مصر تستعيد سيرة مكتشف معبد «الرأس السوداء» بالإسكندرية

الآثاري الإيطالي أخيلي أدرياني نشر حوليات المتحف اليوناني الروماني

المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية (صفحة المتحف على فيسبوك)
المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية (صفحة المتحف على فيسبوك)
TT

مصر تستعيد سيرة مكتشف معبد «الرأس السوداء» بالإسكندرية

المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية (صفحة المتحف على فيسبوك)
المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية (صفحة المتحف على فيسبوك)

استعادت مصر سيرة أحد علماء الآثار الإيطاليين الذي كان له دور كبير في اكتشاف وتوثيق الكثير من الآثار بمدينة الإسكندرية.

وفي ندوة علمية نظمتها مكتبة الإسكندرية، من خلال متحف الآثار التابع لقطاع التواصل الثقافي، حملت اسم «السيرة الذاتية لأخيلي أدرياني»، الأربعاء، تحدثت الدكتورة شيرين كمال محمد عز الدين، الحاصلة على الدكتوراه في الآثار المصرية، من كلية الآداب، جامعة الإسكندرية، عن سيرة عالم الآثار الإيطالي وما قدمه من جهود في توثيق مجموعة من الآثار السكندرية، خصوصاً خلال توليه إدارة المتحف اليوناني الروماني في الإسكندرية خلال فترتين الأولى من 1932 حتى 1940، والثانية من 1948 حتى 1952.

وإصداره خلال هذه الفترات سلسلة «حوليات المتحف اليوناني الروماني»، التي وثقت نتائج الحفائر وأعمال الترميم بدقة علمية، لتصبح مرجعاً أساسياً للباحثين في تاريخ الإسكندرية. ويعدّ أدرياني، المولود في نابولي عام 1905، أحد الرواد المهتمين بالفن السكندري. وتخرج في كلية الآداب، جامعة روما عام 1927 ثم كُلِّف بالعمل في الاكتشافات الأثرية بمقابر فيو بمدينة لاتسيو بإيطاليا.

بعدها انتقل إلى مدينة الإسكندرية، وكانت دراسته لطبوغرافية الإسكندرية بمثابة نبراس للمهتمين بتاريخ الإسكندرية الأثري حتى الآن، بالإضافة إلى اكتشافه منطقة مصطفى كامل الأثرية، ومعبد الرأس السوداء، ومقبرة الألباستر، كما قاد بعثات أثرية عديدة في الأنفوشي، والحضرة، والشاطبي، وكليوباترا، وأبو قير، والمكس، وميناء البصل، والورديان، ورأس التين.

مكتبة الإسكندرية تستعيد سيرة أخيلي أدرياني عالم الآثار الإيطالي (مكتبة الإسكندرية)

ويلفت مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، الدكتور حسين عبد البصير، إلى أن تسليط الضوء على إرث أدرياني، مع الحفاظ على اكتشافاته الأثرية التي تُعد جزءاً لا يتجزأ من التاريخ السكندري. يُظهر أهمية التعاون الدولي في الحفاظ على التراث الإنساني.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «من أبرز إنجازات أدرياني هو اكتشاف معبد الرأس السوداء، الذي تم العثور عليه بالصدفة في أثناء أعمال البناء في منطقة سيدي بشر عام 1936. وأطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى تمثال صغير من الرخام لامرأة ذات رأس مائل إلى السواد عُثر عليه في الموقع، وكان المعبد مخصصاً للطقوس الدينية وعبادة الإلهة إيزيس، وقد تميز المعبد بنقوش تروي قصة فارس يُدعى إيزيدور، نجا من حادث خطير بفضل عناية الإلهة إيزيس، فقام بإهداء المعبد لها عرفاناً بالجميل».

وأوضح أن «المعبد يُعد نموذجاً رائعاً للطراز الروماني المتأثر بالديانة المصرية، ويُظهر التداخل الثقافي بين العالمين اليوناني والروماني والمصري في الإسكندرية»، وأشار إلى أنه إلى جانب معبد الرأس السوداء، كان لأدرياني دور بارز في اكتشافات أخرى، منها مقابر الأنفوشي الشهيرة بزخارفها الهلنستية، ومقبرة الألباستر، وترك أخيلي أدرياني بصمة واضحة في تاريخ الإسكندرية بفضل اكتشافاته المهمة التي ما زالت تحظى باهتمام الباحثين حتى اليوم، وفق عبد البصير، الذي يشير إلى إسهامات كثيرة له في مجال توثيق الآثار اليونانية الرومانية في الإسكندرية.


مقالات ذات صلة

«العلامات»... معرض أثري بالقاهرة يحكي تاريخ الكتابة عبر العصور

يوميات الشرق المعرض المؤقت ضمّ كثيراً من القطع الأثرية (المتحف المصري)

«العلامات»... معرض أثري بالقاهرة يحكي تاريخ الكتابة عبر العصور

كيف بدأت الكتابة؟ من أين جاءت العلامات الأولى؟ وكيف تطورت لتصبح اللغات التي نعرفها اليوم؟ للإجابة عن هذه الأسئلة نظم المتحف المصري بالقاهرة معرضاً أثرياً.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق المتحف المصري يحتفي بزيارة الأميرة ديانا لتوت عنخ آمون (المتحف المصري)

المتحف المصري ينشر صورة نادرة للأميرة ديانا أمام تابوت «الملك توت»

في إطار استعادة الكنوز المصرية والترويج لها عالميا، نشر المتحف المصري بالتحرير صورة أرشيفية نادرة تعرض لأول مرة للأميرة ديانا، أميرة ويلز، أثناء زيارتها للمتحف.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق المتحف المصري الكبير يفتتح رسمياً في 3 يوليو (تموز) المقبل (وزارة السياحة والآثار)

مصر لتعزيز استثماراتها السياحية بإقامة المتاحف وزيادة الغرف الفندقية

تراهن مصر على عدة محاور لتعزيز استثماراتها في قطاع السياحة، بما يساهم في زيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى مصر في هذا القطاع.

محمد الكفراوي (القاهرة )
ثقافة وفنون حصان صلصالي من مقبرة الحجر، يقابله رأس حصان مشابه من قلعة البحرين

حصان صلصالي من مقبرة الحجر الأثرية في البحرين

يحتفظ متحف البحرين الوطني بمجموعة متنوعة من التماثيل الصغيرة المنجزة بتقنية الطين المحروق

محمود الزيباوي
يوميات الشرق الأقصر تعج بأسرار الحضارة المصرية القديمة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر تكشف أسرار «توابيت الأطفال» بالأقصر

تسعى وزارة السياحة والآثار المصرية إلى كشف أسرار توابيت الأطفال التي تم اكتشافها مؤخراً في منطقة العساسيف بالأقصر (جنوب مصر).

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مصر: افتتاح استوديو نجيب محفوظ في «ماسبيرو»

ابنة نجيب محفوظ خلال مشاركتها في الحدث (الهيئة الوطنية للإعلام)
ابنة نجيب محفوظ خلال مشاركتها في الحدث (الهيئة الوطنية للإعلام)
TT

مصر: افتتاح استوديو نجيب محفوظ في «ماسبيرو»

ابنة نجيب محفوظ خلال مشاركتها في الحدث (الهيئة الوطنية للإعلام)
ابنة نجيب محفوظ خلال مشاركتها في الحدث (الهيئة الوطنية للإعلام)

افتتحت الهيئة الوطنية للإعلام في مصر استوديو «نجيب محفوظ» داخل مبنى التلفزيون المصري (ماسبيرو) المطل على كورنيش النيل وسط القاهرة، وهو الاستوديو الذي كان يُعرف سابقاً باسم استوديو «27»؛ نسبة إلى رقم الطابق الذي يقع فيه.

شهد حفل افتتاحه حضور هدى، ابنة الأديب المصري الحاصل على «جائزة نوبل في الأدب» عام 1988، برفقة عدد من المسؤولين، من بينهم وزير الثقافة أحمد فؤاد هنو، ورئيس المجلس الأعلى للإعلام خالد عبد العزيز، ورئيس الهيئة الوطنية للإعلام أحمد المسلماني.

وقد استخدم الاستوديو في فترات سابقة لتسجيل العديد من اللقاءات المهمة مع شخصيات ومسؤولين بارزين لصالح التلفزيون المصري، من بينها حلقة مع الدكتور أحمد زويل، العالم المصري الحائز على «جائزة نوبل في الكيمياء»، الذي وُضعت صورته بجانب صورة نجيب محفوظ في أروقة الاستوديو.

وأوضحت الهيئة في بيانها أن الاستوديو سيُعدّ بمثابة «مزار لكبار الشخصيات»، حيث يضم موقع استقبال وقاعة ندوات تحمل اسم نجيب محفوظ.

وأشار أحمد المسلماني إلى أن الاستوديو طُوِّر وجُهِّز بأحدث التقنيات لضمان جودة عرض عالية تتماشى مع معايير الإعلام الحديث. وأضاف في تصريحات صحافية خلال الافتتاح، أن الاستوديو سيُخصص لتقديم برامج تلفزيونية صباحية ومسائية تركز على المحتوى الاجتماعي والثقافي، وتستهدف مختلف فئات الجمهور المصري والعربي.

صورة تذكارية بعد افتتاح الاستوديو (الهيئة الوطنية للإعلام)

ورأى المسلماني أن الاستوديو سيكون نافذة حضارية جديدة للإعلام المصري، ومنبراً لتقديم محتوى متميز يعكس عمق الثقافة المصرية، مُعلناً العثور على تسجيل نادر للأديب نجيب محفوظ يسرد فيه مذكراته الشخصية، وهو ما يُعد وثيقة فريدة ستُعرض ضمن باقة البرامج الجديدة التي ستُبث من الاستوديو، في إطار توثيق سيرته ومسيرته الأدبية والإنسانية.

بدوره، أكد وزير الثقافة أن الاستوديو يشرف بأن يحمل اسم أديب مصر العالمي نجيب محفوظ، أيقونة الأدب العربي وصاحب الأثر الخالد في وجدان الإنسانية، مشيراً إلى أن «هذا الفضاء الإعلامي الجديد سيكون إضافة نوعية لمنظومة الإعلام الثقافي في مصر، ومنصة لإطلاق برامج تعنى بالثقافة والفنون والتراث، وتُعزز الوعي بالهوية المصرية، خصوصاً مع إطلالته المتميزة على أبرز رموز حضارة مصر القديمة والحديثة»، حسب بيان الوزارة.

ورغم الإعلان عن افتتاح الاستوديو يوم الاثنين، فإن التجهيزات التقنية، وعزل الصوت، لم يكتملا بعد كما هو الحال في بقية استوديوهات التلفزيون المصري.

ومن نافذة الاستوديو يمتد منظر واضح لنهر النيل، وفي الخلفية تلوح أهرامات الجيزة الثلاثة، التي تبعد نحو 30 كيلومتراً عن المبنى.

ويتَّسم موقع الاستوديو بالتميز داخل مبنى التلفزيون، وفقاً لما قاله الناقد الفني أحمد سعد الدين لـ«الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أن إطلاق اسم نجيب محفوظ عليه يعكس تقدير المسؤولين لقيمة الأديب العالمي وبصمته التي تركها في السينما المصرية. وأضاف أن «التجهيزات المُعلن عنها تؤهله لأن يكون من أحدث الاستوديوهات في مصر».

ووصف هذه الخطوة بأنها تعكس بوضوح رغبة المسؤولين وصُنّاع القرار في إعادة الاهتمام بالتلفزيون المصري، معرباً عن أمله في أن يشكل تجهيز الاستوديو ومن ثم تشغيله قريباً فرصة لإعادة تنشيط استوديوهات مماثلة في مبنى التلفزيون، التي لا تُستغل بالشكل الأمثل حالياً، وتحتاج إلى رؤية تطويرية من المسؤولين لإعادتها إلى العمل مجدداً، وفق قوله.