«الجونة السينمائي» يركز على «الرسالة الإنسانية» ويوجّه تحية للراحلين

أكد دعمه للفنانين الشباب... وتأجيل عرض فيلم الافتتاح أثار تساؤلات

محمود حميدة وشريف منير وتامر حبيب في حفل الافتتاح (مهرجان الجونة)
محمود حميدة وشريف منير وتامر حبيب في حفل الافتتاح (مهرجان الجونة)
TT

«الجونة السينمائي» يركز على «الرسالة الإنسانية» ويوجّه تحية للراحلين

محمود حميدة وشريف منير وتامر حبيب في حفل الافتتاح (مهرجان الجونة)
محمود حميدة وشريف منير وتامر حبيب في حفل الافتتاح (مهرجان الجونة)

أعلن مهرجان الجونة السينمائي، في افتتاح دورته الثامنة، الخميس، التي تقام في الفترة من 16 إلى 24 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، تركيزه على الرسالة الإنسانية التي يقدمها عبر أفلامه وفعالياته المختلفة، كما وجّه تحية للفنانين الذين رحلوا عن عالمنا العام الماضي.

وأثار تأجيل عرض فيلم الافتتاح «عيد ميلاد سعيد»، لليوم التالي من الافتتاح، تساؤلات في أروقة المهرجان، وقالت ماريان خوري، المدير الفني للمهرجان، لـ«الشرق الأوسط»، إن القرار جرى بالتوافق بين إدارة المهرجان وصُناع الفيلم لإتاحة فرصة أفضل لعرض الفيلم، حيث جرت العادة أن يغادر الحضور قاعة الافتتاح مبكراً، مما يؤثر على المشاهدة الجيدة للفيلم.

ليلى علوي تترأس لجنة تحكيم الأفلام الطويلة (إدارة المهرجان)

وأبدت مُخرجة الفيلم، سارة جوهر، ترحيبها بهذا التأجيل، قائلة، لـ«الشرق الأوسط»: «لقد حضرتُ المهرجان في أكثر من دورة، وكنت ألحظ مغادرة أغلب الحضور بعد فقرات الحفل الأولى إلى الحفل الآخر (After party)، دون انتظار للفيلم، اعتماداً على أنهم سيشاهدونه في عرضٍ آخر، خلال أيام المهرجان، لذلك رحبتُ بتأجيل عرضه لمساء اليوم التالي، لأضمن أن من أراد مشاهدة الفيلم سيحضر خصوصاً له».

وكانت الفنانة حنان مطاوع، إحدى بطلات فيلم «عيد ميلاد سعيد»، قد شاركت في حفل افتتاح الجونة لحضور عرض الفيلم ليلة الافتتاح، ثم السفر؛ لارتباطها بتصوير أحد أعمالها، لتُفاجأ بتأجيل العرض، مما جعلها تمدد إقامتها يوماً آخر.

ويقول الناقد الفني المصري طارق الشناوي إن «كل المهرجانات الكبرى مثل كان وبرلين وفينسيا وغيرها تعرض فيلماً ليلة الافتتاح، والجمهور يتكالب على حضوره، ثم يقام له عرض ثانٍ في يوم آخر»، مضيفاً، لـ«الشرق الأوسط»، أن «تأجيل عرض فيلم الافتتاح ليومٍ تال يرجع لعدم ضبط الوقت، فقد تأخّر افتتاح المهرجان لنحو ساعة عن موعده».

ويُعد فيلم «عيد ميلاد سعيد» هو أول الأفلام الطويلة للمُخرجة سارة جوهر، وهو من بطولة نيللي كريم وحنان مطاوع وشريف سلامة، وتدور أحداثه عبر دراما مؤثرة عن الانقسام الطبقي، وقد جرى اختياره ليمثل مصر في منافسات الأوسكار المقبلة.

شيرين رضا على الريد كاربت (مهرجان الجونة)

وتميّز حفل افتتاح مهرجان الجونة السينمائي بالبساطة والأناقة وسرعة الإيقاع، بحضور عدد كبير من نجوم وصُناع الفن المصري والعربي، وحرص فنانون على الحضور برفقة أزواجهم، وفي مقدمتهم إيناس الدغيدي وزوجها، وجومانا مراد وزوجها، وطه الدسوقي وزوجته، وتحولت الـ«ريد كاربت» إلى ساحة تعج بالألوان والأزياء من مختلف بيوت الأزياء المصرية والعالمية.

نجيب وسميح ساويرس خلال افتتاح مهرجان الجونة (إدارة المهرجان)

وظهر الشقيقان رجلا الأعمال نجيب وسميح ساويرس على المسرح معاً، حيث تحدّث نجيب، مؤسس المهرجان، مؤكداً أن «السينما لغة عالمية تكشف جوهر الإنسان وتعكس آماله وأحلامه»، لافتاً إلى أن «مهرجان الجونة بات منارة ثقافية»، في حين أشار سميح، مؤسس مدينة الجونة ورئيس مجلس إدارة المهرجان، في كلمته، إلى أن «منصة سيني جونة تُواصل توفير الفرص لعدد متزايد من المواهب الشابة؛ لتمكين صُناع الأفلام من الصاعدين ودعم الجيل الجديد من رواة القصص».

واستعرض الحفل أسماء رؤساء لجان تحكيمه، بمصاحبة صور لهم على الشاشة، حيث تترأس الفنانة ليلي علوي لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، كما يترأس المخرج الفرنسي نيكولا فيليبير لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، ويرأس المخرج الفلسطيني مهدي فليفل لجنة تحكيم الأفلام القصيرة، وتتولى اللبنانية جانا وهبة لجنة تحكيم مسابقة «نجمة الجونة الخضراء» لأفضل فيلم عن البيئة، بينما تخضع جائزة «سينما من أجل الإنسانية» لتصويت الجمهور.

وقال عمرو منسي، المدير التنفيذي للمهرجان، خلال كلمته، إن «الدورة الثامنة تجسد روح الإبداع، حيث تقدم تجربة ثقافية متكاملة تجمع صناع السينما من جميع أنحاء العالم». ولفتت ماريان خوري إلى دور السينما بوصفها صوتاً إنسانياً في مواجهة الواقع، مشيرة إلى فخرها بعودة برنامج «نافذة على فلسطين»، الذي «يمنح صُناع الأفلام في غزة فرصة رواية قصصهم، وتحويل الألم إلى فن»، وفق تعبيرها.

وشهد حفل الافتتاح تكريم الفنانة منة شلبي، حيث صعدت الفنانة يسرا لتقدم لها جائزة «الإنجاز الإبداعي»؛ تكريماً لمسيرتها الفنية المتميزة وأدوارها المؤثرة. وأشادت يسرا بموهبة منة شلبي، التي أهدت جائزتها للمخرج رضوان الكاشف؛ أول من قدمها في فيلم «الساحر».

يسرا كرّمت منة شلبي وأشادت بموهبتها (مهرجان الجونة)

كما أهدتها إلى والدتها الفنانة زيزي مصطفى، التي دعّمتها في مسيرتها، وأكدت منة، خلال كلمتها، امتنانها «للنجوم الكبار الذين عملت معهم وتعلمت منهم كثيراً؛ على غرار ليلى علوي ويسرا ومحمود عبد العزيز، وأيضاً المخرجين الكبار الذين آمنوا بموهبتها»، على حد تعبيرها.

واستعاد المهرجان وجوهاً فنية غابت عنا؛ من فنانين وصُناع أفلام، عبر فقرة «تحية إلى الراحلين»، مستعرضاً صورهم على الشاشة؛ ومن بينهم نبيل الحلفاوي، وكلوديا كاردينالي، وديفيد لينش، وسليمان عيد، وسميحة أيوب.

طه دسوقي أثار ضحك الحضور بأدائه الكوميدي (مهرجان الجونة)

وقدَّم الفنان طه دسوقي فقرة «إستاند أب كوميدي»، خلال حفل الافتتاح، أضفت جواً من المرح، انتقد فيها التعامل الإعلامي مع الفنانين الشبان، والنظر إليهم على أنهم قدوة. كما تطرّق لأجواء التصوير، مؤكداً أن «اللوكيشن» هو البيت الذي يعيش فيه طاقم العمل أكثر من بيتهم، ويتضمن مشاعر إنسانية جداً متوافقاً مع شعار المهرجان «سينما من أجل الإنسانية».

الفنانة لي لي اختتمت الحفل بأغنيات أفلام عالمية ومصرية (إدارة المهرجان)

وقدّمت الفنانة «لي لي» فقرة غنائية تضمنت مجموعة من أغنيات الأفلام العالمية والمصرية بعدة لغات، بمشاركة الطفلة عائشة السويدي. ويراهن «الجونة السينمائي» على رسالته الإنسانية، التي تعكس «شعار المهرجان»، ويخصص لها مسابقة يتنافس على جوائزها 10 أفلام في هذه الدورة، كما يراهن على أفلام إنسانية يَعرضها من خلال برنامج «نافذة على فلسطين»، يضم 8 أفلام جرى تصويرها خلال الحرب، وكذلك على برنامجه الذي يتضمن أفلاماً قوية في عروضها الأولى عالمياً، وأخرى حازت جوائز دولية في عروضها الأولى بالشرق الأوسط.


مقالات ذات صلة

«الدوحة السينمائي» يراهن على أفلام إنسانية في دورته الأولى

يوميات الشرق لقطة من فيلم «فلسطين 36»… (مؤسسة الدوحة للأفلام)

«الدوحة السينمائي» يراهن على أفلام إنسانية في دورته الأولى

يراهن مهرجان «الدوحة السينمائي» في دورته الأولى على أفلام تتناول موضوعات متنوعة في مقدمتها القضايا الإنسانية بالسودان وفلسطين.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق العباس متحدثاً خلال ندوته التي أدارها المخرج أشرف فايق (إدارة المهرجان)

العباس بن العباس: الذكاء الاصطناعي أحدث طفرة في الرسوم المتحركة

أكد رائد الرسوم المتحركة المنتج والمخرج السعودي العباس بن العباس أن الذكاء الاصطناعي سيفرض نفسه على كثير من المجالات خلال السنوات القادمة.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق فيلم الافتتاح «العملاق» للمخرج روان أثالي عن قصة الملاكم نسيم حامد (البحر الأحمر السينمائي)

«في حب السينما»... العملاق يقص الشريط وحكايات تحيي ذاكرة الوطن

تتأهب جدة لاحتضان الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق مشهد لمحمد الدوخي وعبد العزيز السكيرين في فيلم «رهين»... (نتفليكس)

بين اليأس والضحك... «رهين» يختبر حدود الإنسان في «مهرجان البحر الأحمر السينمائي»

قبيل انطلاق المؤتمر الصحافي لإعلان قائمة الأفلام والبرامج المشاركة في الدورة المقبلة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي»، يبرز الفيلم السعودي «رهين».

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق الفنانة المصرية ليلى علوي (حسابها على «فيسبوك»)

ليلى علوي لـ«الشرق الأوسط»: الفكرة «الطازجة» هي البطل الحقيقي لأي فيلم

رئاسة الفنانة المصرية ليلى علوي للجنة التحكيم كانت مسؤولية كبيرة ومهمة صعبة تتطلب تركيزاً وجهداً، لكنها في الوقت نفسه تجربة ممتعة وثريّة للغاية.

انتصار دردير (الجونة (مصر))

«ملتقى الترجمة الدولي 2025» ينطلق في الرياض بمشاركة 70 خبيراً

يُمثِّل الملتقى منصة عالمية لالتقاء المترجمين والمهتمين في المجال (واس)
يُمثِّل الملتقى منصة عالمية لالتقاء المترجمين والمهتمين في المجال (واس)
TT

«ملتقى الترجمة الدولي 2025» ينطلق في الرياض بمشاركة 70 خبيراً

يُمثِّل الملتقى منصة عالمية لالتقاء المترجمين والمهتمين في المجال (واس)
يُمثِّل الملتقى منصة عالمية لالتقاء المترجمين والمهتمين في المجال (واس)

أطلقت «هيئة الأدب والنشر والترجمة» السعودية، الخميس، فعاليات النسخة الخامسة من «ملتقى الترجمة الدولي 2025»، الذي يستضيفه مركز الملك فهد الثقافي في الرياض خلال الفترة بين 6 و8 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بمشاركة ما يزيد على 30 جهة محلية ودولية، و70 خبيراً ومتحدثاً من 22 دولة حول العالم.

وأوضح الدكتور عبد اللطيف الواصل، الرئيس التنفيذي للهيئة، أن الملتقى يُشكِّل فضاءً مفتوحاً للحوار وتلاقي الثقافات، وتُبنى من خلاله رؤى جديدة لمستقبل الترجمة بوصفها أداة لصناعة الفهم المشترك بين الشعوب.

30 جهة محلية ودولية تشارك بـ«ملتقى الترجمة الدولي 2025» في الرياض (واس)

منصة عالمية لالتقاء المترجمين

وأكد الواصل سعي الهيئة من خلال هذه النسخة لأن يكون الملتقى منصة عالمية لالتقاء المترجمين والمهتمين في المجال، تُسهم في تطوير بيئة الترجمة، وتوسيع أثرها في صناعة المحتوى والمعرفة.

ويأتي الملتقى تحت شعار «من السعودية... نترجم المستقبل» ليؤكد مكانة البلاد بصفتها مركزاً ثقافياً مؤثراً في دعم صناعة الترجمة، وتعزيز التواصل المعرفي والحضاري بين الشعوب، بما يتماشى مع مستهدفات «رؤية 2030» في ترسيخ الحضور الثقافي العالمي للمملكة.

يُقدِّم «ملتقى الترجمة الدولي 2025» برنامجاً ثرياً يجمع بين النظرية والتطبيق (واس)

برنامج ثري ومسارات تفاعلية

ويُقدِّم الملتقى برنامجاً ثرياً يجمع بين النظرية والتطبيق عبر سبعة مسارات رئيسية تشمل جلسات حوارية تناقش قضايا الترجمة الحديثة، وتحتفي بالعام الثقافي السعودي الصيني، وورش عمل تدريبية متخصصة في تقنيات الترجمة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.

كما يتضمن حلقات نقاش بحثية ينظمها المرصد العربي للترجمة، ومسارات تفاعلية مثل «قابل الخبراء» و«حكايا ترجمية» و«تجربة التقنية التفاعلية»، كذلك تشارك الأندية الطلابية باستعراض مشروعات طلاب الترجمة في الجامعات السعودية.

يستعرض الملتقى مشروعات طلاب الترجمة في الجامعات السعودية (واس)

ويُمثِّل الملتقى منصة عالمية لتبادل الخبرات واستشراف مستقبل الترجمة، وتأكيد التزام الهيئة بتطوير القطاع، وتمكين المترجمين، وتعزيز حضور اللغة العربية في الحراك الثقافي والمعرفي العالمي.


حزن بالوسط الفني المصري لرحيل المؤلف أحمد عبد الله

الكاتب الراحل أحمد عبد الله (حسابه على موقع «فيسبوك»)
الكاتب الراحل أحمد عبد الله (حسابه على موقع «فيسبوك»)
TT

حزن بالوسط الفني المصري لرحيل المؤلف أحمد عبد الله

الكاتب الراحل أحمد عبد الله (حسابه على موقع «فيسبوك»)
الكاتب الراحل أحمد عبد الله (حسابه على موقع «فيسبوك»)

تسبب خبر رحيل المؤلف المصري أحمد عبد الله في حزن بالغ بالوسط الفني في مصر، وكتب العديد من الفنانين منشورات «سوشيالية» مؤثرة تناولت الذكريات التي جمعتهم بالراحل، والذي تصدر اسمه «الترند» بموقع «غوغل» في مصر، الخميس، بالتزامن مع إقامة مراسم تشييعه من أحد مساجد حي «الدقي» بمحافظة الجيزة.

وتنوعت منشورات النعي التي دوّنها نجوم الفن بين الإشادة بالراحل وأعماله التي غيرت مسار السينما المصرية، وقدرته على سرد تفاصيل مختلفة، وبين العلاقات الشخصية التي جمعتهم خلال مشواره الذي بدأه قبل أكثر من 25 عاماً.

أحمد السبكي وسعد الصغير وأحمد عبد الله ومحمد شرف (حساب الصغير على موقع «فيسبوك»)

ومن بين هؤلاء النجوم، الفنانة يسرا التي كتبت: «خسرنا اليوم أحد كتاب السيناريو الذين ساهموا في صناعة جيل بالكامل»، وكتبت نجلاء بدر: «ابن الأصول... وداعاً».

وعبرت إسعاد يونس عن حزنها قائلة: «فلتنعم في الجنة، بقدر ما أبدعت وأسعدت الناس»، بينما وصفه أحمد حلمي بأنه «أنقى وأطيب قلب»، وكتب محمد هنيدي «صديق عمري... هتوحشني»، والأخير أعلن قبل أكثر من عامين عن اعتزامه تقديم«أرض النفاق 2» من تأليف أحمد عبد الله، ونشر صورة جمعتهما على حسابه بموقع «فيسبوك»، إلا أن العمل لم ير النور.

محمد هنيدي والكاتب أحمد عبد الله والدكتور عبد الوهاب الغندور (حساب محمد هنيدي على «فيسبوك»)

ونعاه صلاح عبد الله بكلمات حزينة، واصفاً رحيله بـ«الصدمة والصاعقة»، بينما كتب المطرب الشعبي سعد الصغير والذي مثل لأول مرة من خلال فيلم «لخمة راس»، الذي كتبه الراحل، وبعد ذلك قدم بطولة فيلمي «قصة الحب الشعبي»، و«عليا الطرب بالثلاثة» من كتابته أيضاً: «البقاء لله في وفاة صديق العمر».

ونعى الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الكاتب الراحل في بيان رسمي، كما نعته نقابة «السينمائيين»، والتي أكدت أن الراحل أثرى الساحة الفنية، ونقل الواقع في أعمال الحارة والشارع، كما أصدرت نقابة «الممثلين» بياناً أكدت خلاله أن الراحل أحد أبرز الكتاب في مصر.

وشكل أحمد عبد الله ثنائية مع المخرج سامح عبد العزيز الذي رحل قبل 4 أشهر، وقدما مجموعة من الأعمال التي تميزت بطابع شعبي، من بينها مسلسلات «الحارة»، و«بين السرايات»، و«رمضان كريم»، وأفلام «الفرح»، وكباريه»، و«الليلة الكبيرة»، و«ليلة العيد».

الكاتب أحمد عبد الله والمخرج سامح عبد العزيز (صورة أرشيفية)

وتعليقاً على إتقان الراحل كتابة الأعمال الشعبية والكوميدية، أكد الكاتب والناقد الفني المصري طارق الشناوي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الراحل قيمة فنية وإنسانية كبيرة، وكاتب (ابن بلد)، وأستاذ في التقاط الكلمات، ونسج الجمل الحوارية الشعبية، على غرار جملته الشهيرة التي انتشرت بكثافة في الشارع المصري (الجنيه غلب الكارنيه)».

وأشاد الشناوي بـ«براعة وقدرة أحمد عبد الله على العمل مع عدد من المخرجين على اختلاف توجهاتهم، من حيث المستوى الفني، وطبيعة الإخراج المختلفة، وقوانين السوق»، موضحاً أن «فيلم (الناظر) شكل علامة فارقة في مشواره».

وبرع أحمد عبد الله في كتابة الأعمال الكوميدية والشعبية، وقدم مجموعة بارزة من الأعمال الفنية، مثل مسرحية «ألابندا» التي جمعت نخبة من النجوم الشباب حينها، مثل محمد هنيدي، وأحمد السقا، وعلاء ولي الدين، وهاني رمزي، وأيضاً مسرحية «حكيم عيون».

مجموعة من الفنانين بصحبة الكاتب أحمد عبد الله (حساب سعد الصغير على «فيسبوك»)

وأكد الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين أن «الكاتب الراحل كان بارعاً في تصوير الحارة المصرية، ومعبراً عنها في كتاباته»، موضحاً أن نشأته في حي بين السرايات ربما كان لها أثر في ذلك، فقد استطاع إظهار العلاقات المتشابكة بالأحياء الشعبية على الشاشة بإتقان.

وأضاف سعد الدين لـ«الشرق الأوسط» أن «الراحل بدأ مشواره بالكتابة الكوميدية، لكن تعاونه مع سامح عبد العزيز كان سبباً في تغيير وجهته، بعد أن قدما توليفة مختلفة من الأفلام التي حققت نجاحاً، الأمر الذي جعله يفرض نفسه على الساحة»، مؤكداً أن «فيلم (كباريه) كان محطة مهمة في مشواره، وساهم في انتشاره بشكل ملحوظ».

وانطلق أحمد عبد الله في مشواره بالكتابة السينمائية بمشاركة نجوم الكوميديا، وقدم العديد من الأفلام مثل «عبود على الحدود»، و«الناظر»، مع علاء ولي الدين، و«غبي منه فيه»، مع هاني رمزي، و«اللمبي»، و«كركر»، مع محمد سعد، و«عسكر في المعسكر»، و«فول الصين العظيم»، و«يا أنا يا خالتي»، مع محمد هنيدي، و«أحلام الفتى الطايش»، و«حد سامع حاجة»، مع رامز جلال، و«ميدو مشاكل»، و«55 إسعاف»، مع أحمد حلمي، وكذلك أفلام «ساعة ونص»، و«المحكمة»، و«الحرامي والعبيط».


احتفاء مصري باعتماد فوز العناني برئاسة اليونيسكو

الدكتور خالد العناني أمين عام اليونيسكو (وزارة التعليم العالي المصرية)
الدكتور خالد العناني أمين عام اليونيسكو (وزارة التعليم العالي المصرية)
TT

احتفاء مصري باعتماد فوز العناني برئاسة اليونيسكو

الدكتور خالد العناني أمين عام اليونيسكو (وزارة التعليم العالي المصرية)
الدكتور خالد العناني أمين عام اليونيسكو (وزارة التعليم العالي المصرية)

احتفت مصر بفوز الدكتور خالد العناني بمنصب مدير عام منظمة اليونيسكو، وتصدَّر اسم العناني «الترند» على «إكس» بمصر، الخميس، بعد التصويت النهائي لاختيار مدير عام اليونيسكو، ضمن أعمال الدورة الثالثة والأربعين للمؤتمر العام للمنظمة بمدينة سمرقند في جمهورية أوزبكستان.

وأعلن السفير المصري الدائم لدى اليونيسكو، علاء يوسف، أن المؤتمر العام لمنظمة اليونيسكو اعتمد، الخميس، انتخاب الدكتور خالد العناني مديراً عاماً للمنظمة، بعد حصوله على تأييد 172 دولة، مقابل اعتراض دولتين، وامتناع دولة واحدة عن التصويت. وبهذا، سجّلت مصر فوزاً تاريخياً في واحد من أهم المناصب الدولية، وفق حساب يوسف على «فيسبوك».

ووثّقت منظمة اليونيسكو، عبر صفحتها على «فيسبوك»، انتخاب المؤتمر العام للمنظمة الدكتور خالد العناني (مصر) أميناً عاماً لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو»، خلفاً لأودري أزولاي التي تشغل هذا المنصب منذ عام 2017.

وتوالت التهاني الرسمية للأمين العام، حيث وجّه الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي، التهنئة للدكتور خالد العناني بفوزه بمنصب المدير العام لمنظمة اليونيسكو، وقال، في بيان للوزارة، الخميس، إن «هذا الفوز يمثل إنجازاً وطنياً جديداً يُضاف إلى رصيد مصر من النجاحات الدولية، ويعكس ثقة المجتمع الدولي في الكفاءات المصرية وقدرتها على الإسهام في قيادة المؤسسات الأممية المعنية بالتعليم والثقافة والعلوم»، مضيفاً أن انتخاب الدكتور العناني يجسد التقدير الدولي لمسيرته الأكاديمية والمهنية المتميزة، وجهوده الكبيرة في حماية التراث الإنساني وتعزيز الحوار بين الثقافات.

اعتماد انتخاب الدكتور خالد العناني مديراً عاماً لليونيسكو (اليونيسكو)

وشغل خالد العناني عدة مناصب سابقاً؛ من بينها إدارة متحف الحضارة المصرية، وتولَّى مسؤولية وزارة الآثار ثم مسؤولية وزارة السياحة والآثار في مصر.

وترشّح العناني لمنصب مدير عام اليونيسكو، وحصل، في اجتماع المكتب التنفيذي، على 55 صوتاً، من أصل 57، في مواجهة المرشح إدوارد فيرمين ماتوكو، من جمهورية الكونغو.

وعَدّ الخبير الآثاري، الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، أن تأييد انتخاب العناني بهذا الرقم يؤكد الجهود التي بذلها في التعاون مع اليونيسكو لحفظ وحماية التراث الإنساني، ولا سيما المواقع الأثرية المصرية.

وأضاف، لـ«الشرق الأوسط»، أن العناني «خلال فترة ولايته الوزارية قام بافتتاح أكثر من خمسين مشروع ترميم بالمواقع والمباني والقصور الأثرية، والمباني الدينية التاريخية، وتمكَّن من إنجاح عمل أكثر من 300 بعثة آثارية مصرية ومشتركة وأجنبية قادمة من 25 دولة، مما أدى إلى اكتشافات أثرية مهمة».

وله إنجاز فى مجال مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، واستردّت مصر آلاف القِطع الأثرية المصرية المهرَّبة من أكثر من عشرين دولة.

وأكدت تعليقات على «السوشيال ميديا» أن تأييد الانتخاب بواقع 172 دولة هو رقم غير مسبوق في تاريخ المنظمة الدولية.

وعلّقت الدكتورة ميرفت مهدي، من جامعة بنها بمصر، على لحظة اختيار العناني، وكتبت على «إكس»: «تصفيق حارّ وعميق لحظة صعود الدكتور خالد العناني للمنصة الرئيسية، بعد إعلان فوزه بمنصب المدير العام لليونيسكو، في خطوة تاريخية تؤكد المكانة الدولية للكفاءات المصرية، وتُثبت أن مصر قادرة على قيادة الحوار الثقافي والحضاري وحماية التراث الإنساني».

ولفت ريحان إلى أن «العناني حقق إنجازات كبيرة في مجال المتاحف، حيث ساهم في بناء وتجديد أكثر من عشرين متحفاً في مختلف المحافظات، بما في ذلك المتحف القومي للحضارة المصرية، كما أشرف على أعمال المتحف المصري الكبير»، مؤكداً أن انتخاب العناني مديراً عاماً للمنظمة الدولية «تتويج لتاريخ طويل من العلاقات بين مصر ومنظمة اليونيسكو، يعود إلى أكثر من 75 عاماً، فمصر كانت من أول 20 دولة صدّقت على تشكيل المنظمة، كما احتفظت بعضوية المجلس التنفيذي منذ عام 1946 باستثناء مرات قليلة».

كان المجلس التنفيذي لمنظمة اليونيسكو قد اختار خالد العناني لمنصب الأمين العام بواقع 55 صوتاً، من أصل 57 صوتاً، في اجتماع المجلس يوم 6 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهنأ رئيس الجمهورية المصري، عبد الفتاح السيسي، العناني بهذا الفوز، وكتب على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي: «أتقدم بخالص التهنئة للدكتور خالد العناني بمناسبة فوزه الكاسح في انتخابات المجلس التنفيذي لليونيسكو، وحصوله على 55 من أصل 57 صوتاً، وانتخابه مديراً عاماً للمنظمة، في إنجاز تاريخي يُضاف إلى سِجل مصر الدبلوماسي والثقافي وإلى إنجازات الشعوب العربية والأفريقية».