كوكب عملاق يدور حول نجم صغير

الاكتشاف الجديد يتحدى نظريات فلكية

تصور فني للكوكب المكتشف يدور حول قزم أحمر (جامعة وارويك)
تصور فني للكوكب المكتشف يدور حول قزم أحمر (جامعة وارويك)
TT

كوكب عملاق يدور حول نجم صغير

تصور فني للكوكب المكتشف يدور حول قزم أحمر (جامعة وارويك)
تصور فني للكوكب المكتشف يدور حول قزم أحمر (جامعة وارويك)

اكتشف فريق دولي من علماء الفلك، يضم باحثين من جامعة لييج في بلجيكا وباحثين من المملكة المتحدة وتشيلي والولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، كوكباً عملاقاً يدور حول أصغر نجم معروف حتى الآن.

وكما أفاد الباحثون فإن النجم المضيف للكوكب الخارجي، TOI-6894، هو قزم أحمر تبلغ كتلته 20 في المائة فقط من كتلة الشمس.

ولم يكن يُعتقد أن هذه النجوم منخفضة الكتلة قادرة على تكوين أو الاحتفاظ بكواكب عملاقة.

ولكن ووفق البحث المنشور، الأربعاء، في دورية «نيتشر أسترونومي»، جرى تحديد أدلة شديدة الوضوح على أن هذا الكوكب العملاق يدور حول هذا النجم الصغير.

وجرى تحديد هذا النظام الاستثنائي لأول مرة في بيانات من القمر الاصطناعي لمسح الكواكب الخارجية العابرة (TESS) التابع لـ«وكالة ناسا»، بوصفه جزءاً من بحث واسع النطاق عن كواكب عملاقة تدور حول نجوم صغيرة، بقيادة الدكتور إدوارد براينت من مختبر مولارد لعلوم الفضاء بجامعة كاليفورنيا الأميركية.

كما تم التأكيد على الطبيعة الكوكبية لتلك الإشارة بعد ذلك من خلال حملة رصد أرضية واسعة النطاق، شملت عدة تلسكوبات، بما في ذلك تلسكوبات مشروعي «سبيكولوس SPECULOOS» و«ترابيست TRAPPIST»، وهما مشروعان يتم خلالهما البحث عن الكواكب الخارجية، وكلاهما بقيادة جامعة لييج.

وقال الدكتور خالد بركاوي، الباحث في فريقي سبيكولوس وترابيست، الذي أشرف على دراسة هذه الملاحظات الحاسمة: «كانت إشارة العبور واضحة في بياناتنا. استبعد تحليلنا جميع التفسيرات البديلة، كان السيناريو الوحيد المعقول هو أن هذا النجم الصغير يستضيف كوكباً عملاقاً بفترة مدارية تزيد قليلاً على ثلاثة أيام».

وأَضاف: «أكدت ملاحظات إضافية أن كتلته تعادل نصف كتلة زحل تقريباً. من الواضح أنه كوكب عملاق».

ويُعد «TOI-6894» الآن أصغر نجم معروف يستضيف كوكباً عملاقاً عابراً، بنصف قطر أصغر بنسبة 40 في المائة من نصف قطر أي مضيف سابق من هذا النوع من النجوم.

وعادة ما يتم رصد عبور الكوكب عبر نجمه إذا كان مدار الكوكب في اتجاه الراصد نفسه، حيث يحجب الكوكب جزءاً من ضوء النجم، وعليه يمكن تقدير حجم الكوكب.

من جانبها، أضافت البروفيسورة جميلة شوكار، التي كانت عالمة فلك في جامعة لييج وقت الاكتشاف: «كنا نعتقد سابقاً أن النجوم بهذا الصغر لا يمكنها تكوين كواكب عملاقة أو التمسك بها. وبما أن النجوم مثل TOI-6894 هي النوع الأكثر شيوعاً في مجرة ​​درب التبانة، فإن اكتشافنا يشير إلى احتمال وجود كواكب عملاقة أكثر بكثير مما كنا نعتقد».

تحدٍ جديد

ووفقاً لنماذج تكوين الكواكب الحالية، تُعتبر الكواكب العملاقة نادرة حول النجوم الصغيرة. ويرجع ذلك إلى أن أقراصها الكوكبية الأولية، وهي مستودعات الغاز والغبار التي تتشكل منها الكواكب، يُعتقد أنها تفتقر إلى المواد اللازمة لبناء أنوية ضخمة وتراكم أغلفة غازية سميكة.

وهو ما علقت عليه الدكتورة ماتيلد تيمرمانز، عضو فريق سبيكولوس، وعالمة الفلك في جامعة لييج وقت الاكتشاف: «يصعب التوفيق بين وجود كوكب TOI-6894b والنماذج الحالية. وهذا يُظهر أن فهمنا للأمر غير مكتمل، ويؤكد الحاجة إلى اكتشاف المزيد من هذه الكواكب».

وخلص البروفيسور مايكل غيلون، مدير الأبحاث في صندوق البحث العلمي بالمعهد الوطني للبحث العلمي بجامعة لييج، ورئيس برنامجي «سبيكولوس» و«ترابيست»، إلى أن «هذا الكوكب العملاق الذي يدور حول نجم صغير يكشف عن أن التنوع الكوكبي في المجرة أكبر مما كنا نتصور. معظم الأهداف التي رصدها مشروعي «سبيكولوس» و«ترابيست» هي نجوم متشابهة، أو حتى أصغر حجماً، لذا فنحن في وضع جيد لاكتشاف المزيد من الكواكب الكونية الشاذة في السنوات المقبلة».


مقالات ذات صلة

مصافحة أميركية - روسية في المدار قبل 50 عاماً غيّرت مسار سباق الفضاء

علوم شكل تصويري من «ناسا» لالتقاء المركبتين الأميركية والروسية

مصافحة أميركية - روسية في المدار قبل 50 عاماً غيّرت مسار سباق الفضاء

بفضلها أصبحت محطة الفضاء الدولية مختبراً عائماً ورمزاً للشراكة الدولية.

بيكي فيريرا (نيويورك)
يوميات الشرق يُقال إن النيزك المريخي هو أكبر قطعة من المريخ على الأرض حيث يعرض في دار «سوذبيز» للمزادات في نيويورك (أ.ب)

«سوذبيز» تطرح أكبر قطعة من المريخ للبيع في مزاد علني بسعر خيالي

تنظِّم دار «سوذبيز» للمزادات في نيويورك، الأربعاء المقبل، مزاداً لبيع أكبر قطعة من المريخ تم اكتشافها على سطح الأرض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد جناح «مجموعة نيو للفضاء» في معرض «جيتكس» (حساب المجموعة على منصة إكس)

«نيو للفضاء» السعودية تستحوذ على «يو بي 42» التابعة لـ«إيرباص»

أعلنت مجموعة «نيو للفضاء» السعودية، إحدى شركات «صندوق الاستثمارات العامة» إتمامها الاستحواذ الكامل على شركة «يو بي 42».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق هل كان ذلك الاصطدام الأول؟ (ناسا)

وميض في زُحل... هل اصطدم كويكب بالكوكب العملاق السبت؟

دعا علماء الفلك إلى المساعدة في تحديد جسم غامض يُعتقد أنه اصطدم بكوكب زحل، السبت، فيما قد يكون أول حالة مُسجَّلة لاصطدام جسم فضائي بهذا الكوكب الغازيّ العملاق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم أعلنت وكالة ناسا اكتشاف مذنب يتجول داخل المجموعة الشمسية (أ.ب)

«ناسا» تعلن اكتشاف مذنّب يتجول داخل المجموعة الشمسية

أعلنت وكالة ناسا اكتشاف مذنب يتجول داخل المجموعة الشمسية.

«الشرق الأوسط» (فلوريدا)

ما السبب وراء اللون الأصفر لكرة المضرب؟

أماندا أنيسيموفا من الولايات المتحدة تعيد الكرة إلى أرينا سابالينكا من بيلاروسيا خلال مباراة نصف النهائي من بطولة ويمبلدون للتنس في لندن (أ.ب)
أماندا أنيسيموفا من الولايات المتحدة تعيد الكرة إلى أرينا سابالينكا من بيلاروسيا خلال مباراة نصف النهائي من بطولة ويمبلدون للتنس في لندن (أ.ب)
TT

ما السبب وراء اللون الأصفر لكرة المضرب؟

أماندا أنيسيموفا من الولايات المتحدة تعيد الكرة إلى أرينا سابالينكا من بيلاروسيا خلال مباراة نصف النهائي من بطولة ويمبلدون للتنس في لندن (أ.ب)
أماندا أنيسيموفا من الولايات المتحدة تعيد الكرة إلى أرينا سابالينكا من بيلاروسيا خلال مباراة نصف النهائي من بطولة ويمبلدون للتنس في لندن (أ.ب)

يعتقد كثير من الناس أن لون كرة المضرب الأصفر ظهر مع ظهور اللعبة بحد ذاتها، ولكن اتضح أن كرات التنس كانت سوداء أو بيضاء حتى سبعينات القرن العشرين، وظلت بطولة ويمبلدون تستخدم هذين اللونين حتى عام 1986، حسب تقرير لموقع «هافينغتون بوست».

وكان لون الكرة مُحدداً بلون الملعب، كرة فاتحة (بيضاء) لملعب داكن، والعكس صحيح، ليتمكن المتفرجون من رؤيتها، وظل الأمر كذلك حتى ظهر ديفيد أتينبورو.

وبدأ مقدّم البرامج العمل في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عام 1952.

في مقال نُشر في مجلة «راديو تايمز»، كشف ديفيد أنه كان مسؤولاً عن جلب البث الملون إلى قناة «بي بي سي 2» لأول مرة عام 1962، وقرر التركيز على ويمبلدون لتكون المباراة النهائية هي بداية لهذا التحول.

وقال: «كنا نطالب الحكومة مراراً وتكراراً، ولكنهم لم يسمحوا لنا، حتى قالوا فجأة: (نعم، حسناً، يمكنكم الحصول على تقنية التلفزيون الملون، والأهم من ذلك أنكم ستحصلون عليها خلال 9 أشهر)».

وأضاف أنه أراد التفوق على ألمانيا الغربية في البث بالألوان الكاملة، فقد سبق للولايات المتحدة واليابان أن فعلتا ذلك في ذلك الوقت.

ولاحظ ديفيد أتينبورو في مرحلة ما أن كرات التنس لم تكن زاهية أو مرئية بما يكفي على الشاشة.

لذلك، في عام 1972، صنع الاتحاد الدولي للتنس كرات صفراء لتكون مرئية للمشاهدين، ما يُمكنهم من الاستمتاع بالمباريات أكثر.