قبل اللوفر... أشهر عمليات سرقة للمتاحف حول العالم

يلتقط السياح صورة «سيلفي» في ساحة متحف اللوفر المغلق بعد سرقة اليوم (أ.ب)
يلتقط السياح صورة «سيلفي» في ساحة متحف اللوفر المغلق بعد سرقة اليوم (أ.ب)
TT

قبل اللوفر... أشهر عمليات سرقة للمتاحف حول العالم

يلتقط السياح صورة «سيلفي» في ساحة متحف اللوفر المغلق بعد سرقة اليوم (أ.ب)
يلتقط السياح صورة «سيلفي» في ساحة متحف اللوفر المغلق بعد سرقة اليوم (أ.ب)

تعيد عملية السطو التي وقعت صباح اليوم (الأحد) بمتحف اللوفر في باريس، الأنظار مرة أخرى على أشهر عمليات السرقة والسطو التي وقعت في متاحف وقلاع حول العالم. وفيما يلي نرصد أشهر تلك السرقات.

الموناليزا تغادر متحف اللوفر (1911)

في 21 أغسطس (آب) عام 1911، اختفت لوحة «الموناليزا» لليوناردو دافنشي - إحدى أشهر الأعمال الفنية في العالم - من متحف اللوفر، وبحث المحققون الفرنسيون عن اللوحة أكثر من عامين، واشتبهوا بالشاعر غيوم أبولينير والفنان بابلو بيكاسو، أملاً في كشف غموض هذه القضية البارزة. واتهم كذلك رجل الأعمال الأميركي جيه بي مورغان بسرقتها.

ثم في ديسمبر (كانون الأول) 1913، اتصل رسام إيطالي بتاجر أعمال فنية بارز في فلورنسا، مدعياً ​​امتلاكه اللوحة الشهيرة. داهمت الشرطة المكان وألقت القبض على فينتشنزو بيروجيا، الموظف السابق في متحف اللوفر، واستعادت اللوحة. اتضح أن المتحف كان مغلقاً يوم السرقة؛ فإما أن بيروجيا اختبأ فيه طوال الليل، أو دخله سراً صباح ذلك اليوم برفقة عمال آخرين، وأزال لوحة «الموناليزا» من إطارها وأخرجها تحت ملابسه، وفقاً لما ذكره موقع «هيستروي» المعني بالتاريخ.

وأُشيد باللص في موطنه إيطاليا، وقضى ستة أشهر في السجن على جريمته.

النازيون ينهبون الفن الأوروبي (1933-1945)

قبل الحرب العالمية الثانية وأثناءها، نقل الألمان ما يُقدر بنحو 20 في المائة من التراث الفني الغني لأوروبا، وصادروا أصولاً ثقافية ثمينة، إما مملوكة لعائلات يهودية أو محفوظة في متاحف داخل المدن المحتلة حينها. وكان أدولف هتلر يأمل في جمع مجموعة ضخمة لمتحفه الفوهرر. ولتحقيق ذلك، وجّه النازيين لنهب متاحف عريقة، بما في ذلك متحف اللوفر في باريس ومتحف أوفيزي في فلورنسا، بالإضافة إلى صالات العرض والكنائس ومنازل هواة جمع التحف.

ومن بين الكنوز الأخرى التي لا تُحصى التي استولى عليها الجنود الألمان (والتي استُعيد الكثير منها بعد الحرب)، المنحوتات والزخارف الأخرى التي زيّنت غرفة الكهرمان، وهي غرفة فخمة في قصر كاثرين بالقرب من سانت بطرسبرغ. ولم تظهر محتوياتها الأسطورية مرة أخرى، وعلى مر السنين كان هناك تكهنات بأنها دمرت بسبب القصف، أو فقدت في غواصة غارقة، أو أخفيت في مخبأ أو دفنت في بحيرة.

لوحة مذبح غنت (1934)

رسم الفنانان الفلمنكيان هوبير ويان فان آيك لوحة مذبح غنت متعددة الألواح في القرن الخامس عشر لكاتدرائية القديس بافو في غنت، بلجيكا.

تُعتبر هذه اللوحة الضخمة (عرضها نحو 14 قدماً وارتفاعها 11 قدماً، ووزنها أكثر من طنين) من أهم الأعمال الفنية في التاريخ، كما أنها الأكثر سرقةً - سبع مرات على الأقل.

من أبرز مرات سرقتها: في القرن السادس عشر، حاول الكالفينيون المتمردون على التقاليد نهبها وحرقها. وفي عام 1794، سرقت قوات نابليون عدة ألواح، انتهى بها المطاف في متحف اللوفر. وفي أوائل القرن التاسع عشر، سرق رجل دين، بالتواطؤ مع تاجر أعمال فنية، ألواح الجناح، التي عُثر عليها في متحف برلين.

ومع نهاية الحرب العالمية الأولى، عادت جميع القطع إلى موطنها الأصلي، لكن في إحدى ليالي عام 1934، اقتحم لصوص الكاتدرائية وسرقوا اللوحة السفلية اليسرى، مطالبين بفدية. لم تظهر اللوحة مرة أخرى.

وواجه العمل الفني بأكمله ربما أكبر تهديد له: سرقها الألمان وأخفوها في منجم ملح نمساوي. (اعتقد هتلر أنها خريطة مشفرة لآثار مسيحية قديمة) واستعيدت بعد انتهاء الحرب.

سرقة متحف التاريخ الطبيعي في نيويورك (1964)

تمكّن ثلاثة من راكبي الأمواج، تحوّلوا إلى لصوص مجوهرات، من التسلل إلى نافذة في الطابق الرابع من متحف نيويورك للتاريخ الطبيعي، وسرقوا جواهر لا تُقدّر بثمن، بما في ذلك ياقوتة نجمة الهند عيار 563 قيراطاً، وياقوتة ديلونغ ستار عيار 100 قيراط، وياقوتة نجمة الليل السوداء عيار 116 قيراطاً.

كان اللصوص وهم راكبو أمواج من ميامي، جميعهم في العشرينيات من عمرهم، يقيمون في جناح فندقي فاخر في مانهاتن. في 29 أكتوبر 1964، وبعد أسابيع من التخطيط، تسلّق اثنان منهم سياجاً قبل أن يتسلّقا سلماً للنجاة من الحريق، وعلّقا حبلاً، وزحفا ببطء على حافة ضيقة، ثمّ قفزا إلى نافذة مفتوحة خارج قاعة جي بي مورغان للأحجار الكريمة والمعادن في المتحف، بينما كان آخر يراقب المكان من الأسفل. باستخدام قاطع زجاج وشريط لاصق لاقتحام خزائن العرض - التي كانت مزودة بنظام إنذار معطل - نفّذ اللصوص خطتهم دون أي عائق حتى أُلقي القبض عليهم بعد يومين. قضى كلٌّ منهم نحو عامين في السجن على جريمته، واستُعيدت معظم الجواهر المسروقة في النهاية.

رجال شرطة مزيفون ينهبون متحف غاردنر (1990)

وقعت إحدى أكبر عمليات سرقة الأعمال الفنية في التاريخ في 18 مارس (آذار) 1990، عندما دخل لصان متنكران في زيّ ضباط شرطة متحف إيزابيلا ستيوارت غاردنر في بوسطن، منتصف الليل، وأخبرا الحراس أنهما يحققان في شكوى.

قيّد اللصان الحراس في القبو، وبعد 81 دقيقة من وصولهما، سرقا 13 عملاً فنياً، بما في ذلك لوحات لرامبرانت فان راين، ويوهانس فيرمير، وإدغار ديغا، وإدوارد مانيه. مع بقاء الأعمال الفنية واللصوص طلقاء، لا يزال تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) جارياً، حيث عرض المتحف مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى استعادة الكنوز المسروقة سالمة. ويترك المتحف إطارات فارغة في صالات العرض كعلامات بديلة.

«الصرخة» تختفي مرتين (1994 و2004)

من حسن الحظ أن الرسام النرويجي إدوارد مونش أبدع عدة نسخ من أشهر أعماله، «الصرخة»؛ إذ وقعت اثنتان منها في أيدي لصوص الفن.

أول مرة كانت في فبراير 1994، حيث تسلق لصوص سلماً وكسروا نافذة المتحف الوطني في أوسلو، وسرقوا نسخته من اللوحة الشهيرة. تركوا وراءهم رسالة كُتب عليها «شكراً على ضعف الأمن»، ثم طالبوا بفدية قدرها مليون دولار. استُعيدت اللوحة بعد ثلاثة أشهر في عملية سرية. أُدين أربعة رجال، لكن أُطلق سراحهم في النهاية لأسباب قانونية.

والمرة الثانية، في أغسطس 2004، دخل لصوص ملثمون متحف مونش في أوسلو، واحتجزوا السياح والموظفين تحت تهديد السلاح أثناء قيامهم بتمزيق نسخة أخرى من «الصرخة» ولوحة مونش «السيدة العذراء» عن الحائط. تعقبت الشرطة النرويجية اللوحات، التي لحقت بها تمزّقات طفيفة وأضرار ناجمة عن المياه، وألقت القبض على اللصوص عام 2006.

المتحف الوطني السويدي يفقد لوحتين لرينوار ولوحة لرامبرانت (2000)

في ديسمبر عام 2000 استخدمت عصابة من اللصوص تكتيكات مثيرة لسرقة المتحف الوطني للفنون الجميلة في استوكهولم. فبينما هدد أحد أفراد الطاقم رجال الأمن بمدفع رشاش، سرق اثنان آخران لوحتين لبيير أوغست رينوار ولوحةً لرامبرانت. في هذه الأثناء، فجّر شركاء اللصوص سياراتٍ في أنحاءٍ أخرى من المدينة لمنع الشرطة من الاستجابة الكاملة للموقف.

(كما دقّ الفريق مسامير في الطريق خارج المتحف لإحباط محاولات المطاردة). ثم قفز اللصوص في زورقٍ سريعٍ للفرار خارج المتحف المطل على الواجهة البحرية مع غنائمهم. بعد بضعة أسابيع، تلقى المتحف فديةً بقيمة 3 ملايين دولار، رفض دفعها. أُلقي القبض على الجناة بعد فترةٍ وجيزة. وبحلول عام 2005، استُعيدت القطع الثلاث المفقودة.

كنوز معرض ويتوورث للفنون تختبئ خلف المرحاض (2003)

ثلاث لوحات فنية لبيكاسو وفينسنت فان جوخ وبول غوغان، قُدّرت قيمتها مجتمعةً بنحو 1.6 مليون دولار آنذاك، قضت ليلة ماطرة خلف حمام عام خارجي مُغلق بألواح خشبية بعد اختفائها من معرض للفنون في مانشستر، إنجلترا، وفي 26 أبريل عام 2003. تلقت الشرطة التي تُحقق في السرقة بلاغاً مجهول المصدر بعد يوم واحد من السرقة، ما قادها إلى مخبأ العمل الفني المفقود، وعُثر على اللوحات محشورة داخل أنبوب من الورق المقوى، كُتب عليه ملاحظة تزعم أن اللصوص دبّروا هذه العملية لتسليط الضوء على ضعف الأمن في المتحف.

سائحان مزيفان يسرقان لوحة «عذراء الغزل» (2003)

في أغسطس عام 2003، سرق لصان متنكران في صورة سائحين لوحة «عذراء الغزل» (1501)، وهي تحفة فنية من عصر النهضة يُعتقد أن ليوناردو دافنشي رسمها وتُقدر قيمتها بعشرات الملايين من الدولارات، من جدار قلعة درملانريغ في اسكوتلندا، الموطن الأصلي لدوق بوكليوش.

وبعد أن تغلبا على حارس الغرفة، هرب اللصوص باللوحة إلى سيارة كانت تنتظرهم، وتخلصوا من إطارها أمام بوابة القلعة مباشرةً. وبعد أربع سنوات، استعادت الشرطة اللوحة خلال مداهمة لمكتب محاماة في غلاسكو، ووُجهت اتهامات لثمانية رجال على صلة بالسرقة. لطالما ظنت شرطة سكوتلاند يارد البريطانية أن اللوحة كانت في أيدي تجار مخدرات استخدموها كضمان لصفقاتهم.

والعمل الفني معروض الآن في المعرض الوطني لاسكوتلندا في أدنبره.

سرقة متحف الفن الحديث في باريس (2010)

في 20 مايو 2010، تسلل رجل ملثم إلى متحف الفن الحديث في باريس، وسرق خمس لوحات ثمينة، منها لوحة «الحمامة الصغيرة» لبابلو بيكاسو، ولوحة «الرعوية» لهنري ماتيس، بالإضافة إلى أعمال فنية لجورج براك، وفرناند ليجيه، وأميديو موديلياني، وبلغت قيمة اللوحات الإجمالية نحو 70 مليون دولار آنذاك.

أما الفرنسي فيران توميك، الذي اشتهر بلقب «الرجل العنكبوت» لتسلقه جوانب المباني لدخول المتحف، والذي صقل مهاراته في رياضة الباركور في مراهقته بتسلق شواهد القبور والأضرحة في مقبرة بير لاشيز في باريس، فقد أُدين وحُكم عليه بالسجن ثماني سنوات. كما أُدين شريكان، تاجر تحف يُزعم أنه أمر بالسرقة، وصانع ساعات كان يُخزّن الأعمال. ولا يزال المحققون يتعقّبون اللوحات، التي وصفها الخبراء بأنها غير قابلة للبيع في السوق المفتوحة.


مقالات ذات صلة

توجيه اتهامات إلى شخص رابع يُشتبه في مشاركته بسرقة متحف اللوفر

أوروبا جنود فرنسيون يقومون بدورية أمام متحف اللوفر (أ.ب) play-circle

توجيه اتهامات إلى شخص رابع يُشتبه في مشاركته بسرقة متحف اللوفر

وُجهت اتهامات في قضية سرقة متحف اللوفر إلى شخص رابع يُشتبه في مشاركته بعملية السطو، ومثُل أمام قاضٍ في باريس، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق استضاف حفل الافتتاح نخبة من جامعي الأعمال الفنية وخبراء الفن من مختلف أنحاء العالم (متاحف قطر)

إطلاق متحف الفنان الهندي مقبول فدا حسين في الدوحة

افتتح في الدوحة، أمس، «لوح وقلم: متحف مقبول فدا حسين»، وهو معلم ثقافي فريد يُخلّد الإرث الإبداعي لأحد أبرز أعمدة الفن الحديث في العالم، مقبول فدا حسين. …

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
يوميات الشرق المتحف المصري بالتحرير (صفحة المتحف على «فيسبوك»)

مصر لتطوير «متحف التحرير» ليعكس «روح الحضارة»

تسعى مصر لتطوير متحفها الأقدم «المتحف المصري بميدان التحرير»، لتعزيز دوره باعتباره أحد أهم المتاحف العالمية، ورمزاً لتاريخ الفن المصري القديم.

محمد الكفراوي (القاهرة)
أوروبا أفراد من الشرطة الفرنسية يقفون بجوار مصعد استخدمه اللصوص لدخول متحف اللوفر على رصيف فرنسوا ميتران في باريس... 19 أكتوبر 2025 (أ.ف.ب)

الادعاء الفرنسي يوقف 4 أشخاص على صلة بسرقة متحف اللوفر

أوقفت السلطات الفرنسية، الثلاثاء، 4 أشخاص آخرين، على خلفية التحقيق بشأن سرقة مجوهرات من التاج الملكي الفرنسي من متحف اللوفر الشهر الماضي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق تطوير العرض المتحفي لـ«قاعة الخبيئة» بمتحف الأقصر للفن المصري القديم (وزارة السياحة والآثار)

مصر لتطوير سيناريو العرض المتحفي لـ«خبيئة الأقصر»

تسعى مصر لإبراز «خبيئة الأقصر» في متحف الأقصر للفن المصري القديم؛ إذ أعلن المجلس الأعلى للآثار مواصلة أعمال تطوير سيناريو العرض المتحفي لها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
TT

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)

أصدر النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو تحذيراً للممثلين الشباب، موضحاً سبب رفضه عروضاً ضخمة في بداية مسيرته الفنية الحافلة.

وأكد دي كابريو، البالغ من العمر 51 عاماً، أن الإفراط في الظهور قد يضر بالممثل الطموح الذي يتطلع إلى النجاح في هوليوود، وفقاً لشبكة «فوكس نيوز».

وقال نجم فيلم «تايتانيك»: «أكثر ما يمكنني قوله هو إنه إذا كنت تحب هذه المهنة، إذا كنت تحب التمثيل، فعليك أن تدرك أنها أشبه بماراثون، وليست سباقاً قصيراً».

وأضاف: «هذا لا يعني أن هذه كلها خيارات مصيرية. لا تجرّبوا شيئاً تجارياً. لا تفعلوا هذا مبكراً جداً.. يتعلق الأمر بفكرة النظر إلى مسيرتكم المهنية بعد 20، 30، 40، 50 عاماً من الآن، ووضع هذه العناصر معاً لضمان استمراريتها».

وتابع: «ربما يكون الإفراط في التعرض مضراً... أعتقد، إن لم يكن هناك أي شيء، أنني كنتُ أملك حدساً مبكراً بشأن الإفراط في التعرض. صحيحٌ أن ذلك كان زمناً مختلفاً. كان زمناً شاهدتُ فيه ممثلين اختفوا عن الأنظار، ولم نكن نعرف الكثير عنهم. أما الآن، فقد اختلف الأمر كثيراً مع وسائل التواصل الاجتماعي. لكنني لم أتمكن من معرفة الكثير عنهم إلا ما رأيته على الشاشة».

أشار دي كابريو إلى أن الزمن تغير بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، لكن مشاهدة ممثلين آخرين يبنون ببطء أعمالاً قوية أثّرت على قراراته المهنية.

وشرح: «رأيتهم يبنون أعمالاً رائعة مع مرور الوقت. لم أُغمر بفيضٍ هائل من أفلامهم في عام أو عامين. هذا لا يعني أنه لا يجب عليك قبول العمل عندما يُعرض عليك، ولكن الفكرة هي توزيعه، أو ربما مجرد اختيار الأفلام التي تضم شخصيات ثانوية رائعة ومثيرة للاهتمام وتترك بصمتك في هذا المجال».

اشتهر دي كابريو برفضه دوراً في فيلم «هوكس بوكس»، وهو أعلى أجر كان سيحصل عليه آنذاك. وبدلاً من ذلك، قبل دور «ما الذي يزعج جيلبرت جريب»، الذي نال عنه أول ترشيح لجائزة الأوسكار. وصرح الممثل أن نقطة التحول في مسيرته كانت فيلم «تايتانيك»، الذي مكّنه من اختيار أفلامه بنفسه.

وأوضح: «كنت محظوظاً جداً في البداية. وكما ذكرتُ مع فيلم (تايتانيك)، كانت تلك نقطة التحول الحقيقية، عندما أتيحت لي فرصة اختيار أفلامي بنفسي. ولكن حتى ذلك الحين، كنتُ أشارك في العديد من الأفلام المستقلة. كنتُ أختار الشخصية التي أجدها الأكثر إثارة للاهتمام، والتي أستمتع بها».


«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
TT

«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

في لحظة يصعب نسيانها، ظهر النجم الأميركي فين ديزل، وهو يدفع الأسطورة البريطانية مايكل كين على كرسيه المتحرّك فوق خشبة مسرح حفل افتتاح مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي»، مساء الخميس، في مشهد بدا كأنه يُلخّص روح دورة خامسة تجمع بين شغف السينما وامتنانها لرموزها، وبين حضور دولي يُرسّخ جدة منصةً تلتقي فيها قصص نجوم «هوليوود» و«بوليوود» والعالم العربي.

وقف ديزل على المسرح لتقديم الجائزة التكريمية، قائلاً: «هذه الليلة مميّزة بالنسبة إليّ، لأنني أقدّم جائزة لشخص تعرفونه جميعاً بأنه من أفضل الممثلين الذين عاشوا على الإطلاق... مايكل كين يملك من الكاريزما ما يفوق ما لدى معظم نجوم هوليوود». أمّا كين، الذي بلغ التسعين من عمره، فصعد إلى المسرح بدعم 3 من أحفاده، وقال مازحاً: «أتيتُ لأتسلم جائزة، ولا يفاجئني ذلك... فقد فزت بأوسكارين».

مايكل كين متأثّراً خلال كلمته على المسرح (إدارة المهرجان)

كان ذلك المشهد الشرارة التي أعطت مساء الافتتاح طابعاً مختلفاً؛ إذ لم تكن الدورة الخامسة مجرّد احتفاء بفنّ السينما، وإنما إعلان عن نقلة نوعية في موقع السعودية داخل الخريطة العالمية، حيث تتقاطع الأضواء مع الطموح السينمائي، ويتحوَّل الافتتاح من استقطاب للنجوم وعروض الأفلام، إلى قراءة لصناعة تتشكَّل أمام العالم.

وانضم إلى مايكل كين في قائمة النجوم المكرّمين لهذا العام: سيغورني ويفر، وجولييت بينوش، ورشيد بوشارب، وستانلي تونغ، فيما استمرَّت أسماء عالمية في التوافد إلى جدة في اليومين الماضيين، من بينهم جيسيكا ألبا، وأدريان برودي، والمخرجة كوثر بن هنية.

وينسجم ذلك مع كلمة وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، خلال الحفل، بأنّ المهرجان أصبح منصةً تعكس التحوّل الكبير الذي يشهده القطاع الثقافي في المملكة، ويُظهر دور الشباب في تشكيل مشهد سينمائي ينسجم مع طموحات «رؤية 2030»، مشيراً إلى أنّ الثقافة تُعد إحدى أقوى أدوات التأثير عالمياً.

حشد سينمائي عالمي كبير في الحفل (إدارة المهرجان)

السعودية... بدايات هوليوود

ومثل عادة المهرجانات، اتّجهت الأنظار نحو السجادة الحمراء، فامتلأت «الريد كاربت» الواقعة في منطقة البلد التاريخية بطيف نادر من نجوم السينما العالمية؛ من داكوتا جونسون، وآنا دي أرماس، ورئيس لجنة التحكيم شون بيكر وأعضاء اللجنة رض أحمد، وناعومي هاريس، ونادين لبكي، وأولغا كوريلنكو، إضافة إلى كوين لطيفة، ونينا دوبريف؛ اللتين شاركتا في جلسات حوارية مُعمَّقة قبل الافتتاح.

وخلال الحفل، أكد رئيس لجنة التحكيم شون بيكر، أنه متحمّس جداً للحضور في السعودية، التي شبَّهها بـ«هوليوود في أيامها الأولى»، مضيفاً: «بينما نُقاتل للحفاظ على دور العرض في الولايات المتحدة، افتُتِحت هنا مئات الصالات خلال 5 سنوات، لتصبح السعودية أسرع أسواق شباك التذاكر نمواً في العالم. ما يحدث هنا مُلهم ودافئ للقلب».

رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد (إدارة المهرجان)

من جهتها، تحدَّثت رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي»، جمانا الراشد، عن أثر المؤسّسة خلال السنوات الخمس الماضية، قائلة: «لقد بنينا بهدوء ما كان كثيرون يرونه مستحيلاً: منظومة تمنح صنّاع الأفلام من آسيا وأفريقيا والعالم العربي القدرة على القيادة». وأشارت إلى أنّ 7 أفلام دعمها «صندوق البحر الأحمر» اختارتها بلدانها لتمثيلها في «الأوسكار»، وهو دليل على أثر الصندوق الذي دعم أكثر من 130 مشروعاً خلال 5 سنوات فقط. وأوضحت أنّ الدورة الخامسة تضم هذا العام 111 فيلماً من أكثر من 70 دولة، وتسلّط الضوء على 38 مُخرجة، مؤكدة أنّ حضور المرأة في هذه الدورة يُسهم في إعادة تعريف حدود السرد السينمائي، ويشكّل جزءاً أساسياً من روح المهرجان.

 

«العملاق»... فيلم الافتتاح

وفي نهاية الحفل، بدأ عرض فيلم الافتتاح «العملاق» للمخرج البريطاني - الهندي روان أثالي، وهو عمل يستعيد سيرة الملاكم البريطاني - اليمني الأصل نسيم حمد «برنس ناز»، والفيلم من إنتاج سيلفستر ستالون، ويقدّم فيه الممثل المصري - البريطاني أمير المصري أهم أدواره حتى الآن، بينما يلعب بيرس بروسنان دور المدرّب الذي شكّل مسيرة ناز.

ورغم أنّ السِّير الرياضية مألوفة في السينما العالمية، فإنّ اختيار هذا الفيلم تحديداً يحمل دلالة ضمنية؛ فهو عن شاب صنع مساراً لم يكن موجوداً، وعَبَر حدود التصوّرات الطبقية والثقافية ليصنع له مكاناً يُشبهه. بما يُشبه إلى حد كبير قصة الصناعة السينمائية المحلّية التي تُحاول إعادة تعريف صورتها أمام العالم، وتبني حضورها من نقطة البدايات، بمزيج من الحلم والهوية والإصرار، لتصل اليوم إلى مرحلة النضج في دورة تحتفي بشعار «في حبّ السينما»، وتحمل معها 10 أيام من عروض وتجارب تُعيد إلى الفنّ السابع قدرته الأولى على الدهشة.


ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
TT

ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)

كشفت شرطة نيوزيلندا، التي أمضت 6 أيام في مراقبة كل حركة أمعاء لرجل متهم بابتلاع قلادة مستوحاة من أحد أفلام جيمس بوند من متجر مجوهرات، اليوم (الجمعة)، أنها استعادت القلادة المزعومة.

وقال متحدث باسم الشرطة إن القلادة البالغة قيمتها 33 ألف دولار نيوزيلندي ( 19 ألف دولار أميركي)، تم استردادها من الجهاز الهضمي للرجل مساء الخميس، بطرق طبيعية، ولم تكن هناك حاجة لتدخل طبي.

يشار إلى أن الرجل، البالغ من العمر 32 عاماً، والذي لم يكشف عن هويته، محتجز لدى الشرطة منذ أن زعم أنه ابتلع قلادة الأخطبوط المرصعة بالجواهر في متجر بارتريدج للمجوهرات بمدينة أوكلاند في 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، وتم القبض عليه داخل المتجر بعد دقائق من السرقة المزعومة.

وكانت المسروقات عبارة عن قلادة على شكل بيضة فابرجيه محدودة الإصدار ومستوحاة من فيلم جيمس بوند لعام 1983 «أوكتوبوسي». ويدور جزء أساسي من حبكة الفيلم حول عملية تهريب مجوهرات تتضمن بيضة فابرجيه مزيفة.

وأظهرت صورة أقل بريقاً قدمتها شرطة نيوزيلندا يوم الجمعة، يداً مرتدية قفازاً وهي تحمل القلادة المستعادة، التي كانت لا تزال متصلة بسلسلة ذهبية طويلة مع بطاقة سعر سليمة. وقال متحدث إن القلادة والرجل سيبقيان في حوزة الشرطة.

ومن المقرر أن يمثل الرجل أمام محكمة مقاطعة أوكلاند في 8 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وقد مثل أمام المحكمة لأول مرة في 29 نوفمبر.

ومنذ ذلك الحين، تمركز الضباط على مدار الساعة مع الرجل لانتظار ظهور الدليل.