نعى أمير ويلز، وأثنى على إيان دوغلاس هاميلتون، الناشط البيئي الرائد في مجال حماية الأفيال، الذي تُوفي في منزله في نيروبي عن 83 عاماً. وذكرت «بي بي سي» أنّ إيان قضى حياته في الدراسة وبذل الجهود من أجل حماية الأفيال الأفريقية، وأصبح خبيراً عالمياً في سلوكها في البرّية. وكشف بحثه المبتكر الرائد عن الآثار المدمِّرة للصيد الجائر، وهو ما كان يشكّل خطراً كبيراً على سلامته، كما كان ذلك البحث أساسياً في حظر تجارة العاج دولياً.
وأثنى الأمير ويليام على عالِم الحيوانات بقوله إنه «كرّس حياته للحفاظ على البيئة، وترك عملُه طوال حياته أثراً دائماً على تقديرنا وفهمنا للأفيال». وتابع ويليام، وهو راعٍ ملكي لجمعية الحفاظ على الحياة البرّية الأفريقية «تاسك»، التي كان هاميلتون سفيراً لها: «ستظلّ ذكرى الأيام التي قضيتها في أفريقيا معه داخلي إلى الأبد»، في حين قال مؤسِّس الجمعية الخيرية، تشارلز مايهيو، في بيان: «فقد العالم أسطورة حقيقية في مجال الحفاظ على البيئة، لكن إرثه الاستثنائي سيظلّ موجوداً».
وُلد إيان عام 1942 لأسرة بريطانية أرستقراطية في مقاطعة دورست بإنجلترا. ودرس علم الأحياء وعلم الحيوان في اسكوتلندا وأكسفورد قبل الانتقال إلى تنزانيا للبحث في السلوك الاجتماعي للأفيال. وهناك، في متنزه بحيرة مانيارا الوطني، بدأ توثيق كلّ فيل قابله، وأصبح في نهاية المطاف يعرف كلّ القطعان التي بات قادراً على التعرُّف إليها من خلال الأشكال الفريدة لآذانها والتجاعيد الموجودة على جلودها.

وقال في فيلم وثائقي عن عمله بعنوان «حياة بين الأفيال» عام 2024: «أهمّ ما يميز الأفيال أنها تملك كثيراً من الأمور المشتركة مع البشر». وظهرت جين غودال، صديقته وزميلته في هذا المجال التي تُوفيت في أكتوبر (تشرين الأول)، في الوثائقي، وقالت إنه قد أظهر للعالم أن الأفيال قادرة على الشعور مثل البشر. وتابعت: «أعتقد أن إرثه سيكون إرث رجل فعل كثيراً لمساعدة الناس في فهم مدى روعة الأفيال، ومعرفة مزيد عن طريقة معيشتها».
مع ذلك، لم يكن عمله سهلاً دائماً، إذ كان يتعرّض لهجمات الأفيال، وكاد يموت بسبب سرب نحل وطلقة نارية من صيادين يمارسون الصيد الجائر. وعام 2010 دمَّر فيضان منشأته البحثية في كينيا، وضاع مجهود سنوات من العمل جرّاء ذلك. ورغم الصعوبات، ظلَّ دوغلاس متمسّكاً برسالته المُتمثّلة في رفع الوعي بمعاناة الأفيال الأفريقية، مما جعله أحد أهمّ الأصوات التي نبَّهت العالم إلى أزمة الصيد من أجل العاج، التي وصفها بـ«محرقة الأفيال». وقد نظَّم حملات لحظر تجارة العاج دولياً، وفي عام 1989 جرى توقيع اتفاقية الاتجار الدولي بالأنواع المهددة بالانقراض، وهي اتفاق دولي بين الحكومات.
وبعد فشل الاتفاقية في القضاء على تلك التجارة تماماً، حوَّل دوغلاس اهتمامه إلى الصين والولايات المتحدة الأميركية، السوقين الرئيسيتَيْن للعاج. ووافق الرئيس الصيني شي جينبينغ، وباراك أوباما الرئيس الأميركي آنذاك، على حظر شبه كلي لواردات وصادرات العاج عام 2015. وأسَّس دوغلاس عام 1993 جمعية خيرية تحت اسم «أنقذوا الأفيال»، تستهدف حماية تلك الحيوانات وتعميق فَهْم البشر لسلوكها. وقال الرئيس التنفيذي للمؤسّسة، فرنك بوب، وهو صهر دوغلاس أيضاً: «لقد غيَّر إيان مستقبل الأفيال، وكذلك مستقبل أعداد كبيرة من البشر حول العالم. ألهمت شجاعته وإصراره وصرامته جميع مَن قابلهم». وعبَّر دوغلاس عن تفاؤله بمستقبل عمل حياته، قائلاً: «أعتقد أنّ أكبر أمل لي في المستقبل هو ترسيخ قيم التعايش بين البشر والأفيال». ولا تزال زوجة دوغلاس، أوريا، وابنتاه سابا ودودو، و6 أحفاد، على قيد الحياة.








