوطنية، ويشجع على الحوار مع العالم، ويسهم في رفع المساهمة الاقتصادية في القطاع واستدامته».

وعبّر الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، عن تطلّعه لاستمرار الإبداع الخليجي على الأصعدة كافة، وتعزيز التعاون الثقافي بين دول المجلس.

من جهته، وجّه خالد الرويعي رئيس اللجنة الدائمة للمسرح في مجلس التعاون الخليجي، شكره للسعودية على احتضانها انطلاقة المهرجان الجديدة، و«مدّ ذراعيها وهي تحتضن الخليج العربي بجبالها وسهولها وبحرها الممتد فينا».

وقال الرويعي، إن «المهرجان يعود مجدداً ليكون المسرح والجمال قبلة المهتمين»، مشيراً إلى أن «كان له فضل وتأثير على الكثير من الأجيال المسرحية الخليجية»، ومنوهاً بدور الرواد الذين شقوا الطريق لمن بعدهم».

جانب من حفل الافتتاح في الرياض (حساب المهرجان على منصة إكس)

وأضاف: «الرواد الذين ساهموا في تأسيس هذا المهرجان حتى وصل إلينا اليوم، ومنهم ممن لا يزال يسبغ علينا بكرم أفكاره، وآخرون توفاهم الله وصارت أفكارهم آثاراً نقتفيها، ومنهم الراحلان الدكتور إبراهيم غلوم الذي توفي قبل عام، ورائد المسرح التجريبي عبد الله السعداوي، وقبل أيام فقدنا الأستاذ موسى زينل، وقد رحلوا وهم ينتظرون هذه الدورة من مسيرة المهرجان».

ولفت الرويعي إلى أن «عودة المهرجان مجدداً للانطلاق من الرياض، تعني التجديد والتطوير، وأن أفكاراً واعدة تواكب تطور المسرح الخليجي، واجتماعات وملتقيات نوعية، ستبدأ من العاصمة السعودية».

فنانون ومسرحيون خليجيون وعرب خلال الافتتاح (حساب المهرجان على منصة إكس)

بدوره، قال خالد الباز مدير مهرجان الخليج للمسرح، إن «انطلاق هذا الحدث من الرياض، يأتي وهي تشهد نهضة ثقافية رفيعة، تحث الخطى لتعظيمها والمضي نحو (رؤية السعودية 2030)»، مضيفاً: «نلتقي ونحن على أعتاب صناعة مسرحية خليجية ملهمة، ونعود عبر دورة جديدة من المهرجان في نسخته الـ14، محتضناً ستة أعمال مسرحية صنعها إبداع يتنامى بالتنافس البنّاء».

وأكد في كلمته خلال الحفل، أن «الصناعة المسرحية الخليجية أثبتت كفاءتها في تقديم أعمال تحكي واقعنا، وتوثق قصصنا الاجتماعية الجميلة، وتمضي بنا نحو حلم المستقبل»، متابعاً: «يأتي المهرجان بوصفه شكلاً من أشكال التقارب الثقافي والتناغم الفني بين أبناء الخليج، والسعي لتقديم تجربة ثقافية استثنائية نُكرِّم من خلالها مبدعين وفنانين أثروا الحياة الثقافية الخليجية، ونبني أفقاً يفتح لشبابنا فرصة لإبداع كبير يبلغ آفاق العالم، ويمدّ جسور التواصل بين الأجيال عبر ورش العمل والندوات الفكرية والمعارض الفنية».

عروض مسرحية متنوعة يشهدها الحدث الثقافي الخليجي (حساب المهرجان على منصة إكس)

وانطلق المهرجان لأول مرة عام 1988 في الكويت، واستمر تنظيمه بشكل دوري بين دول مجلس التعاون الخليجي، قبل أن يتوقف ويعود مجدداً هذا العام، وتستضيفه السعودية للمرة الأولى.

ويُشكِّل حدثاً ثقافياً متكاملاً في مجال المسرح، حيث تُعرض فيه أعمال مسرحية من جميع دول الخليج، مع عدد من الندوات الفنية، والجلسات النقدية التعقيبية، وورش العمل المتخصصة، والمعارض الفنية، والعروض الأدائية، كما يأتي ضمن جهود هيئة المسرح والفنون الأدائية لاستضافة المهرجانات الدولية، وإثراء مجال المسرح السعودي، وتعزيز مكانته محلياً ودولياً.


مقالات ذات صلة

«كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات» يبدأ أعماله في الرياض

يوميات الشرق جانب من حفل تدشين كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات في الرياض (هيئة الأدب)

«كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات» يبدأ أعماله في الرياض

بدأ كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات أعماله من الرياض لتشجيع الأبحاث والشراكات التي تدعم ترجمة النصوص الثقافية ومد الجسور بين الحضارات.

عمر البدوي (الرياض)
الخليج الأمير محمد بن عبد الرحمن نائب أمير الرياض مستقبلاً رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ (واس)

رئيس الوزراء الصيني يبدأ زيارة للرياض

وصل إلى الرياض رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ، للمشاركة في أعمال اجتماع الدورة الرابعة للجنة السعودية - الصينية رفيعة المستوى.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج السعودية أكدت حرصها على تحقيق وقف الصراع عبر الحوار السياسي بما يخدم مصالح الشعب السوداني (الشرق الأوسط)

السعودية تؤكد دعمها الثابت للسودان وتدعو لحماية المدنيين

‎جددت السعودية التأكيد على موقفها الداعم للسودان وشعبه الشقيق خلال الدورة الـ57 لمجلس حقوق الإنسان، واكدت اهمية العمل على حماية المدنيين.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان خلال لقائه هاكان فيدان في القاهرة (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث المستجدات الإقليمية والدولية مع تركيا وتونس وموريتانيا

بحث الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، مع نظرائه في تركيا وتونس وموريتانيا، المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وسبل التعاون في شتى المجالات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان يكرّم د. سعد الصويان (وزارة الثقافة)

سعد الصويان... إرث علمي عصيّ على النسيان

مُنح الأنثروبولوجي والباحث السعودي الدكتور سعد الصويان جائزة «شخصية العام الثقافية» في السعودية لهذا العام تثميناً لإسهاماته العلمية والأدبية والثقافية الكبيرة.

عمر البدوي (الرياض)

سعد الصغير ينضم لقائمة الفنانين المتهمين بـ«حيازة وتعاطي المخدرات»

المطرب الشعبي سعد الصغير (صفحته على فيسبوك)
المطرب الشعبي سعد الصغير (صفحته على فيسبوك)
TT

سعد الصغير ينضم لقائمة الفنانين المتهمين بـ«حيازة وتعاطي المخدرات»

المطرب الشعبي سعد الصغير (صفحته على فيسبوك)
المطرب الشعبي سعد الصغير (صفحته على فيسبوك)

انضم المطرب الشعبي المصري سعد الصغير إلى قائمة الفنانين المتهمين بـ«حيازة وتعاطي المخدرات»، وتصدر اسمه «التريند» بموقع «غوغل» في مصر، الثلاثاء، إثر القبض عليه في مطار القاهرة، قادماً من أميركا، بعد رحلة عمل أحيا خلالها حفلاً غنائياً هناك.

ووجدت سلطات المطار بحوزة سعد الصغير «موادَّ مخدرة» عبارة عن سجائر إلكترونية تحتوي على مخدر «الماريغوانا»، خلال تفتيش حقائبه، كما أحالته سلطات الأمن للتحقيق في النيابة المختصة بمضبوطات مطار القاهرة، لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وفق وسائل إعلام محلية.

وقال الصغير خلال التحقيقات إنه «لم يكن على دراية بأن المادة الموجودة في السجائر ضمن المواد المخدرة المحظور تداولها، كما أرجع الصغير الأمر لعدم إجادته للغة الإنجليزية»، مؤكداً أنه «كان يعتقد أن السجائر عادية، وتم شراؤها للاستخدام الشخصي وليس بهدف الاتجار».

وأكد الدكتور محمد عبد الله، المتحدث الإعلامي لنقابة الموسيقيين، أن «أزمة الصغير شأن قضائي بحت، والقضية أصبحت بحوزة النيابة العامة بعد القبض عليه متلبساً بمضبوطات محظور تداولها، وفق ما أعُلن صباح اليوم، ولا دخل للنقابة في تهمة تخضع للتحقيقات القانونية».

وأضاف عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «التحقيق القضائي يغل يد النقابة، ولا يمكنها العمل على توكيل محامٍ للدفاع عن الصغير؛ لأنها بذلك تنفي التهمة عنه في الوقت الذي ضُبط فيه متلبساً»، وفق قوله.

وعن تشابه حالتَي الصغير والفنانة منة شلبي التي تعرضت للموقف نفسه، في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2022، أوضح عبد الله أن «تدخل نقابة الممثلين في قضية منة شلبي أمر مختلف، والأمر يتوقف على إثبات الحصول على هذه المواد من متاجر عادية وليس بهدف التعاطي والاتجار»، وفق قوله.

وأشار عبد الله إلى أن «النقابة تعي جيداً الأمور التي تتدخل فيها بالوقت المناسب، وكان أحدثها واقعة التعدي على الفنان المصري محمد فؤاد».

وأشار إلى أن «نقابة الموسيقيين ستبحث في قضية الصغير لمعرفة التفاصيل، والوقوف على أبعادها، دون المساس بعمل النيابة والقضاء».

الفنانة المصرية منة شلبي (صفحتها على فيسبوك)

وكان القضاء المصري قد أيَّد في شهر مايو (أيار) الماضي حكماً ضد الفنانة منة شلبي، بحبسها سنة مع إيقاف التنفيذ، وتغريمها 10 آلاف جنيه.

وقبل سعد الصغير ومنة شلبي، اتُّهم عدد من الفنانين بحيازة وتعاطي المخدرات، من بينهم: نهى العمروسي، وسماح أنور، ونيفين مندور، ودينا الشربيني، والأخيرة تعرضت للسجن والغرامة بعد ضبطها خلال شراء مواد مخدرة في أحد أحياء القاهرة، وكذلك الفنان أحمد عزمي الذي تم القبض عليه مرتين، لاتهامه بحيازة مواد مخدرة، وسُجن في المرة الثانية 6 أشهر.

الفنانة المصرية دينا الشربيني (صفحتها على فيسبوك)

وقبل يوم من القبض عليه، نشر سعد الصغير فيديو عبر صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك» خلال محاولة شخص يرتدي زياً عسكرياً القبض عليه في أميركا، وكتب معلقاً على الأمر: «يا ابني نزِّل إيدك... أنا من شبرا».

وعن العقوبة المنتظرة للمطرب الشعبي، قالت المحامية المصرية ليلى الشريف لـ«الشرق الأوسط»، إنه «وفقاً لقانون العقوبات، إذا ثبتت حيازة زيت (الماريغوانا) وهو نوع من أنواع المخدرات المدرجة، فإن المتهم قد يواجه عقوبة بالحبس سنة على الأقل وغرامة مالية».