عبَّر المخرج والكاتب والمنتج السعودي ورئيس استوديوهات «تلفاز 11»، وائل أبو منصور، عن سعادته بالمشاركة في عضوية لجنة تحكيم مسابقة «أفاق السينما العربية» بالدورة 46 من مهرجان «القاهرة السينمائي»، مشيراً إلى أنه بطبيعته من هواة حضور المهرجانات، لأنها أماكن ممتازة لاكتشاف الأصوات الجديدة والنبض السينمائي الحقيقي.
وأضاف أبو منصور لـ«الشرق الأوسط»، أنه حين يكون عضواً في لجنة تحكيم وهو في الأصل صانع أفلام، فإنه ينظر إلى العمل باعتباره «تجربة مكتملة»، لأن المخرج يعمل دائماً ضمن عوائق وظروف لا تكون مثالية، والمطلوب منه رغم ذلك أن يقدم للمشاهد تجربة يتذوقها بكامل حواسه.
ويحاول المخرج والمنتج السعودي دائماً أن يشاهد الفيلم بوصفه متلقياً، لكنه في الوقت نفسه «مشاهد مطّلع» يعرف تفاصيل الصناعة وظروفها، ولذلك تظهر لديه بسهولة التحديات التي واجهها الفيلم.

ويرى أن اختيار لجان التحكيم مسؤولية كبيرة تقع على عاتق إدارة المهرجانات، لأن المهم أن يكون أعضاء اللجنة متوافقين من ناحية الخبرة والمنطق وطريقة التفكير، حتى لو لم تكن رؤاهم متطابقة، لافتاً إلى أن «توافر هذا الأمر يجعل النقاشات أكثر صحة ووضوحاً، لأن التنافر الشديد قد يؤدي إلى حوارات غير منتجة».
ويعتقد أبو منصور أن التفضيلات الخاصة في الاختيارات موجودة بطبيعة الحال في أي عملية تقييم، لأن كل شخص منحاز بشكل ما لمواضيع أسلوبية معينة، لكن المعايير المهنية تبقى الأساس في الحكم على العمل موضحاً أن هذه المعايير تشمل كيفية إدارة المخرج للممثلين، وطريقة سرد القصة، وتماسك العمل، إلى جانب الجوانب الفنية والتقنية مثل الصوت والموسيقى والديكور والصورة والضوء والرؤية الفنية للعمل.

ويشدد أبو منصور على أن الفيلم الجيد يكون قادراً على فرض نفسه بعيداً عن كل الاعتبارات الذاتية، وفي كثير من الأحيان يتفق أعضاء اللجنة بشكل مفاجئ على جودة فيلم معيّن من دون أي تنسيق مسبق، معرباً عن سعادته بحالة التفاهم الموجودة بين أعضاء لجنة التحكيم في «القاهرة السينمائي».
وينتقل للحديث عن مشاريعه مؤكداً أن العمل في السينما بالنسبة له «عملية مستمرة لا تتوقف»، خصوصاً أنه ينتمي إلى جيل بدأ صناعة الأفلام قبل وجود التسهيلات المتوفرة اليوم، لذلك لا يرى أن ارتباطه بالسينما قد ينقطع، بل يعتبر نفسه في طريق لإعداد لمشاريعه المقبلة باستمرار، وإن كان يأخذ وقته في ذلك.
وعن تأثير الانتقادات عليه قال إنه يحب القراءة للنقاد ويتابع كتاباتهم، ويرى أن هناك «حالة تنافس» بين النقاد وصانع الفيلم، لأن كليهما يسعى للوصول إلى الجمهور، معتبراً أن «الرأي السلبي» مزعج بطبيعته سواء جاء من الجمهور أو من مختص، لكن النقد الأكاديمي والفني حتى لو كان ضد العمل لا يزعجه بصفته صانع أفلام.
وأشار أبو منصور إلى أنهم يحرصون داخل استوديو «تلفاز 11» على الجمع بين الأعمال التجارية والجماهيرية والفنية، معتبراً أن «التنوع ضرورة توسّع قاعدة الجمهور مع الوقت، وأنه خيار فني واقتصادي في الوقت نفسه، لكون هذا التنوع يخلق فرصاً اقتصادية أفضل على المدى المتوسط والبعيد، ويوفّر استدامة أكبر للمشاريع السينمائية».

وبشأن التباين في إيرادات بعض أفلام «تلفاز 11» قال أبو منصور إنه «لا يؤمن بوجود قاعدة واحدة للنجاح الجماهيري»، مؤكداً أن «الإيرادات تكون عادة غير متوقعة حتى في السوق العالمي، فهناك أفلام تجارية تصنَّف باعتبارها مضمونة ولا تحقق النجاح المتوقع، والعكس صحيح».
وتحدّث عن دخول «تلفاز 11» مجال توزيع الأفلام في السعودية، قائلاً إنهم خططوا لهذه الخطوة منذ فترة طويلة، لأن السوق قادرة على استيعاب الجميع، ولا يشعرون بوجود تنافس شديد، موضحاً أن لديهم ذوقاً في اختيار الأفلام ويتعاملون مع التوزيع بوصفه جزءاً من سياسة التنوع التي يعتمدوها لأنه لا يمكنهم إنتاج كل الأنواع وكل المشاريع، وبالتالي التوزيع يساعدهم في دعم الأعمال التي يؤمنون بها.





