حصد الفيلم المصري «ولنا في الخيال... حب؟» إعجاباً لافتاً خلال عرضه بمهرجان الجونة السينمائي في دورته الثامنة (16 – 24 أكتوبر «تشرين الأول» الجاري)، حيث يشارك ضمن الاختيارات الرسمية (خارج المسابقة) وسط عروض تتسم بالتنوع والأهمية، على غرار فيلم «حادث بسيط» للمخرج الإيراني جعفر بناهي، و«فرانكشتاين» للمخرج المكسيكي غييرمو ديل تورو.
فيلم «ولنا في الخيال... حب؟» هو الروائي الطويل الأول للمخرجة سارة رزيق، وأول بطولة لشقيقها الممثل الشاب عمر رزيق، كما أنه العمل الأول لمدير التصوير محمد جاد، ووضع موسيقاه خالد حماد، ومن إنتاج «ريد ستار» للمنتجة السعودية باهو بخش، ويضم الفيلم إلى جانب أبطاله أحمد السعدني ومايان السيد وعمر رزيق، عدداً من الوجوه الجديدة من بينهم سيف حميدة وفريدة رجب.

وتدور الأحداث في إطار يجمع بين التشويق والرومانسية والدراما الموسيقية حول أستاذ جامعي منطوٍ، تضطرب حياته حين تطلب منه إحدى الطالبات مساعدتها في أزمتها العاطفية مع زميل لها، وخلال محاولته الوساطة بينها وبين حبيبها يكتشف شيئاً في الطالبة يوقظ مشاعره.
وشهد العرض الأول للفيلم الذي أقيم، الاثنين، حضوراً من ضيوف المهرجان وبعض الفنانين، من بينهم ليلى علوي، يسرا، بشرى، روجينا، هنادي مهنا، جيهان الشماشرجي، ياسمين رحمي، الفنان خالد سليم، المخرج أمير رمسيس، وعمرو منسي المدير التنفيذي للمهرجان.
واستقبلت السجادة الحمراء طاقم الفيلم الذي صعد على المسرح ليتلقى تحية من الجمهور، وقالت المخرجة التي كتبت السيناريو والحوار أيضاً: «لقد عملنا على الفيلم جميعاً من قلبنا وأتمنى أن يعجبكم».

وتنطلق أحداث الفيلم الذي تم تصوير بعض مشاهده داخل أكاديمية الفنون ودار الأوبرا من خلال علاقة حب تجمع بين «وردة»، تؤدي دورها مايان السيد وهي طالبة بمعهد السينما بعد دراستها للموسيقى، و«نوح» الطالب بمعهد الباليه الذي يجسد شخصيته الفنان الشاب عمر رزيق، حيث تربطهما قصة حب منذ طفولتهما وتجمعهما دراسة الفنون.
لكن «وردة» تضيق بتأخره عن موعده معها، وتتفجر الأزمة بينهما مع قدوم الأستاذ الجامعي «يوسف مراد»، ويؤدي دوره الفنان أحمد السعدني، الذي يقوم بتدريس الفن التشكيلي لطلبة معهد السينما ويتسم بالجدية الشديدة، ويعيش على ذكرى زوجته الراحلة التي جمعته بها قصة حب كبيرة.
ويقوم الأستاذ بطرد «وردة» من المحاضرة لتأخرها، فتتهم حبيبها «نوح» بأنه السبب في ذلك وأنه يفسد كل شيء فيما تحاول هي أن تثبت نفسها، فيقرر إنهاء علاقتهما بعد 10 سنوات من الحب، ما يشكل لها صدمة وتنتابها الشكوك.
لكن علاقتها والأستاذ تتطور، فبينما تطلب منه في البداية التدخل لإعادة علاقتها مع «نوح»، تعترف بحبها لأستاذها وتساعده في إصلاح بيته، لتحرك مشاعر الحب لديه، ما يسبب ارتباكاً له. ويجتمع أبطال الفيلم الثلاثة في مشهد في ختام الفيلم وهم يقدمون عرضاً موسيقياً ويرقصون مع أغنية «مرة واحد حب واحدة».
وأكد المنتج صفي الدين محمود مدير تطوير المشروعات بالشركة المنتجة أن ما أثار حماسهم للفيلم أنه شكل جديد ولا يشبه أي فيلم مصري آخر، ونقدم من خلاله مؤلفة ومخرجة لأول مرة، وكذلك مدير التصوير، ومهندس ديكور، وأبطال من الشباب.

وقال محمود لـ«الشرق الأوسط» إن هدفهم أيضاً الدفع بمواهب جديدة في صناعة السينما، وأن جزءاً كبيراً من حماسه للفيلم أنه تم تصويره في أماكن فنية مثل أكاديمية الفنون ومدينة السينما ودار الأوبرا، معبراً عن سعادته لإعجاب شباب بالفيلم بعد العرض، وإشادة فنانين كبار بتميز العمل.
وعَدّ الناقد الفني المصري، رامي المتولي، الفيلم يمثل «اختياراً جريئاً من المخرجة سارة رزيق في أول أفلامها، في تجربة رآها جديدة وجيدة متخذة شكل الفيلم الموسيقي ويرمي إلى تفاصيل لها علاقة بالسينما الأميركية على غرار فيلم (لا لا لاند)»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هو عمل مختلف عن الأفلام المصرية المعتادة، ومن نوعية الأفلام التي تمنح المشاهد شعوراً جيداً بعد مشاهدته ولا تمثل نوعاً من الضغط عليه عبر قصة بسيطة لأفلام تنتج بكثرة في كل أنحاء العالم لكنها لا توجد كثيراً في مصر، مشيداً بمشهد النهاية الذي جاء مبهجاً وبشركة الإنتاج التي وقفت خلف تجربة سينمائية طموحة».
ووصف الناقد الفني المصري، محمد نبيل، العرض بـ«المغامرة» من شركة الإنتاج، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «رغم وجود بعض أخطاء التجربة الأولى لكن الفيلم يكشف عن مخرجة موهوبة»، مؤكداً إعجابه بأداء الممثل عمر رزيق الذي لفت الأنظار في فيلم «شرق 12»، ويؤكد من خلال هذا الفيلم أنه فنان لديه مشروع ولا يعمل بشكل عشوائي، كما أثنى نبيل على أداء مايان السيد التي أجادت في شخصيتها بفيلم «كولونيا»، وتقدم شخصية مختلفة تماماً في «ولنا في الخيال... حب؟».


