الحاجز المرجاني العظيم مهدد بالفناء في نهاية القرن

يمكن أن تبقى الشعاب المرجانية في ظل هدف «اتفاقية باريس» (أ.ف.ب)
يمكن أن تبقى الشعاب المرجانية في ظل هدف «اتفاقية باريس» (أ.ف.ب)
TT

الحاجز المرجاني العظيم مهدد بالفناء في نهاية القرن

يمكن أن تبقى الشعاب المرجانية في ظل هدف «اتفاقية باريس» (أ.ف.ب)
يمكن أن تبقى الشعاب المرجانية في ظل هدف «اتفاقية باريس» (أ.ف.ب)

تتوقع أحدث أعمال النمذجة الحاسوبية أنه في ظل مسار الانبعاثات العالمية الحالي، قد يفقد الحاجز المرجاني العظيم معظم شعابه المرجانية بحلول نهاية القرن، إلا أن العمل على الحد من تغير المناخ واتباع نظم الإدارة الاستراتيجية قد يساعدان على تعزيز مرونة تلك الشعاب المرجانية. ومع ذلك، يرى الباحثون أن زيادة الانبعاثات المؤدية إلى ارتفاع أسرع في درجات الحرارة من شأنها أن تدفع معظم الشعاب المرجانية إلى حافة الانهيار.

قال الدكتور سيدريك روبيلو، المدير التنفيذي لبرنامج ترميم الشعاب المرجانية وتكييفها، إن البحث المنشور في دورية «نيتشر كومينيكيشين»، الأربعاء، يُظهر أن الاستجابة المحلية للنظم البيئية البحرية لارتفاع درجة حرارة المحيطات معقدة ودقيقة. وأضاف في بيان نُشِر الأربعاء: «تؤكد هذه النتائج أن الشعاب المرجانية والمجتمعات التي تدعمها تواجه تهديداً وجودياً». وكان فريق بحثي بقيادة جامعة كوينزلاند الأسترالية قد قام بمحاكاة سيناريوهات مناخية مستقبلية مختلفة، مدفوعة بمجموعة من مسارات الانبعاثات العالمية المحتملة.

وقال الدكتور إيف ماري بوزيك من كلية البيئة بجامعة كوينزلاند: «النمذجة الحاسوبية الشاملة للشعاب المرجانية شملت قدرتها على التكيف مع ارتفاع درجة حرارة المياه، وتحركات الشعاب المرجانية واسعة النطاق، وارتباطاتها بتيارات المحيطات». وتابع: «لقد أجرينا جميع هذه العوامل باستخدام أحدث توقعات المناخ، ولم تكن النتائج إيجابية».

ويتوقع الباحثون تراجعاً سريعاً في الشعاب المرجانية قبل منتصف هذا القرن، بغض النظر عن سيناريو الانبعاثات. وقد تتعافى الشعاب المرجانية جزئياً بعد ذلك، ولكن فقط إذا كان احترار المحيطات بطيئاً بما يكفي للسماح بالتكيف الطبيعي بمواكبة تغيرات درجات الحرارة. وقد يواكب التكيف الوتيرة إذا لم يتجاوز الاحترار العالمي درجتين مئويتين بحلول عام 2100.

ولكي يحدث ذلك، وفق نتائج الدراسة، يلزم اتخاذ المزيد من الإجراءات عالمياً للحد من انبعاثات الكربون التي تُسبب تغير المناخ. يضيف روبيلو: «يجب علينا الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بشكل جذري، ومضاعفة جهودنا الإدارية الحالية، وتطوير تدخلات جديدة لدعم الشعاب المرجانية في الوقت الذي يتم فيه الحد من ارتفاع درجة حرارة المحيطات تدريجياً».

محاكاة الشعاب المرجانية

وكان نموذج النظام البيئي، «ريف مود – جي بي آر (ReefMod-GBR)»، قد قام بمحاكاة دورات حياة أنواع مرجانية متعددة على 3806 من الشعاب المرجانية. وقد صمّمت النماذج البحثية لكل الشعاب المرجانية، آخذة في الاعتبار العوامل التى تؤثر عليها، بما في ذلك جودة المياه، وترابط اليرقات البحرية مع الشعاب المرجانية المجاورة، وانتشار نجم البحر الشوكي الذي يلتهم الشعاب المرجانية، وخطر الأعاصير، وابيضاض المرجان حتى عام 2100.

وكما صرح البروفسور بيتر مومبي، فإن هذا النموذج خضع لاختبارات مكثفة في ضوء الرصد التاريخي طويل الأمد للحاجز المرجاني العظيم، لضمان دقته القصوى، مضيفاً أنه أظهر أن معدل الاحتباس الحراري «حرج». وأردف: «يمكن أن تبقى الشعاب المرجانية في ظل هدف اتفاقية باريس المتمثل في ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين، إلا أن ارتفاع الانبعاثات المؤدي لارتفاع أسرع في درجات الحرارة يدفع معظم الشعاب المرجانية إلى حافة الانهيار».

تواجه الشعاب المرجانية تهديداً وجودياً (جامعة كوينزلاند - البروفسور بيتر مومبي)

ومع ذلك تُشير الدراسة إلى وجود بصيص أمل، حتى في ظل مسار الانبعاثات الحالي. وكما أفاد مومبي: «الشعاب المرجانية في المناطق التي لا ترتفع فيها درجة حرارة الماء بشكل كبير كانت أفضل حالاً من غيرها». وأضاف: «كما أن الشعاب المرجانية الأكثر اتصالاً بمحيطها، والتي تتمتع بإمكانية وصول جيدة لتجديد اليرقات من الشعاب المرجانية المجاورة الأخرى كانت أكثر صحة».

وتظل إدارة الشعاب المرجانية ذات أهمية حيوية حتى في ظل مسار الانبعاثات الحالي. وقال بوزيك: «فرصة اتخاذ إجراءات جادة تتلاشى بسرعة، لم تُغلق»، مضيفاً: «لا يزال بإمكان خفض الانبعاثات العالمية ومعالجة الضغوطات المحلية إحداث فرق».


مقالات ذات صلة

السعودية عضواً في مجلس المنظمة البحرية الدولية

الاقتصاد المهندس صالح الجاسر وزير النقل السعودي محتفلاً بالفوز بعضوية مجلس المنظمة البحرية الدولية (واس)

السعودية عضواً في مجلس المنظمة البحرية الدولية

فازت السعودية بعضوية مجلس المنظمة البحرية الدولية لعامي 2026 - 2027، وذلك بعد حصولها على 142 صوتاً من الدول الأعضاء خلال الانتخابات التي أقيمت في لندن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الشرطة الأسترالية ستتعاون مع خبراء لتحديد نوع القرش المسؤول عن الحادث (د.ب.أ)

قرش يقتل امرأة ويصيب رجلاً بجروح خطيرة في أستراليا

كشفت الشرطة عن أن قرشاً هاجم امرأة، اليوم (الخميس)، وقتلها وأصاب رجلاً بجروح خطيرة قبالة الساحل الشرقي لأستراليا.

«الشرق الأوسط» (كانبيرا)
بيئة أفيال البحر على جزيرة في جنوب المحيط الهندي (أ.ف.ب)

دراسة: نفوق أفيال البحر جنوب المحيط الأطلسي بسبب إنفلونزا الطيور

نفقت الآلاف من أفيال البحر جنوب المحيط الأطلسي، متأثرة بوباء إنفلونزا الطيور الذي تفشَّى مؤخراً، وفق ما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

«الشرق الأوسط» (بوينس آيريس)
يوميات الشرق ارتفاع نسبة المناطق البحرية المحمية في السعودية (الحياة الفطرية)

الحياة الفطرية لـ«الشرق الأوسط»: «رأس حاطبة» موئل بحري مهم و35 جزيرة في «الثقوب الزرقاء»

أكد المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية أن محميتي «رأس حاطبة» و«الثقوب الزرقاء» تدعمان النظم البيئية البحرية والبرية وتوفران موائل تعشيش للطيور والسلاحف البحرية

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق رحلة غامضة لطائر لا تُفترض به الهجرة (باراديس بارك)

فلامينغو بريطاني يظهر في فرنسا... هروب مُذهل يتحدّى قصَّ الريش

كانت أنثى الفلامينغو، البالغة 4 أشهر، قد طارت في 2 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، رغم قصّ ريشها، من حديقة الحيوان المحاطة بالأسوار في كورنوال...

«الشرق الأوسط» (لندن)

ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
TT

ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)

كشفت شرطة نيوزيلندا، التي أمضت 6 أيام في مراقبة كل حركة أمعاء لرجل متهم بابتلاع قلادة مستوحاة من أحد أفلام جيمس بوند من متجر مجوهرات، اليوم (الجمعة)، أنها استعادت القلادة المزعومة.

وقال متحدث باسم الشرطة إن القلادة البالغة قيمتها 33 ألف دولار نيوزيلندي ( 19 ألف دولار أميركي)، تم استردادها من الجهاز الهضمي للرجل مساء الخميس، بطرق طبيعية، ولم تكن هناك حاجة لتدخل طبي.

يشار إلى أن الرجل، البالغ من العمر 32 عاماً، والذي لم يكشف عن هويته، محتجز لدى الشرطة منذ أن زعم أنه ابتلع قلادة الأخطبوط المرصعة بالجواهر في متجر بارتريدج للمجوهرات بمدينة أوكلاند في 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، وتم القبض عليه داخل المتجر بعد دقائق من السرقة المزعومة.

وكانت المسروقات عبارة عن قلادة على شكل بيضة فابرجيه محدودة الإصدار ومستوحاة من فيلم جيمس بوند لعام 1983 «أوكتوبوسي». ويدور جزء أساسي من حبكة الفيلم حول عملية تهريب مجوهرات تتضمن بيضة فابرجيه مزيفة.

وأظهرت صورة أقل بريقاً قدمتها شرطة نيوزيلندا يوم الجمعة، يداً مرتدية قفازاً وهي تحمل القلادة المستعادة، التي كانت لا تزال متصلة بسلسلة ذهبية طويلة مع بطاقة سعر سليمة. وقال متحدث إن القلادة والرجل سيبقيان في حوزة الشرطة.

ومن المقرر أن يمثل الرجل أمام محكمة مقاطعة أوكلاند في 8 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وقد مثل أمام المحكمة لأول مرة في 29 نوفمبر.

ومنذ ذلك الحين، تمركز الضباط على مدار الساعة مع الرجل لانتظار ظهور الدليل.


إزالة غامضة لـ«جدار الأمل» من وسط بيروت... ذاكرة المدينة مُهدَّدة بالمحو!

كان الجدار يقول إنّ العبور ممكن حتى في أصعب الأزمنة (صور هادي سي)
كان الجدار يقول إنّ العبور ممكن حتى في أصعب الأزمنة (صور هادي سي)
TT

إزالة غامضة لـ«جدار الأمل» من وسط بيروت... ذاكرة المدينة مُهدَّدة بالمحو!

كان الجدار يقول إنّ العبور ممكن حتى في أصعب الأزمنة (صور هادي سي)
كان الجدار يقول إنّ العبور ممكن حتى في أصعب الأزمنة (صور هادي سي)

اختفت من وسط بيروت منحوتة «جدار الأمل» للفنان هادي سي، أحد أبرز أعمال الفضاء العام التي وُلدت من انتفاضة 17 أكتوبر (تشرين الأول). العمل الذي استقرّ منذ عام 2019 أمام فندق «لوغراي»، وتحوَّل إلى علامة بصرية على التحوّلات السياسية والاجتماعية، أُزيل من دون إعلان رسمي أو توضيح. هذا الغياب الفجائي لعمل يزن أكثر من 11 طناً يفتح الباب أمام أسئلة تتجاوز الشقّ اللوجستي لتطول معنى اختفاء رمز من رموز المدينة وواقع حماية الأعمال الفنّية في فضاء بيروت العام. وبين محاولات تتبُّع مصيره، التي يقودها مؤسِّس مجموعة «دلول للفنون» باسل دلول، يبقى الحدث، بما يحيطه من غموض، مُشرَّعاً على استفهام جوهري: بأيّ معنى يمكن لعمل بهذا الوزن المادي والرمزي أن يُزال من عمق العاصمة من دون تفسير، ولمصلحة أيّ سردية يُترك هذا الفراغ في المكان؟

من هنا عَبَر الأمل (صور هادي سي)

ليست «جدار الأمل» منحوتة جيء بها لتزيين وسط بيروت. فمنذ ولادتها خلال انتفاضة 17 أكتوبر، تحوَّلت إلى نقطة التقاء بين الذاكرة الجماعية والفضاء العام، وعلامة على رغبة اللبنانيين في استعادة مدينتهم ومخيّلتهم السياسية. بدت كأنها تجسيد لما كان يتشكّل في الساحات. للحركة، وللاهتزاز، وللممرّ البصري نحو مستقبل أراده اللبنانيون أقل التباساً. ومع السنوات، باتت المنحوتة شاهدة على الانفجار الكبير في المرفأ وما تبعه من تغيّرات في المزاج العام، وعلى التحوّلات التي أصابت الوسط التجاري نفسه. لذلك، فإنّ إزالتها اليوم تطرح مسألة حماية الأعمال الفنّية، وتُحيي النقاش حول القدرة على الاحتفاظ بالرموز التي صنعتها لحظة شعبية نادرة، وما إذا كانت المدينة تواصل فقدان معالمها التي حملت معنى، واحداً تلو الآخر.

في هذا الركن... مرَّ العابرون من ضيقهم إلى فسحة الضوء (صور هادي سي)

ويأتي اختفاء «جدار الأمل» ليعيد الضوء على مسار التشكيلي الفرنسي - اللبناني - السنغالي هادي سي، الذي حملت أعماله دائماً حواراً بين الذاكرة الفردية والفضاء المشترك. هاجس العبور والحركة وإعادة تركيب المدينة من شظاياها، شكّلت أساسات عالمه. لذلك، حين وضع عمله في قلب بيروت عام 2019، لم يكن يضيف قطعة إلى المشهد بقدر ما كان يُعيد صياغة علاقة الناس بالمدينة. سي ينتمي إلى جيل يرى أنّ الفنّ في الفضاء العام مساحة نقاش واحتكاك، ولهذا يصعب عليه أن يقرأ ما جرى على أنه حادثة تقنية، وإنما حدث يُصيب صميم الفكرة التي يقوم عليها مشروعه.

يروي باسل دلول ما جرى: «حين أُعيد افتتاح (لوغراي) في وسط بيروت، فضّل القائمون عليه إزالة المنحوتة». يُقدّم تفسيراً أولياً للخطوة، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «قبل 2019، كانت المنحوتة تستمدّ الكهرباء اللازمة لإضاءتها من الفندق وبموافقته. ثم تعاقبت الأحداث الصعبة فأرغمته على الإغلاق. ومع إعادة افتتاحه مؤخراً، طلب من محافظ بيروت نقل المنحوتة إلى مكان آخر». يصف دلول اللحظة قائلاً إنّ العملية تمّت «بشكل غامض بعد نزول الليل، إذ جِيء برافعة لإزالة العمل بلا إذن من أحد». أما اليوم، فـ«المنحوتة موجودة في ثكنة مُغلقة بمنطقة الكارنتينا».

كأنّ المدينة فقدت أحد أنفاسها (صور هادي سي)

دلول الذي يتابع مسارات فنانين، من بينهم هادي سي، لا يتردَّد في الإجابة بـ«نعم» حين نسأله إن كان يرى الحادثة «محاولة محو للذاكرة». يخشى أن تصبح الأعمال الفنّية في بيروت مهدَّدة كلّما حملت رمزية جماعية أو امتداداً لذاكرة سياسية لا ترغب المدينة في مواجهتها. يرفض أن يتحوَّل الفضاء العام إلى مساحة بلا سردية، ويُحزنه، كما يقول، صدور هذا الارتكاب عن فندق «يُطلق على نفسه أوتيل الفنّ»، حيث تتوزَّع اللوحات في أروقته ويتميَّز تصميمه الداخلي بحسّ فنّي واضح. ومع ذلك، يُبدي شيئاً من التفاؤل الحَذِر حيال مصير المنحوتة: «نُحاول التوصّل إلى اتفاق لإيجاد مكان لائق بها، ونأمل إعادتها إلى موقعها».

أما هادي سي، فلا يُخفي صدمته لحظة تلقّي الخبر: «شعرتُ كأنّ ولداً من أولادي خُطف منّي». نسأله: هل يبقى العمل الفنّي امتداداً لجسد الفنان، أم يبدأ حياته الحقيقية حين يخرج إلى العلن؟ فيُجيب: «بعرضه، يصبح للجميع. أردته رسالة ضدّ الانغلاق وكلّ ما يُفرّق. في المنحوتة صرخة تقول إنّ الجدار لا يحمينا، وإن شَقَّه هو قدرُنا نحو العبور».

كان الجدار مفتوحاً على الناس قبل أن تُغلق عليه ليلة بيروت (صور هادي سي)

ما آلَمَه أكثر هو غياب أيّ إشعار مُسبَق. فـ«منحوتة ضخمة تُزال بهذه الطريقة» جعلته يشعر بأنّ «الفنان في لبنان غير مُحتَرم ومُهدَّد». يؤكد أنّ «الفعل مقصود»، لكنه يمتنع عن تحديد أيّ جهة «لغياب الأدلّة».

يؤمن سي بأنّ الفنّ أقرب الطرق إلى الإنسان، والذاكرة، وإنْ مُحيَت من المكان، لا تُنتزع من أصحابها. كثيرون تواصلوا معه تعاطفاً، وقالوا إنهم لم يتعاملوا مع المنحوتة على أنها عمل للمُشاهدة فقط، وإنما مرّوا في داخلها كأنهم يخرجون من «رحم أُم نحو ولادة أخرى». لذلك يأمل أن تجد مكاناً يسمح بقراءتها من جديد على مستوى المعنى والأمل: «إنها تشبه بيروت. شاهدة على المآسي والنهوض، ولم تَسْلم من المصير المشترك».

من جهتها، تُشدّد مديرة المبيعات والتسويق في «لوغراي»، دارين مدوّر، على أنّ الفندق «مساحة لاحتضان الفنّ واستضافة المعارض ومواكبة الحركة الثقافية البيروتية». وتنفي لـ«الشرق الأوسط» أيّ علاقة للفندق بقرار إزالة المنحوتة: «الرصيف الذي وُضعت عليه لا يعود عقارياً لنا، ولا نملك سُلطة بتّ مصيرها. بُلِّغنا، كما الجميع، بتغيير موقعها، لا أكثر ولا أقل».


بشعار «في حب السينما»... انطلاق عالمي لمهرجان البحر الأحمر

جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي تتوسط أعضاء لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام (إدارة المهرجان)
جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي تتوسط أعضاء لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام (إدارة المهرجان)
TT

بشعار «في حب السينما»... انطلاق عالمي لمهرجان البحر الأحمر

جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي تتوسط أعضاء لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام (إدارة المهرجان)
جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي تتوسط أعضاء لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام (إدارة المهرجان)

تحت شعار «في حب السينما»، انطلقت فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في جدة، وسط حضور كبير لنجوم وصنّاع السينما، يتقدمهم الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة، وجمانا الراشد، رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي، إلى جانب أسماء سعودية بارزة في مجالات الإخراج والتمثيل والإنتاج.

ويواصل المهرجان، الذي يمتد من 4 إلى 13 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، ترسيخ موقعه مركزاً لالتقاء المواهب وصناعة الشراكات في المنطقة. وشهدت سجادة المهرجان الحمراء حضوراً مكثفاً لشخصيات سينمائية من مختلف دول العالم. وجذبت الجلسات الحوارية الأولى جمهوراً واسعاً من المهتمين، بينها الجلسة التي استضافت النجمة الأميركية كوين لطيفة، وجلسة للممثلة الأميركية كريستن دانست، وجلسة لنجمة بوليوود إيشواريا راي. وافتُتح المهرجان بفيلم «العملاق»، للمخرج البريطاني - الهندي روان أثالي، في عرضه الأول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو فيلم يستعرض سيرة الملاكم البريطاني اليمني الأصل نسيم حميد بلقبه «ناز».

ويسعى المهرجان هذا العام إلى تقديم برنامج سينمائي متنوع يضم عروضاً عالمية مختارة، وأعمالاً من المنطقة تُعرض للمرة الأولى، إضافة إلى مسابقة رسمية تستقطب أفلاماً من القارات الخمس. كما يُقدّم سلسلة من الجلسات، والحوارات المفتوحة، وبرامج المواهب، التي تهدف إلى دعم الأصوات الجديدة وتعزيز الحضور العربي في المشهد السينمائي الدولي.