طريقة جديدة تُطيل صلاحية الزبادي وتُحسّن طعمه

كمية استهلاك الزبادي عالمياً تُقدّر بنحو 12 كيلوغراماً للفرد سنوياً (جامعة هارفارد)
كمية استهلاك الزبادي عالمياً تُقدّر بنحو 12 كيلوغراماً للفرد سنوياً (جامعة هارفارد)
TT

طريقة جديدة تُطيل صلاحية الزبادي وتُحسّن طعمه

كمية استهلاك الزبادي عالمياً تُقدّر بنحو 12 كيلوغراماً للفرد سنوياً (جامعة هارفارد)
كمية استهلاك الزبادي عالمياً تُقدّر بنحو 12 كيلوغراماً للفرد سنوياً (جامعة هارفارد)

نجح فريق بحثي من المعهد الوطني للأغذية بجامعة الدنمارك التقنية في تطوير طريقة بسيطة وفعالة قد تُحدث تحولاً كبيراً في صناعة الزبادي على مستوى العالم.

وأوضح الباحثون أن الطريقة تعتمد على تعديل بسيط في درجة حرارة التخمير، ما يؤدي إلى تقليل استخدام البادئ البكتيري، وفي الوقت نفسه تُطيل صلاحية المنتَج وتُحسّن جودته. ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Food Bioscience».

وتبدأ الطريقة التقليدية لصناعة الزبادي بتسخين الحليب إلى نحو 85 درجة مئوية لقتل أي بكتيريا غير مرغوب فيها، ثم يُترك ليبرد إلى 42-45 درجة مئوية، وهي الدرجة المثلى لنمو بادئ الزبادي (خليط من البكتيريا النافعة).

بعد ذلك، يُضاف البادئ إلى الحليب ويُخلَط جيداً، ثم يُترك في بيئة دافئة لمدة 4 إلى 6 ساعات حتى تتكاثر البكتيريا وتُحوّل سكر اللاكتوز إلى حمض اللاكتيك، ما يؤدي إلى تكثف الحليب وتحوله إلى زبادي بقوامٍ ونكهة مميزة. وبعد الوصول إلى القوام والحموضة المناسبين، يُبرد المنتج لإيقاف عملية التخمير.

أما الطريقة الجديدة فإنها تعتمد على مرحلتين؛ الأولى تخمير مبدئي عند 42 درجة مئوية، كما هو متبَع في الطريقة التقليدية، ثم رفع درجة الحرارة إلى 51 درجة مئوية لعدة ساعات. وفي هذه المرحلة، تتوقف البكتيريا عن الانقسام، لكنها تُواصل إنتاج حمض اللاكتيك، ما يتيح التحكم في الحموضة ويمنع استمرارها خلال التخزين، وهو ما يُعرَف بـ«التحمّض اللاحق».

ووفق الباحثين، فإن المرحلة الثانية عند 51 درجة مئوية تُسهم أيضاً في القضاء على الخمائر والفطريات، مما يعزز استقرار الزبادي ويُطيل عمره الافتراضي، دون الحاجة إلى مواد حافظة. وقد أظهرت التجارب المعملية أن هذه الخطوة تعمل بمثابة بَسْترة خفيفة تقضي على نحو 99.9 في المائة من الخمائر والفطريات التي تُسرّع تلف الزبادي.

كما أثبتت الطريقة فاعليتها مع 3 أنواع مختلفة من البادئ البكتيري، بما في ذلك تلك المعروفة بتسببها في ظاهرة «التحمّض اللاحق»، حيث جرى القضاء على هذه المشكلة تماماً.

وتُستخدم حالياً كمياتٍ تصل إلى 0.18 غرام من البادئ البكتيري لكل لتر من الحليب، ما يمثل أحد أبرز بنود التكلفة في صناعة الزبادي. وتُظهر الطريقة الجديدة أنها قادرة على تقليل هذه الكمية إلى الخُمس فقط، وهو ما يحقق توفيراً كبيراً في التكاليف، خصوصاً في قطاع معروف بهوامش ربحه الضئيلة، وفق الفريق.

ووفق الدراسة، يُقدَّر متوسط استهلاك الفرد من الزبادي عالمياً بنحو 12 كيلوغراماً سنوياً، ما يعكس أهمية هذه الطريقة على نطاق واسع. كما أن إطالة مدة صلاحية الزبادي تسهم في تحسين إمكانيات التخزين والشحن لمسافات طويلة، وتقليل الهدر الغذائي، إضافة لإتاحة إنتاج كميات أكبر واستمرارية أكبر في تشغيل خطوط الإنتاج.


مقالات ذات صلة

الأطعمة المعالَجة واللحوم المصنَّعة قد تزيد الإصابة بالاكتئاب

صحتك الناس يتبعون أنواعاً مختلفة من الأنظمة الغذائية لأسباب صحية أو طبية (باشينت إنقو)

الأطعمة المعالَجة واللحوم المصنَّعة قد تزيد الإصابة بالاكتئاب

قال باحثون من معهد «إن إن إد برو» العالمي للأغذية والصحة التابع لجامعة كمبردج البريطانية، إن اتباع نظام غذائي «غير صحي»، يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بالاكتئاب.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد من داخل أحد مصانع «بي آر إف» (موقع الشركة)

«بي آر إف» البرازيلية وشركة تابعة لـ«السيادي» السعودي تنشئان مصنعاً للأغذية في جدة

أعلنت شركتا  «بي آر إف» البرازيلية و«تطوير المنتجات الحلال» السعودية بدء أعمال إنشاء مصنع للأغذية المُعالجة في مدينة جدة (غرب المملكة).

«الشرق الأوسط» (جدة)
تكنولوجيا تتناول دراسة جامعة إلينوي ثلاث تقنيات ناشئة يمكن أن تُحدث تحولاً في صناعة الأغذية (أدوبي)

ثورة في تجفيف الأغذية باستخدام الذكاء الاصطناعي والمستشعرات البصرية

تركّز الدراسة على ثلاثة أنظمة استشعار بصرية لتحسين جودة الأغذية المجففة.

نسيم رمضان (لندن)
صحتك الأطعمة فائقة المعالجة تشمل الوجبات الجاهزة (جامعة إمبريال كوليدج لندن)

تجنّب الأطعمة المعالجة يقلّل خطر السكري

أفادت دراسة بريطانية بأن تجنّب الأطعمة فائقة المعالجة يقلّل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«أيام بيروت الفنية»... إبداع يعمّ الشوارع وصالات العرض

تنتشر فعاليات مهرجان «أيام بيروت الفنية» في مختلف المناطق اللبنانية (الشرق الأوسط)
تنتشر فعاليات مهرجان «أيام بيروت الفنية» في مختلف المناطق اللبنانية (الشرق الأوسط)
TT

«أيام بيروت الفنية»... إبداع يعمّ الشوارع وصالات العرض

تنتشر فعاليات مهرجان «أيام بيروت الفنية» في مختلف المناطق اللبنانية (الشرق الأوسط)
تنتشر فعاليات مهرجان «أيام بيروت الفنية» في مختلف المناطق اللبنانية (الشرق الأوسط)

وكأن عصاً سحرية تلامس بيروت من شرقها إلى غربها مع انطلاق مهرجان «أيام بيروت الفنية»، فتحوّلها على مدى 4 أيام إلى خلية نحل نابضة بالثقافة والفنون. تزدان العاصمة بالمعارض وورش العمل والموسيقى، فلا يترك المهرجان شارعاً أو زقاقاً إلا ويحييه، لتستعيد بيروت دورها الريادي الثقافي في نسخته الثانية من هذا الحدث الفريد.

تمتد نشاطات المهرجان لغاية 12 الحالي (الشرق الأوسط)

تشمل نشاطات المهرجان مختلف مراكز الفنون داخل العاصمة وخارجها، وتنتشر الفعاليات في المتاحف، ومنها التابعة للجامعة الأميركية في بيروت وجامعة الروح القدس في الكسليك، إضافة إلى غاليريهات وصالات عرض تقع في شوارع بيروت العريقة. أكثر من 130 نشاطاً ثقافياً يقدّمها المهرجان، تتضمن حلقات نقاش، وطاولات مستديرة، وعروضاً تفاعلية.

عناوين مستوحاة من هوية بيروت

تحمل معظم أقسام المهرجان عناوين مستوحاة من معالم بيروت وهويتها الثقافية. من بينها: «يا هوا بيروت» الذي يستضيفه «مايا أرت سبايس»، و«شارع الحمرا مرآة العاصمة» المقام في مبنى جريدة «السفير». كما يضم المعرض أرشيفاً فوتوغرافياً غنياً يوثق شجرة عائلات لبنانية، يُعرض في مكتبة جامعة الروح القدس.

تشير ميريام شومان، رئيسة «الأجندة الثقافية» المنظمة للمهرجان، في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن النسخة الثانية وُلدت «ولادة صعبة رغم كل التحديات». وتضيف:«التحدي الأكبر كان إخراج الحدث إلى النور وسط ظروف غير مستقرة في البلاد. ومع ذلك، تمكّنا من إطلاقه بفضل الإرادة الصلبة لـ50 مشاركاً من فنانين ومصممين أسهموا في إنجاحه».

يمتد المهرجان إلى مناطق عدّة في العاصمة، منها الجميزة، مار مخايل، شارع الحمرا، وسن الفيل، ما يتيح للجمهور فرصة التمتع بتجارب ثقافية متنوعة حتى الثاني عشر من الشهر الجاري، متنقلاً بين أرجاء العاصمة وخارجها.

مزيج غني من الفنون

تشهد مكتبات عامة في شوارع الجعيتاوي، ومونو، والباشورة، معارض لفنانين تشكيليين لبنانيين مثل سمير خدّاج، ومحمد روّاس، وجان مارك نحاس، حيث تُعرض لوحاتهم إلى جانب نصوص أدبية بثلاث لغات: العربية، الفرنسية، والإنجليزية.

ويفتح المتحف الأركيولوجي في الجامعة الأميركية أبوابه لأعمال الفنان «هادي أس» في معرض بعنوان «أكروباتس». كما يستضيف المتحف نفسه معرضاً لتصميم المجوهرات من تنفيذ طلاب، استوحوا تصاميمهم من القطع الأثرية المعروضة، في محاولة لإعادة تصور الزينة بوصفها فناً وهوية.

تحية إلى جبران... ولوحات عبر الأجيال

تشارك بلدة بشرّي شمال لبنان بتحية تكريمية للفيلسوف والأديب جبران خليل جبران، من خلال فتح أبواب متحفه أمام الزوار لاكتشاف أعماله الفنية، التي تعود إلى سنوات إقامته في نيويورك (1911–1931).

أما بلدة بيت شباب في جبل لبنان، فتحتضن «واحة فنية» تعرض أعمالاً لـ4 أجيال من الفنانين الذين وثّقوا جمال الطبيعة اللبنانية وشوارعها بريشتهم.

الفنانة التشكيلية دارين سمعان تشارك في المهرجان (الشرق الأوسط)

الفنانة دارين سمعان تُشارك للمرة الأولى من خلال تقديم رسوم حيّة أمام الزوار، مستوحاة من ستينات وسبعينات القرن الماضي. تقول لـ«الشرق الأوسط»:«هذه اللوحات ستوقظ الحنين لدى اللبنانيين الذين يحبّون تلك الحقبات. أنفّذها مباشرة من أمام محل أنتيكا في بيروت، لتعيدنا إلى أيام الطفولة».

وفي مجال تصميم المجوهرات، تُنظّم الفنانة رندة طبّاع ورشة عمل برفقة ابنتها تالي، لتعليم المشاركين أصول هذا الفن، مع التركيز على صناعة القلادات الرائجة بزخارف شرقية.توضح رندة: «نُعرّف المشاركين على كيفية صناعة الحلي من الذهب الخالص، ونُركّز على الطابع الشرقي في التصميم».

بيروت كما لم تُرَ من قبل

الفنان التشكيلي إبراهيم سماحة، من بلدة الخنشارة، يشارك بمجموعة من اللوحات التي توثق تحوّلات شوارع بيروت عبر تقنية «ميكسد ميديا»، مستخدماً ورق الفضة والذهب لإضفاء طابع تاريخي على أعماله. ويقول: «هذا المهرجان يعني لي الكثير، لأنه يقدّم الفنون والثقافة بقوالب مختلفة. إنه نقطة التقاء للفنانين من مشارب متعدّدة، ويُعيد لبيروت مكانتها الثقافية بعد سنوات من العزلة».

مصممة المجوهرات رندة طبّاع وابنتها تالي (الشرق الأوسط)

وتتضمن الفعاليات أيضاً أمسية موسيقية بعنوان «القماش الرنّان»، يُحييها عازف الناي أنطونيو الملّاح في غاليري جانين ربيز.

انطلق مهرجان «أيام بيروت الفنية» من مجمّع «ABC» التجاري في الأشرفية، برعاية وزارة الثقافة وحضور وزيرها الدكتور غسان سلامة. وفي وقت تشتد فيه الأزمات، تأتي هذه الفعالية لتؤكّد أن بيروت ما زالت قادرة على الحلم، وعلى الحياة بالفن.