كيف روَّض الإنسان الخيول الأولى؟

دراسة جديدة تُبيّن أن تغيّراً وراثياً حاسماً مهَّد لتدجينها منذ 4200 عام

المؤسِّس المُشارك لشركة «خيرون» للتكنولوجيا يداعب أحد أول الخيول المعدلة وراثياً (رويترز)
المؤسِّس المُشارك لشركة «خيرون» للتكنولوجيا يداعب أحد أول الخيول المعدلة وراثياً (رويترز)
TT

كيف روَّض الإنسان الخيول الأولى؟

المؤسِّس المُشارك لشركة «خيرون» للتكنولوجيا يداعب أحد أول الخيول المعدلة وراثياً (رويترز)
المؤسِّس المُشارك لشركة «خيرون» للتكنولوجيا يداعب أحد أول الخيول المعدلة وراثياً (رويترز)

كان تدجين الخيول من أبرز إنجازات البشر الأوائل، فقد أدّى إلى تطوّرات فارقة في وسائل النقل وفي ميادين الحرب وحقول الزراعة، مما دفع المجتمعات القديمة إلى التطوّر المستمر وصولاً إلى العصر الحديث.

ورغم أنّ دراسات جينية سابقة أشارت إلى أنّ سهوب دون-فولغا في أوروبا الشرقية هي أصل الخيول المستأنسة الحديثة منذ نحو 4200 عام، فإنّ التغيّرات التي طرأت على الحمض النووي، والتي مكّنت الخيول البرّية من أن تصبح أليفة وصالحة للركوب، ظلَّت غامضة.

ترويض الخيول من أهم انجازات البشر الأوائل (أ.ف.ب)

تُقدّم دراسة جديدة نُشرت في مجلة «ساينس» أدلة تشير إلى أنّ طفرة جينية واحدة ربما لعبت دوراً رئيسياً في هذا التحوّل المهم.

درس باحثون بقيادة شيويهكسو ليو ولودوفيك أورلاندو من مركز الأنثروبولوجيا وعلم الجينوم في تولوز بفرنسا، الحمض النووي لعدد كبير من حفريات وبقايا الخيول القديمة التي يعود تاريخها إلى آلاف السنوات.

وركز الباحثون على 266 علامة جينية - أجزاء صغيرة من الحمض النووي - معروفة بارتباطها بصفات محدّدة للخيول، مثل لون الفراء وشكل الجسم والحركة والسلوك.

بعض الخيول في الأرجنتين (رويترز)

ومن أهم الملاحظات التي توصّلوا إليها أنه خلال المرحلة المبكرة من التدجين، قبل نحو 5 آلاف عام، فضَّلت التربية الانتقائية منطقة جينية أو موضعاً معيناً مرتبطاً بجين «ZFPM1».

ويُرجّح أنّ هذا الجين مرتبط بقابلية الخيول للترويض وضبط سلوكها، مما يشير إلى أنّ الخطوة الأولى في التدجين كانت اختيار خيول أقل عدوانية وأسهل في التعامل.

كما وجدت الدراسة أنّ من النتائج اللافتة حدوث تغيير في موضع على الجين «GSDMC»، وهو موقع يرتبط بشكل جسم الحصان وبنيته، وتحديداً بنية عموده الفقري. وقد تأكّد العلماء من ذلك عبر تجربة مماثلة أجروها لاختبار هذه الفرضية، إذ عدّلوا هذه المنطقة من الحمض النووي لدى الفئران. ونتيجة لذلك، أصبحت المنطقة المعدَّلة أقوى بكثير وأظهرت حركة مُحسّنة، وهو ما يعتقد الباحثون أنه يعكس التغيّرات الجينية التي حوّلت الخيول البرية إلى خيول صالحة للركوب.

تفسير سرّ ترويض الخيول (رويترز)

ووفق نتائج الدراسة، فإنه في غضون قرون فقط، أصبح هذا المتغير الجيني منتشراً ومهيمناً في مجموعات الخيول المختلفة.

كتب الباحثون في ورقتهم البحثية: «تشير نتائجنا إلى أنّ الانتقاء في موقع GSDMC كان عاملاً أساسياً في ظهور ونجاح سلالة DOM2، أي الخيول المستأنسة الحديثة، مما عزَّز القدرة الحركية لديها وأسهم في زيادة قدرتها على التنقّل منذ نحو 4200 عام».

تغيّرات الحمض النووي التي مكّنت الخيول البرّية من أن تصبح أليفةً ظلَّت غامضة (رويترز)

غير أنّ الباحثين يؤكدون أنّ العمل العلمي حول هذا الموضوع لم يتوقف بعد، إذ ما زالت هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتوضيح آثار جين «ZFPM1»، أي «جين الترويض»، والصفات الأخرى التي ربما تأثرت به.

كما يرغب العلماء في إجراء دراسات أكثر تفصيلاً حول كيفية تأثير الصفات متعدّدة الجينات، وهي خصائص وراثية تتأثّر بجينين أو أكثر معاً، على تطوّر الخيول، بالإضافة إلى الحاجة إلى معرفة كيفية تكيف هذه الحيوانات مع بيئاتها المحلّية.


مقالات ذات صلة

«الدبّ المتساقط»... كوالا مفترس جاب أستراليا قبل 40 ألف عام

يوميات الشرق «الدبّ المتساقط» أرعب أستراليا القديمة (المتحف الأسترالي)

«الدبّ المتساقط»... كوالا مفترس جاب أستراليا قبل 40 ألف عام

عاشت نسخة من «الدبّ المتساقط» الأسترالي الأسطوري، وهو حيوان جرابيّ آكلٌ للحوم يشبه الكوالا، بالفعل هناك قبل ما لا يقلّ عن 40 ألف عام، وفق ما كشف عنه علماء في…

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رحلة غامضة لطائر لا تُفترض به الهجرة (باراديس بارك)

فلامينغو بريطاني يظهر في فرنسا... هروب مُذهل يتحدّى قصَّ الريش

كانت أنثى الفلامينغو، البالغة 4 أشهر، قد طارت في 2 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، رغم قصّ ريشها، من حديقة الحيوان المحاطة بالأسوار في كورنوال...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كهف أشبه بـ«عاصمة العناكب» (جامعة ترانسلفانيا)

«مدينة العناكب العملاقة»... كهف يضم أكثر من 100 ألف عنكبوت

قد تكون «المدينة العنكبوتية الضخمة» أكبر شبكة عنكبوتية اكتُشفت على الإطلاق، ولكن ما بداخلها يبدو أكثر إثارة للدهشة...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الطبيعة لا تنسى أبناءها (فيسبوك)

عودة العنكبوت الذئب بعد 40 عاماً من اختفائه في بريطانيا

في حدث بيئي نادر، أعلن علماء الحفاظ على البيئة في بريطانيا اكتشاف نوع من العناكب كان يُعتقد أنه انقرض منذ أكثر من 4 عقود.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الهدوء ليس حزناً... إنه طمأنينة (جمعية بريستول لعلم الحيوان)

القصة الكاملة لـ«غوريلات بريستول»... حين ظُنّ الحزن استرخاءً!

تصدَّر التساؤل عمّا إذا كانت الغوريلات في حدائق حيوان بريستول حزينة، عناوين الصحف البريطانية...

«الشرق الأوسط» (لندن)

علي رضا خاتمي لـ«الشرق الأوسط»: تربيت على أدب نجيب محفوظ

صور الفيلم في مدن تركية عدة (الشركة المنتجة)
صور الفيلم في مدن تركية عدة (الشركة المنتجة)
TT

علي رضا خاتمي لـ«الشرق الأوسط»: تربيت على أدب نجيب محفوظ

صور الفيلم في مدن تركية عدة (الشركة المنتجة)
صور الفيلم في مدن تركية عدة (الشركة المنتجة)

قال المخرج الإيراني - الأميركي علي رضا خاتمي إن فيلمه الجديد «الأشياء التي تقتلها» يمثل تجربة شخصية جداً، انطلقت من ذاكرته الخاصة ومن علاقته المعقدة مع والده، موضحاً أن «فكرة الفيلم وُلدت من صراعاته العائلية ومن محاولته فهم معنى الذكورة والسلطة الأبوية في مجتمعات شرقية لا تزال تحمل ترسبات النظام الأبوي في كل تفاصيلها».

ويعرض فيلم «الأشياء التي تقتلها» للمرة الأولى ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان «القاهرة السينمائي الدولي» في دورته الـ46، وهو العرض الذي يقول عنه المخرج الإيراني - الأميركي إنه «يشعر بسعادة كبيرة لكونه تربى على قراءة روايات نجيب محفوظ وتأثر كثيراً بعالمه الأدبي وبطريقته في تحليل الإنسان والمجتمع»، مترقباً رد فعل الجمهور المصري على الفيلم.

ويقول خاتمي في حواره مع «الشرق الأوسط» إنه كان يعيش فترة عصيبة في حياته، فقرر أن يحول ما مر به رحلةً بصرية ونفسية على الشاشة، تساءل خلالها عن معنى الأبوة والهوية والانتقام والذات، مشيراً إلى «أنه حين بدأ كتابة الفيلم لم يكن يسعى إلى سرد حكاية عائلية فحسب، بل إلى تحويل تلك التجربة الفردية حكايةً إنسانية شاملة تمسّ كل إنسان يعيش تحت وطأة الماضي وميراث القسوة».

المخرج الإيراني علي خاتمي (الشرق الأوسط)

وووفق خاتمي، فإن إنجاز الفيلم احتاج إلى ما يقارب ثماني سنوات للتحضير، والتمويل، وإعادة الكتابة المستمرة، حيث كان يعيد صياغة السيناريو حتى اليوم الأخير من التصوير، مشيراً إلى أن «الفيلم تم إنتاجه بجهد مشترك بين كندا، وتركيا، وبولندا وفرنسا، وصُوّر بالكامل في تركيا بتمثيل تركي ولغة تركية».

وأكد أن ذلك الخيار لم يكن اعتباطاً، بل نابعاً من رغبته في تحييد العمل عن الجغرافيا الضيقة، بحيث تبدو قصته ممكنة في أي مكان بالعالم، في تركيا أو إيران أو حتى مصر أو الولايات المتحدة؛ لأن جوهرها إنساني يتجاوز الحدود والثقافات.

ويبدأ الفيلم الذي رشحته كندا لتمثيلها في «الأوسكار» بعبارة صادمة يقولها علي رضا خاتمي: «اقتل الضوء»، هذه الجملة المفتاحية تُدخل المشاهد إلى عالم يختلط فيه الواقع بالرمز، حيث يحكي الفيلم قصة «علي»، أستاذ جامعي في قسم الترجمة، يعيش في الولايات المتحدة ويعود إلى تركيا بعد مرض والدته ووفاتها، ليبدأ بالشك في تورّط والده في موتها. ينغمس في رحلة انتقام تقوده إلى التورط مع بستاني غامض يُدعى «رضا»، سرعان ما يتحول انعكاساً نفسياً لشخصيته.

وتتوالى الأحداث بين الحلم واليقظة، لتتكشف طبقات من القهر الموروث والعنف العائلي المكبوت، ويكتشف المشاهد أن الصراع الحقيقي ليس بين «علي» ووالده، بل بين «علي» وذاته، بين جانبه المتحضر والآخر الغريزي.

مخرج الفيلم، يؤكد أن العمل على هذا العمل كان تحدياً شاقاً على المستويين الفني والنفسي، فقد جاء اختيار الممثلين الأتراك بعد مقابلات دقيقة سألهم خلالها سؤالاً واحداً وصفه بـ«المفصلي»: هل فكرت يوماً في قتل والديك؟ مشيراً إلى أنه كان يبحث عن ممثلين يمتلكون الشجاعة لمواجهة هذا السؤال داخلياً؛ لأن الفيلم لا يتحدث عن القتل الواقعي، بل عن رغبة رمزية دفينة في التحرر من سلطة الآباء، وهي فكرة تحتاج إلى ممثلين يملكون حساسية خاصة وقدرة على التعبير بالكتمان لا بالصراخ.

وعلى الرغم من صعوبة تصوير الفيلم بميزانية محدودة، فإن الفريق نجح في إنجاز الفيلم خلال 27 يوماً فقط، متنقلاً بين مدن تركية عدة لبناء مدينة خيالية تشبه الواقع، لكنها لا تنتمي إليه. ويوضح خاتمي أن الصعوبة الكبرى كانت تكمن في الحفاظ على اتساق بصري يربط بين تلك الأمكنة المتعددة، خصوصاً أن القصة تدور في فضاء رمزي تتقاطع فيه الحقول والبيوت والحدائق وكأنها خريطة داخلية لعقل البطل. مؤكداً أنه «لا يتدخل في انفعالات الممثلين أثناء التصوير، بل يفضّل أن يوجههم نحو أهدافهم لا نحو مشاعرهم».

وبسبب اعتياده منذ بداياته العمل مع فرق من بيئات مختلفة، لم يجد خاتمي صعوبة في العمل مع طاقم متعدد الثقافات في فيلمه الجديد، عادَّاً أن «تنوع الخلفيات يمنح النص ثراءً أكبر، ويجعل التجربة أكثر انفتاحاً على العالم».

اختارت كندا الفيلم لتمثيلها في «الأوسكار» (الشركة المنتجة)

ولفت خاتمي إلى أنه «في أثناء الكتابة يتلقى ملاحظات من أشخاص من ثقافات مختلفة، ثم يحاول ترجمتها درامياً ليجعل القصة أكثر عمومية وأقل ارتباطاً ببلد أو سياق واحد»، مشدداً على أن هذا ما يجعل المشاهد في أي مكان يجد نفسه داخل الفيلم؛ لأن الصراعات العائلية والبحث عن الذات والانتقام من الماضي هي موضوعات إنسانية لا تخص ثقافة بعينها.

ورغم تصوير الفيلم خلال أقل من شهر فإن مونتاجه استغرق نحو خمسة أشهر، وكان بمثابة مرحلة اكتشاف جديدة للفيلم؛ لأن المعنى النهائي لا يتكشف إلا في غرفة المونتاج، مشيراً إلى أنه يحتفظ عادة بسيطرة كاملة على أعماله، بداية من السيناريو حتى الصورة الأخيرة؛ لأنه يؤمن بأن المخرج يجب أن يكون المؤلف البصري لفكرته.

وكشف خاتمي عن أنه يضع حالياً اللمسات الأولى على مشروعه الجديد، والذي سيكون أول أفلامه باللغة الإنجليزية، متمنياً أن يبدأ تصويره في كندا قريباً.

ولا يستبعد المخرج رغم ابتعاده الجغرافي عن إيران، العودة يوماً إليها لإخراج فيلم عنها إذا وجد القصة المناسبة، مؤكداً أن انتماءه الثقافي سيظل حاضراً في كل أعماله حتى وإن صوّرها في أماكن بعيدة؛ لأنه يحمل أجزاءً من روحه في كل بلد عاش فيه.


حلّ لغز «الخاتم الماسي» في الفضاء

الحلقة المضيئة التي تشبه الخاتم هي بقايا فقاعة كونية نشأت بفعل إشعاع ورياح نجم ضخم (جامعة كولن)
الحلقة المضيئة التي تشبه الخاتم هي بقايا فقاعة كونية نشأت بفعل إشعاع ورياح نجم ضخم (جامعة كولن)
TT

حلّ لغز «الخاتم الماسي» في الفضاء

الحلقة المضيئة التي تشبه الخاتم هي بقايا فقاعة كونية نشأت بفعل إشعاع ورياح نجم ضخم (جامعة كولن)
الحلقة المضيئة التي تشبه الخاتم هي بقايا فقاعة كونية نشأت بفعل إشعاع ورياح نجم ضخم (جامعة كولن)

تمكّن فريق دولي بقيادة باحثين من جامعة كولن الألمانية من كشف سر ظاهرة فلكية فريدة تُعرف باسم «الخاتم الماسي» في منطقة تكوّن النجوم المعروفة باسم «سيغنوس X»، الواقعة على بُعد نحو 4500 سنة ضوئية في كوكبة الدجاجة.

وأوضح الباحثون أن هذا الهيكل الغازي العملاق يظهر على شكل حلقة مضيئة تشبه خاتماً يحتوي على «ماسة»، وهو ما أثار فضول العلماء لسنوات، ونُشرت النتائج، الاثنين، بدورية «Astronomy and Astrophysics».

وتعد منطقة تشكّل النجوم «سيغنوس X» واحدة من أكبر وأهم مناطق تكوّن النجوم في مجرة درب التبانة. وتشتهر هذه المنطقة بوفرة الغازات والغبار الكوني، ما يجعلها بيئة خصبة لتكوّن النجوم الجديدة والعناقيد النجمية.

كما تحتوي على عدد من النجوم الضخمة والشابة التي تؤثر في بيئتها المحيطة من خلال إشعاعها ورياحها النجمية، مسببة تكوّن فقاعات غازية وهياكل فلكية مذهلة.

وأكّد الفريق أن الحلقة المضيئة التي تشبه الخاتم، التي يبلغ قطرها نحو 20 سنة ضوئية، تتوهج بشدة في الأشعة تحت الحمراء، وهي بقايا فقاعة كونية نشأت بفعل إشعاع ورياح نجم ضخم يُقدّر حجمه بـ16 ضعف كتلة الشمس. وعلى عكس الفقاعات النجمية الأخرى، لم تتوسع هذه الحلقة بشكل كروي سريع، بل توسعت ببطء شديد وبشكل مسطح.

وأشار الباحثون إلى أن الفقاعة «انفجرت» عندما تسربت الغازات عبر مناطق أقل كثافة، لتبقى الحلقة المسطحة التي نراها اليوم.

وأظهرت المحاكاة الحاسوبية أن الفقاعة توسعت أولاً في جميع الاتجاهات، ثم تسربت عمودياً على مستوى السحابة، لتبقى على شكل «الخاتم الماسي» الحالي، ويُقدّر عمر هذه البنية الكونية بنحو 400 ألف عام، وهو صغير جداً مقارنة بعمر النجوم الضخمة.

دور النجوم الفتية

ولرصد تلك الحلقة، استعان الفريق بمرصد صوفيا الطائر (SOFIA)، وهو طائرة «بوينغ» معدلة تطير على ارتفاع يزيد على 13 كيلومتراً، لرصد الأطوال الموجية من الضوء غير القابل للرصد من الأرض وقياس حركة الغاز بدقة. وأظهرت النتائج أن الحلقة تتوسع بسرعة نحو 1.3 كيلومتر في الثانية (نحو 4700 كم/ساعة)، وهي سرعة بطيئة نسبياً مقارنة بالفقاعات النجمية المشابهة.

ووفق الباحثين، فإن النتائج تقدّم دليلاً مهماً على الدور الهائل الذي تلعبه النجوم الفتية الضخمة في تشكيل بيئاتها، والتأثير على تكوّن أجيال جديدة من النجوم داخل درب التبانة.

وقالت الدكتورة نيكولا شنايدر، المشاركة في الدراسة من جامعة كولن: «إن الخاتم الماسي مثال واضح على حجم تأثير نجم واحد في تشكيل سحب غازية هائلة».

لكنها أضافت عبر موقع الجامعة، أن الدراسة كشفت أيضاً حقيقة قد تُحبط محبّي الرومانسية الفلكية، إذ إن «الماسة» التي تظهر وسط الحلقة، وهي مجموعة من النجوم الفتية، ليست جزءاً من الخاتم كما يبدو من الأرض، بل تقع على بُعد مئات السنين الضوئية أمامه، وما يظهر من الأرض مجرد التقاء خط النظر فقط.


بذور الحبة السوداء تكافح السمنة وأمراض القلب

بذور الحبة السوداء تُعرف باستخدامها كعلاج طبيعي بفضل خصائصها المضادة للأكسدة والالتهابات (كليفلاند كلينك)
بذور الحبة السوداء تُعرف باستخدامها كعلاج طبيعي بفضل خصائصها المضادة للأكسدة والالتهابات (كليفلاند كلينك)
TT

بذور الحبة السوداء تكافح السمنة وأمراض القلب

بذور الحبة السوداء تُعرف باستخدامها كعلاج طبيعي بفضل خصائصها المضادة للأكسدة والالتهابات (كليفلاند كلينك)
بذور الحبة السوداء تُعرف باستخدامها كعلاج طبيعي بفضل خصائصها المضادة للأكسدة والالتهابات (كليفلاند كلينك)

كشفت تجربة سريرية أجرتها جامعة أوساكا متروبوليتان في اليابان أن بذور الحبة السوداء المعروفة باسم حبة البركة في بعض البلدان قد تمثّل وسيلة طبيعية فعّالة للمساعدة في مكافحة السمنة وتحسين صحة القلب.

وأوضح الباحثون أن تناول بذور الحبة السوداء يومياً يمكن أن يساهم في خفض الدهون الضارة في الدم ورفع مستوى الدهون المفيدة، ونُشرت النتائج، الثلاثاء، بدورية «Food Science & Nutrition».

وتُعد السمنة وأمراض القلب من أكثر المشكلات الصحية ترابطاً وانتشاراً حول العالم؛ إذ تؤدي زيادة الوزن وتراكم الدهون في الجسم إلى رفع الضغط على القلب والأوعية الدموية، وزيادة مستوى الالتهابات والدهون الضارة في الدم. ومع مرور الوقت، تسهم السمنة في ارتفاع ضغط الدم وتصلّب الشرايين واضطراب التمثيل الغذائي، ما يجعل المصابين أكثر عرضة للنوبات القلبية والجلطات.

ولأنهما يرتبطان بعوامل نمط الحياة مثل النظام الغذائي غير الصحي وقلة النشاط البدني، فإن الوقاية منهما تعتمد أساساً على تحسين السلوك الغذائي وممارسة الرياضة بانتظام.

وتعرف بذور الحبة السوداء تاريخياً باستخدامها كعلاج طبيعي بفضل خصائصها المضادة للأكسدة والالتهابات، إلا أن الدراسة الجديدة تسلط الضوء على دورها المحتمل في مكافحة السمنة. وخلال التجربة السريرية، تناول المشاركون 5 غرامات من بذور الحبة السوداء يومياً، أي ما يعادل ملعقة طعام تقريباً، لمدة ثمانية أسابيع.

انخفاض ملموس في الدهون

وأظهرت الدراسة انخفاضاً ملموساً في الدهون الثلاثية، وهي من أهم الدهون المرتبطة بزيادة خطر السمنة وأمراض القلب، بالإضافة إلى خفض الكولسترول الضار (LDL)، الذي يُعد عاملاً رئيسياً في تراكم الدهون بالشرايين وزيادة احتمالات تصلّبها وحدوث النوبات القلبية. كما لوحظ انخفاض الكولسترول الكلي في الدم، مما يعكس تحسناً عاماً في صحة القلب والأوعية الدموية.

في المقابل، سجّل المشاركون ارتفاعاً في مستوى الكولسترول الجيد (HDL)، المسؤول عن نقل الدهون الضارة إلى الكبد للتخلص منها، ما يمثل مؤشراً إيجابياً آخر على تعزيز صحة القلب.

ووفق الفريق، فإن هذه النتائج توضح التأثير المتكامل لحبة البركة على تحسين الدهون في الدم وتقليل مخاطر الأمراض القلبية.

كما أجرى الباحثون اختبارات خلوية لتوضيح آلية عمل البذور، حيث تبين أن مستخلص الحبة السوداء يثبط تكوّن الخلايا الدهنية ونضوجها من خلال منع تراكم قطرات الدهون داخل الخلايا وإعاقة عملية تمايزها، مما يعني أن البذور تعمل على المستوى الخلوي لمنع زيادة الدهون وتكوين السمنة.

وأكد الباحثون أن النتائج تشير بقوة إلى أن بذور الحبة السوداء يمكن أن تكون غذاءً وظيفياً فعّالاً للوقاية من السمنة والأمراض المرتبطة بنمط الحياة، وكان من المُرضي للغاية رؤية هذا التأثير الواضح على دهون الدم في تجربة بشرية.

ويخطط الفريق لإجراء تجارب أطول وأوسع نطاقاً لفهم تأثيرات الحبة السوداء على عمليات الأيض، مع التركيز على دورها المحتمل في مقاومة الإنسولين لدى مرضى السكري وتقليل مؤشرات الالتهاب.