تستعد دور العرض السينمائي في مصر لاستقبال أفلام جديدة سيتم طرحها تباعاً خلال الأيام المقبلة، حسبما أعلن صنّاعها، أبرزها «السادة الأفاضل»، و«إن غاب القط»، و«السلم والثعبان 2»، في حين استقبلت السينمات قبل أيام معدودة فيلمَي «هيبتا... المناظرة الأخيرة»، و«أوسكار...عودة الماموث»، وذلك بعد انتهاء ماراثون «الصيف السينمائي» أخيراً.
فيلم «السادة الأفاضل»، المقرر طرحه يوم 22 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، تدور أحداثه، حسب الشركة المنتجة، حول عائلة «أبو الفضل» التي يهزها موت الأب، ويتضح فيما بعد أنه كان متورطاً في تجارة الآثار ولديه شبكة معقدة من الأسرار والديون. الفيلم يضم عدداً من الفنانين، من بينهم محمد ممدوح، وبيومي فؤاد، وطه دسوقي، وأشرف عبد الباقي، وناهد السباعي، وإخراج كريم الشناوي.

ويتصدر بطولة فيلم «إن غاب القط» الفنان آسر ياسين، الذي أعلن طرحه قريباً بالسينمات، ونشر البرومو التشويقي على حسابه بموقع «فيسبوك»، ويشارك بجانب ياسين في الفيلم مجموعة من الفنانين، من بينهم أسماء جلال، وعلي صبحي، ومحمد شاهين. الفيلم من تأليف أيمن وتار، وإخراج سارة نوح، وتدور أحداثه في إطار كوميدي تشويقي.
ومن المنتظر طرح فيلم «السلم والثعبان... لعب عيال»، والذي يعد الجزء الثاني من الفيلم الأصلي الذي عُرض قبل أكثر من 24 عاماً، وتحديداً مطلع الألفية الجديدة، وتصدر بطولته هاني سلامة، وحلا شيحة. وحسب البرومو التشويقي الذي نشره بطل الفيلم الفنان عمرو يوسف، فإن الإطار العام للأحداث يدور في قالب رومانسي كوميدي. الفيلم قصة وإخراج طارق العريان، وسيناريو وحوار أحمد حسني.
وعن رأيه في الانتعاشة الملحوظة في عدد الأفلام المنتظر عرضها، وخصوصاً بعد انتهاء موسم «الصيف السينمائي» في مصر، أكد الناقد الفني المصري محمد عبد الخالق، أن «صناعة السينما هذه الفترة مبشّرة، وفي بداية التعافي، ويرجع ذلك إلى فتح أسواق وتوقيتات جديدة للفيلم المصري».
وأضاف عبد الخالق لـ«الشرق الأوسط» أن «الساحة تنتظر تقديم المزيد، فرغم هذا النشاط فإنه لم يصل إلى نصف ما كان يتم إنتاجه في العصر الذهبي للسينما المصرية في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي»، لافتاً إلى أن «طرح أفلام جديدة تباعاً سيفتح باباً لعرض المزيد من الأعمال التي ستساهم في تنشيط الصناعة».

ويرى الناقد الفني أن «الفترة الحالية التي ستشهد طرح هذه الأفلام كان يتعامل معها الصنّاع والجمهور باعتبارها من الفترات (الميتة) تجارياً»، لافتاً إلى أن «هذا التوجه تغير مؤخراً، وأصبح يتم استغلال جميع فترات العام لمنح الأفلام فرصة المشاهدة بعيداً عن المواسم التقليدية المزدحمة، والتي تتسبب أحياناً في ظلم أفلام جيدة لأسباب تتعلق بالسوق»، وفق قوله.
وفي السياق، وبرغم عدم وجود إعلان رسمي من الشركة المنتجة عن موعد طرح فيلم «سفاح التجمع»، فإن الفنان أحمد الفيشاوي نشر قبل أيام صورة من كواليس الفيلم الذي يتصدر بطولته، على حسابه بموقع «إنستغرام»، وكتب: «قريباً». الفيلم تدور أحداثه حول شخصية حقيقية تُدعى كريم، وهو معروف إعلامياً بـ«سفاح التجمع»؛ إذ اشتهر بهذا اللقب بعد قيامه بقتل عدد من السيدات وإلقاء جثثهن في مناطق صحراوية، وذلك حسب التحريات واعترافات المتهم أمام جهات التحقيق في مصر. العمل تأليف وإخراج محمد صلاح العزب.

وعدّ الناقد الفني المصري أحمد النجار، أن «السينما تشهد هذه الأيام انتعاشة ملحوظة وإقبالاً جماهيرياً واسعاً، وأصبح بمقدور (شباك التذاكر) تغطية التكاليف الإنتاجية؛ لذلك فالمنتج لم يعد يواجه مشكلة في توقيت العرض».
وأضاف النجار لـ«الشرق الأوسط»، أن «بعض الصنّاع على مدار السنوات الماضية كانوا يحرصون على عرض أفلامهم في مواسم بعينها لضمان تحقيق إيرادات»، مؤكداً أن «التوليفة الجيدة أصبحت هي المتحكم الرئيسي في توقيت العرض وليس الموسم».
ويرى النجار أن انتشار المنصات الإلكترونية بكثافة أيضاً وتنافسها لعرض كل ما هو جديد، أدى لزيادة الطلب على الإنتاجات السينمائية المصرية، موضحاً أن «الفيلم المتميز يفرض نفسه، ولم تعد هناك أزمة في انتعاش الصناعة في كل المواسم».


