اختتم مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء» فعاليات الإقامة الفنية لمبادرة «الخوص»، إحدى المبادرات الإبداعية التي أُطلقت ضمن عام الحِرف اليدوية، بمشاركة نخبة من المصممين والفنانين من المملكة العربية السعودية ودول عربية وعالمية. المبادرة التي استمرت 12 يوماً، شكّلت مساحة تفاعلية جمعت بين الحِرفيين والمصممين لاستكشاف رؤى جديدة لتراث النخيل وإعادة صياغة حضوره في الفن المعاصر.

وشهدت الإقامة مشاركة عشرة فنانين وفنانات من السعودية، والإمارات، والبحرين، والأردن، وكوريا الجنوبية، وتشيلي، حيث تبادلوا المهارات والخبرات في بيئة إبداعية احتضنتها واحة الأحساء ومرافق مركز «إثراء». ومِن نتاج هذه التجربة، أطلق المركز معرض «الباسقات»، الذي ضم أعمالاً فنية من منحوتات وتراكيب ووسائط متعددة، وظّفت خامات النخلة بأساليب تجمع بين الأصالة والابتكار.
ذاكرة مشتركة للحرفة العربية
هدفت الإقامة إلى تعزيز التبادل الثقافي بين الحرفيين المحليين والدوليين، وتوسيع دوائر الحوار بين الأجيال والمجتمعات الإبداعية، بما يسهم في إحياء الحِرف التقليدية، ضمن سياق عالمي مستدام. وقد امتزجت أنامل الحرفيين السعوديين بخبرة الفنانين الضيوف، لتنتج أعمالاً تمزج بين الحِرفة والدلالة، وتعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والمادة.
النخلة جسراً بين الماضي والحاضر
الفنانة الإماراتية عزة القبيسي وصفت تجربتها في الإقامة بأنها «حوار حيّ»، مؤكدة أن اللقاء مع الحرفيين في الأحساء أعاد تعريف علاقتها بالنخلة بعد خمسة عشر عاماً من العمل على موادها. أما الفنانة الأردنية عبير صيقلي فقد رأت في النخلة «المعلمة الأولى»، وعَدَّت أن التجربة الجماعية حوّلت الحِرفة إلى حوار مع الأرض ومع الذات.
من جانبها، عبّرت المصممة البحرينية سارة كانو عن سعادتها بالمشاركة، ووصفت التجربة بأنها «حوار جميل جمع الفنانين والحرفيين من الخليج»، مؤكدة أن التفاعل مع الفنانين السعوديين أضاف إلى خبرتها بُعداً جديداً، وفتح أمامها آفاقاً لتعاون مستقبلي في مشاريع تتجاوز الحدود الجغرافية.

انطلقت المبادرة من جذور الحِرفة التقليدية، وأعادت قراءتها برؤية مستقبلية دمجت بين التراث والابتكار، لتفتح أمام المشاركين آفاقاً جديدة لتطوير المواد المستوحاة من النخيل وتقنيات نسج الخوص، ضمن أُطر معاصرة تستلهم من روح المكان وتحافظ على أصالته.


