يستعدّ اللبنانيون لاستقبال موسم الميلاد ورأس السنة بحفاوة، كما ينتظرون بموازاة ذلك زيارة البابا لاوون الرابع عشر، وقد انشغلوا بالتحضيرات للمناسبتين. ومنذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، تلألأت زينة الميلاد في المدينة، فيما شهدت الطرقات أعمال ترميم وإصلاح تليق بالزيارة التاريخية.
فازدانت المحال التجارية والساحات بأشجار الميلاد الملوّنة بكرات برّاقة ومضاءة بالأنوار والمصابيح الكهربائية، ما أضفى بهجةً على أجواء الاحتفال. وعمدت المناطق التي سيمرّ موكب البابا في شوارعها إلى تقديم صورة مُشرقة عن لبنان. وعلى طول طريق بكركي، مقرّ البطريركية المارونية، بدءاً من بيروت مروراً بساحل المتن وصولاً إلى جونية، انتشرت زينة الميلاد المؤلَّفة من مجسّمات لغزلان فضية وذهبية، وأخرى من إضاءة ترسم «بابا نويل»، ونجوم ضخمة بيضاء وحمراء.

بيروت أمُّ الزينة الميلادية
وتُشكّل العاصمة بيروت مركز اهتمام شعبي في مناسبات الأعياد. وفي كلّ عام ينتظر اللبنانيون بحماسة التصاميم الميلادية التي ستغمر أسواقها وشوارعها. وهذه السنة قُدّمت مناسبة الميلاد بقالب بصري جديد يختلف عن الأعوام السابقة، فكان أقرب إلى زخرفات شرقية منمنمة، تحمل رؤية جديدة انقسم اللبنانيون حول مدى انسجامها مع المناسبة، فهناك مَن عدَّها زينة تجمع بين شهر رمضان وعيد الميلاد، فيما رآها آخرون نوعاً من التجدُّد يقترب بشكل لافت من عناصر الزينة الضوئية الإيطالية.
وتحت عبارة «بيروت إلى الأبد» المكتوبة بأحرف حمراء كبيرة، وقف اللبنانيون يلتقطون الصور للذكرى في أسواق بيروت. وأُنير شارعا «المعرض» و«الطويلة» بآلاف اللمبات الملوَّنة التي اصطفَّت على جانبَي الأرصفة. كما انتصبت قناطر وأقواس مضاءة، وبرزت عجلة ضخمة حمراء تحمل عبارة «قرية المغتربين»، مُعلنةً احتفاء جميع اللبنانيين بالمناسبة.
الواجهة البحرية وعرض «إلف تاون» المُمتع
بالتعاون مع وزارتَي «السياحة» و«الإعلام» و«تلفزيون لبنان»، انطلق الحدث السنوي الميلادي «إلف تاون» على الواجهة البحرية، ويشرف عليه أنطوني أبو أنطون. ويضم، إضافة إلى العرض الترفيهي للصغار والكبار، قرية ميلادية ضخمة، زوارها مدعوّون لتمضية ساعات من التسلية والألعاب. وتُعدّ هذه القرية، التي ينتظرها اللبناني من عام إلى آخر، ذات معايير إنتاج عالية، وتضمّ مسارح موسيقية، وإضاءة ساحرة، وساحات طعام، وشخصيات ميلادية ومساحات ترفيهية واسعة. وتشمل الأنشطة التزلج الاصطناعي، وورشاً إبداعية، ومنحدراً ثلجياً، وألعاباً كرنفالية، مع منزل «سانتا كلوز» ودوّارة الميلاد ومحطّات الواقع الافتراضي.
أما العرض الترفيهي الذي تقدّمه «إلف تاون»، فهدفه نشر البهجة لدى الأطفال، إذ يُسهم في صناعة ذكرياتهم في هذه المناسبة. ويتابعون خلاله عروضاً ترتكز على ألعاب الخفّة، والجمباز، والغناء، والرقص، وهو من تأليف بيا أبو أنطون، ويشارك فيه أكثر من 50 فناناً. وتحضر فيه أيضاً شخصيات مستوحاة من أعياد الميلاد ورأس السنة، وكذلك ندّافات ثلجية تضفي أجواء حالمة وخيالية يحبّها الأولاد.

لبنان يستعد... والمدن ترتدي حلّة العيد
كما في بيروت، كذلك في مناطق مختلفة من لبنان، ارتدت الطرقات والساحات حلّة العيد. ففي البترون، صاحبة لقب «عاصمة الميلاد»، أُطلق البرنامج الخاص لموسم الأعياد. وابتداءً من 5 ديسمبر (كانون الأول) المقبل وحتى 6 يناير (كانون الثاني)، تشهد ساحات المدينة احتفالات ونشاطات بالمناسبة، وتحضر الشجرة المتحرّكة التي تتبدَّل إضاءتها بين لحظة وأخرى، وكذلك ساحات التسلية والألعاب المجانية؛ حيث يمارس الأطفال هواية التزحلق على الجليد. ويستطيع زائر مهرجان «البترون عاصمة الميلاد» الاستمتاع بزينة ميلادية بهيّة تتضمَّن نجمة عملاقة مضاءة بارتفاع 63 متراً.
الميلاد يُضيء ساحات جبيل
حصدت مدينة جبيل أكثر من مرّة لقب صاحبة «أجمل شجرة ميلاد». وهذه السنة، أهلها على موعد مع شجرة ميلادية ثلاثية البُعد، ومع مهرجانات وحفلات موسيقية حيّة تمتد من 5 ديسمبر إلى 10 يناير. وتستضيف سوق الميلاد الواقعة على مقربة من الشجرة العملاقة، وتشمل ألعاباً للأطفال، ونشاطات ترفيهية، ومحال للمأكولات والهدايا، وكلّ ما يخص أجواء العيد.
ومن المناطق الأخرى التي تستعدّ لاستقبال العيد: صيدا التي تفتتح قريتها الميلادية من 18 إلى 22 ديسمبر، وكذلك صور التي تُنظّم نشاطات عدة، بينها القرية الميلادية وحفل الميلاد في 24 ديسمبر. وتستعدّ بلدة حراجل الكسروانية لاستقبال الأعياد عبر قرية وسوق الميلاد من 23 إلى 31 ديسمبر.
أما المعارض الميلادية، فتتوزَّع على مختلف المناطق، مثل «البازار الأرمني» في أنطلياس، ومعرض «سيزوبيل» في فندق «لو رويال» في ضبية، وسوق «أكسوفيل» في دير طاميش من 5 إلى 7 ديسمبر. وتشهد أحياء الدكوانة، وشارع الحمراء، ومنطقة الكسليك، نشاطات مُشابهة بمناسبة الأعياد.

