أفلام جديدة للمنافسة بموسم الصيف السينمائي في مصر

«روكي الغلابة» و«درويش» و«الشاطر» من بينها

فيلم «درويش» ينافس في موسم الصيف (الشركة المنتجة)
فيلم «درويش» ينافس في موسم الصيف (الشركة المنتجة)
TT

أفلام جديدة للمنافسة بموسم الصيف السينمائي في مصر

فيلم «درويش» ينافس في موسم الصيف (الشركة المنتجة)
فيلم «درويش» ينافس في موسم الصيف (الشركة المنتجة)

تستعد دور العرض لاستقبال أفلام جديدة للمنافسة في موسم الصيف السينمائي 2025 في مصر، بعد أن أعلن صناعها طرحها، ونشرت الشركات المنتجة الملصقات الترويجية لها، من بينها أفلام «روكي الغلابة»، و«درويش»، و«الشاطر».

ويشهد فيلم «روكي الغلابة»، على عودة دنيا سمير غانم للمنافسة السينمائية بعد غياب 3 سنوات، منذ مشاركتها في بطولة فيلم «تسليم أهالي»، مع هشام ماجد، وتدور أحداثه في إطار اجتماعي كوميدي، ويشارك في بطولته محمد ممدوح، وسلوى عثمان، ومحمد رضوان، تأليف كريم يوسف، وأحمد الجندي، وندى عزت، وإخراج أحمد الجندي، حيث أعلنت الشركة المنتجة عن طرحه يوم 30 يوليو (تموز) الحالي، في مصر، و14 أغسطس (آب)، في الوطن العربي.

وينافس الفنان عمرو يوسف في موسم الصيف السينمائي بفيلم «درويش»، ويشاركه البطولة دينا الشربيني، وذلك بعد خوضه المنافسة في العام الماضي، مع الفنان محمد ممدوح عبر فيلم «شقو»، ونشر يوسف البرومو الترويجي للفيلم عبر حسابه الرسمي في موقع «فيسبوك»، وكتب «كل واحد ليه طريق... وأنا بلعبها بطريقتي»، انتظروا (درويش) في السينمات يوم 13 أغسطس (آب)، في مصر، و28 من الشهر نفسه في الوطن العربي».

الملصق الترويجي لفيلم «روكي الغلابة» (الشركة المنتجة)

ويشارك في بطولة فيلم «درويش»، الذي تدور أحداثه حسب البرومو الترويجي في إطار من الكوميديا والتشويق والأكشن خلال فترة الأربعينات من القرن الماضي، مصطفى غريب، وتارا عماد، ومحمد شاهين، والفيلم من تأليف وسام صبري، وإخراج وليد الحلفاوي.

ويعود الفنان أمير كرارة إلى المنافسة السينمائية من خلال فيلم «الشاطر»، بعد مشاركته العام قبل الماضي بفيلم «البعبع»، وقد نشر كرارة البرومو الترويجي للعمل عبر حسابه الرسمي في موقع «فيسبوك»، وكتب «اللعبة كبرت... بس الشاطر قدها»، فيلم (الشاطر)، من المقرر طرحه في 16 يوليو (تموز) الحالي، في مصر، و31 من الشهر نفسه في الوطن العربي، والعالم، والفيلم تدور أحداثه حسب البرومو الترويجي، في إطار من الأكشن والإثارة والكوميديا، ويشارك في بطولته، هنا الزاهد، ومصطفى غريب، ومن تأليف كريم يوسف، وأحمد الجندي، وأشرف نصر، وسامح جمال، وإخراج أحمد الجندي.

وتعليقاً على عدد الأفلام المعروضة في موسم الصيف السينمائي في مصر قالت الناقدة الفنية المصرية ماجدة موريس: إن «السينما المصرية، تعاني معاناة حادة في الإنتاج منذ سنوات، ولا يليق بها هذا العدد الضئيل، بعد اعتياد منافسة عدد كبير من الأفلام في هذا الموسم الهام».

وأكدت ماجدة في حدثيها لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأمر غير معقول بالنسبة لسينما تجاوز عمرها مائة عام»، وأضافت: «ما يحدث غريب ومحزن، بل ومزعج جداً، ليس فقط من ناحية الإنتاج، بل من ناحية دور العرض وقلة انتشارها بالأحياء الشعبية، واقتصار الكثير منها على المراكز التجارية الكبيرة، والتي تعتمد أسعاراً مبالغاً فيها لتذاكر الدخول، مع انعدام السينمات الصيفية، التي اعتاد عليها الناس في السابق».

ومن الأفلام المعروضة حالياً ضمن موسم الصيف السينمائي، «المشروع X»، بطولة كريم عبد العزيز؛ و«ريستارت»، بطولة تامر حسني؛ و«أحمد وأحمد»، بطولة أحمد السقا وأحمد فهمي.

وبجانب الأفلام التي أُعلن عنها يستعد الفنان محمد هنيدي للمشاركة في موسم الصيف السينمائي، من خلال فيلم «الجواهرجي»، الذي سيعرض خلال شهر يوليو الحالي، ويشاركه البطولة الفنانة منى زكي، وأحمد السعدني، وتدور أحداثه في إطار اجتماعي كوميدي، من تأليف عمر طاهر، وإخراج إسلام خيري.

المُلصق الترويجي لفيلم «الشاطر» (الشركة المنتجة)

وطالبت الناقدة الفنية، بـ«تفعيل الإنتاج السينمائي في مصر بكثافة، وتوسيع خطة الدولة تجاه الثقافة والسينما، من أجل مخاطبة الشباب الذي ابتعد عن المتعة الفنية الطبيعية، بسبب ضعف الإنتاج، واعتماد العرض الإلكتروني بوصفه منفذاً لإفادة المنتج والمشاهد المنزلي».

وأوضحت ماجدة موريس أن «قلة عدد الأفلام المعروضة في السينمات خلال صيف 2025 هي نتيجة لمجموعة من المشكلات التي تمر بها السينما المصرية، من بينها ضعف الإنتاج، بعد أن اعتدنا في سنوات سابقة على وفرة الإنتاج وتنوع الموضوعات، بعيداً عن الاكتفاء بالأعمال الكوميدية بوصفها وسيلةً لتحقيق الإيرادات».


مقالات ذات صلة

«إن غاب القط»... كوميديا رومانسية تتناول العلاقات «التوكسيك»

يوميات الشرق أبطال الفيلم بين المخرجة والمؤلف في العرض الخاص (الشركة المنتجة)

«إن غاب القط»... كوميديا رومانسية تتناول العلاقات «التوكسيك»

يجمع الفيلم المصري «إن غاب القط» بين الكوميديا والرومانسية ومشاهد الأكشن في أجواء مثيرة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق محمود حميدة وصابرين في العرض الخاص للفيلم (الشركة المنتجة)

«المُلحد» على شاشات السينما المصرية أخيراً بعد تجاوز الجدل والمنع

يصل فيلم «المُلحد» إلى شاشات السينما المصرية بعد مسار شائك من الجدل، مسار لم يكن منفصلاً عن طبيعة العمل نفسه، ولا عن القضايا التي يقترب منها بحذر وجرأة.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق صورة أرشيفية لباردو تقبّل كلبة ضالة خلال زيارتها لمأوى كلاب في بوخارست

رحيل بريجيت باردو... هرم فرنسا المعتزل

لم تكن تحت العين وقيد السمع، لكن بريجيت باردو، الممثلة التي رحلت عن 91 عاماً، كانت هرماً فرنسياً حاضراً في الأذهان رغم اعتزالها وعزلتها.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق المخرج داود عبد السيد (فيسبوك)

البحث عن الحقيقة المتوارية في أفلام داود عبد السيد

عجز المخرج داود عبد السيد منذ 2022 عن تمويل فيلم جديد، وكان «قدرات غير عادية» (2015) آخر أفلامه قبل اعتزاله.

محمد رُضا (بالم سبرينغز (كاليفورنيا))
يوميات الشرق زمنٌ بكامله انعكس على ملامح امرأة (أ.ب)

بريجيت باردو خرجت من الصورة وبقيت في الزمن

حين تتحوّل المرأة إلى أيقونة، يُسلب منها حقّ التعب وحقّ التناقض وحقّ الشيخوخة. فالأيقونة يجب أن تبقى ثابتة، بينما يتغيَّر الإنسان. وبريجيت باردو تغيَّرت كثيراً.

فاطمة عبد الله (بيروت)

«إن غاب القط»... كوميديا رومانسية تتناول العلاقات «التوكسيك»

أبطال الفيلم بين المخرجة والمؤلف في العرض الخاص (الشركة المنتجة)
أبطال الفيلم بين المخرجة والمؤلف في العرض الخاص (الشركة المنتجة)
TT

«إن غاب القط»... كوميديا رومانسية تتناول العلاقات «التوكسيك»

أبطال الفيلم بين المخرجة والمؤلف في العرض الخاص (الشركة المنتجة)
أبطال الفيلم بين المخرجة والمؤلف في العرض الخاص (الشركة المنتجة)

يجمع الفيلم المصري «إن غاب القط» بين الكوميديا والرومانسية ومشاهد الأكشن في أجواء مثيرة، من خلال حكايته التي تنطلق من عملية سرقة جريئة لإحدى اللوحات الفنية، مستعيداً حادث سرقة لوحة «زهرة الخشخاش» للفنان العالمي فان غوخ، التي سُرقت قبل 15 عاماً من متحف محمد محمود خليل في القاهرة، ولم يُستدل عليها حتى الآن.

يجمع الفيلم بين «زين» (آسر ياسين) الطبيب البيطري، وخطيبته «هند» (أسماء جلال) التي تعمل في ترميم اللوحات، وتربطهما قصة حب لا يُعكّر صفوها من وجهة نظر «هند» سوى أن خطيبها يبدو دائماً شخصاً خجولاً ولا يُسمعها كلمات الغرام.

تتقاطع حياة «زين» مع شقيقه التوأم، اللص الشهير بـ«القط»، لتُعجب به «هند» وبجرأته، ونظراً إلى التشابه الكبير بينهما، يجد نفسه في موقف صعب بين مطاردات عصابتَين تريدان الاستيلاء على اللوحة. كما تطارده نساء من مختلف دول العالم يرغبن في الانتقام من «القط»، ومن بينهن «ميادة» التي تؤدي دورها الفنانة اللبنانية كارمن بصيص.

يشارك في الفيلم محمد شاهين، وسماح أنور، وكارمن بصيص، وسامي مغاوري، وعلي صبحي، وانتصار. كما يحل ضيوف شرف من نجوم الكوميديا، وهم: سامي مغاوري، وهشام ماجد، وطه دسوقي. والفيلم من تأليف أيمن وتار، وإنتاج هاني عبد الله، وإخراج سارة نوح.

الملصق الترويجي للفيلم (الشركة المنتجة)

يؤدي آسر ياسين شخصيتَين متناقضتَين، فهو اللص الذكي الذي يرتبط بعلاقات متعددة ويصبح مطارداً من الجميع، وشخصية الطبيب الذي تزدحم عيادته بالحيوانات، وهو الشخصية «التوكسيك» التي تتسم بالازدواجية.

واحتفل صناع «إن غاب القط» بالعرض الخاص، الأحد، بحضور أصدقائهم من الفنانين وصناع الأفلام، ومن بينهم مايان السيد، ومريم الخشت، وطه دسوقي الذي يشارك في الفيلم، والمخرج محمد شاكر خضير، ومحمد الشرنوبي، وعمر رزيق، والمخرج خالد الحلفاوي، والمنتج محمد حفظي.

وحضر آسر ياسين بصحبة زوجته، وأبدى في تصريحات صحافية سعادته بالفيلم، قائلاً إن الفكرة جذبت اهتمامه، لأنها غير تقليدية، والعمل نفسه تجربة مختلفة أتاح له تقديم مشاهد كوميدية وشخصيتَين مختلفتين، من بينهما شخصية الرجل «التوكسيك» الذي يرى أنه رجل أناني وكذاب يجب أن تحذر الفتيات من الارتباط به. وظهر ياسين في فيديو ترويجي عبر مواقع التواصل الاجتماعي مستنكراً: «هل الرجل (التوكسيك) أصبح موضة هذه الأيام؟». وكتب عبر حسابه على «إنستغرام» مروجاً للعمل: «فيلم الإثارة والتشويق والأكشن والرومانسية والدراما والكوميديا وفوق ذلك كله علاقة (توكسيك)».

وقدّمت أسماء جلال مشاهد غنائية استعراضية عبر أغنية «ماتفكروش يا بنات» لفرقة المصريين، جمعتها مع ياسين، كما قلّدت الفنانة شويكار في مشهد آخر.

وحققت أغنية الفيلم «قلبك تلاجة» اهتماماً لافتاً منذ طرحها، وصُوِّر فيديو كليب في مشاهد رومانسية جمعت بين آسر وأسماء في تركيا، والأغنية للمطرب فارس سكر، ومن كلمات منة عدلي القيعي، وألحان عزيز الشافعي.

آسر ياسين وزوجته خلال العرض الخاص (الشركة المنتجة)

ورأى المؤلف أيمن وتار أن الفيلم «يطرح زاوية للعلاقات بين الرجل والمرأة من خلال جريمة سرقة، مع ميل تجاه الرومانسية بشكل أكبر»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «أسباب الربط بين سرقة لوحة زهرة الخشخاش وقصة الحب هي السعي لتقديم الفكرة عبر علاقة عاطفية تكون هي المحركة للأحداث بالفيلم، وكذلك كوميديا تعتمد على المواقف الدرامية لا على الإفيهات التي لا أحبها، فقد أردت من خلال التداخل بين قصة الحب وسرقة اللوحة كشف حالة الازدواجية عند الرجل الذي يحب وتتعدد علاقاته قبل الزواج، وحين يقرر الزواج يبحث عن فتاة تتسم بالبراءة، مثل (قطة مغمضة)».

ويشير إلى أنه بدأ العمل على الفيلم قبل عام ونصف العام مع المخرجة، ومن ثم أُتيح لهما الوقت الكافي للاستقرار على السيناريو، مؤكّداً أن سارة نوح مخرجة موهوبة، ولا تتنازل عن الإتقان في كل لقطة، ووصف آسر ياسين بأنه «ممثل محترف للغاية وله حضور مميز، وقد منح السيناريو لكل ممثل وممثلة مساحتهم».

وشارك أيمن وتار في أداء دور بالفيلم، إنقاذاً للموقف حسبما يقول: «كانت الشخصية التي أديتها تتطلّب أن يطلق الممثل شعره ولحيته لمدة 4 أشهر قبل التصوير، وهو دور لن يتحمس له أغلب الممثلين؛ لأنه سيعطّلهم عن أعمال أخرى».

ويُعد فيلم «إن غاب القط» ثاني أفلام المخرجة سارة نوح بعد فيلمها الأول «أعز الولد»، وقالت في حديث لـ«الشرق الأوسط» إنها كانت تبحث عن عمل مختلف تماماً عن فيلمها الأول، وقد وجدته في سيناريو أيمن وتار الذي قدم من خلاله تناولاً ذكياً وبسيطاً يتمتع بروح كوميدية تحفز أي مخرج للعمل عليه.

وأضافت أن ما يحركها تجاه عملها هو النجاح في خلق عالم موازٍ لعالمنا، بحيث يستطيع الجمهور الاستمتاع بالفيلم، مؤكدة أنها «لا ترى صعوبة في الكوميديا لأنها ترى الأشياء دائماً بشكل كوميدي».


«هوس التنبؤات» يتصدر الاهتمام مع اقتراب العام الجديد

التنبؤات حول العام الجديد حظيت باهتمام في «السوشيال ميديا» (فيسبوك)
التنبؤات حول العام الجديد حظيت باهتمام في «السوشيال ميديا» (فيسبوك)
TT

«هوس التنبؤات» يتصدر الاهتمام مع اقتراب العام الجديد

التنبؤات حول العام الجديد حظيت باهتمام في «السوشيال ميديا» (فيسبوك)
التنبؤات حول العام الجديد حظيت باهتمام في «السوشيال ميديا» (فيسبوك)

مع اقتراب العام الجديد، يزداد «الهوس بالتنبؤات»، وتتصدر أخبار من يقدمونها مواقع التواصل الاجتماعي و«الترند»، على الرغم من تحذير مرصد الأزهر منها واعتبارها مخالفة للدين وغير عقلانية، وصدور قرار من الهيئة الوطنية للإعلام في مصر يمنع ظهور المنجمين والعرافين على القنوات الرسمية.

تصدر اسم ليلى عبد اللطيف، التي اعتادت في هذا الوقت من العام على المشاركة في برامج عدّة لتقديم تنبؤاتها للعام الجديد «الترند» على منصة « إكس» في مصر، الاثنين، مع انتشار مقاطع فيديو لها تتناول تنبؤاتها السابقة وإعلانها عن حلقة جديدة، وسط انتقادات من صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي.

سبق أن حذر مرصد الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية من البرامج التي تدعي التنبؤ بالمستقبل، مؤكداً في فتوى نشرها على «فيسبوك» أن »ادِّعاء معرفة الغيب والتنبؤ بالمستقبل من خلال ظواهر أفكار وممارسات تخالف صحيح الدين والعلم، وتُضلل العقل، وامتهانها جريمة، ولا يليق إذا كان المُنجِّم يهدم القيم، ويرسخ التَّعلُّق بالخرافة، أن يُقدَّم للجمهور ويُسمَع قوله ويُحتفَى بتنبؤاته وخرافاته».

وأوضح أستاذ الدراسات الإسلامية والعربية في جامعة الأزهر، الدكتور حسن القصبي، أن هذه التنبؤات حرام لأنها تدَّعي ما اختص الله به نفسه، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «دار الإفتاء والأزهر الشريف حرَّما هذه التنبؤات لأن من الثوابت أن علم الغيب استأثر الله به لنفسه، وهذا من رحمات الله بالبشر، فلو علموا الغيب ما عاشوا الواقع»؛ وأضاف أن هذا الأمر جاء صريحاً في قوله تعالى «إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت». ووصف من ينجمون ويتنبأون بالمستقبل بأنهم «يأخذون بعقول الناس وعواطفهم فيما لا ينفعهم ولذلك هذا حرام كما أفتت دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف».

وأوضح الخبير في الإعلام الرقمي و«السوشيال ميديا»، محمد فتحي، أن هوس التنبؤات السنوي «يرجع لمزيج من العوامل النفسية والاجتماعية، مدفوعاً بالرغبة البشرية في اليقين والسيطرة على المجهول». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «مع نهاية العام يزداد القلق بشأن المستقبل، وتوفر التوقعات الفلكية إشباعاً نفسياً ووهماً بمعرفة ما هو قادم».

وتُظهر الإحصائيات العالمية انتشاراً واسعاً لهذا الاعتقاد، حيث يشير استطلاع لمركز بيو للأبحاث إلى أن 30 في المائة من البالغين في الولايات المتحدة يستشيرون الأبراج أو قارئي الطالع سنوياً، في حين أظهرت دراسة عربية أن نحو 64.6 في المائة يتابعون معلومات التنجيم وتنبؤاته.

ويرجع فتحي تعزيز هذا الانتشار إلى «التضخيم الإعلامي والرقمي من خلال المتابعات التلفزيونية والصحفية ومنصات «السوشيال ميديا»، ما يحوِّل التنبؤات إلى موضة موسمية تحقق أرباحاً من المشاهدات والإعلانات أو المنتجات والسلوكيات التي تتحول إلى عملية شراء.


«ما وراء اللوحة» لراوية زنتوت... حكايات ملونة بطبقات التجارب

الطبيعة تشكل العنوان العريض للوحات زنتوت (راوية زنتوت)
الطبيعة تشكل العنوان العريض للوحات زنتوت (راوية زنتوت)
TT

«ما وراء اللوحة» لراوية زنتوت... حكايات ملونة بطبقات التجارب

الطبيعة تشكل العنوان العريض للوحات زنتوت (راوية زنتوت)
الطبيعة تشكل العنوان العريض للوحات زنتوت (راوية زنتوت)

تبعث أعمال الفنانة التشكيلية راوية غندور زنتوت شعوراً بالسكينة والهدوء. تتحول اللوحة إلى تجربة مريحة لمشاهدها من الضغوطات اليومية، وتأخذه في رحلة خيالية، حيث يمتد خياله في فضاء حر وزاهر، مع جرعات من الأمل التي يتركز الضوء فيها على محورها الأساسي.

في معرضها «ما وراء اللوحة» في مبنى بارك بالاس، تجمع زنتوت نحو 27 لوحة من أعمالها الأخيرة. وقد أنجزتها بين بيروت ومكان إقامتها في الجبل، مستندة على الطاقة الإيجابية لتعكس إحساساً بالفرح والراحة، مبلسمة الجراح والندوب.

تسكن لوحات زنتوت قصص من الحياة، مشبعة بتجارب متراكمة، وقد عبّرت عنها بعدد من طبقات الألوان الأكريليكية، المشرقة أحياناً والقاتمة أحياناً أخرى. ومن خلالها حاكت حوارات صامتة مع زائر المعرض، فبنت جسر تواصلٍ متين وغير منظور في الوقت نفسه، وحوّلته إلى مسار طويل يقود المشاهد نحو الرجاء.

وتحت عناوين مختلفة، ارتكزت أعمالها غالباً على عناصر الطبيعة، لتوضح وجهة نظرها تجاه حياة تتقلب أيامها بين الحلاوة والمرارة. ويمكن ملاحظة ذلك بوضوح في لوحات مثل «دائرة الحياة»، و«همسات فجر ذهبي»، وكذلك في أعمال أخرى تحمل عناوين «مشهد مزهر»، و«أفق ذهبي».

تستلهم زنتوت من ألوان طبيعة لبنان موضوعات لوحاتها (راوية زنتوت)

توضح راوية غندور زنتوت، التي اشتهرت باقتباسها من بيروت ومناطق لبنان موضوعات لأعمالها، لـ«الشرق الأوسط» عن معرضها الحالي: «هذه المرة تحتل الطاقة الإيجابية الحيز الأكبر من رسوماتي». وأضافت: «كل لون فيها استخرجته من قصة حياة ومن رموز الطبيعة. فكما قلب الإنسان الأحمر، تناولت الأحلام الزرقاء. وبين الأصفر والأخضر والذهبي، حِكتُ الشمس والفجر والغروب والبحر وغيرها من عناصر الطبيعة».

تقول زنتوت: «أنا عاشقة لبلدي، ولأشجاره وسمائه، وطبيعته هي ملهمتي الأولى، لا سيما أنها تحتوي على مجموعة ألوان لا نهاية لها. وأعدّ نفسي من الفنانين الذين يحبون التعامل مع الألوان واستخدامها كلغة تعبيرية عندما تنتهي الكلمات. أستمد من خلال الألوان إيقاع يومياتي وحياتي ككلّ، وفي عملي (ما وراء اللوحة) رغبت في نقل مشاعري هذه إلى الآخرين».

تتأكد من أفكار زنتوت وأنت تتجول في المعرض، حيث تجد مجموعة من لوحات متراصة تحكي قصصها بالبرتقالي والبنفسجي والأحمر والأزرق والترابي.

وفي أخرى تمزج بريشتها المبدعة بين مجموعة ألوان متناسقة. فتبرز من خلالها انسيابية في تفكيرها وفي طريقة تعاملها مع الأمور. وتعلّق: «الألوان تستحضر شخصية اللوحة وتقودنا إلى أعماقها الدفينة. لم أشأ أن تكون لوحاتي مجرَّد أشكال جميلة وجذّابة. بل حاولت أن تتضمن النحت والمشاعر والأحاسيس والتجارب القابعة وراء اللوحة».

«دوائر الحياة» حكايات وتجارب متراكمة في معرض «ما وراء اللوحة» (راوية زنتوت)

وتشير زنتوت إلى أنها غالباً ما تواكب في أعمالها الأحداث العالمية اليومية، فتتضمن الحروب والمعارك وعوامل الطقس والمناخ، مستخدمة هذه الصور للتعبير عن آرائها ومشاعرها. وتوضح: «في بعض اللوحات اعتمدت الحركة النافرة لتعكس اضطرابات داخلية تسكننا، فتنبثق ألوان ورسوم تمنح شعوراً بالراحة. أما في لوحات أخرى، يطالعك الهدوء بشكل واضح، فيبعث الأمل والحب والرومانسية».

تتمسك زنتوت دائماً بالأمل بوصفه مخرجاً لأي موقف أو حالة حرجة، وتفسّر هذا التأرجح بين الحاضر والغد المجهول من خلال حوارات ملونة بالطموح، مطبقة بذلك القول المأثور: «ما أضيق الحياة لولا فسحة الأمل».

وتشرح زنتوت في حديثها: «هذا الأمل أستحضره دائماً في أعمالي من خلال الضياء، فيلاحظ ناظر اللوحة، مهما بلغت قتامة ألوانها، أن هناك بقعة نور تحيط بها».

تكمل جولتك في المعرض لتستوقفك طبقات من مادة الأكريليك ذات أبعاد ثلاثية، تمثل نبض حياة عصرية وذاكرة بصرية مشبعة بالوجدانيات والحس الصادق.

وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «إنه نوع من الحوار بين جميع هذه الحالات، فتكون اللوحات بمثابة مرآة للخبرات والتجارب. وعندما ينظر إليها المشاهد، يُجبر على الغوص في أعماقها بعيداً عن السطحية، ليكتشف ما تختزنه كل طبقة من ذكريات وتجارب».