يبدأ الفيلم المصري «السادة الأفاضل» رحلته في دور العرض الخليجية من السعودية، الأربعاء، بعدما تصدر شباك التذاكر في الأسبوع الأول لعرضه بمصر بإيرادات تجاوزت 16 مليون جنيه (الدولار يساوي 47.3 في البنوك) وبإجمالي تذاكر بلغ أكثر من 112 ألف تذكرة، وفق حسابات موزعين سينمائيين.
الفيلم الذي يعد التجربة الكوميدية الأولى للمخرج كريم الشناوي شارك في بطولته مجموعة من الفنانين، بينهم بيومي فؤاد، ومحمد ممدوح، وانتصار، وأشرف عبد الباقي، وهنادي مهنى، وناهد السباعي، وطه دسوقي، وعلي صبحي، وميشيل نبيل، ومن تأليف الثلاثي مصطفى صقر ومحمد عز الدين وعبد الرحمن جاويش.
وكان صناع الفيلم قد احتفلوا بالعرض الأول ضمن فعاليات النسخة الثامنة من مهرجان «الجونة السينمائي» الأسبوع الماضي، بعرض احتفالي خاص رفع لافتة كامل العدد، مع حرص عدد كبير من النجوم وصناع السينما على حضور الفيلم.

تنطلق أحداث الفيلم الذي رفع شعار «هو فيلم فيه كل حاجة غلط» من خبر وفاة أب لديه أبناء وأحفاد بالريف لنشاهد الكثير من التفاصيل والصراعات التي تحدث بعد الوفاة غير الحقيقية مع اكتشاف أنه لا يزال حياً، بل وهناك من يعرف سر بقائه على قيد الحياة.
الرجل الذي يعمل في تجارة الآثار تكون وفاته فرصة يحاول الجميع الاستفادة منها، وعلى مدى نحو 150 دقيقة نتابع الكثير من المواقف والأحداث غير المتوقعة التي يقوم بها الأبطال، بجانب كوميديا الموقف التي تحدث للأبطال.
ما بين صفقة الآثار التي يجري ترتيبها ومحاولة استغلال العزاء لسرقة مكتب البريد القريب نتابع مواقف كثير من الشخصيات التي تتسابق نحو تحقيق مصالحها، بينما تصطدم في كثير من الأحيان بمفاجآت غير متوقعة.
وعَدّ الناقد الفني المصري، محمد طارق، الفيلم «يحمل آثار الأعمال الكوميدية الخالدة في السينما المصرية»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «التوليفة التي جمعت بين «نجوم شباك» في السينما وآخرين شباب تعد جاذبة للجمهور، لا سيما مع قدرة كل ممثل على تقديم دوره بشكل جيد».
لكن الناقد خالد محمود يرى أن الفيلم «افتقد إلى العمق في الكتابة مع عدم قدرة كتابه على النضج بالفكرة»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «غالبية الممثلين تشعر بأنك شاهدتهم من قبل بالأدوار نفسها في أعمال أخرى».

وأوضح أن «الفكرة الجيدة للعمل كان يمكن أن تكون أفضل كثيراً وقادرة على التعبير عن الأبعاد الفلسفية التي حاول الصناع تقديمها»، مشيراً إلى أن «التكرار في الأحداث أمر يؤخذ على العمل، ولم يكن في صالحه».
ويرجع الناقد محمد عبد الرحمن الانقسام في الآراء إلى «طبيعة الفيلم وأحداثه وانتمائه لما يسمى (كوميديا العبث)؛ الأمر الذي يجعل كل شخص يشاهده من منظوره، وفي ظل وجود كثير من الرسائل التي تجعل هناك إمكانية لمشاهدته مرات عدة، وفي كل مرة يكون الانطباع مختلفاً».
وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «صناع الفيلم نجحوا في تقديم نماذج لشخصيات عديدة في الأحداث مع إدراك طبيعة التحولات التي تحيط بالعائلة بعد اكتشاف حقيقة عمل الأب بتجارة الآثار أو حتى بعد إدراكهم أنه لا يزال على قيد الحياة»، معتبراً أن «الأحداث ناقشت جانباً من المتغيرات والتناقضات التي طرأت على السلوكيات في المجتمع».
وفي الختام اتفق عبد الرحمن وطارق على أن الفيلم نجح في إثبات قدرة مخرجه كريم الشناوي على تقديم أنماط مختلفة في أعماله الفنية سواء بالسينما بعد تجربته السابقة في «ضي... سيرة أهل الضي»، أو في أعماله الدرامية.







