تسعى مصر إلى إنجاز عملية تطوير شاملة لمحطة الزهراء للخيول العربية الأصيلة، لإعادتها إلى سابق عهدها، لما تُمثله من قيمة ثقافية واقتصادية كبيرة، وفق ما أوضحته وزارة الزراعة المصرية في بيان، السبت.
وقال وزير الزراعة واستصلاح الأراضي المصري، علاء فاروق، إن محطة الزهراء تُعدُّ صرحاً تاريخياً وقومياً فريداً، وأن الدولة تولي اهتماماً كبيراً لتطويرها والحفاظ على سلالاتها النادرة من الخيول العربية الأصيلة، لما لها من قيمة كبيرة، لافتاً، خلال جولة قام بها في المحطة التي تقع بمنطقة جسر السويس، شمال القاهرة، إلى أن أعمال التطوير تستهدف الحفاظ على قيمتها التاريخية، مع إضفاء الطابع الحضاري لها.
ويعود تاريخ إنشاء محطة الزهراء للخيول إلى أكثر من مائة عام، وتقع على مساحة نحو 60 فداناً بمنطقة عين شمس، شمال القاهرة، وتُعدّ من أقدم المحطات في العالم التي تُحافظ على سلالات الخيول العربية الأصيلة «الأم»، ويحظى مشروع تطوير المحطة باهتمام بالغ من القيادة السياسية، وفق «الهيئة المصرية للاستعلامات»، وتشرف المحطة على مزارع الخيول في الجمهورية، كما أنها الجهة المسؤولة عن ختم وتنسيب وترقيم الخيول العربية على مستوى مصر، وتضم عدداً من أشهر السلالات العربية الأصيلة، من بينها الصقلاوية والدهمانية والكحيلانية والعبيانية والهدبانية، وفق وسائل إعلام محلية.

وتفقد وزير الزراعة خلال جولته بمحطة الزهراء في عين شمس، المسطحات، والملاعب، والعنابر، ومباني الإيواء التي تُطوَّر وفقاً لأحدث المعايير الدولية، وكذلك المظلات الذي يتم إنشاؤها حالياً، وأعمال زراعات النخيل، وتمهيد الطرق الداخلية، وتهذيب الأشجار، وتركيب شبكات الري، وأعمال البنية التحتية.
ووجَّه بتطوير شامل للمستشفى البيطري الملحق في المحطة، وتجهيزه بأحدث المعدات والأجهزة الطبية، لتقديم أفضل خدمات الرعاية البيطرية للخيول في المحطة، وأكد سرعة إنجاز أعمال التطوير الشاملة بالمحطة، فضلاً عن تحديث ميدان العرض والسباقات، وتطوير منطقة استقبال الزوّار.
وأشار الوزير إلى أن الهدف من هذه الأعمال هو إعادة محطة الزهراء إلى مكانتها الرائدة عالمياً في تربية الخيول العربية الأصيلة، وجعلها وجهة سياحية مهمة، لافتاً إلى أهمية الالتزام بأعلى معايير الجودة في جميع أعمال التطوير.
وعَدّ أستاذ التكنولوجيا الحيوية في معهد بحوث الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية بجامعة مدينة السادات، الدكتور محمد فتحي سالم، محطة الزهراء للخيول العربية بمنزلة «صرح متميز»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنه خلال زيارته لها أكثر من مرة وجد بها مجموعة متميزة من الخيول، ولفت إلى أهمية وضع خطه استراتيجية لتطوير هذه المحطة المتميزة لتضاهي المحطات العالمية الموجودة في العالم.
وكان الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، قد وجّه بتعزيز جهود تطوير المحطة، وتحديث البنية التحتية لها، بهدف استعادة الإرث المصري العريق في تربية وإنتاج الخيول المصرية العربية الأصيلة، وأشار بيان سابق للمتحدث باسم الرئاسة إلى الاستعدادات الجارية لنقل الخيول العربية المصرية إلى المقر الجديد لمحطة الزهراء بالعاصمة الإدارية الجديدة، الذي تم إنشاؤه وفقاً للمعايير العالمية، بقدرة استيعابية نحو ألف جواد، بالإضافة إلى مستشفى بيطري متكامل، بهدف استعادة وتعزيز مكانة محطة الزهراء عالمياً في مجال تربية الخيول العربية المصرية، وتحسين سلالتها، بما يخدم أغراض البيع والتصدير والمشاركة في المزادات العالمية والمهرجانات الدولية.
وأشار أستاذ التكنولوجيا الحيوية إلى أن «هذه المحطة تُعدُّ فرصة استثمارية متميزة في مصر من خلال الحفاظ على نقاء الدم للخيول العربية والسلالات المتميزة، وتشجيع برامج التربية الخاصة بها، مع وجود رعاية بيطرية متميزة»، وقال: «يمكن أن تدر هذه المحطة لمصر ما يقرب من 4 مليارات دولار سنوياً لو استُغلّت بالشكل الأمثل، وفقاً للأساليب العلمية المتقدمة».







