حقق الفيلم المصري «فيها إيه يعني» إيرادات في «شباك التذاكر» قفزت فوق التوقعات في صالات السينما المصرية، إذ بلغت خلال 12 يوماً ما يقرب من 43 مليون جنيه (الدولار يساوي 47.67 جنيه)، وذلك بعد طرحه مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، حسب بيان الموزع السينمائي المصري محمود الدفراوي.
ووفق آراء لمتابعين على مواقع التواصل، فإن أسباب استبعاد تحقيق الفيلم لإيرادات واسعة، كانت نتيجة لخلوه من نجوم الشباك المعتادين بالسوق المصري، وتزامن عرضه مع بداية الأسبوع الثاني من المدارس، وابتعاده عن ثيمة أفلام الأكشن والإثارة المعتادة والجاذبة للشباب.
ويطرح فيلم «فيها إيه يعني»، قصة اجتماعية كوميدية، وتدور الأحداث، حول رجل يعيش مع ابنته وزوجها وحفيدته في بيتهما، إلا أنه يعود مجدداً إلى بيته في حي مصر الجديدة بعد أن هجره لسنوات، ليرى حبيبته بعد فراق، مستعيداً ذكريات الماضي، والطموح لعودة علاقتهما مرة أخرى، ومع توالي الأحداث تحدث مفارقات ومواقف كوميدية عدة.

وأشادت تعليقات «سوشيالية»، باستعراض الفيلم لحي «مصر الجديدة»، وعلاقة الأب بزوج ابنته، والمواقف التي تجمع الأب بحبيبته السابقة، وسلاسة الأحداث التي كانت السبب وراء انجذاب الجمهور، مما جعله يتصدر قائمة الأفلام المعروضة.
وتعليقاً على الإقبال الجماهيري وتحقيق الفيلم إيرادات واسعة خلال أيام، أكد الكاتب والناقد الفني المصري طارق الشناوي أن «الفيلم هو رهان على المتفرج، الذي يطمح دائماً لشريط سينمائي جيد، فالفيصل بالنسبة له ليس وجود ثيمة الأكشن أو نجوم الشباك أو الضحكات الصاخبة فقط، لكن في بحثه وراء الكتابة والإخراج وأداء الممثل، والمونتاج والموسيقى، وجميع عناصر العمل».

وعن أهم عوامل الجذب في الفيلم قال الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «تجربة المخرج والكتابة الأولى، بجانب المهارات الإبداعية في تسكين الأدوار، وأداء الممثلين والموسيقى والشجن والبكاء، والنظرة الاجتماعية للأجيال المختلفة، والتأثر بالمراحل العمرية، بداية من الجد، مروراً بالابنة والحفيدة، فكل منهم له نظرة ولمحة تجاه الحب والتضحية وشريط الزمن وما تبقي من سنوات العمر».
ويرى الشناوي أن «الفيلم حالة خاصة وعمل فني ممتع ومتكامل، ومناسب للأسر على كل المستويات الفكرية والإبداعية»، معبراً عن سعادته بأن الجمهور ذهب للعمل الفني الجيد ولم يشغله من يتصدر الشارة، «لذلك لا بد أن نثني على ذائقته»، على حد تعبيره.
فيلم «فيها إيه يعني» بطولة الفنان ماجد الكدواني، الذي يتصدر البطولة المطلقة للمرة الثانية في مشواره الفني بعد مرور 20 عاماً على فيلمه الأول «جاي في السريع»، ويشاركه نخبة من الفنانين من بينهم، غادة عادل، وأسماء جلال، ومصطفى غريب، وميمي جمال، وغيرهم، بالإضافة لمشاركة غنائية لكل من أحمد سعد، وحميد الشاعري، والعمل من كتابة مصطفى عباس، ومحمد أشرف، ووليد المغازي، وإخراج عمر رشدي حامد.

وشهد الفيلم على آخر مشاركة سينمائية للفنان الراحل سليمان عيد، الذي احتفى به الصناع عبر كتابة إهداء له على شارة العمل، بينما كتب نجله عبد الرحمن على حسابه بموقع «فيسبوك» تعليقاً على ظهور والده بالفيلم: «أثناء العرض الخاص لفيلم (فيها إيه يعني)، آخر أفلام بابا الله يرحمه. ضحكت وفرحت وبكيت وتأثرت، وكنت فخوراً كالعادة بضحك الناس والدعاء له»، موجهاً الشكر لأسرة الفيلم.
وينافس حالياً في السينمات المصرية بجانب فيلم «فيها إيه يعني» أفلام «هيبتا... المناظرة الأخيرة»، و«الشاطر»، و«درويش»، و«ضي»، و«روكي الغلابة»، و«ماما وبابا»، و«أحمد وأحمد».
وأكد الناقد السينمائي المصري، سامح فتحي، تعليقاً على تصدر الفيلم لإيرادات «شباك التذاكر»، أن «الأسر تحب ماجد الكدواني الذي يختار أدواره بعناية، كما أن لديهم يقيناً بأن أحداث الفيلم ستحترم عقليتهم وميولهم بعيداً عن صخب بعض الأعمال الأخرى»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «السينما الحقيقية تنتظر جمهورها الذي يخلق الوقت ليذهب إليها بعد العمل أو المدرسة، وأن العمل المحترم يفرض نفسه على الجمهور».


