وثَّقت أفلام مسابقة «صنع في قطر»، موضوعات إنسانية وتجارب شخصية وبرامج توعوية ضمن أحداثها، جذبت انتباه الجمهور خلال فعاليات مهرجان «الدوحة السينمائي» 2025، ووفق صناع الأفلام فإن المنظومة السينمائية في قطر شهدت تحولات نوعية خلال السنوات الماضية، بفضل المبادرات التي تطلقها «مؤسسة الدوحة للأفلام»، ودعم عدد من صناع الأفلام من المواطنين والمقيمين.
في السياق، تحدث صناع شاركوا ضمن المسابقة عن القصة وكواليس تنفيذ أعمالهم تحت مظلة المؤسسة، بعد اعتماد عدد كبير منهم على سرد قصص متنوعة تعكس اهتمامهم بهذا الجانب بشكل بارز، مؤكدين أن المؤسسة، أتاحت لهم العديد من الفرص غير المسبوقة لتطوير مهاراتهم والوصول إلى جمهور عالمي.
ويشارك في مسابقة «صنع في قطر»، 9 أفلام هي «فيلا 187»، إخراج إيمان ميرغني، و«العقيق... الزخم الافتراضي»، إخراج محمد السويدي، وكمام المعاضيد، و«مسرح الأحلام» إخراج فاطمة الغانم، و«باب يذوب»، إخراج كريم عمارة، والذي شارك كعضو في لجنة تحكيم مهرجان «أجيال السينمائي» قبل 10 سنوات، و«فهد الغاضب»، إخراج جاستين كريمر، و«هل هذه علامة!»، إخراج ماريا جوزيف، وفيلم «قضاء وقدر» إخراج مريم المحمد، و«جريد النخل»، إخراج مهدي علي، و«يوم الجمعة»، إخراج هيا الكواري.
الكاتبة والمخرجة القطرية فاطمة الغانم، مخرجة فيلم «مسرح الأحلام»، والذي يحتفي بفريق كرة القدم النسائية في قطر، أكدت لـ«الشرق الأوسط»، أن «مشاركة المرأة في المجال الرياضي من القضايا التي تثير اهتماماً واسعاً في العالم العربي، حيث تتراوح التحديات بين القيود الاجتماعية والصور النمطية، وفي الوقت نفسه تبرز العديد من النماذج الملهمة التي تسعى لتحقيق التغيير الإيجابي».

وأوضحت فاطمة أن دعم «مؤسسة الدوحة»، مكنها من طرح القضية التي تهدف لزيادة الاهتمام والوعي بأهمية مشاركة المرأة في الرياضة، مؤكدة أن لديها إحساس متزايد بأن المستقبل سيحمل فرصاً أكبر للرياضيات العربيات، خصوصاً مع تزايد الدعم من القيادات النسائية في المجالات المختلفة.
وتدور أحداث «مسرح الأحلام»، خلال فعاليات كأس العالم لكرة القدم، والتي أقيمت في قطر قبل 3 سنوات، حيث يستكشف الفيلم حكايات شخصية نسائية بهدف إظهار التحديات التي واجهها الفريق وقائدته، والثمن العاطفي الذي دفعوه، خصوصاً أنهن من أوائل النساء اللواتي كسرن المحظور للمطالبة بحقهن في ممارسة اللعبة.
وكشف المخرج القطري فهد النهدي مخرج فيلم «مشروع عائشة»، أنه تأثر في سرد وإخراج الفيلم بأحداث شاهدها بعينه عندما كان يدرس في الجامعة: «هذه الواقعة ساهمت في إبراز تفاصيل عدة في العلاقة بين الأم وابنتها مع تفاصيل أخرى من الخيال».
ويروي فيلم «مشروع عائشة»، قصة أمل، جراحة الأعصاب، والتي تكاد تفقد ابنتها عائشة في حادث، ورغم النصائح الطبية، تقرر أمل الاعتناء بابنتها بنفسها، غير أن أساليبها المشكوك فيها أدت لنفور عائلتها منها، وتعرض عائشة لمصير أسوأ من الموت.
واعتبر النهدي، والذي يعمل في مجال الإخراج منذ 10 سنوات، أن ردود فعل الناس تمحورت حول جرأة الفكرة، وتفاصيل العلاقة بين الأم وابنتها، والمشاعر المختلفة عن المعتاد في مجتمعاتنا العربية، موضحاً شغفه بالتركيز على العلاقات المجتمعية، والمشاعر الإنسانية في أعماله.
بدوره قال المخرج القطري محمد السويدي، الذي يعمل مع مؤسسة الدوحة، منذ سنوات كفنان تحريك للرسوم ومحاضر، ويشارك في المسابقة بفيلم الأنيميشن «العقيق: الزخم الافتراضي»، إن فكرة الفيلم بدأت من رغبته في تقديم «البطل الخارق المحلي» عبر توليفة جديدة، مستوحاة من التراث والموارد الطبيعية في المنطقة، موضحاً أن هذا التوجه يعكس حرصه على بناء هوية فنية محلية تربط الأطفال والشباب بقصصهم وثقافتهم.
وأضاف السويدي لـ«الشرق الأوسط»، أن «شخصية البطل الشعبي المحلية موجودة منذ سنوات، لكن بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج وانتشار الأعمال المدبلجة والمستوردة، أصبحت المنافسة صعبة»، مؤكداً أن هذه النوعية من الأفلام مظلومة في عالمنا العربي.
ويحكي فيلم «العقيق: الزخم الافتراضي»، بعض التفاصيل التي ستحدث في المستقبل القريب، إذ تهدد مجموعة شريرة تعرف باسم «الترولز» مدينة خليجية بسلسلة من الهجمات العنيفة، والأفعال الإجرامية.
وتقول إيمان ميرغني، مخرجة الفيلم الوثائقي الشخصي «فيلا 187»، لـ«الشرق الأوسط»، إنها وثقت تفاصيل حياتها في المنزل الذي عاشت فيه أسرتها لسنوات، واستطاعت تقديم توليفة واقعية بين الثقافة المصرية والسودانية كونها من أب سوداني وأم مصرية، موضحة أن تجربتها الشخصية كان تأثيرها مباشراً على سرد الأحداث، وأن الهدف منها توثيق الذكريات العائلية في عمل فني.

