الفنان أحمد عبد العزيز: أتحمس لأدوار الشر... وأراهن على وعي الجمهور

قال لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يقبل تقديم أعمال تُسيء للمجتمع

أحمد عبد العزيز يتمسك بحلمه في تقديم مسلسل عن السادات وآخر عن طه حسين (صفحته على «فيسبوك»)
أحمد عبد العزيز يتمسك بحلمه في تقديم مسلسل عن السادات وآخر عن طه حسين (صفحته على «فيسبوك»)
TT

الفنان أحمد عبد العزيز: أتحمس لأدوار الشر... وأراهن على وعي الجمهور

أحمد عبد العزيز يتمسك بحلمه في تقديم مسلسل عن السادات وآخر عن طه حسين (صفحته على «فيسبوك»)
أحمد عبد العزيز يتمسك بحلمه في تقديم مسلسل عن السادات وآخر عن طه حسين (صفحته على «فيسبوك»)

رغم إعجابه بشخصية «غلاب» التي قدَّمها في المسلسل المصري «فهد البطل» خلال الموسم الرمضاني الماضي، فقد تردد الفنان أحمد عبد العزيز في البداية، واعتذر عن تقديمها بعدما «أزعجه كم الشر الذي ترتكبه الشخصية»، وفق قوله. بيد أنه عاد وتحمَّس لتقديم الدور بعدما بحث عن الأسباب التي جعلته يخاصم الإنسانية وصلة الرحم، ولا يتورع عن قتل أقرب الناس إليه.

يُفسر أحمد عبد العزيز في حواره لـ«الشرق الأوسط» سبب حماسه للدور، قائلاً: «حين قرأت السيناريو صُدمت في البداية من الشر الذي تحويه هذه الشخصية، واعتقدت أنه مبالغ فيه، ثم أكملت قراءته وفكَّرت في قصص كثيرة تفننت في الشر مثل قصة (قابيل وهابيل) و(يوسف وإخوته)، و(الإخوة كارمازوف)، واسترجعتُ حوادث وقعت في الحقيقة، فتخلصتُ من الصدمة الأولى، وبدأت دراسة دوافع هذه الشخصية، وهل هي كافية لكي يرتكب هذا الفعل أم لا؟ فوجدتها تكفي جداً».

وعن دوافع الشر في الشخصية، يوضح: «غلاب حُرم من الإنجاب بشكل قدري؛ ما أثَّر عليه سلبياً، كما عانى ظلماً بشرياً من أبيه، فالفتاة التي أحبها في شبابه زوَّجها أبوه لشقيقه الأصغر، كما منحه أيضاً العمودية؛ لذا فقد حُرم من أشياء كثيرة تُمثل دوافع قوية تجعله يرتكب مثل هذا العنف، إضافة لوسوسة الشياطين الذين يحيطونه، مثل زوجته التي تُزين له ما يدور بخلده».

الفنان أحمد عبد العزيز كما ظهر في شخصية «غلاب» بمسلسل «فهد البطل» (صفحته على «فيسبوك»)

وقدَّم عبد العزيز الشر في أكثر من عمل، مثل فيلم «التحويلة» ومسلسل «العنكبوت» و«سره الباتع»، وعن إغراء أدوار الشر له بصفته ممثلاً يقول: «لأنها عادة تكون مكتوبة بشكل مغرٍ، وقد قدمتها كثيراً على المسرح، لكن في الدراما التلفزيونية تكون لي حسابات أخرى، لأنني أُفضل أن أقدِّم شخصيات إيجابية تكون قدوة للشباب؛ لذا مثلت شخصيات من كل المدن بمصر، من الصعيد وحتى الإسكندرية، فالمسألة هنا لا ترتبط بمتعتي الشخصية بل بمسؤوليتي بصفتي ممثلاً».

وقارن متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين الشخصية الصعيدية التي قدَّمها عبد العزيز في مسلسل «ذئاب الجبل» وبين «غلاب» في «فهد البطل»، لكن عبد العزيز يرى أنه «لا توجد مقارنة بينهما؛ لأن الشخصيات الصعيدية تضم أشكالاً وألواناً مختلفة من البشر».

لم يعد الفنان يخشى ردود أفعال الجمهور تجاه الشخصيات الشريرة، مراهناً على وعي الجمهور، مؤكداً أنه تلقَّى آراء موضوعية أسعدته، إذ قال له البعض لقد قدمت أداءً جيداً جعلنا نكره غلاب، فيما عاتبه البعض الآخر عتاب محبة، مستنكرين تقديمه هذه الأدوار.

ورغم أن مسلسل «فهد البطل» بطولة فردية وليست جماعية، فقد رحَّب عبد العزيز بالمشاركة به مثلما يقول: «العمل بطولة فردية لأحمد العوضي، لكن في ظل وجود شخصيات أساسية مهمة ومؤثرة في سياق الدراما، مثل (غلاب)، و(توفيق التمساح)، و(الحاجة فايزة كناريا)، فكل شخصية تشارك في جزء من الصراع الكبير».

مع الفنانة صفاء الطوخي في أحد مشاهد مسلسل «فهد البطل» (صفحته على «فيسبوك»)

ويصف عبد العزيز مخرج المسلسل محمد عبد السلام بأنه «مخرج طموح، يحرص على وضع الممثل في الصورة التي يراها، ولا يتنازل عن هدفه ليحقق النجاح».

ويؤمن الفنان أحمد عبد العزيز بمسؤولية الفنان تجاه ما يقدمه قائلاً: «أخون نفسي لو قدمت عملاً مبتذلاً»، ويضيف: «أحرص على أن يكون العمل الذي أشارك فيه يعبر عن المجتمع الذي يضم الخير والشر وما بينهما، وليس عيباً أن تُعبر الدراما عن ذلك، بشرط أن تُعبر بصدق عن شيء موجود بالفعل دون مبالغة».

مشيراً إلى أن «هناك أعمالاً بالغت في تجسيد العيوب والنقائص والتشوهات في المجتمع المصري، وأسرفت في تقديم نماذج سلبية وكأنه مقصود أن ُتصور مصر بهذا الشكل»، مؤكداً أن «الفن اختيار، ولا بد أن يكون الاختيار للأجمل».

ويتابع: «يهمني بصفتي فناناً قضى نصف قرن على الأقل في مجال الفن أن يتم إصلاح الفنون بشكل عام، والدراما خصوصاً، لكونها صناعة كبيرة ومهمة لتنوير المجتمع وزيادة وعيه، وقد اخترت العمل بالفن لدوره المهم في المجتمع، وأسعدني أن يتم طرح أزمة الدراما على مستوى عالٍ لدراسة الأمور، وتلافي العيوب، وإعادتها لسابق عهدها، لا سيما أنها أكثر تأثيراً من أي شيء آخر».

الفنان أحمد عبد العزيز (صفحته على «فيسبوك»)

وعن غيابه فترات طويلة عن المشاركة في الأعمال الفنية، يقول عبد العزيز: «بعد الأعمال الكبيرة التي قدمتها يعز على تاريخي، ويعز عليَّ أنني مررت بهذه الحالة كثيراً في حياتي، فقد عشتها في المسرح الذي بدأت فيه، وكانت به بقايا وهج الستينات، وإذا بهذه النهضة تهبط، وفي السينما عملت مع مخرجين كبار على غرار يوسف شاهين وخيري بشارة وحسين كمال وعاطف الطيب وهنري بركات، ثم جاءت أفلام المقاولات لتهبط بها، ومع ذلك قدمت منها 3 أفلام على أمل إصلاحها قبل التصوير، ولم يحدث فابتعدت، لأنني لن أهدم ما بنيت، وكذلك في الدراما التلفزيونية، وهذا قرار قاسٍ جداً؛ لأن هذه مهنتي التي أتكسب منها».

وأعلن عبد العزيز تمسكه بحلمه القديم حول عملين مهمين يتطلع لتقديمهما منذ فترة، وهما مسلسل «أنور السادات» وآخر عن الأديب «طه حسين».


مقالات ذات صلة

سميحة أيوب: أرفض الاعتزال... وحنان مطاوع الأنسب لتقديم سيرتي

يوميات الشرق الفنانة سميحة أيوب في مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي (صفحتها على «فيسبوك»)

سميحة أيوب: أرفض الاعتزال... وحنان مطاوع الأنسب لتقديم سيرتي

قالت الفنانة المصرية سميحة أيوب إنها عاشقة للفن ورسالته التنويرية التي تُضيف لحياة الناس بكل الطرق والأساليب الممكنة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق المخرج السعودي أيمن خوجة (الشرق الأوسط)

المخرج السعودي أيمن خوجة: أركز على الأعمال الجماهيرية

أكد المخرج السعودي أيمن خوجة أنه يعمل راهناً على وضع اللمسات الأخيرة لثلاثة مشروعات سينمائية جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة)
سينما المخرج المصري يسري نصر الله (الشرق الأوسط)

يسري نصر الله: أفلامي شعبية... والسينما التجارية «على كف عفريت»

يعدّ المخرج المصري يسري نصر الله من المخرجين القلائل الذين سعوا لتحقيق المعادلة الصعبة بين السينما الهادفة المرتبطة بالنخب، والسينما التجارية التي تتجه للجمهور.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق خالد زيدان خلال تسلُّم جائزة عن الفيلم بمهرجان «مالمو» (إدارة المهرجان)

المخرج السعودي خالد زيدان: استغرقت عامين لصناعة «ميرا ميرا ميرا»

في أسبوع واحد، حصد الفيلم السعودي القصير «ميرا ميرا ميرا» جائزتين: الأولى هي الجائزة الفضية بمهرجان «الإسكندرية للفيلم القصير»، والثانية جائزة «لجنة التحكيم».

أحمد عدلي (مالمو (السويد))
يوميات الشرق توفيق الزايدي خلال عرض فيلمه في العاصمة السويدية (إدارة مهرجان مالمو)

توفيق الزايدي: السينما السعودية تسير بخطى واثقة نحو العالمية

رأى أنّ السينما السعودية تسير عموماً بخطى واثقة نحو العالمية، خصوصاً من خلال التجارب التي ترتكز على المشتركات الإنسانية وتتجاوز الحواجز اللغوية واللهجية.

أحمد عدلي (مالمو (السويد))

لتعيش علاقة سعيدة... افعل هذه الأشياء في عطلتك الأسبوعية

كيف يقضي الأزواج أسعد الأوقات في عطلة نهاية الأسبوع (أ.ف.ب)
كيف يقضي الأزواج أسعد الأوقات في عطلة نهاية الأسبوع (أ.ف.ب)
TT

لتعيش علاقة سعيدة... افعل هذه الأشياء في عطلتك الأسبوعية

كيف يقضي الأزواج أسعد الأوقات في عطلة نهاية الأسبوع (أ.ف.ب)
كيف يقضي الأزواج أسعد الأوقات في عطلة نهاية الأسبوع (أ.ف.ب)

إذا كنت تعمل بدوام كامل، فأنت تعلم بالفعل مقدار الوقت والجهد اللازمين لتحقيق التوازن بين العمل والحياة. أما إذا كنت في علاقة فسيصبح الأمر أكثر صعوبة.

بصفته طبيباً نفسياً يدرس العلاقات الزوجية ومتخصصاً في العلاقات والسعادة، واجه مارك ترافرز، المتزوج من امرأة عاملة، هذه التحديات، لكنه أشار في تقرير لشبكة «سي إن بي سي»، إلى أن عمله باحثاً وكونه زوجاً علمه ذلك أهمية أن يكون متعمداً في كيفية قضاء وقته مع وزوجته، وخاصة في عطلات نهاية الأسبوع.

وفيما يلي يقدم ترافرز كيف يكون لدى الأزواج أسعد العلاقات وأنجحها، وكيف يقضون أوقات فراغهم، وخصوصاً عطلهم الأسبوعية:

1- يضعون هواتفهم جانباً

الزوجان اللذان يقضيان وقتاً طويلاً معاً، ولكنهما مشتتان باستمرار بالرسائل النصية أو البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي، ربما لا يكونان سعيدين مثل الزوجين اللذين يقضيان وقتاً أقل معاً، ولكن من دون هواتفهما.

لهذا السبب، من المهم جداً تخصيص وقت خاص من دون أي تدخل من التكنولوجيا. وكيفية قضاء هذا الوقت غير مهمة في الواقع. لا داعي لأن يكون مُخططاً له بدقة، المهم هو الحضور.

قد يكون ذلك من خلال احتساء قهوة صباحية هادئة وتبادل أفكار عفوية، أو نزهة هادئة لملء الصمت، أو تناول عشاء فاخر - طالما أن الهواتف وأجهزة الكومبيوتر المحمولة موضوعة جانباً.

2- الانغماس في «اللعب الموازي»

بعد أسبوع عمل مُرهق، من الطبيعي، بل والصحي، أن يشتهي المرء العزلة. ولكن قد يكون من الصعب الاختيار بين «وقت خاص» و«وقت مشترك».

لحسن الحظ، هناك طريقة لإشباع الحاجة إلى قضاء وقت خاص والتواصل في آنٍ واحد. «اللعب الموازي»، وهو مفهوم مُشتق من علم نفس الأطفال، هو عندما يمارس شخصان نشاطهما المُفضل بشكل منفصل، ولكن جنباً إلى جنب.

بالنسبة للأزواج، قد يبدو هذا كأن أحد الشريكين يقرأ على الأريكة، بينما يلعب الآخر لعبة الفيديو المُفضلة لديه بجانبه. قد لا يتفاعلان مباشرة مع بعضهما البعض، لكنهما لا يزالان يتشاركان المساحة عن قصد ويُخففان التوتر من خلال نشاط يستمتع به كل منهما.

إنها ببساطة طريقة لقول: «أحبك، ولكني أحتاج أيضاً أن أحب نفسي لساعة أو ساعتين».

3- خلق طقوس

تزدهر العلاقات بالطقوس. العودة إلى المنزل لشريكك ومعرفة أن عطلة نهاية الأسبوع ستحمل شيئاً مألوفاً أو شيئاً خاصاً، يمكن أن يكون أمراً مريحاً.

في الواقع، تُظهر الأبحاث أن الطقوس يمكن أن تساعد الأزواج على تنظيم حياتهم بطريقة تسمح بالتعايش بين التغيير والاستقرار. يمكن للأفراد الاندماج في هوية مشتركة تبدو مختلفة عن كل شخص بمفرده. يمكنكما ترسيخ نفسيكما معاً، مهما كانت الفوضى المحيطة بكما.

شكل هذه الطقوس متروك لك تماماً. قد تكون فطائر صباح الأحد، أو أمسية ألعاب.

4- يضحكون عمداً

تشير الأبحاث إلى أن المرح من أكثر الأدوات فعالية التي يمكن للأزواج استخدامها لتقوية علاقتهم. فهو يعزز الرضا عن العلاقة، ويخفف الخلافات، ويكسر الشعور بالرتابة الذي قد يبدأ الشريكان بالاستياء منه.

خلال الأسبوع، ندرب أنفسنا من دون وعي على البحث عن أمور تُسبب التوتر. لكن في عطلات نهاية الأسبوع، نحتاج إلى التخلي عن هذه العادة.

التصرف بحماقة - ومواجهة الحماقة بالمقابل - يساعدنا على استعادة شعورنا الطفولي بالدهشة الذي نحمله في داخلنا والذي يختفي تحت وطأة مسؤولياتنا.

لذا، ابحثوا عن الفرح بوعي. ربما تُخرجون لعبة معلومات عامة بقواعد غير منطقية، أو تتحدون بعضكم البعض في مسابقة رقص.