السينما الآيرلندية وكبير مخرجيها في ضيافة مهرجان عمّان السينمائي الدولي

جيم شيريدان التقى الجمهور وتحدّثَ عن طفولته وانعكاسها على أفلامه

المخرج الآيرلندي جيم شيريدان مكرّماً من مهرجان عمّان السينمائي بحضور رئيسته الأميرة ريم علي (إدارة المهرجان)
المخرج الآيرلندي جيم شيريدان مكرّماً من مهرجان عمّان السينمائي بحضور رئيسته الأميرة ريم علي (إدارة المهرجان)
TT

السينما الآيرلندية وكبير مخرجيها في ضيافة مهرجان عمّان السينمائي الدولي

المخرج الآيرلندي جيم شيريدان مكرّماً من مهرجان عمّان السينمائي بحضور رئيسته الأميرة ريم علي (إدارة المهرجان)
المخرج الآيرلندي جيم شيريدان مكرّماً من مهرجان عمّان السينمائي بحضور رئيسته الأميرة ريم علي (إدارة المهرجان)

لا تفتح السينما باباً على الحلم فحسب، بل هي في حدّ ذاتها نافذةٌ على البعيد، على الآخَر الذي نظنّه غريباً، ليتّضح بعد أن نشاهد حكاياته أنه يشبهنا، وإن اختلفت الأماكن واللغات. تدخل هذه القناعة في صلب فعاليات مهرجان عمّان السينمائي الدولي، والذي يخصص مساحةً للأفلام غير العربية. أما جديد هذه السنة، فاختيار آيرلندا كبلد ضيف الشرف في الدورة السادسة من المهرجان.

هذه المبادرة هي باكورة تقليدٍ سيصبح سنوياً، وفق ما تؤكّد مديرة البرمجة في المهرجان المخرجة الفلسطينية عريب زعيتر في حديث مع «الشرق الأوسط». على أن يستضيف الحدث السينمائي الأردني في كلٍّ من دوراته المقبلة إحدى الدول كضيفة شرف، ويعرض أفلامها التي شكّلت علامة فارقة في عالم الفن السابع.

آيرلندا والعرب... تاريخٌ متشابه

لم يقع الاختيار على آيرلندا عبثاً، فإضافةً إلى ثراء تجربته السينمائية، يتلاقى البلد مع المشرق العربي في معاناتهما الإنسانية التي تسببت بها صراعات الإخوة وحروب الآخرين، فانبثق عنها فنٌّ يُحاكي الإنسانية. توضح زعيتر أن «ثمة قواسم مشتركة بين ماضي آيرلندا وحاضرنا، فهم واجهوا قمع الإنسان كما يحصل في منطقتنا، وبيننا تاريخ من الاستعمار المشترك». من هنا، تتلاقى التجربتان السينمائيتان الآيرلندية والعربية في طريقة معالجتهما المواضيع الإنسانية، خصوصاً تلك المعنيّة بقضايا الهوية والذاكرة.

يتيح المهرجان أمام ضيوفه وجمهوره العربي والمحلّي أن يقترب أكثر من السينما الآيرلندية، وذلك من خلال عرض 5 من أبرز أفلامها. في طليعتها، «My Left Foot» (قدَمي اليسرى)، و«In the Name of the Father» (باسم الأب) للمخرج الآيرلندي العالمي جيم شيريدان الذي يحلّ ضيف شرفٍ على المهرجان. ودائماً في إطار الإضاءة على السينما الآيرلندية، تُعرَض أفلام «مايكل كولينز» لنيل جوردن، و«الريح التي تهزّ الشعير» لكين لوتش، و«جنّيات إنيشيرين» لمارتن ماكدونا.

أفلام شيريدان ضمن مجموعة الأفلام الآيرلندية التي يستضيفها المهرجان (موقع المهرجان)

تقول زعيتر، التي أشرفت على انتقاء الأفلام، إن الخيار وقع على تلك الأعمال تحديداً لما «تصوّر من ظلمٍ يعكس واقعنا في هذه المنطقة. هي قصص منبثقة من واقع المجتمع القاسي، لكنها تحمل في الوقت ذاته اللمسة الإنسانية في وجه شراسة الواقع والسياسة». تشدّد زعيتر على أن «هذه المبادرة ثقافية قبل كل شيء، فالسينما فن يخاطب جميع الحواس، والهدف أن يلتقط المتلقّي العربي الإشارات ويكمل دوره مستلهماً من تجربة الآيرلنديين للوصول إلى مكان أفضل».

شيريدان يدير الممثّلين بالحبّ

بخبرته السينمائية الممتدة لأكثر من 36 عاماً والتي أثمرت أفلاماً دخلت التاريخ وترشحت إلى الأوسكار، حطّ المخرج الآيرلندي جيم شيريدان رحاله في عمّان. عبّر عن سروره بتنشّق الهواء العربي، هو المتزوّج من سيدة مغربية والراغب في تقريب ابنته من ثقافة المشرق.

شيريدان مع زوجته المغربية وابنتهما على هامش اللقاء (إدارة المهرجان)

حمل شيريدان إلى اللقاء الذي جمعه بجمهور المهرجان، موروثاته العائلية والثقافية والقوميّة. بعفويةٍ كبيرة وبصَدرٍ رحب، باح المخرج المخضرم بتفاصيل عن طفولته وعلاقته بأبوَيه وكيف انعكست على أعماله السينمائية. في الحوار الذي أداره المخرج المصري يسري نصر الله، ضمن قسم «الأول والأحدث» في المهرجان، استشهد شيريدان بكثيرٍ من الشعر وبمخزونه المسرحيّ. فهو لم يدخل عالم السينما سوى في سن الأربعين، بعد أن بدأ مسيرته مخرجاً على الخشبة.

على إيقاع مقتطفات من أبرز أفلامه، سار اللقاء الذي عُقد في «الهيئة الملكية الأردنية للأفلام». يلتقط الحضور أنفاسهم لذاك المشهد المستعاد من فيلم «My Left Foot» عام 1989، ممسكاً بالطبشورة بين أصابع قدمه اليسرى، وهي العضو الوحيد غير المعطّل في جسده، يكتب البطل «كريستي براون» أرضاً كلمة «أمّي».

المخرج المصري يسري نصر الله محاوراً شيريدان (إدارة المهرجان)

«لعبت والدتي دوراً كبيراً في حياتي ومسيرتي»، يخبر شيريدان. لطالما شعر بالذنب تجاهها، هي التي ماتت والدتها في اللحظة التي أنجبتها: «ورثت شعورها بالذنب تجاه أمها منذ كنت في أحشائها، شعرت بذُعرها، وكان لا بدّ من أن أكرّمها وجدّتي من خلال أفلامي».

أطلعَ شيريدان الجمهور كذلك على الأثر الذي تركته وفاة شقيقه فرانكي المبكرة على عمله، وتحديداً على «My Left Foot». أما علاقته المعقّدة مع والده «المتسلّط» فتجلّت كذلك من خلال أعماله السينمائية، لا سيما عبر «In the Name of the Father».

لا غرابة إذن في أن تكون أفلام شيريدان بلغت ذاك المستوى المتقدّم من الإنسانية والحساسية، نظراً لما لديه من مخزونٍ نفسيّ وعاطفي ضاربٍ في الموروث العائلي وتاريخ بلده. واللافت في المخرج المشرف على ثمانينه، أنه لا يخجل من البُعد العاطفي الذي يُثري به أفلامه. حتى إدارة الممثلين بالنسبة إليه هي عملية نابعة من الحب. «لا تحتاج إلا إلى الحب لإدارة الممثلين. التقنيات شيء والحب شيء آخر». يوضح شيريدان: «إما أن يكون المخرج طاغية وإما أن يكون محباً، لا حل وسطاً، وأنا من الفئة الثانية».

جانب من الحضور المشارك في اللقاء مع شيريدان (إدارة المهرجان)

مهرجان عمّان... نافذة على العالم

لا تُختصَر إطلالة مهرجان عمّان السينمائي على العالم باستضافة شيريدان وبالأفلام الآتية من آيرلندا. فقد استحدث المهرجان جائزة خاصة بالأفلام غير العربية، بعد أن كانت تلك الفئة خارج المنافسة خلال الدورات السابقة.

يخبر الناقد السينمائي اللبناني ومسؤول برمجة الأفلام غير العربية في المهرجان، شفيق طبارة، «الشرق الأوسط» أنّ «دخول الأفلام الأجنبية إطار المنافسة في مهرجان عربي كمهرجان عمّان أمر مهم جداً، لأن الجمهور العربي بحاجة إلى الاطلاع على الأفلام التي لا تُعرض عادةً في صالاته». تكمن الأهمية كذلك في تقريب المشاهدين العرب من قصص وقضايا قد تتلاقى ومشاغلَهم وحكاياتهم. يعلّق طبارة: «الانفتاح على ثقافة الآخر من الرسائل الأساسية للمهرجان».

استحدث المهرجان في دورته هذه جائزة للأفلام غير العربية (موقع المهرجان)

أما في عمليه اختياره الأفلام، فقد أخذ في الاعتبار جهوزية الجمهور المتلقّي: «هي أفلام من المفترض أن تُخرجهم من منطقة الأمان من دون أن تتسبب لهم بالنفور».

تتنافس في المهرجان 7 أفلام روائية طويلة من حول العالم، هي: «Armand» من النرويج، و«Happyend» من اليابان، و«Dog on Trial» من سويسرا، و«Aisha’s Story» من كندا، و«All We Imagine as Light» من الهند، و«Familiar Touch» من الولايات المتحدة الأميركية، و«Tales from the Magic Garden» وهو إنتاج تشيكي - فرنسي مشترك.


مقالات ذات صلة

بشعار «في حب السينما»... انطلاق عالمي لمهرجان البحر الأحمر

يوميات الشرق جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي تتوسط أعضاء لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام (إدارة المهرجان)

بشعار «في حب السينما»... انطلاق عالمي لمهرجان البحر الأحمر

تحت شعار «في حب السينما»، انطلقت فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في جدة، وسط حضور كبير لنجوم وصنّاع السينما، يتقدمهم الأمير

إيمان الخطاف (جدة)
يوميات الشرق جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي تتوسط أعضاء لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام (إدارة المهرجان) play-circle 01:19

بشعار «في حب السينما»... انطلاق عالمي لمهرجان البحر الأحمر

تحت شعار «في حب السينما»، انطلقت فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في جدة.

إيمان الخطاف (جدة)
سينما «البحر الأحمر» يكشف عن أفلام سعودية جديدة

«البحر الأحمر» يكشف عن أفلام سعودية جديدة

افتتح مهرجان «البحر الأحمر» دورته الخامسة، يوم الخميس، بفيلم بريطاني الإنتاج عنوانه «عملاق» (Giant)، ويستمر حتى 13 من الشهر الحالي.

محمد رُضا (جدة)
سينما «نيموندايو» (أنايا برودكشنز)

شاشة الناقد: عن الزمن والطبيعة في فيلمين أحدهما أنيميشن

تُحيك المخرجة البرازيلية تانيا أنايا فيلمها الأنيميشن بعيداً عن معظم التجارب في هذا النوع من الأفلام. هو ليس عن حيوانات ناطقة ولا بطولات بشرية خارقة.

محمد رُضا (جدّة)
يوميات الشرق الفيلم تناول قصة حب امتدت لـ3 مراحل (مهرجان فينيسيا)

المخرج اللبناني سيريل عريس: «نجوم الأمل والألم» يرصد آثار الحرب الأهلية

قال المخرج والمؤلف اللبناني، سيريل عريس، إن فيلمه «نجوم الأمل والألم» لم يكن ليخرج إلى النور لولا الدعم الذي حصل عليه من «مؤسسة البحر الأحمر».

أحمد عدلي (القاهرة)

بشعار «في حب السينما»... انطلاق عالمي لمهرجان البحر الأحمر

جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي تتوسط أعضاء لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام (إدارة المهرجان)
جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي تتوسط أعضاء لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام (إدارة المهرجان)
TT

بشعار «في حب السينما»... انطلاق عالمي لمهرجان البحر الأحمر

جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي تتوسط أعضاء لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام (إدارة المهرجان)
جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي تتوسط أعضاء لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام (إدارة المهرجان)

تحت شعار «في حب السينما»، انطلقت فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في جدة، وسط حضور كبير لنجوم وصنّاع السينما، يتقدمهم الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة، وجمانا الراشد، رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي، إلى جانب أسماء سعودية بارزة في مجالات الإخراج والتمثيل والإنتاج.

ويواصل المهرجان، الذي يمتد من 4 إلى 13 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، ترسيخ موقعه مركزاً لالتقاء المواهب وصناعة الشراكات في المنطقة. وشهدت سجادة المهرجان الحمراء حضوراً مكثفاً لشخصيات سينمائية من مختلف دول العالم. وجذبت الجلسات الحوارية الأولى جمهوراً واسعاً من المهتمين، بينها الجلسة التي استضافت النجمة الأميركية كوين لطيفة، وجلسة للممثلة الأميركية كريستن دانست، وجلسة لنجمة بوليوود إيشواريا راي. وافتُتح المهرجان بفيلم «العملاق»، للمخرج البريطاني - الهندي روان أثالي، في عرضه الأول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو فيلم يستعرض سيرة الملاكم البريطاني اليمني الأصل نسيم حميد بلقبه «ناز».

ويسعى المهرجان هذا العام إلى تقديم برنامج سينمائي متنوع يضم عروضاً عالمية مختارة، وأعمالاً من المنطقة تُعرض للمرة الأولى، إضافة إلى مسابقة رسمية تستقطب أفلاماً من القارات الخمس. كما يُقدّم سلسلة من الجلسات، والحوارات المفتوحة، وبرامج المواهب، التي تهدف إلى دعم الأصوات الجديدة وتعزيز الحضور العربي في المشهد السينمائي الدولي.


السعودية تحصد 6 جوائز في «التميز الحكومي العربي 2025»

جانب من حفل جائزة التميز الحكومي العربي 2025 (الشرق الأوسط)
جانب من حفل جائزة التميز الحكومي العربي 2025 (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تحصد 6 جوائز في «التميز الحكومي العربي 2025»

جانب من حفل جائزة التميز الحكومي العربي 2025 (الشرق الأوسط)
جانب من حفل جائزة التميز الحكومي العربي 2025 (الشرق الأوسط)

حقّقت السعودية إنجازاً جديداً في مسيرة التطوير والابتكار الحكومي، بحصدها 6 جوائز، ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025، في حفل أقيم بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة، بما يعكس التقدم المتسارع في كفاءة العمل الحكومي السعودي وتبنيه أعلى المعايير العالمية في الإدارة والخدمات.

وفازت السعودية في الدورة الحالية عن فئات «أفضل هيئة أو مؤسسة حكومية عربية»، و«أفضل مبادرة عربية لتطوير التعليم»، و«أفضل مبادرة عربية لتطوير القطاع الصحي»، و«أفضل تطبيق حكومي عربي ذكي»، إلى جانب فئتي «أفضل مدير عام لهيئة أو مؤسسة عربية».

كما تضمنت الجوائز، التي حققتها السعودية، جائزة «أفضل موظفة حكومية عربية»، حيث فازت بدور خوجة، مدير وحدة الإثبات والتطبيق في إدارة الذكاء الاصطناعي بوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، تقديراً لدورها في توظيف التقنيات الحديثة في تحسين كفاءة الخدمات الحكومية.

نماذج حكومية

وشمل الحفل تكريم 26 فائزاً من النماذج الحكومية المتميزة، قدّموا مشاريع ومبادرات وُصفت بالملهمة في تطوير الخدمات وتحسين جودة حياة المواطن العربي. واستحدثت الجائزة في هذه الدورة فئة جديدة بعنوان «أفضل مبادرة عربية لتصفير البيروقراطية» ضمن الفئات المؤسسية، في ترجمة للتوجه المتزايد نحو تبسيط الإجراءات الحكومية واعتماد حلول رقمية مرنة وسريعة.

أكّد محمد القرقاوي، رئيس مجلس أمناء الجائزة، أن «جائزة التميز الحكومي العربي» تهدف إلى تطوير الخدمات، وتكريم الشخصيات، وإلهام الحكومات، وإبراز التجارب الناجحة في العالم العربي، مشدداً على أن «الغاية الأولى والأخيرة هي خدمة الناس وتحسين حياتهم».

وأوضح أن الحكومات القادرة على قيادة العقد المقبل هي تلك التي تتبنى عقلية القطاع الخاص في المرونة وسرعة الاستجابة للمتغيرات والتركيز على المتعاملين، والنظر إلى التحديات بوصفها فرصاً للنمو والتطور، معتبراً أن المرونة والاستباقية «مسيرة دائمة في التميز الحكومي، وليستا إصلاحات جزئية».

وأشار القرقاوي إلى أن استحداث فئة «أفضل مبادرة عربية لتصفير البيروقراطية»، ما ينسجم مع هدف خلق خدمات حكومية بسيطة ومرنة وخالية من التعقيدات، كاشفاً عن قفزة كبيرة في حجم المشاركة بهذه الدورة، حيث ارتفع عدد المشاركات إلى نحو 14.9 ألف مشاركة عربية، مقابل نحو 5 آلاف في الدورة الأولى، وقفزت طلبات الترشح من 1500 طلب إلى أكثر من 6.6 ألف طلب في الدورة الحالية، في مؤشر على تنامي الوعي العربي بأهمية التميز الحكومي، وتعزيز الإصرار على مواصلة «رحلة التميز» على مستوى المنطقة.

الفائزون في صورة تذكارية جماعية (الشرق الأوسط)

منبر للاحتفاء

من جانبه، أكّد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الجائزة أصبحت «منبراً للاحتفاء بالعطاء والإبداع والابتكار في العمل الحكومي»، موضحاً أنها لا تقتصر على لحظة تكريم، بل تمثل «رسالة ونداءً» لكل المستويات الحكومية بأن المبادرة إلى تغيير الواقع وتطويره أمر ممكن وواجب في آن واحد. وشدّد على أن روح المبادرة وجرأة تغيير الواقع إلى الأفضل «هي الروح المطلوبة في العمل الحكومي»، وأن الالتزام الأول لأي مسؤول عربي هو البحث عن سبل تحسين أداء المؤسسة التي يقودها، بما ينعكس على رفاه المواطن وجودة حياته.

26 فائزاً

وعلى مستوى النتائج الإجمالية، توزعت قائمة الفائزين بين عدد من الدول العربية؛ إذ بلغ عدد المكرمين 26 فائزاً، بينهم 6 من السعودية، فيما حصدت الأردن 4 جوائز، من بينها وزارة الصناعة والتجارة والتموين، ودائرة الجمارك الأردنية، ومشروع «شباب قادر على التكيف مع التغيرات ومُمكَّن اجتماعياً واقتصادياً»، إلى جانب تتويج الدكتور يوسف الشواربة، أمين عمّان، بجائزة «أفضل مدير بلدية في المدن العربية».

ونالت البحرين 3 جوائز عبر مشروع «الخدمات الإسكانية الإلكترونية التكاملية» بوزارة الإسكان والتخطيط العمراني، والبرنامج الوطني لتدريب وتأهيل المعلمين الجدد، إضافة إلى مبادرة «التدريب الزراعي» ضمن فئة التكريم الخاص.

وحصدت عُمان 3 جوائز، تمثلت في فوز سلطان الحبسي، وزير المالية، بجائزة «أفضل وزير عربي»، وتكريم عبد الرحمن البوسعيدي، مدير مشروع الإدارة الذكية في وزارة العمل، بجائزة «أفضل موظف حكومي عربي»، إلى جانب مبادرة «قدرات» بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية في شناص كإحدى أبرز مبادرات تمكين الشباب.

فيما ذهبت جائزتان لدولة الكويت عبر الهيئة العامة لمكافحة الفساد «نزاهة» عن مبادرتها لتطوير العمل الحكومي، وتطبيق «سهل» الحكومي.

وسجّلت مصر حضوراً لافتاً بـ5 جوائز ومبادرات، من أبرزها منظومة البنية المعلوماتية للتطعيمات بوزارة الصحة والسكان، ومشروع تنمية جنوب الوادي بتوشكى، ومبادرة تطوير «حي الأسمرات»، إلى جانب تكريم لمياء مصطفى من شركة مياه الشرب بالإسكندرية عن فئة «أفضل موظفة حكومية عربية».

كما شملت قائمة الفائزين منظومة «الحياة المدرسية» في تونس، ومبادرة «الخدمات الصحية الحكومية» من وزارة الصحة في فلسطين، ومبادرة «العودة إلى التعليم» من وزارة التربية في العراق، بما يعكس طيفاً واسعاً من المشاريع التنموية في التعليم والصحة والبنية التحتية وتمكين الشباب على امتداد العالم العربي.


بشعار «في حب السينما»... انطلاق عالمي لمهرجان البحر الأحمر

TT

بشعار «في حب السينما»... انطلاق عالمي لمهرجان البحر الأحمر

جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي تتوسط أعضاء لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام (إدارة المهرجان)
جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي تتوسط أعضاء لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام (إدارة المهرجان)

تحت شعار «في حب السينما»، انطلقت فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في جدة، وسط حضور كبير لنجوم وصنّاع السينما من مختلف أنحاء العالم، تقدمهم الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي، وجمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي، إلى جانب أسماء سعودية بارزة في مجالات الإخراج والتمثيل والإنتاج.

ويواصل المهرجان، الذي يمتد من 4 إلى 13 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، ترسيخ موقعه كمركز لالتقاء المواهب وصناعة الشراكات في المنطقة.

وشهدت سجادة المهرجان الحمراء حضوراً مكثفاً لشخصيات سينمائية من مختلف دول العالم، كما شاركت وجوه لامعة في عروض وجلسات حوارية خلال النهار، وجذبت الجلسات الأولى جمهوراً واسعاً من المهتمين، من بينها الجلسة التي استضافت النجمة الأميركية كوين لطيفة، وجلسة للممثلة الأميركية كريستن دانست، وجلسة لنجمة بوليوود إيشواريا راي.

وافتتح المهرجان دورته الخامسة بفيلم «العملاق»، للمخرج البريطاني - الهندي روان أثالي، في عرضه الأول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو فيلم يستعرض سيرة الملاكم البريطاني اليمني الأصل نسيم حامد بلقبه «ناز».

ويسعى المهرجان هذا العام إلى تقديم برنامج سينمائي متنوع يضم عروضاً عالمية مختارة، وأعمالاً من المنطقة تُعرض للمرة الأولى، إضافة إلى مسابقة رسمية تستقطب أفلاماً من القارات الخمس.

كما يقدّم المهرجان سلسلة من الجلسات، والحوارات المفتوحة، وبرامج المواهب، التي تهدف إلى دعم الأصوات الجديدة وتعزيز الحضور العربي في المشهد السينمائي الدولي.