نيكولا فيليبير لـ«الشرق الأوسط»: الفضول الإنساني وقود أفلامي

المخرج الفرنسي قال إن السينما الوثائقية قادرة على الابتكار

مشاهد من فيلم «مدينة اللوفر» (موقعه الرسمي)
مشاهد من فيلم «مدينة اللوفر» (موقعه الرسمي)
TT

نيكولا فيليبير لـ«الشرق الأوسط»: الفضول الإنساني وقود أفلامي

مشاهد من فيلم «مدينة اللوفر» (موقعه الرسمي)
مشاهد من فيلم «مدينة اللوفر» (موقعه الرسمي)

قال المخرج الفرنسي نيكولا فيليبير إنّ الفيلم الوثائقي صار اليوم مساحة فنية واسعة ومتجددة، لا تقل أهمية عن السينما الروائية، بل توازيها في قدرتها على التجريب والابتكار، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنّ «النظرة إلى هذا النوع من السينما تغيّرت كثيراً في العقود الأخيرة؛ إذ لم يعد يُنظر إلى (الوثائقي) بوصفه نوعاً فرعياً أو هامشياً، بل صار مجالاً قائماً بذاته يتسع لمناهج سردية ورؤى فكرية متعددة».

المخرج الحائز جائزة «الدبّ الذهبي» من مهرجان «برلين السينمائي» قبل عامين، ترأس لجنة تحكيم مسابقة «الأفلام الوثائقية الطويلة» في الدورة الثامنة من مهرجان «الجونة السينمائي»، وأبدى اقتناعه بأن «الفيلم الوثائقي اليوم يتيح حرية أكبر في التعبير، ويجذب عدداً متزايداً من المخرجين الشباب الذين يجدون فيه وسيلةً صادقة للتفاعل مع الواقع دون تزييف أو مواربة».

وقال فيليبير: «صار الجمهور أكثر انفتاحاً على مشاهدة هذا النوع من الأفلام»، مشيراً إلى أن «باريس وحدها تشهد أسبوعياً عرض 3 أفلام وثائقية جديدة في دور السينما؛ أي ما يقارب مائة وأربعين فيلماً سنوياً، وهو رقم كبير يدل على تغيّر عادات المشاهدة وارتفاع الطلب على هذا الفن».

وأضاف أن المهرجانات السينمائية العالمية باتت تُخصص أقساماً للأفلام الوثائقية، بل إن بعضها يدمجها في المسابقات الرسمية إلى جانب الأفلام الروائية، وهو ما يعكس مكانتها الجديدة في الوعي الثقافي والفني، مشيراً إلى أن مساحة «الوثائقي» اليوم اتسعت لتشمل عدداً لا يحصى من الأساليب وطرائق الكتابة السردية والمعالجات البصرية، مما جعله أرضاً خصبة لا تقل غنى عن حقل السينما الروائية.

وعدّ المخرج الفرنسي أن «الجمال في الفيلم لا يرتبط بمدى أهمية الموضوع أو حجمه»، موضحاً أنه «يمكن لموضوع صغير أن يُنتج فيلماً عظيماً، كما يمكن لقضيةٍ كبرى أن تُثمر عملاً باهتاً إن افتقر إلى روحٍ فنية حقيقية»، مشدداً على أن «القيمة الحقيقية للعمل تتجلَّى في النظرة الإنسانية، وفي الطريقة التي يُعبّر بها المخرج عن العالم، لا في ضخامة الحدث أو شهرة الشخصيات».

المخرج الفرنسي نيكولا فيليبير (مهرجان برلين)

وأكد أنه لا ينطلق في مشروعاته من فكرة مسبقة أو بحثٍ متعمّد عن موضوعٍ مهم، بل تولد معظم أفلامه صدفة أو من لقاءٍ عابرٍ بأشخاصٍ يثيرون فضوله، مضيفاً: «لا أبحث عن موضوع لفيلمٍ، بل أدَع الفيلم يجدني. قد ألتقي أشخاصاً أو أسمع عن مكانٍ أو تجربة، فتتحرك داخلي الرغبة في الاكتشاف. أصنع أفلامي لأتعلّم، لا لأعلّم الآخرين».

وأضاف أن ما يدفعه دائماً إلى العمل هو الفضول الإنساني والرغبة في فهم العالم حيث يعيش، مشيراً إلى أنّه يرى في السينما وسيلة للمعرفة قبل أن تكون وسيلة للتعبير.

واستعاد تجربته في فيلم «مدينة اللوفر» الوثائقي الذي عُرض عام 1990 على سبيل المثال، وقال إنه لم يبدأ به مشروع فيلمٍ على الإطلاق، بل كان بمثابة دعوةٍ بسيطة من إدارة المتحف لتوثيق يومٍ واحدٍ من العمل داخل القاعات أثناء تعليق لوحاتٍ ضخمة تعود إلى القرن الـ18.

وأوضح أن «العملية كانت معقدة جداً؛ إذ تطلّبت نقل اللوحات من المخازن إلى قاعات العرض، فطُلب مني أن أسجّل هذه الحركة بالكاميرا فقط لتوثيقها في أرشيف المتحف، ولم يكن الهدف أن يصبح ذلك فيلماً»، مشيراً إلى أنه بعد يومٍ من التصوير شعر بحماسةٍ غير متوقعة، فقرر العودة إلى المتحف في اليوم التالي ومواصلة التصوير دون أي ترخيص رسمي.

وأكد أنه استمر في التصوير بهذه الطريقة السرّية 3 أسابيع كاملة داخل أكبر متحفٍ في العالم، بمساعدة 3 أشخاص فقط، في فترةٍ كانت إدارة المتحف تُعيد خلالها ترميمه، وتشييد الهرم الزجاجي الشهير، وبناء المكتبات والمطاعم الجديدة؛ أي إن «اللوفر» كان في حالة تحولٍ شاملة؛ ما جعل التجربة شديدة الإثارة بالنسبة له.

وقال إنه بعد تلك الفترة اضطر إلى مصارحة مدير المتحف بالأمر، موضحاً له أنه وفريقه كانوا أشبه بـ«أشخاصٍ بلا أوراق رسمية»، يصوِّرون داخل المكان بلا إذن، لكنه دعا المدير إلى مشاهدة ما صوّروه، وهو ما جعله يمنحه لاحقاً التصريح الرسمي لمواصلة التصوير.

من فيلمه «العودة إلى نورماندي» (موقعه الرسمي)

وتحدث فيليبير عن الصعوبات التمويلية التي تواجه السينمائيين الوثائقيين، فقال إنّ «إيجاد التمويل لمشروعاته لم يعد مستحيلاً كما كان في بداياته، لكنه لا يزال تحدياً دائماً»، مشيراً إلى أنّه من الأسهل عليه اليوم الحصول على الدعم مقارنة بالمخرجين الشباب الذين يواجهون عقبات عدة في الحصول على الإنتاج؛ لأن النظام السينمائي بات أكثر تعقيداً والمنافسة أشدّ.

وأكد أن صناعة «الوثائقي» تحتاج إلى صبرٍ طويل وتمويلٍ مرن؛ لأن هذا النوع من الأفلام لا يُقاس بزمن التصوير أو العائد المادي، بل بصدق التجربة وعمقها، لافتاً إلى أنّه لا يحب الإنتاج السريع ولا يؤمن بالعمل المتعجل، وأنّ بعض أفلامه امتد تصويرها لأشهر طويلة بسبب رغبته في التقاط أدق التفاصيل، بل إنّ «جائحة كورونا» أطالت فترة التصوير لأحد مشروعاته إلى نحو 7 أشهر.

وعن عمله في لجان التحكيم بالمهرجانات الدولية، قال فيليبير إنّ «الحُكم على الأفلام عملية دقيقة تتطلب النظر إلى عناصر متوازية عدّة، أبرزها الشكل والأسلوب والجرأة والابتكار»، مشيراً إلى أنّه يُقيّم دائماً الأفلام من زاوية السؤال: «في أي موضعٍ يضعني هذا الفيلم بوصفي مشاهداً؟».

وأوضح أنّ بعض الأفلام تتجاهل جمهورها وتنغلق على ذاتها، في حين أن هناك أفلاماً أخرى تأخذ بيد المتفرّج وتبني معه جسراً إنسانياً، ويرى أن الفيلم الجيد هو الذي يحتاج إلى جمهوره ويتفاعل معه.

وأضاف أنّه يفرّق بين الأفلام التي تُخاطب المتلقي وتمنحه موقعاً داخل التجربة، وتلك التي تتعامل معه بازدراء أو لا تعبأ بوجوده، ويقول إن «الفيلم الرديء هو الذي لا يحتاج إلى مشاهد، أما العظيم فهو الذي يسعى إلى لمس جمهوره، ويُقيم حواراً بين شخصياته والمتفرّجين».


مقالات ذات صلة

نقابات هوليوود تنتفض ضد صفقة «نتفليكس - وارنر» البالغة 72 ملياراً

يوميات الشرق «زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)

نقابات هوليوود تنتفض ضد صفقة «نتفليكس - وارنر» البالغة 72 ملياراً

دقَّت نقابات هوليوود وأصحاب دُور العرض ناقوس الخطر بشأن صفقة الاستحواذ المُقترحة من «نتفليكس» على شركة «وارنر براذرز ديسكفري» بقيمة 72 مليار دولار

«الشرق الأوسط» (هوليوود)
يوميات الشرق النجم الأميركي جورج كلوني (أ.ب)

جورج كلوني يُقدم تحديثاً مفاجئاً حول مسيرته المهنية

كشف النجم الأميركي جورج كلوني أن دوره في الإخراج تراجع أمام دور الأبوة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق «الملحد» تعرَّض لعدد من الدعاوى القضائية التي طالبت بمنع عرضه (الشركة المنتجة)

«الملحد» للعرض في السينمات المصرية بعد معركة مع الدعاوى القضائية

بعد معركة مع الدعاوى القضائية، أعلنت الشركة المنتجة لفيلم «الملحد» طرحه في دور العرض السينمائي بمصر يوم 31 ديسمبر الحالي.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق المخرجة المصرية سارة جوهر (الشرق الأوسط)

المخرجة سارة جوهر: «عيد ميلاد سعيد» ينافس بقوة على «الأوسكار»

تؤكد المخرجة المصرية سارة جوهر أن قوة فيلمها تكمن في قدرته على التأثير في المشاهد، وهو ما التقطته «فارايتي» بضمّها لها إلى قائمتها المرموقة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق صوَّر المخرج الفيلم في ظروف صعبة (الشركة المنتجة)

«الشاطئ الأخير»... فيلم بلجيكي يرصد مأساة واقعية من قلب أفريقيا

رغم التحديات الأمنية واللوجيستية وعزلة القرية في غامبيا، فإن المخرج البلجيكي يشعر بالرضا عن التجربة التي خلّدت اسم «باتيه سابالي».

أحمد عدلي (الدوحة)

عمل فني صادم: رؤوس مشاهير التكنولوجيا على كلاب روبوتية (فيديو)

روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)
روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)
TT

عمل فني صادم: رؤوس مشاهير التكنولوجيا على كلاب روبوتية (فيديو)

روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)
روبوتات تُشبه آندي وارهول (يساراً) وإيلون ماسك (يميناً) تُعرض في معرض «حيوانات عادية» للفنان بيبل في «آرت بازل ميامي بيتش» (أ.ب)

انتشر عمل فني من معرض «آرت بازل» يضم كلاباً آلية تحمل رؤوساً شمعية لوجوه شخصيات بارزة؛ مثل جيف بيزوس وإيلون ماسك ومارك زوكربيرغ، انتشاراً واسعاً، إذ يتناول تأثير رواد التكنولوجيا على الطريقة التي نرى بها العالم.

وتتجول الكلاب الروبوتية ذات اللون الجلدي، والمزوّدة برؤوس شمعية دقيقة تشبه مستوى متحف «مدام توسو» لعدد من المليارديرات والفنانين - من بينهم جيف بيزوس، وإيلون ماسك، ومارك زوكربيرغ، وآندي وارهول، وبابلو بيكاسو - داخل حظيرة صغيرة، وتقوم بـ«إخراج» صور فوتوغرافية.

ويحمل العمل الفني عنوان «حيوانات عادية» من إنتاج استوديو «بيبِل» في تشارلستون، وقد عُرض هذا العام في «آرت بازل» خلال انطلاق الفعالية السنوية في ميامي بولاية فلوريدا.

وقال مايك وينكلمان، المعروف باسم «بيبِل»، في مقطع نُشر من بورتوريكو على «تيك توك»: «الصورة التي يلتقطونها، يعيدون تفسير الطريقة التي يرون بها العالم. لذا فهي تضم فنانين، ولديها أيضاً إيلون وزوكربيرغ». وأضاف: «وبشكل متزايد، هؤلاء التقنيون والأشخاص الذين يتحكمون في هذه الخوارزميات هم الذين يقررون ما نراه، وكيف نرى العالم».

وتتجول الكلاب الروبوتية، وتجلس، وتصطدم بعضها ببعض، وبين الحين والآخر يومض ظهرها بكلمة «poop mode» قبل أن تُخرج صورة رقمية تُترك على الأرض، وفق ما أفادت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية.

وكتب أحد مستخدمي «تيك توك»: «شكراً، لم أكن أخطط للنوم الليلة على أي حال»، وقال آخر: «هؤلاء مقلقون تقريباً مثل الأشخاص الفعليين»، وعلّق مستخدم على حساب «آرت بازل» في «إنستغرام»: «هذا عبقري ومرعب في الوقت نفسه»، فيما تساءل آخر: «هل هذا حقيقي أم ذكاء اصطناعي؟».

مشهد من معرض «حيوانات عادية» في ميامي (أ.ف.ب)

ويهدف العمل الفني، بحسب الناقد الفني إيلي شاينمان الذي تحدث لـ«فوكس نيوز»، إلى إعادة النظر في كيفية تمكّن الفنانين العاملين في البيئات الرقمية من إحياء مفاهيمهم وأفكارهم عبر الروبوتات، والنحت، والرسم، والطباعة، والأنظمة التوليدية، والأعمال الرقمية البحتة.

وقال وينكلمان لشبكة «سي إن إن»، إن الروبوتات صُممت للتوقف عن العمل بعد 3 سنوات، على أن تكون مهمتها الأساسية تسجيل الصور وتخزينها على سلسلة الكتل (البلوك تشين). وأكد معرض «آرت بازل» لـ«فوكس نيوز ديجيتال»، أن كل نسخة من روبوت «حيوانات عادية» بيعت بالفعل مقابل 100 ألف دولار.

وقال فينتشنزو دي بيليس، المدير العالمي والمدير الفني الرئيسي لمعارض «آرت بازل»، لـ«فوكس نيوز ديجيتال»: «نهدف من خلال معرض (زيرو 10) إلى منح ممارسات العصر الرقمي سياقاً تنظيمياً مدروساً، وخلق مساحة للحوار بين الجمهور الجديد والحالي، مع الإسهام في بناء بيئة مستدامة للفنانين والمعارض وهواة الجمع على حدٍ سواء».


نقابات هوليوود تنتفض ضد صفقة «نتفليكس - وارنر» البالغة 72 ملياراً

«زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)
«زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)
TT

نقابات هوليوود تنتفض ضد صفقة «نتفليكس - وارنر» البالغة 72 ملياراً

«زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)
«زلزال اندماج» قد يُغيّر معايير المنافسة في السينما (رويترز)

دقَّت نقابات هوليوود وأصحاب دُور العرض ناقوس الخطر بشأن صفقة الاستحواذ المُقترحة من «نتفليكس» على شركة «وارنر براذرز ديسكفري» بقيمة 72 مليار دولار، مُحذّرين من أنّ الصفقة ستؤدي إلى خفض الوظائف، وتركيز السلطة، وتقليل طرح الأفلام في دُور العرض إذا اجتازت مراجعة الجهات التنظيمية.

ووفق «رويترز»، من شأن الصفقة أن تضع العلامات التجارية التابعة لشركة البثّ العملاقة «إتش بي أو» تحت مظلّة «نتفليكس»، وأن تسلّم أيضاً السيطرة على استوديو «وارنر براذرز» التاريخي إلى منصة البثّ التي قلبت بالفعل هوليوود رأساً على عقب، عبر تسريع التحوّل من مشاهدة الأفلام في دُور السينما إلى مشاهدتها عبر المنصة.

وقد تؤدّي الصفقة إلى سيطرة «نتفليكس»، المُنتِجة لأعمال شهيرة مثل «سترينجر ثينغز» و«سكويد غيم»، على أبرز أعمال «وارنر براذرز»؛ مثل «باتمان» و«كازابلانكا».

وقالت نقابة الكتّاب الأميركيين في بيان: «يجب منع هذا الاندماج. قيام أكبر شركة بثّ في العالم بابتلاع أحد أكبر منافسيها، هو ما صُمّمت قوانين مكافحة الاحتكار لمنعه».

وتُواجه الصفقة مراجعات لمكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة وأوروبا، وقد عبَّر سياسيون أميركيون بالفعل عن شكوكهم.

الصفقة تواجه أصعب امتحان تنظيمي (د.ب.أ)

وتُمثّل النقابة الكتّاب في مجالات الأفلام السينمائية والتلفزيون والقنوات الخاصة والأخبار الإذاعية والبودكاست ووسائل الإعلام عبر الإنترنت. وأشارت إلى مخاوف تتعلَّق بخفض الوظائف وتخفيض الأجور وارتفاع الأسعار بالنسبة إلى المستهلكين، وتدهور ظروف العاملين في مجال الترفيه.

وقالت «نتفليكس» إنها تتوقع خفض التكاليف السنوية بما يتراوح بين مليارَي دولار و3 مليارات دولار على الأقل، بحلول السنة الثالثة بعد إتمام الصفقة.

وحذّرت كذلك «سينما يونايتد»، وهي منظمة تجارية تُمثّل 30 ألف شاشة عرض سينمائي في الولايات المتحدة و26 ألف شاشة حول العالم، من أنّ الصفقة قد تقضي على 25 في المائة من أعمال دور العرض محلّياً.

وتُصدر «نتفليكس» بعض الأفلام في دور العرض قبل إتاحتها للمشتركين على المنصة، وقالت الشركة إنها ستحافظ على طرح أفلام «وارنر براذرز» في دُور السينما، وتدعم محترفي الإبداع في هوليوود. ووصف رئيس منظمة «سينما يونايتد» مايكل أوليري، الاندماج بأنه «تهديد لم يسبق له مثيل»، مُتسائلاً عمّا إذا كانت «نتفليكس» ستحافظ على مستوى التوزيع الحالي.

وقالت نقابة المخرجين الأميركيين إنّ لديها مخاوف كبيرة ستناقشها مع «نتفليكس». وأضافت: «سنجتمع مع (نتفليكس) لتوضيح مخاوفنا وفَهْم رؤيتهم لمستقبل الشركة بشكل أفضل. وفي الوقت الذي نقوم فيه بهذه العناية الواجبة، لن نصدر مزيداً من التعليقات».


8 علامات تشير إلى أن وظيفتك تضر بصحتك العقلية

الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (بكسلز)
الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (بكسلز)
TT

8 علامات تشير إلى أن وظيفتك تضر بصحتك العقلية

الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (بكسلز)
الإرهاق يحدث عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل (بكسلز)

يُعبر كثير من الموظفين عن عدم رضاهم عن ظروف العمل في معظم الأحيان، فهناك دائماً جوانب في المكتب تُشعرك بالإرهاق. ولكن في بعض الأحيان، قد تكون وظيفتك ليست مُرهقة فحسب؛ بل سامة بالفعل وتستنزف طاقتك.

قد تكون الوظائف سامة لأسباب عديدة، ومُملة بشكل لا يُطاق. قد يكون الزبائن هم من يجعلونها سامة؛ مثل رواد المطاعم المُتطلبين، أو ربما يكون السبب المدير أو الزملاء غير المتعاونين، وفقاً لموقع «ويب ميد».

من المهم هنا التمييز بين الوظيفة السامة والإرهاق. يحدث الإرهاق عندما لا نُعيد شحن طاقتنا بشكل كافٍ من ضغوط العمل، ونُنهك تدريجياً. مع قسط كافٍ من الراحة، وربما منظور مختلف لعملنا، يمكننا التعافي من الإرهاق. ولكن إذا كانت الوظيفة بالفعل سامة، فلن تكفي أي راحة أو وقت فراغ بعد عودتك.

وإذا كنت تشعر حقاً بعدم السعادة في العمل، فابحث عن العلامات التالية التي تشير إلى أن وظيفتك سامة لصحتك النفسية والعقلية:

1. اختفاء المشاعر الإيجابية في العمل

تشعر بكثير من الفرح والراحة بعيداً عن العمل، لكن هذه المشاعر تختفي بمجرد دخولك مكان العمل. بدلاً من ذلك، تشعر دائماً بعدم الارتياح، أو التوتر، أو مجرد إرهاق عاطفي. ربما ينصحك زملاؤك بالتفاؤل، لكنك لا تستطيع سوى إجبار نفسك على الابتسام.

2. يستغرق الأمر عطلة نهاية الأسبوع بأكملها للتعافي

تتدهور صحتك النفسية طوال الأسبوع. بحلول يوم الثلاثاء، تكون مرهقاً، ولا تتخيل كيف ستصمد حتى يوم الجمعة. عندما تأتي عطلة نهاية الأسبوع أخيراً، بالكاد تتطلع إليها لأنك منهك للغاية. عندما تبدأ بالتعافي أخيراً، يحين وقت العودة إلى العمل.

3. تشعر بالتوتر والانزعاج ليلة الأحد

في ليالي الجمعة والسبت، يمكنك إبعاد العمل عن ذهنك، ولكن بحلول يوم الأحد، لن تتمكن من إنكار قدومه. من الصعب عليك التفاعل مع من حولك، ولا تستمتع بآخر يوم في عطلة نهاية الأسبوع، كما تترقب صباح الاثنين.

4. تحلم بالتقاعد - الذي قد يكون على بُعد عقود

لا يتوقف الأمر على عطلة نهاية الأسبوع - بل تحلم بإجازة دائمة من العمل. قد تبدأ حتى بالتخطيط لتقاعدك، أو التفكير في طرق للثراء حتى لا تضطر للعمل.

5. نوعية نومك تكون أسوأ بكثير في أيام العمل

العمل الضار يمكن أن يُفسد نومك تماماً. يشعر بعض الناس بالآثار في أيام عملهم (عادةً من الاثنين إلى الجمعة)، بينما قد يلاحظها آخرون تحسباً للعمل (من الأحد إلى الخميس).

6. تشعر بالمرض الجسدي

أظهرت دراسات لا حصر لها آثار التوتر المزمن على جهاز المناعة. إذا كنتَ مُسَمَّماً ببيئة عملٍ سيئة، فستشعر بآثارها ليس فقط على عقلك وروحك؛ بل على جسدك أيضاً. يبدو الأمر كأنك تُصاب بكل فيروسٍ منتشر، وتستغرق وقتاً أطول للتعافي من المعتاد.

7. تأخذ كثيراً من الإجازات الشخصية

حتى عندما لا تكون مريضاً جسدياً، قد تختار البقاء في المنزل قدر الإمكان. في بعض الأيام، تستيقظ وتبدو فكرة الذهاب إلى العمل مستحيلة. ربما تصل إلى حد ارتداء ملابسك وتناول الفطور، لكن فكرة القيادة إلى العمل تُشعرك بالغثيان.

8. لا تحب الشخص الذي أنت عليه في العمل

ربما يكون أبرز دليل على أن وظيفتك سامة أنها تُغيرك بطرق لا تُحبها. قد تجد نفسك منعزلاً، ومُركزاً على نفسك، ومتشائماً. وقد يمتد هذا إلى وقتك في المنزل مع عائلتك، وهو الجزء الأكثر إزعاجاً لك.

إذا كانت بعض هذه الأعراض تُؤثر عليك، ففكّر ملياً في مستقبلك بهذا المنصب. هل هناك طريقة لتغيير الوظيفة لتقليل تأثيرها عليك؟ أم أن الوقت قد حان لتغيير وظيفة أخرى؟ ناقش هذه الأفكار مع شخص تحبه وتثق به، وانتبه لمن تتواصل معه، خصوصاً من له مصلحة في قرارك. على سبيل المثال، زميل العمل الذي لا يريدك أن تترك الوظيفة، من المرجح أن يُعطيك تقييماً متحيزاً.