كيف تخوض مغامرة في دروب الصحراء من دون أخطار؟

كتاب مصري جديد يبرز مهارات البقاء والسلامة فيها

المؤلف اعتمد في كتابه على جمع مادة ميدانية من سكان الصحراء (الشرق الأوسط)
المؤلف اعتمد في كتابه على جمع مادة ميدانية من سكان الصحراء (الشرق الأوسط)
TT

كيف تخوض مغامرة في دروب الصحراء من دون أخطار؟

المؤلف اعتمد في كتابه على جمع مادة ميدانية من سكان الصحراء (الشرق الأوسط)
المؤلف اعتمد في كتابه على جمع مادة ميدانية من سكان الصحراء (الشرق الأوسط)

تأسر الصحراء ذات الرمال الذهبية والتشكيلات المتماوجة قلوب الكثيرين حول العالم، خصوصاً المغامرين الذين يجوبونها شرقاً وغرباً، مدفوعين بالفضول والرغبة في اكتشاف مزيد من الأماكن المجهولة بها، والتي لم يطأها أحد من قبل.

لكن لا يتطلب الترحال إلى الصحراء تحمل مشاق السفر فقط، إنما هناك مجموعة مهمة من المهارات التي ينبغي التزود بها؛ للمساعدة على السلامة والنجاة، والوقاية من الأخطار التي قد يتعرض لها هؤلاء المغامرون أثناء رحلتهم في الصحراء الزاخرة بالأسرار والمجهول.

الكتاب يتناول إرشادات للطهي ونصائح للحفاظ على الطعام (الشرق الأوسط)

وفي كتاب جديد صدر بعنوان «نداء الصحراء... دليل البقاء للمستكشفين» عن مؤسسة «عالم الكتب» يقدم مؤلفه الرحّالة والأكاديمي المصري الدكتور أمير إبراهيم القرشي، أستاذ المناهج وطرق تدريس التاريخ بجامعة حلوان، دليلاً تفصيلياً عملياً مبسطاً لمهارات السلامة والبقاء في الصحراء.

ويرى المؤلف كتابه الذي يقع في 377 صفحة متضمناً 8 فصول، ومزوداً بعدد كبير من الصور التوضيحية «عوناً لكل عشاق الصحراء في الوطن العربي الذي يتميز بمساحات هائلة مميزة من الصحاري، تشجع عدداً كبيراً من المغامرين على الدخول فيها؛ لخوض تجربة حياة الصحراء».

الكتاب يخصص فصلا كاملا حول كيفية تجهيز سيارتك للمغامرة وإصلاح الأعطال (الشرق الأوسط)

ويقول القرشي لـ«الشرق الأوسط»: «يستلزم خوض هذه المغامرات معرفة طبيعة التجربة التي يقدِمون عليها، والاستعداد لها بما يلزم من معارف ومهارات وأدوات وتجهيزات، فضلاً عن معرفة كيفية التصرف في المواقف الطارئة، وكلها مهارات مهمة تساعدهم على السلامة والنجاة أثناء رحلتهم».

وفي كتابه يكشف القرشي عن حالات وحوادث بعينها تم توثيقها لمفقودين في الصحراء، ممن ضلوا الطريق، أو تعطلت بهم السيارة، وفشلوا في الاتصال بمن ينقذهم، فماتوا من الظمأ والجوع، أو تعرضوا للموت من البرق أو العواصف أو السيول، يقول: «الصحراء عوَّدتنا دائماً أن تحترم وتحنو على من يحترمها، وتقسو على من لم يقدّرها حق قدرها؛ فعندئذ تتحول بيداء تبيد كل من لا يكترث بها»!

يشرح الكتاب بالصور قواعد التخييم ومهاراته في الصحراء (الشرق الأوسط)

ويشير: «في تاريخ العرب من يكتسب خبرة بمعرفة دروب الصحراء، فإنه يحقق مكانة اجتماعية بارزة، ويقول العرب في الأمثال (قتلت أرض جاهلها)». مؤكداً أن «الصحراء في العالم العربي لها خصوصيتها؛ فعند زيارتها يقف السياح والرحّالة يتأملون في صمت ورهبة وكأن على رؤوسهم الطير، متابعين مشهد الشمس عند شروقها وغروبها عبر الفضاء الفسيح، وقد رسمت لوحة جميلة من إبداع الخالق، فتصيبهم (حمى الصحراء) و(تندههم النداهة) كما يقول أهل الريف في مصر».

الكتاب يتضمن صوراً تبرز سحر الصحراء (الشرق الأوسط)

وربما يصف البعض الرحالة والمغامرين بـ«الجنون» ويتساءلون: «ما السر وراء ذهابكم إلى الصحراء في رحلات طويلة، حيث الحر الهجير أحياناً، أو البرد الزمهرير أحياناً أخرى؟»، وهو ما يرد عليه مؤلف الكتاب قائلاً: «بصفتي رحالة أعشق السفر إلى الصحراء أؤكد أن من يقول ذلك لم يتذوق ما ذاقه هؤلاء؛ ولو أنهم تذوقوا واستمتعوا بما رأوه، لغيروا رأيهم حتماً».

انطلاقا من كل هذا الاحتفاء بالصحراء، تبرز أهمية معرفة مهارات البقاء في البيئة الصحراوية بالنسبة للقرشي، خصوصاً عندما بحث عن أدبيات هذه المهارات؛ فوجد فقراً شديداً في المكتبة العربية، وفق قوله: «لم أجد مادة علمية متكاملة، ومن هنا جاءت فكرة هذا الكتاب لسد هذا الفراغ، ويقدم دليلاً شاملاً لكل من يرغب في التوجه إلى الصحراء؛ لكي ينجو من مخاطرها ومجاهلها، ويعود محملاً بالذكريات والمعلومات والتجارب بدلاً من الخسائر».

إلى جانب خبرته الشخصية الطويلة في الترحال، اعتمد القرشي في كتابه على مراجع علمية وأفلام وثائقية وشهادات ونصائح البدو وكبار العلماء والرحّالة في مصر على مدى سنوات عدة قام خلالها بجمع مادة الكتاب، حسب قوله.

الدكتور أمير القرشي مؤلف الكتاب (الشرق الأوسط)

وبينما يقدم المؤلف في الفصل الأول للقارئ تعريفاً بالصحراء، مثل طبيعة المناخ الصحراوي، وأشكال سطح الأرض، فإنه يزوده بمعلومات قيّمة في الفصل الثاني حول التخطيط والتجهيز للانطلاق إلى الصحراء، مثل المعدات المناسبة للرحلات، وطرق التخييم، واختيار حقيبة الظهر وتجهيزها، وأنواع «المنامات».

ويأتي الفصل الثالث من الكتاب بعنوان «كيف تُجهز سيارتك للمغامرة؟»، وفيه يقدم الكاتب نصائح مهمة لتجهيز السيارة لخوض الصحاري، ومنها أدوات إصلاحها، وكيفية ترتيب الأغراض داخلها، وكيف تحسب كمية الوقود اللازمة لرحلتك، وطرق تجنب «الغرز» في الرمال.

وفي الفصلين الرابع والخامس يتعرف القارئ على المهارات المرتبطة بالمياه والطعام في الصحراء، مثل مهارة استخلاص المياه من النباتات الصحراوية، وتجهيز الزواحف للأكل، والتمييز بين النباتات والحشرات المفيدة والضارة في البرية.

ويُعد الفصل السادس من أهم فصول الكتاب؛ لأنه يتضمن مهارات الوقاية من الأخطار في الصحراء، ومن ضمنها الوقاية من اشتعال الوقود، وما يجب عمله في حالة سقوط أحد الأشخاص في حفرة عميقة، إضافةً إلى الوقاية من أخطار وجود الألغام والمتفجرات والعقارب والثعابين السامة، كما يقدم شرحاً وافياً لطرق وأدوات التصوير الفوتوغرافي الاحترافي في الصحاري.

في حين تنبع أهمية الباب السابع من الكتاب من كونه يؤكد أن التزود بمهارات البقاء في الصحراء هو ليس لصالح المغامرين والرحالة فقط، إنما هو كذلك يلعب دوراً محورياً في الحفاظ على الحياة البرية في الصحراء، وفي التوسع العمراني أيضاً؛ ما يعني أنه بالتبعية يؤثر على مستقبل الكثير من البلدان.

مؤلف الكتاب ينصح بضرورة الإستعانة بالبدو وخبراء اقتفاء الأثر في رحلات الصحاري وتسلق الجبال (الشرق الأوسط)

ويقول الدكتور أمير القرشي: «تشغل الصحراء نحو 95 في المائة من مساحة مصر، كما أن الوطن العربي كله تشغله الصحراء الكبرى، ذات المساحة الضخمة، وفي ظل هذه الحقائق أؤكد بصفتي خبيراً في المناهج والدراسات الاجتماعية أنه من الضروري تضمين مهارات البقاء في المناهج الدراسية للطلاب العرب بوصفها مهارات حياتية، فكيف يُمكن الاستثمار في الصحاري وتعميرها من دون التمتع بأبسط هذه المهارات، وطرق حماية الصحاري نفسها؟».

ويحذّر القرشي من «تجاوزات خطيرة من جانب بعض السياح أو الرحالة تحدث في بعض الصحاري، مثل قتل بعض الحيوانات النادرة؛ ما يهدد باندثارها، وسرقة بعض الحفريات والأدوات الحجرية».


مقالات ذات صلة

بخيت المالكي... سبعيني يتحدى الجبال والصحاري ويصعد 6 قمم عالمية

يوميات الشرق بخيت المالكي فوق قمة إلبروس بروسيا أعلى قمة في أوروبا (الشرق الأوسط)

بخيت المالكي... سبعيني يتحدى الجبال والصحاري ويصعد 6 قمم عالمية

يعد الرحّالة السعودي بخيت بن عبد الله بن فاضل المالكي واحداً من أبرز المغامرين العرب، وذلك بعد أن تمكن وهو في العقد السابع من العمر من خوض مغامرات مثيرة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق احتفلت سندس برأس السنة الجديدة ديسمبر الماضي على قمة «كلمنجارو» بتنزانيا (الشرق الأوسط)

مغامِرة سعودية تحتفل برأس السنة على قمة «كلمنجاور»... و«إيفرست» الهدف المقبل

تطمح سندس جان إلى بلوغ ذروة العالم، قمة «إيفرست»، بين شهري أبريل ومايو في موسم عام 2026.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
يوميات الشرق في فيلمه السينمائي الثالث ينتقل الدب بادينغتون من لندن إلى البيرو (استوديو كانال)

«بادينغتون في البيرو»... الدب الأشهر يحفّز البشر على مغادرة منطقة الراحة

الدب البريطاني المحبوب «بادينغتون» يعود إلى صالات السينما ويأخذ المشاهدين، صغاراً وكباراً، في مغامرة بصريّة ممتعة لا تخلو من الرسائل الإنسانية.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق سيكي هوتي مع دراجته التي قطع بها مسافة 6800 كيلومتر من كوسوفو إلى مكة المكرمة (الشرق الأوسط)

بعد 3 أشهر ونصف الشهر من المغامرة... كوسوفي يصل مكة المكرمة بدراجته الهوائية

مدفوعاً برغبة عميقة في تقوية إيمانه وإعادة اكتشاف ذاته قرَّر شاب كوسوفي في العقد الثالث من العمر يدعى سيكي هوتي ترك حياة الراحة والاستقرار خلفه ظهره

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق روديغر كوخ في كبسولته تحت الماء (أ.ف.ب)

ألماني يعيش في كبسولة على عمق 11 متراً تحت الماء قبالة بنما

يعيش الألماني روديغر كوخ منذ شهرين داخل كبسولة على عمق 11 مترا في البحر الكاريبي قبالة سواحل بنما...

«الشرق الأوسط» (بنما)

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
TT

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)

أصدر النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو تحذيراً للممثلين الشباب، موضحاً سبب رفضه عروضاً ضخمة في بداية مسيرته الفنية الحافلة.

وأكد دي كابريو، البالغ من العمر 51 عاماً، أن الإفراط في الظهور قد يضر بالممثل الطموح الذي يتطلع إلى النجاح في هوليوود، وفقاً لشبكة «فوكس نيوز».

وقال نجم فيلم «تايتانيك»: «أكثر ما يمكنني قوله هو إنه إذا كنت تحب هذه المهنة، إذا كنت تحب التمثيل، فعليك أن تدرك أنها أشبه بماراثون، وليست سباقاً قصيراً».

وأضاف: «هذا لا يعني أن هذه كلها خيارات مصيرية. لا تجرّبوا شيئاً تجارياً. لا تفعلوا هذا مبكراً جداً.. يتعلق الأمر بفكرة النظر إلى مسيرتكم المهنية بعد 20، 30، 40، 50 عاماً من الآن، ووضع هذه العناصر معاً لضمان استمراريتها».

وتابع: «ربما يكون الإفراط في التعرض مضراً... أعتقد، إن لم يكن هناك أي شيء، أنني كنتُ أملك حدساً مبكراً بشأن الإفراط في التعرض. صحيحٌ أن ذلك كان زمناً مختلفاً. كان زمناً شاهدتُ فيه ممثلين اختفوا عن الأنظار، ولم نكن نعرف الكثير عنهم. أما الآن، فقد اختلف الأمر كثيراً مع وسائل التواصل الاجتماعي. لكنني لم أتمكن من معرفة الكثير عنهم إلا ما رأيته على الشاشة».

أشار دي كابريو إلى أن الزمن تغير بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، لكن مشاهدة ممثلين آخرين يبنون ببطء أعمالاً قوية أثّرت على قراراته المهنية.

وشرح: «رأيتهم يبنون أعمالاً رائعة مع مرور الوقت. لم أُغمر بفيضٍ هائل من أفلامهم في عام أو عامين. هذا لا يعني أنه لا يجب عليك قبول العمل عندما يُعرض عليك، ولكن الفكرة هي توزيعه، أو ربما مجرد اختيار الأفلام التي تضم شخصيات ثانوية رائعة ومثيرة للاهتمام وتترك بصمتك في هذا المجال».

اشتهر دي كابريو برفضه دوراً في فيلم «هوكس بوكس»، وهو أعلى أجر كان سيحصل عليه آنذاك. وبدلاً من ذلك، قبل دور «ما الذي يزعج جيلبرت جريب»، الذي نال عنه أول ترشيح لجائزة الأوسكار. وصرح الممثل أن نقطة التحول في مسيرته كانت فيلم «تايتانيك»، الذي مكّنه من اختيار أفلامه بنفسه.

وأوضح: «كنت محظوظاً جداً في البداية. وكما ذكرتُ مع فيلم (تايتانيك)، كانت تلك نقطة التحول الحقيقية، عندما أتيحت لي فرصة اختيار أفلامي بنفسي. ولكن حتى ذلك الحين، كنتُ أشارك في العديد من الأفلام المستقلة. كنتُ أختار الشخصية التي أجدها الأكثر إثارة للاهتمام، والتي أستمتع بها».


«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
TT

«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

في لحظة يصعب نسيانها، ظهر النجم الأميركي فين ديزل، وهو يدفع الأسطورة البريطانية مايكل كين على كرسيه المتحرّك فوق خشبة مسرح حفل افتتاح مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي»، مساء الخميس، في مشهد بدا كأنه يُلخّص روح دورة خامسة تجمع بين شغف السينما وامتنانها لرموزها، وبين حضور دولي يُرسّخ جدة منصةً تلتقي فيها قصص نجوم «هوليوود» و«بوليوود» والعالم العربي.

وقف ديزل على المسرح لتقديم الجائزة التكريمية، قائلاً: «هذه الليلة مميّزة بالنسبة إليّ، لأنني أقدّم جائزة لشخص تعرفونه جميعاً بأنه من أفضل الممثلين الذين عاشوا على الإطلاق... مايكل كين يملك من الكاريزما ما يفوق ما لدى معظم نجوم هوليوود». أمّا كين، الذي بلغ التسعين من عمره، فصعد إلى المسرح بدعم 3 من أحفاده، وقال مازحاً: «أتيتُ لأتسلم جائزة، ولا يفاجئني ذلك... فقد فزت بأوسكارين».

مايكل كين متأثّراً خلال كلمته على المسرح (إدارة المهرجان)

كان ذلك المشهد الشرارة التي أعطت مساء الافتتاح طابعاً مختلفاً؛ إذ لم تكن الدورة الخامسة مجرّد احتفاء بفنّ السينما، وإنما إعلان عن نقلة نوعية في موقع السعودية داخل الخريطة العالمية، حيث تتقاطع الأضواء مع الطموح السينمائي، ويتحوَّل الافتتاح من استقطاب للنجوم وعروض الأفلام، إلى قراءة لصناعة تتشكَّل أمام العالم.

وانضم إلى مايكل كين في قائمة النجوم المكرّمين لهذا العام: سيغورني ويفر، وجولييت بينوش، ورشيد بوشارب، وستانلي تونغ، فيما استمرَّت أسماء عالمية في التوافد إلى جدة في اليومين الماضيين، من بينهم جيسيكا ألبا، وأدريان برودي، والمخرجة كوثر بن هنية.

وينسجم ذلك مع كلمة وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، خلال الحفل، بأنّ المهرجان أصبح منصةً تعكس التحوّل الكبير الذي يشهده القطاع الثقافي في المملكة، ويُظهر دور الشباب في تشكيل مشهد سينمائي ينسجم مع طموحات «رؤية 2030»، مشيراً إلى أنّ الثقافة تُعد إحدى أقوى أدوات التأثير عالمياً.

حشد سينمائي عالمي كبير في الحفل (إدارة المهرجان)

السعودية... بدايات هوليوود

ومثل عادة المهرجانات، اتّجهت الأنظار نحو السجادة الحمراء، فامتلأت «الريد كاربت» الواقعة في منطقة البلد التاريخية بطيف نادر من نجوم السينما العالمية؛ من داكوتا جونسون، وآنا دي أرماس، ورئيس لجنة التحكيم شون بيكر وأعضاء اللجنة رض أحمد، وناعومي هاريس، ونادين لبكي، وأولغا كوريلنكو، إضافة إلى كوين لطيفة، ونينا دوبريف؛ اللتين شاركتا في جلسات حوارية مُعمَّقة قبل الافتتاح.

وخلال الحفل، أكد رئيس لجنة التحكيم شون بيكر، أنه متحمّس جداً للحضور في السعودية، التي شبَّهها بـ«هوليوود في أيامها الأولى»، مضيفاً: «بينما نُقاتل للحفاظ على دور العرض في الولايات المتحدة، افتُتِحت هنا مئات الصالات خلال 5 سنوات، لتصبح السعودية أسرع أسواق شباك التذاكر نمواً في العالم. ما يحدث هنا مُلهم ودافئ للقلب».

رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد (إدارة المهرجان)

من جهتها، تحدَّثت رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي»، جمانا الراشد، عن أثر المؤسّسة خلال السنوات الخمس الماضية، قائلة: «لقد بنينا بهدوء ما كان كثيرون يرونه مستحيلاً: منظومة تمنح صنّاع الأفلام من آسيا وأفريقيا والعالم العربي القدرة على القيادة». وأشارت إلى أنّ 7 أفلام دعمها «صندوق البحر الأحمر» اختارتها بلدانها لتمثيلها في «الأوسكار»، وهو دليل على أثر الصندوق الذي دعم أكثر من 130 مشروعاً خلال 5 سنوات فقط. وأوضحت أنّ الدورة الخامسة تضم هذا العام 111 فيلماً من أكثر من 70 دولة، وتسلّط الضوء على 38 مُخرجة، مؤكدة أنّ حضور المرأة في هذه الدورة يُسهم في إعادة تعريف حدود السرد السينمائي، ويشكّل جزءاً أساسياً من روح المهرجان.

 

«العملاق»... فيلم الافتتاح

وفي نهاية الحفل، بدأ عرض فيلم الافتتاح «العملاق» للمخرج البريطاني - الهندي روان أثالي، وهو عمل يستعيد سيرة الملاكم البريطاني - اليمني الأصل نسيم حمد «برنس ناز»، والفيلم من إنتاج سيلفستر ستالون، ويقدّم فيه الممثل المصري - البريطاني أمير المصري أهم أدواره حتى الآن، بينما يلعب بيرس بروسنان دور المدرّب الذي شكّل مسيرة ناز.

ورغم أنّ السِّير الرياضية مألوفة في السينما العالمية، فإنّ اختيار هذا الفيلم تحديداً يحمل دلالة ضمنية؛ فهو عن شاب صنع مساراً لم يكن موجوداً، وعَبَر حدود التصوّرات الطبقية والثقافية ليصنع له مكاناً يُشبهه. بما يُشبه إلى حد كبير قصة الصناعة السينمائية المحلّية التي تُحاول إعادة تعريف صورتها أمام العالم، وتبني حضورها من نقطة البدايات، بمزيج من الحلم والهوية والإصرار، لتصل اليوم إلى مرحلة النضج في دورة تحتفي بشعار «في حبّ السينما»، وتحمل معها 10 أيام من عروض وتجارب تُعيد إلى الفنّ السابع قدرته الأولى على الدهشة.


ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
TT

ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)

كشفت شرطة نيوزيلندا، التي أمضت 6 أيام في مراقبة كل حركة أمعاء لرجل متهم بابتلاع قلادة مستوحاة من أحد أفلام جيمس بوند من متجر مجوهرات، اليوم (الجمعة)، أنها استعادت القلادة المزعومة.

وقال متحدث باسم الشرطة إن القلادة البالغة قيمتها 33 ألف دولار نيوزيلندي ( 19 ألف دولار أميركي)، تم استردادها من الجهاز الهضمي للرجل مساء الخميس، بطرق طبيعية، ولم تكن هناك حاجة لتدخل طبي.

يشار إلى أن الرجل، البالغ من العمر 32 عاماً، والذي لم يكشف عن هويته، محتجز لدى الشرطة منذ أن زعم أنه ابتلع قلادة الأخطبوط المرصعة بالجواهر في متجر بارتريدج للمجوهرات بمدينة أوكلاند في 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، وتم القبض عليه داخل المتجر بعد دقائق من السرقة المزعومة.

وكانت المسروقات عبارة عن قلادة على شكل بيضة فابرجيه محدودة الإصدار ومستوحاة من فيلم جيمس بوند لعام 1983 «أوكتوبوسي». ويدور جزء أساسي من حبكة الفيلم حول عملية تهريب مجوهرات تتضمن بيضة فابرجيه مزيفة.

وأظهرت صورة أقل بريقاً قدمتها شرطة نيوزيلندا يوم الجمعة، يداً مرتدية قفازاً وهي تحمل القلادة المستعادة، التي كانت لا تزال متصلة بسلسلة ذهبية طويلة مع بطاقة سعر سليمة. وقال متحدث إن القلادة والرجل سيبقيان في حوزة الشرطة.

ومن المقرر أن يمثل الرجل أمام محكمة مقاطعة أوكلاند في 8 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وقد مثل أمام المحكمة لأول مرة في 29 نوفمبر.

ومنذ ذلك الحين، تمركز الضباط على مدار الساعة مع الرجل لانتظار ظهور الدليل.