الأنهار تُغرق المحيطات بملايين الأطنان من البلاستيك سنوياً

النفايات البلاستيكية تسهم في تلويث شاطئ كراتشي الباكستاني مما ترك الخط الساحلي مليئاً بالقمامة (إ.ب.أ)
النفايات البلاستيكية تسهم في تلويث شاطئ كراتشي الباكستاني مما ترك الخط الساحلي مليئاً بالقمامة (إ.ب.أ)
TT

الأنهار تُغرق المحيطات بملايين الأطنان من البلاستيك سنوياً

النفايات البلاستيكية تسهم في تلويث شاطئ كراتشي الباكستاني مما ترك الخط الساحلي مليئاً بالقمامة (إ.ب.أ)
النفايات البلاستيكية تسهم في تلويث شاطئ كراتشي الباكستاني مما ترك الخط الساحلي مليئاً بالقمامة (إ.ب.أ)

يمثّل البلاستيك، وهو المكون الرئيسي للنفايات البحرية، خطراً كبيراً منذ عقود، إذ تنقله الأنهار إلى المحيطات بملايين الأطنان.

إنتاج هائل

في عام 2017، ذكر باحثون أميركيون في مجلة «ساينس أدفانسز» الأميركية، أنّ العالم أنتج 8.3 مليار طن من البلاستيك منذ عام 1950. ومُذّاك أصبح هذا الرقم معياراً بين الأوساط العلمية.

حدّث جيروين سونكي، وهو باحث في الكيمياء الجيولوجية البيئية في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية، هذه الحسابات ليصل الرقم إلى عشرة مليارات طن عام 2023.

وقال: «لا تزال هناك شكوك قائمة، نظراً إلى صعوبة إجراء تحليلات عن تدفّق البلاستيك واختلاف المناهج، لكننا نقترب من توافق على حجم المشكلة من حيث الأرقام التقريبية».

تُجمِع منظمات مختلفة على أن الإنتاج السنوي يتجاوز 400 مليون طن، ومن بينها منظمة «بلاستيكس يوروب» (413.8 مليون طن عام 2023) ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (435 مليون طن عام 2020).

تنتج آسيا 53 في المائة (33.3 في المائة في الصين)، وأميركا الشمالية 17.1 في المائة، وأوروبا 12.3 في المائة، بحسب «بلاستيكس يوروب».

وفي حال عدم اتخاذ أي إجراءات، تتوقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن يرتفع الإنتاج السنوي من البلاستيك بنسبة 70 في المائة بحلول عام 2040، ليصل إلى 736 مليون طن.

رجل يجمع البلاستيك على ساحل خليج البنغال في الهند (أ.ب)

جبل من النفايات

يشير سونكي إلى أنّ 31 في المائة فقط من البلاستيك المُنتج منذ عام 1950 لا يزال قيد الاستخدام، لافتاً إلى الفارق بين الفوائد المالية من جهة، والتكاليف البيئية والصحية الهائلة الناتجة عن النفايات من جهة أخرى.

تقول مديرة التواصل في جمعية «زيرو ويست فرنس» البيئية مانون ريشير: «نعتقد أن المنتجات البلاستيكية لا تُفرض عليها ضرائب تتناسب مع التكاليف البيئية والمجتمعية التي تُسببها في كل مرحلة من مراحل دورتها».

وتوضح منسقة الحملات في «زيرو ويست فرانس» مارين بونافيتا: «عالمياً، يُعاد تدوير أقل من 9 في المائة من البلاستيك حالياً، ولن يكون أمامنا خيار سوى خفض إنتاج البلاستيك».

يرى جوزيف تايفه، الأمين العام لتحالف «بلاست أليانس» الأوروبي للبلاستيك الذي يمثّل مُصنّعي البلاستيك الفرنسيين والأوروبيين، أن خفض استخدام البلاستيك «وهم»، لأنه «مادة النمو». ويدعو بدلاً من ذلك إلى الحدّ من التلوث عن طريق حظر طمر النفايات، والعمل على دعم البلدان التي لا تمتلك أنظمة لجمع القمامة.

موجة قوية

ينتهي الأمر بـ14 مليون طن من النفايات البلاستيكية في المحيطات سنوياً، معظمها عبر الأنهار، ليصل الإجمالي منها إلى 263 مليون طن، وفق أحدث تقديرات سونكي.

في حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول فرنسوا غالغاني، الباحث في معهد الأبحاث الفرنسي لعلوم المحيطات (IFREMER) والمتخصص في النفايات البحرية والجسيمات البلاستيكية الدقيقة، إنّ البلاستيك يمثل «75 إلى 85 في المائة من النفايات البحرية».

وتشير إيكا بول بون، عالمة السموم البيئية في مختبر علوم البيئة البحرية (lemar) في بريست ومديرة الأبحاث في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية، في حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، إلى أنّ «النفايات الكبيرة الموجودة على السواحل وفي البحر تتألف بشكل رئيسي من عبوات أطعمة وبلاستيك أحادي الاستخدام. وتُضاف إلى ذلك أيضاً وبحسب كل منطقة، نفايات من الأنشطة البحرية (النقل، وصيد الأسماك، وتربية الأحياء المائية)».

ويلفت غالغاني إلى أنّ «التركيز الرئيسي ينصب على جنوب شرقي آسيا، بسبب معدلات السكان المرتفعة قرب السواحل، ومنطقة شمال المحيط الهادئ، حيث حركة المرور البحرية وصيد الأسماك كبيرة».

تُعدّ أهم مصادر الجسيمات البلاستيكية الدقيقة المتأتية من اليابسة، حبيبات البلاستيك الصناعية (IPGs) التي تُستخدم لتصنيع الأغراض البلاستيكية والمواد الكاشطة المستخدمة في منتجات التنظيف ومستحضرات التجميل، بحسب غالغاني.

ويُضيف أن هناك كميات أكبر من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في الماء، نتيجة التفتت المستمر للقطع الأكبر حجماً، تحت تأثير الأشعة فوق البنفسجية، أو احتكاك الأمواج، أو الكائنات الدقيقة التي تستوطن أسطحها.

ينتشر في كل مكان محمولاً بالتيارات أو الرياح

بمجرد وصول هذه الجسيمات البلاستيكية إلى المحيط، تتحرك مع التيارات. بعضها ينجرف إلى الشواطئ لفترة، بينما تتجمّع كمية في وسط الدوامات البحرية الكبيرة. ويوضح غالغاني أنه «التأثير نفسه الذي يحدث في مغسلة».

ويقول سونكي: «هناك أيضاً انتشار لجسيمات أصغر حجماً عبر المسارات الجوية، وهو ما يُفسر وصولها إلى المناطق القطبية». وبالتالي، ينتشر البلاستيك في كل مكان، من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي، ومن السطح إلى الأعماق.


مقالات ذات صلة

إطلاق 61 كائناً فطرياً في محمية الملك خالد الملكية بالسعودية

يوميات الشرق الإطلاقات تمثل خطوة إضافية نحو تحقيق رؤية المركز في تنمية الحياة الفطرية بالمملكة (واس)

إطلاق 61 كائناً فطرياً في محمية الملك خالد الملكية بالسعودية

أطلقت هيئة تطوير محمية الإمام عبد العزيز بن محمد الملكية، بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، 61 كائناً فطرياً في محمية الملك خالد الملكية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
بيئة أقدام الديناصورات التي اكتشفها علماء حفريات إيطاليون (أ.ب)

العثور على آثار أقدام ديناصورات بجبال الألب في إيطاليا

اكتشف علماء حفريات إيطاليون الآلاف من آثار أقدام الديناصورات على صخرة شبه عمودية على ارتفاع أكثر من ألفي متر فوق مستوى سطح البحر في متنزه ستلفيو الوطني.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الولايات المتحدة​ مياه الفيضانات في الولايات المتحدة (أ.ب)

كندا وأميركا تتأهبان لمزيد من الأمطار والفيضانات

انحسرت مياه الفيضانات في غرب الولايات المتحدة وكندا، اليوم السبت، بعد أيام من الأمطار الغزيرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
بيئة عامل يقف تحت أشعة الشمس وسط درجات الحرارة المرتفعة (رويترز)

ارتفاع الحرارة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوتيرة أسرع من مثلي المعدل العالمي

قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، في تقرير، إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سجّلت أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق في عام 2024

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق نفايات القهوة تعزز قوة الخرسانة وتقلل البصمة الكربونية (معهد ملبورن الملكي للتكنولوجيا)

نفايات القهوة تصنع خرسانة أقل انبعاثاً للكربون

تكشف الدراسة عن إمكانية تحويل مخلفات القهوة إلى مادة بناء مستدامة تعزز صلابة الخرسانة وتخفض بصمتها الكربونية، مما يدعم التوجه نحو اقتصاد دائري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

«طلاق» عمرو أديب ولميس الحديدي يخطف الاهتمام بمصر

خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)
خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)
TT

«طلاق» عمرو أديب ولميس الحديدي يخطف الاهتمام بمصر

خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)
خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)

تصدر خبر طلاق الإعلامي عمرو أديب والإعلامية لميس الحديدي «التريند» في مصر بعد وقت قصير من إعلان الخبر، وتأكيده عبر وسائل إعلام محلية عقب أسابيع من الشائعات.

جاء الطلاق الرسمي، بعد زواج استمر أكثر من 25 عاماً في هدوء وبناءً على طلب الإعلامية لميس الحديدي، وفق مصادر مقرَّبة لها تحدثت لـ«الشرق الوسط». فيما لم يسجل الثنائي أي تعليقات بحساباتهما على مواقع التواصل الاجتماعي رغم انخراطهما في النقاشات العامة بشكل مستمر.

ويطل الثنائي على الشاشة من خلال برنامجي «توك شو»؛ إذ تظهر لميس الحديدي عبر قناة «النهار» من خلال برنامج «الصورة»، فيما يطل عمرو أديب من خلال برنامج «الحكاية» عبر قناة «إم بي سي مصر»، ويوجد البرنامجان ضمن قوائم الأعلى مشاهدة عادةً بين برامج «التوك شو» وفق استطلاعات الرأي.

وتصدر اسم عمرو أديب ولميس الحديدي بشكل منفصل منصة «إكس» في مصر فور إعلان الخبر مع تدوينات عدة مرتبطة بالطلاق جرى إعادة نشرها.

جاء إعلان الانفصال لوسائل الإعلام بعد أسابيع من الشائعات التي لاحقت علاقة الثنائي، وتردد أنها شهدت توترات وشائعات انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي وتجاهلها الثنائي بشكل كامل ولم يتم التعليق عليها.

نشأت قصة الحب بين الثنائي الإعلامي عمرو أديب ولميس الحديدي خلال عملهما في الصحافة في تسعينات القرن الماضي معاً، بعد انفصال عمرو أديب عن زوجته الأولى، وفق أحاديث أدلى بها الثنائي في لقاءات سابقة، فيما كانت نقطة الخلاف الوحيدة المعلنة بينهما مرتبطة بالتشجيع الكروي، حيث يُعرف عمرو أديب بتشجيع نادي الزمالك بينما تشجع لميس الحديدي النادي الأهلي.

وتحدثت لميس الحديدي عن رغبة عمرو أديب في الارتباط به عدة مرات قبل إعلان الزواج وقيامه بإبعاد كل من يحاول الارتباط بها قبل زواجهما رسمياً.

وعَدّ الخبير في الإعلام الرقمي و«السوشيال ميديا» معتز نادي، التزام الثنائي الصمت عبر مواقع التواصل لأسباب عدة «من بينها شهرتهما على نطاق واسع ليس في مصر فقط بل في العالم العربي، بالإضافة إلى سابقة تناول الثنائي العديد من الأخبار المماثلة عن الانفصال في برامجهما».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «أخبار زيجات وانفصال المشاهير عادةً ما تكتسب زخماً (سوشيالياً) وتلقى رواجاً وتفاعلاً فور الإعلان عنها لكن استمرار الأمر يختلف من شخص لآخر»، لافتاً إلى أن أولى حلقات الثنائي الإعلامي في برنامجيهما ستكون محل متابعة مكثفة أيضاً وسيكون لها بروز على مواقع التواصل سواء تم التطرق إلى الأمر أم لا منهما.

كان آخر ظهور للثنائي عمرو أديب ولميس الحديدي في خطوبة نجلهما الوحيد عمر التي أُقيمت الشهر الماضي في أجواء عائلية واقتصر الحضور بها على والدَي العروسين.


صلاح جاهين يواصل رسم «ضحكة مصر» رغم الغياب

احتفالية صلاح جاهين ضحكة مصر (وزارة الثقافة)
احتفالية صلاح جاهين ضحكة مصر (وزارة الثقافة)
TT

صلاح جاهين يواصل رسم «ضحكة مصر» رغم الغياب

احتفالية صلاح جاهين ضحكة مصر (وزارة الثقافة)
احتفالية صلاح جاهين ضحكة مصر (وزارة الثقافة)

يواصل الفنان والشاعر صلاح جاهين مهمته في رسم «ضحكة مصر» رغم مرور نحو 40 عاماً على رحيله، حيث استضاف المسرح القومي (وسط القاهرة) عرض حكي وغناء، الأربعاء، متضمناً فقرات عدة تستعيد أغنيات وأفلام وأعمال الفنان الراحل.

الاحتفالية، التي نظمها «المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية» بمناسبة ذكرى ميلاد جاهين، اعتمدت على أسلوب الحكي المسرحي، متضمنة فقرات غنائية على خلفية أعماله، من بينها أوبريت «الليلة الكبيرة»، وأفلام «شفيقة ومتولي»، و«صغيرة على الحب»، و«خلي بالك من زوزو»، إلى جانب الرباعيات الشهيرة.

ويعدّ صلاح جاهين (1930 - 1986) أحد أبرز الشعراء ورسامي الكاريكاتير في مصر، وتغنى بأشعاره الكثير من الفنانين مثل عبد الحليم حافظ وسعاد حسني وسيد مكاوي وعلي الحجار، كما اشتهر برسم الكاريكاتير الساخر في مجلة «صباح الخير»، وفي صحيفة «الأهرام»، ومن أشهر أعماله أوبريت «الليلة الكبيرة» الذي كتبه جاهين ولحنه سيد مكاوي وأخرجه صلاح السقا.

ووفق بيان لوزارة الثقافة المصرية، جاءت الاحتفالية في إطار حرص الوزارة على تكريم رموز الإبداع المصري، احتفاءً بذكرى ميلاد الشاعر والفنان الكبير الراحل صلاح جاهين.

وقال المخرج عادل حسان إن «العرض يأتي ضمن جهود المركز لإحياء ذكرى أعلام الفن المصري وتسليط الضوء على إسهاماتهم الخالدة»، مشيراً في بيان الخميس إلى أن «صلاح جاهين يمثل نموذجاً للمبدع الشامل الذي ترك بصمة لا تُمحى في الوجدان الثقافي المصري، وأن الإقبال الجماهيري الذي شهده العمل يعكس استمرار تأثيره وقدرته على مخاطبة مختلف الأجيال».

الاحتفالية تضمنت أغنيات كتبها صلاح جاهين (وزارة الثقافة)

وإلى جانب شهرته شاعراً وفناناً كاريكاتيراً قدم صلاح جاهين أدواراً صغيرةً في السينما، من بينها مشاركته في أفلام «شهيدة الحب الإلهي» و«لا وقت للحب» و«المماليك»، و«اللص والكلاب»، كما كتب المسلسل التلفزيوني «هو وهي» من بطولة سعاد حسني وأحمد زكي وإخراج يحيى العلمي.

ووصف الناقد الفني المصري، أحمد السماحي، الفنان الراحل صلاح جاهين، بأنه «أسطورة مصرية خالدة بأعماله، ويستحق عن جدارة كل تكريم واحتفاء، واستعادة ذكراه هي لمسة وفاء من المؤسسات المصرية لما قدمه جيل العظماء الذي ينتمي إليه للفن المصري»، وقال السماحي لـ«الشرق الأوسط»: «صلاح جاهين كان رائداً في مجال الأغنية الساخرة خفيفة الظل وفي الكاريكاتير وفي السيناريو وكتابة الأوبريت ومسرحية الطفل، وفي مجالات كثيرة، فهو موهبة استثنائية في الحياة الفنية من الصعب تكرارها».

وشهد العرض الذي قدمه مجموعة من الفنانين على المسرح القومي حضوراً جماهيرياً حاشداً وتفاعلاً كبيراً مع الأعمال التي قدمت، وهو من تأليف محمد مخيمر وأخرجه الفنان محمد مرسي، وشارك في الأداء والحكي الفنانون: هبة سامي، وخالد محروس، ومحمود الزيات، ومصطفى عبد الفتاح، حيث قدموا قراءة فنية وإنسانية لتجربة جاهين الإبداعية، جمعت بين الشعر والغناء والحكي المسرحي، واستعرضت محطات بارزة من مسيرته، في مزيج من البهجة والتأمل.

وتضمن العرض مجموعة من الأغنيات الشهيرة التي كتبها صلاح جاهين، وقام بالغناء كل من أحمد محسن، وهند عمر، وأنغام مصطفى، بمصاحبة الفرقة الموسيقية للمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، إشراف الدكتورة رانيا عمر، وقيادة المايسترو الدكتور أحمد ماهر.

ومن أشهر الأغنيات التي كتبها صلاح جاهين أغاني أفلام «أميرة حبي أنا»، و«خلي بالك من زوزو»، و«شفيقة ومتولي»، كما غنى له عبد الحليم حافظ «بستان الاشتراكية» و«صورة»، وغنت له صباح «أنا هنا يا ابن الحلال»، وغنى له سيد مكاوي وعلي الحجار «الرباعيات».


«الميلاد» حول العالم... رسائل أمل وسلام واحتفالات تُعيد الحياة

قداس منتصف الليل في كنيسة المهد ببيت لحم في فلسطين المحتلة (رويترز)
قداس منتصف الليل في كنيسة المهد ببيت لحم في فلسطين المحتلة (رويترز)
TT

«الميلاد» حول العالم... رسائل أمل وسلام واحتفالات تُعيد الحياة

قداس منتصف الليل في كنيسة المهد ببيت لحم في فلسطين المحتلة (رويترز)
قداس منتصف الليل في كنيسة المهد ببيت لحم في فلسطين المحتلة (رويترز)

وسط أجواء من الفرح والأنشطة المتنوعة، عادت المدن حول العالم لتزيين شوارعها واستقبال موسم الميلاد بألوان زاهية، من بيت لحم وغزة إلى الأقصر في مصر وسيدني في أستراليا، معبرة عن الأمل وتجدد الحياة رغم التحديات.

قداس عيد الميلاد في كنيسة المهد ببيت لحم مع مسيرة كشافة فلسطينية (أ.ف.ب)

شهدت بيت لحم والأراضي الفلسطينية احتفالات ميلادية بعد عامين خيّم عليهما النزاع في غزة، حيث عادت الحياة تدريجياً بعد اتفاق وقف إطلاق النار. شارك المئات في ساحة المهد وشارع النجمة في قداس ومسيرة للكشافة، وسط أصوات الطبول وألحان الترنيم الميلادي.

رئيس الوزراء الأسترالي ألبانيزي يقدم الطعام في غداء عيد الميلاد بسيدني (إ.ب.أ)

وقالت كاتياب عمايا، إحدى المشاركات في الكشافة، إن عودة الاحتفالات تمثل رمزاً مهماً لوجود المجتمع المسيحي في المنطقة، وتمنح سكان غزة الأمل في مستقبل أفضل. وأكد السكان أن الاحتفالات تعكس رغبتهم في إعادة الحياة إلى المدينة وتحفيز عودة السياح، بعد فترة من عزوف الزوار وارتفاع معدلات البطالة.

في غزة، أحيا المسيحيون قداس الميلاد في الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة بعد وقف إطلاق النار، معبرين عن رغبتهم في عودة الحياة الطبيعية إلى المدينة.

شجرة عيد الميلاد المضيئة في إحدى حدائق بكين (أ.ف.ب)

احتفلت الأقصر التاريخية في صعيد مصر بعيد الميلاد بعروض فلكلورية وألعاب التحطيب، على أنغام الربابة والمزمار، مستعرضة إرث المصريين القدماء في الاحتفال بالأعياد والمواسم. واستمرت الاحتفالات طوال فترة الميلاد ضمن فعاليات الدورة الـ15 للمهرجان القومي للتحطيب، ما أضفى بهجة وفرحاً على السكان والزوار.

أعضاء جوقة أغابي يقدمون عرضاً بمتحف الحضارة المصرية بالقاهرة (أ.ب)

شهد شاطئ بونداي في أستراليا احتفالات محدودة بسبب هجوم إرهابي أودى بحياة 15 شخصاً قبل أيام، حيث حافظ المشاركون على طقوس الميلاد مع احترام ذكرى الضحايا، وسط تعزيز الإجراءات الأمنية، بينما قلل الطقس العاصف من عدد المحتفلين.

وفي الوقت نفسه، تواجه بعض مناطق العالم ظروف طقس صعبة، مثل كاليفورنيا التي أعلنت السلطات فيها حالة الطوارئ تحسباً لفيضانات محتملة، ما يعكس التحديات المتعددة التي تواجه المجتمعات خلال موسم الأعياد.

أوكرانيون يرنمون للميلاد حاملين نجوم بيت لحم وسط مدينة لفيف (إ.ب.أ)

على الرغم من الظروف الصعبة، حملت الاحتفالات الميلادية هذا العام رسائل فرح وتجدد للأمل، سواء في فلسطين أو مصر أو أستراليا. وتجسد هذه الفعاليات قدرة المجتمعات على التعبير عن التضامن والحياة المشتركة، والحفاظ على التراث والثقافة، حتى في أصعب الأوقات.