يُعدن تدوير الملابس... ملكات ونجمات لا يمانعن ارتداء الفستان ذاته مرتَين وأكثر

من إليزابيث إلى كيت مروراً بنجمات السينما والغناء... لا مانع من ارتداء الملابس ذاتها أكثر من مرة (وكالات)
من إليزابيث إلى كيت مروراً بنجمات السينما والغناء... لا مانع من ارتداء الملابس ذاتها أكثر من مرة (وكالات)
TT

يُعدن تدوير الملابس... ملكات ونجمات لا يمانعن ارتداء الفستان ذاته مرتَين وأكثر

من إليزابيث إلى كيت مروراً بنجمات السينما والغناء... لا مانع من ارتداء الملابس ذاتها أكثر من مرة (وكالات)
من إليزابيث إلى كيت مروراً بنجمات السينما والغناء... لا مانع من ارتداء الملابس ذاتها أكثر من مرة (وكالات)

يُحكى أنّ الملكة إليزابيث انتعلت الحذاء ذاته خلال 50 عاماً. وكلّما كان نعلُه يتلف كانت تطلب إرساله إلى التصليح، ولا تستبدل حذاء جديداً به إلا عندما يسوء حاله كلياً. ووفق صحيفة «تلغراف» البريطانية، فإنّ ذاك الحذاء الأسود الشهير كان يُصمّم خصيصاً لملكة بريطانيا الراحلة من قبل علامة «أنيللو وديفيد».

انتعلت الملكة إليزابيث الحذاء الأسود ذاته خلال 50 عاماً (أ.ب)

وفي سلوكٍ يبدو متوارثاً داخل العائلة المالكة في بريطانيا، لا تمانع كيت ميدلتون من أن تحذو حذو جدّة زوجها. فهي لا تتردّد في ارتداء الملابس ذاتها، والظهور فيها أكثر من مرة، ولعلّ الحذاء البيج ذا الكعب العالي هو الثابت الدائم في إطلالة أميرة ويلز. وقد تسبّب ذلك في ارتفاعٍ مطّرد لمبيعات هذا التصميم.

يكاد لا يغيب الحذاء البيج عن إطلالات أميرة ويلز كيت ميدلتون (فيسبوك)

لم تخرج الملكة الحالية كاميلا، الزوجة الثانية للملك تشارلز، عن التقليد الذي أرسته الملكة الأم. فبعد سنتين على حفل زفافها، أعادت كاميلا ارتداء الفستان الذي خرجت فيه من عقد القران المدني، وذلك خلال الجمعية العمومية في ويلز عام 2007. وبعد 20 عاماً على ارتباطها بتشارلز، أطلّت بفستان الزفاف مرةً ثالثة خلال زيارة رسمية إلى روما قبل أشهر. وفي كل مرة أعادت ارتداء ذلك الفستان، أدخلت كاميلا إليه تعديلات طفيفة، وإكسسوارات بسيطة جعلته يبدو جديداً.

أعادت كاميلا ارتداء فستان زفافها مرة في 2007 ومرة أخرى في 2025 (رويترز)

لا تقتصر ظاهرة إعادة تدوير الملابس لدى المشاهير على العائلة البريطانية المالكة، بل تنسحب على وجوهٍ معروفة كثيرة من عالم التمثيل، والغناء، والموضة.

وعلى قاعدة أنّ العريس قد يذهب لكن فستان العرس يبقى، أخرجت المغنية الأميركية غوين ستيفاني ثوبها الأبيض من الخزانة عام 2017، وذلك بعد 15 عاماً على زفافها الذي انتهى بالطلاق. من أجل إطلاق أحد ألبوماتها الغنائية، اختارت ستيفاني فستان كريستيان ديور، وأدخلت إليه بعض التعديلات.

المغنية غوين ستيفاني في نسخة محدثة عن فستان زفافها ما بين 2002 و2017 (فيسبوك)

أما الممثلة البريطانية كايرا نايتلي فقد عكست المشهد، إذ إنها ارتدت في زفافها عام 2013 الفستان ذاته الذي كانت قد لبسته في احتفالية جوائز البافتا عام 2008. الفارق بين الإطلالتين هي السترة التي ارتدتها فوق الفستان، والتي كانت سوداء في الإطلالة الأولى، وبيضاء في الثانية.

وعلى ما يبدو فإنّ نايتلي لا تشبع من هذا الفستان، وهو من تصميم دار «شانيل»، بما أنها أعادت ارتداءه مرة ثالثة، وذلك خلال حفل عشاء في نهاية عام 2013.

ارتدت الممثلة كايرا نايتلي فستان زفافها ثلاث مرات (فيسبوك)

بدورها، أعادت الممثلة إيما ستون ارتداء ثوبها الأبيض بعد سنتين على زفافها. ففي حفل «ميت غالا» عام 2022، أطلّت ستون بفستان لويس فويتون الأبيض القصير الذي شهد على ارتباطها بالممثل ديف ماك كاري عام 2020.

وكلما كان ثوب الزفاف بسيطاً، أصبحت إعادة ارتدائه سهلة. وفيما كان يُنظر إليه في الماضي على أنه قطعة ثمينة وسريعة العطب، تطلّ فيها المرأة يوم زفافها حصراً ثم تخبئها في الخزانة مدى العمر كذكرى، تبدّلت المعادلة حالياً.

حرصاً على الاستدامة، وفي وجه الإسراف في عالم الموضة وصناعة الملابس، بات عدد م نجمات هوليوود يخترن فساتين زفاف بسيطة تشبه أي ثوبٍ آخر، ويمكن ارتداؤها خارج إطار العرس. فيما تعتمد أخريات إعادة التدوير، أي إنهنّ يُدخلن تعديلات جذرية على الفستان الأساسي، كالتقصير، أو صبغه بلون جديد، أو تغيير التصميم، ليظهرن به مجدداً في شكلٍ لا يشبه ما كان عليه.

الممثلة إيما ستون أعادت ارتداء فستان زفافها في حفل ميت غالا عام 2022 (إكس)

من النجمات المعروفات بإعادة تدوير ملابسهنّ، أو الإطلالة بالثوب ذاته أكثر من مرة، الممثلة كيت بلانشيت. أكان على السجّادة الحمراء لكبرى المهرجانات السينمائية العالمية، أم في المؤتمرات الصحافية، أم وقوفاً على الخشبة لتسلم جائزة، لا تتردّد بلانشيت في تكرار «اللوك» ذاته.

تطرّقت النجمة العالمية إلى هذا الأمر خلال حديث صحافي فقالت: «فكرة ارتداء الملابس ذاتها في المناسبات ليست بالأمر العظيم، ولا يجب حتى التوقف عنده. نحن نفعل ذلك في حياتنا اليومية، فلمَ الاستغراب؟ نفعل ذلك بداعي العادة، أو الحاجة، أو أنه مجرّد خيار». وأضافت بلانشيت أنها لا تعيد ارتداء الملابس ذاتها انطلاقاً من حرصها على مبدأ الاستدامة فحسب، بل لتحدّي القوانين الصامتة الخاصة بالسجّادة الحمراء، والتي تقول إنه يَجِبُ ألّا تتصوّر النجمة بالفستان ذاته مرتين.

الممثلة كيت بلانشيت بالفستان ذاته في حفل الغولدن غلوب 2014 ومهرجان كان 2018 (رويترز)

أما الممثلة الرائدة في تكرار ارتداء الملابس ذاتها، فهي جين فوندا، والمعروفة بدفاعها الشرس عن البيئة. بالثوب الأحمر نفسه من تصميم إيلي صعب، أطلّت في كل من مهرجان كان 2014 وحفل أوسكار 2020.

الممثلة جين فوندا بالفستان ذاته في مهرجان 2014 وأوسكار 2020 (رويترز)

ومن بين الشخصيات المعروفة التي اعتادت أن تطلّ بالملابس ذاتها في مناسبات عامة وأمام الكاميرا، الممثلة غوينيث بالترو، والمغنية بيلي آيليش، وعارضة الأزياء كيت موس.


مقالات ذات صلة

عودة «ليلة المتاحف» بعد توقف قسري إلى لبنان

يوميات الشرق وزير الثقافة اللبناني غسان سلامة خلال المؤتمر الصحافي

عودة «ليلة المتاحف» بعد توقف قسري إلى لبنان

أعلن وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر المكتبة الوطنية، بحضور مديري المتاحف، عن عودة فعالية «ليلة المتاحف» في 29 من الشهر الحالي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق كان الموا العملاق يصل ارتفاعه في السابق إلى 12 قدماً (3.6 متر) (أ.ب)

مخرج فيلم «سيد الخواتم» يسعى لإعادة طائر عملاق منقرض إلى الحياة

يخطط بيتر جاكسون، مخرج فيلم «سيد الخواتم»، لإنفاق ملايين الدولارات على إعادة إحياء طائر عملاق لا يطير، انقرض قبل 500 عام.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق تتحقّق العدالة ولو بعد حين (إنستغرام)

شابٌ يُنصفه القضاء بعد عامين من الجحيم في مطعم فاخر

حكمت هيئة محلَّفين في هونولولو بأنّ كازوتومو روبرت، مالك مطعم «مارغوتو»، مُلزَم بأن يدفع 3.15 مليون دولار لموظّف سابق اعتدى عليه رئيس الطهاة يوهي ياغيشيتا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الشوكولاته طعام «مريح» يرتبط بالذكريات الجميلة (رويترز)

«اشتهاء الشوكولاته»... رسالة من جسمك ليخبرك بأشياء معينة... ما هي؟

قد يشعر الإنسان بأنه يشتهي الشوكولاته لأسباب مثل الجفاف أو التوتر أو التعب... فلماذا تشعر إذن باشتهاء الشوكولاته؟ وما الرسائل التي يريد جسمك نقلها إليك وقتها؟

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق بقايا الشجرة التي هزّت بريطانيا... الآن يمكن احتضانها (غيتي ومتنزه نورثمبرلاند الوطني)

نُصب فنّي يُحيي ذاكرة الشجرة التي أبكت بريطانيا

تقرَّر عرض جزء من شجرة «سيكامور غاب» ذات الشهرة العالمية، التي قُطعت بطريقة غير قانونية قبل نحو عامين، في مقاطعة نورثمبرلاند البريطانية، وذلك بشكل دائم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: حريق بحلوان يعيد «ركن فاروق» للواجهة

استراحة الملك فاروق التي تحوَّلت إلى متحف "ركن فاروق» (وزارة السياحة والآثار)
استراحة الملك فاروق التي تحوَّلت إلى متحف "ركن فاروق» (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: حريق بحلوان يعيد «ركن فاروق» للواجهة

استراحة الملك فاروق التي تحوَّلت إلى متحف "ركن فاروق» (وزارة السياحة والآثار)
استراحة الملك فاروق التي تحوَّلت إلى متحف "ركن فاروق» (وزارة السياحة والآثار)

أعاد حريق اندلع بالقرب من متحف «ركن فاروق» بمنطقة حلوان (جنوب القاهرة) المتحفَ الذي كان استراحةً تعود إلى الملك فاروق، ملك مصر السابق، إلى الواجهة، بعد انتشار أخبار حول اندلاع الحريق بالقرب من المتحف.

لكن وزارة السياحة والآثار المصرية نفت ما تم تداوله على بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بشأن اقتراب الحريق من المتحف. وقالت في بيان لها، السبت، إن الأمر عارٍ تماماً من الصحة، والمتحف آمن وسليم، ولم يتعرَّض لأي حريق أو أضرار من أي نوع. وأوضحت أن نيراناً اشتعلت في مشتل للزراعة يقع على بُعد كيلومترين من المتحف، ولا علاقة له به من قريب أو بعيد.

لكن ما حدث جدَّد المناقشات حول تأمين المواقع الأثرية، وهي مسألة تراها الدكتورة سهير حواس، عضو مجلس إدارة الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، «تحتاج إلى وعي ودراسة وتخطيط للتفرقة بين المواقع التي تقع في نطاق المناطق السكانية، وتلك البعيدة عنها». وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أن «أي موقع أثري لا بد أن يكون في نطاق حرم آمن يقيه مثل هذه الطوارئ، وفي حالة تعرضه لأي مشكلات يكون من السهولة التحرك فوراً لإنقاذه».

متحف «ركن فاروق» يطل مباشرة على النيل في حلوان (وزارة السياحة والآثار)

ودعت د. سهير إلى وجود خطط للسيطرة على الحرائق، أسوة بالتي تعتمدها المؤسسات المدنية وبعض المدارس الحديثة في مصر، مشيرة إلى «ضرورة وجود عمليات تجريبية يقوم بها أفراد قوات الدفاع المدني للسيطرة على الحرائق، ويجربون خلالها طرق محاصرة النيران في أماكنها قبل انتشارها، مع ضرورة وجود أدوات وإمكانات الإطفاء داخل المباني، أو بالقرب منها حتى يسهل الوصول إليها».

ويُعدُّ متحف «ركن فاروق» إحدى التحف المعمارية الملكية، وشيَّد المتحف الملك فاروق الأول عام 1942، ليكون استراحةً شتويةً له، وجاء على هيئة قارب يرسو على شاطئ النيل، وهناك مرسى نهري ملحق بالمتحف لاستقبال اليخوت والسفن الكبيرة، وحديقة تضم برجولة خشبية وأكثر من 30 نوعاً من أشجار المانجو النادرة التي تم جلبها من ألبانيا لزراعتها بالقصور الملكية.

وبدأت فكرة تحويل الاستراحة إلى متحف عام 1976، بعد ضمها إلى قطاع المتاحف، بالمجلس الأعلى للآثار، وظل المتحف متاحاً للجمهور حتى تم إغلاقه عام 2011، ثم أُعيد افتتاحه بعد الانتهاء من مشروع تطويره وترميمه عام 2016.

متحف «ركن فاروق» (وزارة الآثار المصرية)

من جهته، دعا الدكتور أحمد غباشي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، إلى «ضرورة وجود إجراءات احترازية، ووسائل تأمين داخل الأماكن الأثرية، من أجهزة إنذار ضد الحريق، مع وحدات مجهزة للإطفاء تكون قريبة من تلك المناطق والأماكن الأثرية، ونشر طفايات الحريق في كل ركن داخل الأثر». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «من الضروري دراسة أسباب الحرائق، سواء تلك التي تحدث نتيجة خلل فني وارتفاع درجات الحرارة والماس الكهربائي، أو تلك التي تندلع بفعل فاعل، أو بسبب الإهمال؛ لحماية الأماكن الأثرية ومنع العبث بها».

ويضم المتحف عدداً من القاعات، بالإضافة إلى شرفة كبيرة وجناح للنوم، وتتضمَّن القاعات مجموعةً من المقتنيات الملكية من أثاث، وتحف، وتماثيل، ولوحات، فضلاً عن المقتنيات التي تم نقلها من استراحة الملك فاروق بالهرم.