عبر لوحات تفوح برائحة اليود، تجلت مدينة الإسكندرية (شمال مصر) ببحرها وناسها وتاريخها وتفاصيلها المختلفة في معرض فني نظمته مؤسسة «محو الأمية البصرية» للشاعر سعدني السلاموني بالتعاون مع الجامعة المصرية الروسية في القاهرة.
المعرض الذي أقيم في 3 يوليو (تموز) الحالي، بغاليري آرت كورنر بالزمالك (غرب القاهرة)، ويمتد إلى نهاية الشهر نفسه، حمل اسم الرواية الشهيرة «لا أحد ينام في الإسكندرية» للكاتب المصري الكبير إبراهيم عبد المجيد الذي افتتح المعرض. وتضمنت اللوحات مشاهد من العمل الروائي، بالإضافة إلى لوحات تعكس روح المدينة.

المعرض يضم 60 لوحة لأربعين فناناً من بينهم 15 من شباب الفنانين من طلبة كلية الفنون بالجامعة الروسية في مصر، وشارك في المعرض عدد من كبار الفنانين، وكان ضيف الشرف الفنان محمد عبلة، وفق الفنان سمير عبد الغني، قوميسير المعرض، الذي أكد في حديث له مع الـ«الشرق الأوسط» أن «المعرض شهد حضوراً كبيراً ونجاحاً لافتاً لما تضمنه من أساليب فنية متنوعة ولقاء للأجيال المهتمة بقراءة الرواية، وأعادوا إنتاجها بصرياً في أعمالهم الفنية المتنوعة بين رسم وحفر وتصوير وخزف».

وتضمنت أعمال المعرض مشاهد للبحر ولمراكب الصيد ومناطق تراثية وسياحية شهيرة في الإسكندرية مثل الفنار القديم والآثار الغارقة وكوبري ستانلي، بالإضافة إلى حياة الناس البسطاء، ومشاهد تعبر عن الروية تظهر فيها آثار الحرب العالمية الثانية، وبورتريهات للروئي إبراهيم عبد المجيد.
يقول صاحب مؤسسة «محو الأمية البصرية» الشاعر سعدني السلاموني إن «المعرض البصري لمؤسسة محو الأمية البصرية يقام للسنة الثانية، ويحتفي هذا العام بأهم أعمال الروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد وروايته الرائعة (لا أحد ينام في الإسكندرية)»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الطلبة المشاركين قدموا لوحات رائعة، تحت رعاية الفنان محمد عرابي عميد كلية الفنون الجميلة بالجامعة الروسية في مصر»، لافتاً إلى أنهم يسعون من خلال هذا المعرض لتقديم كوادر وأجيال جديدة من الفنانين عبر منبر الجامعة ومنبر «محو الأمية البصرية».

وتابع السلاموني: «الروائي إبراهيم عبد المجيد من الروائيين الكبار الذين استطاعوا أن يحوّلوا القلم إلى فرشاة وإزميل وكاميرا، من خلال سرد أدبي يتيح مساحات بصرية، ويقدم صوراً حية للمشاهد اليومية وحتى للأحداث التاريخية، فنصبح أمام مؤلف ومخرج ومصور في الوقت نفسه، وليس روائياً فقط».
وتعد رواية «لا أحد ينام في الإسكندرية» الصادرة عام 1996 من بين أفضل 100 رواية عربية في القرن العشرين، وفق استطلاعات للرأي من بينها موقع «أبجد» المتخصص في الكتب، وهي تحكي عن حياة البسطاء في الإسكندرية خلال الحرب العالمية الثانية، وتتداخل فيها الأحداث الاجتماعية والسياسية والثقافية والفنية، وتم تحويل الرواية إلى مسلسل بالاسم نفسه من إخراج حسن عيسى، وبطولة ماجد المصري وماجدة الخطيب ومادلين طبر وإيمان وحنان مطاوع.

وأبدى الكاتب والروائي إبراهيم عبد المجيد، صاحب ثلاثية الإسكندرية «لا أحد ينام في الإسكندرية» و«طيور العنبر» و«الإسكندرية في غيمة»، سعادته بهذا المعرض الذي استوحى روايته، وكتب على صفحته بـ«فيسبوك» عن ليلة الافتتاح: «كانت ليلة كالسحر قضيتها بين نهر من الأحباء من كل الأجيال بقاعة آرت كورنر بالزمالك بمناسبة المعرض المقام تحية لي ولرواية (لا أحد ينام في الإسكندرية)، قبل سنوات أقام الفنان العظيم ماهر جرجس معرضاً مستوحى من روايتي (لا أحد ينام في الإسكندرية) وروايتي (عتبات البهجة)، لكن الأمر هذه المرة اتسع للأجيال الجديدة مع الكبار». وأضاف: «قابلت أصدقاء من الفنانين والأدباء وشباباً من جامعات مختلفة قدموا لوحاتهم المستوحاة من الرواية، ورحت أطوف معهم على اللوحات وسعادتي تصل إلى السماء».

ويشير سمير عبد الغني إلى أن المعرض يتضمن مسابقة يقيمها الغاليري، وسيتم اختيار 4 فنانين شباب من الطلبة المشاركين لإقامة معرض خاص لهم. وشارك من الفنانين الدكاترة محمد عرابي ومحمد بداري ومحمد الناصر وشريف شكري ورشا سالم وتغريد عبد المجيد، ومن الفنانين الشباب أحمد عيد ونديم عرابي وعهد مصطفى وفارس الهواري ومحمد محمود وكيرلس رجائي ومي عبد النبي ومحمود بدير ومايا إسماعيل ودانيا أحمد ونوران صقر وملك أحمد وكارن حليم وزينب محمد وصافية محمد وأمنية عادل وحبيبة أيمن.



