أكدت المخرجة المصرية مي سعد أن الفيلم الوثائقي المصري الفلسطيني «ضايل عنا عرض - One More Show» سيشارك في مهرجان «روما الدولي للأفلام التسجيلية» ضمن مسابقة «World doc»؛ حيث يعرض في 4 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، كما يُعرض الفيلم ضمن الاختيارات الرسمية «خارج المسابقة» بالدورة 36 المقبلة لمهرجان «قرطاج السينمائي»، وذلك بعد عرضه العالمي الأول بمهرجان القاهرة السينمائي 46 الذي تُوج فيه بجائزة الجمهور.
وأضافت سعد التي أخرجت الفيلم وزميلها الفلسطيني أحمد الدنف، من «ريد ستار» وبمشاركة «فيلم كلينك» الذي تتولى توزيعه أيضاً، أنهم يتطلعون كفريق عمل لجولة في المهرجانات بكل أنحاء العالم، قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «الهدف بالنسبة لي وأحمد كصانعين للفيلم أن يُشاهد على أكبر نطاق حتى يتعرف الجمهور على فريق (سيرك غزة الحر) الذي نروي قصته ونتتبع سيرته».
وحول جائزة الجمهور التي حصل عليها الفيلم تقول: «كان ذلك أمراً مؤثراً بالنسبة لي وأحمد وكذلك لفريق سيرك غزة الحر، وقد قررت الشركة المنتجة للفيلم تخصيص أي إيرادات يحققها من خلال عرضه التجاري أو فوزه بجوائز لإعادة بناء مدرسة (سيرك غزة الحر) التي تعرضت للدمار».
وخلال عرض الفيلم في مهرجان القاهرة لم يتمكن أحمد الدنف من الخروج من غزة وحملت مي سعد صورته في كل عروض الفيلم على «السجادة الحمراء» أو داخل قاعات العرض، وتقول مي: «كان عدم وجوده معنا أمراً غير عادل، لأنه لم يتمكن من الخروج من غزة حتى اليوم، وقد تواصلت معه خلال حفل الختام عبر مكالمة فيديو حتى يشهد لحظة فوز الفيلم. وكنت أتطلع ليشاركني تلك اللحظة ويوجه كلمة للجمهور، لكن المكالمة لم تتم وانقطع الاتصال بفعل أزمة الإنترنت وصعوبة الاتصالات في غزة».

ما بين القاهرة وغزة كان الحوار متواصلاً بين مي وأحمد قبل التصوير وخلاله وفي جميع مراحل الفيلم، وعن توافقهما حول العمل تؤكد مي: «كان بيننا مقدار كبير من التفاهم، واتصالاتنا كانت حسبما يتوفر لديه الإنترنت، والحقيقة أن أحمد شخص راقٍ وموهوب جداً ولديه شغف كبير بعمله، وهو من الذين يَسهل التعامل معهم؛ لذا من حسن حظي أننا عملنا معاً. وقد أحبه فريق العمل ووثق به، ووجوده بالنسبة لأعضاء السيرك كان أمراً مريحاً مما جعلهم يتصرفون بطبيعتهم».
الفكرة بدأت من مي سعد حين شاهدت لقطة لفريق من العاملين في السيرك الفلسطيني يقدمون عروضهم للأطفال خلال الحرب، وتقول عن ذلك: «أذهلني أنهم يفعلون ذلك في ظل الحرب والدمار، ومن خلال صديق استطعنا الحصول على رقم المدير التنفيذي للفرقة، فتواصلت معه لأنني أردت توثيق ما يقومون به وسط حرب الإبادة، وقد تركوا عائلاتهم لإيمانهم بأن هذه العروض لها تأثير مجتمعي بهدف تحسين حالة الأطفال النفسية، وقد بدا واضحاً تأثيرهم على الأطفال فهو يخرجهم من حالة الحرب والفقد ويرسم بسمة على وجوههم وأسرهم، وقد استهواني أن هناك من يقومون بذلك بإصرار وإيمان».
وتلفت مي إلى أن الفيلم «رؤية مشتركة بيني وبين المخرج أحمد الدنف، وهو شريكي في كل تفصيلة بالفيلم، وكانت ملاحظاتي مع فريق السيرك أن يكونوا على طبيعتهم وقلت لأحمد إنه من المهم أن نرى خلفيات الشارع في غزة وحركة الحياة والناس، وأتمنى أن يصل عملنا للناس ويحبونه؛ لأن هذا الفريق يقوم بعمل مهم يستحق أن يراه العالم كله».
وكان المخرجان الفلسطينيان عرب وطرزان ناصر قد أهديا فوز فيلمهما «كان ياما كان في غزة» للمخرج أحمد الدنف الذي يُعد بطلاً مثلما تقول مي: «كان يصور الفيلم في ظل الخطر، وقد خاطر بحياته عدة مرات، وفقد جزءاً من معداته في منزله الذي تعرض للقصف وجزءاً آخر منها اضطر لتركه على الحاجز عند عبوره إلى الجنوب».
ويعمل أحمد الدنف مصوراً ومخرجاً بغزة وقد قام بتصوير أغلب أفلام «من المسافة صفر» وأخرج فيلماً قصيراً بعنوان «يوم دراسي» فاز عنه بجائزة «يوسف شاهين» من مهرجان القاهرة السينمائي العام الماضي.
بينما عملت مي سعد مساعدة مخرج مع مخرجين كبار، مثل يوسف شاهين، وشريف عرفة، وتعمل حالياً منتجة إبداعية وتوضح دورها في هذا الصدد: «أهتم بتفاصيل الفيلم كعمل إبداعي بعيداً عن الأرقام والحسابات، لم أطرح نفسي كمخرجة، وليس عندي خيار محدد بترك الإنتاج والتفرغ للإخراج فلكل مشروع ظروفه التي تقودني إليه».

