مصر: إشادة رسمية بدراما رمضانية تُناقش قضايا جريئة

وزيرة التضامن وصفت أحد المسلسلات بـ«الشجاعة»

الملصق الترويجي لمسلسل «لام شمسية» (وزارة التضامن الاجتماعي)
الملصق الترويجي لمسلسل «لام شمسية» (وزارة التضامن الاجتماعي)
TT

مصر: إشادة رسمية بدراما رمضانية تُناقش قضايا جريئة

الملصق الترويجي لمسلسل «لام شمسية» (وزارة التضامن الاجتماعي)
الملصق الترويجي لمسلسل «لام شمسية» (وزارة التضامن الاجتماعي)

في حين أثارت الدراما الرمضانية جدلاً واسعاً أدى إلى توجيه توصيات «رسمية» في شأنها لصُّناع الدراما لتتوافق الأعمال المقدمة للجمهور مع فكرة «المسؤولية المجتمعية»، أو تعكس المجتمع المصري بمصداقية، ظهرت إشادات رسمية ببعض الأعمال الدرامية في الموسم الرمضاني الحالي.

فإلى جانب الجدل الذي أثاره مسلسل «لام شمسية» على «السوشيال ميديا»، والحماس الذي أبداه متابعون كثر في تعليقاتهم لمعالجة قضية شائكة مثل «التحرش بالأطفال» في عمل درامي خلال رمضان، حصد المسلسل إشادةً من وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية، الدكتورة مايا مرسي، التي وصفته بـ«الجرأة والشجاعة».

وكتبت الوزيرة منشوراً على صفحتها في «فيسبوك» تضمَّن تحية لصُّناع العمل بدءاً من «الشركة المتحدة» المنتجة للمسلسل، مروراً بالمؤلفة مريم نعوم، والمخرج كريم الشناوي، وصولاً إلى الممثلين.

وجاء في المنشور أن «مسلسل (لام شمسية) عمل درامي احترافي من قلب مهرة محترفين يخافون على جيل يربِّي وجيل يتربَّى ويكبر»، كما وصفت العمل بأنه «دراما بأنامل جراح يحاذر من جرح المشاهد، كما أنه يخاف على مصداقية المشهد». وعدّت الوزيرة «الدراما أقصر طريق للتوعية، وأنها ستكون فارقة مع المجتمع أسرع من الندوات والحملات والمؤتمرات».

وقدمت الشكر لصُّناع العمل «على الجرأة والشجاعة في طرق باب مغلق، وعلى الفكرة ودعمها من منتج لم يفكِّر في التوزيع بقدر ما فكر في الفائدة للمجتمع»، مشيدةً بأداء فريق الممثلين خصوصاً الطفل الذي يلعب دور البطولة.

ويتناول مسلسل «لام شمسية» قضية التحرش ضد الأطفال في عمل درامي - اجتماعي، من بطولة أمينة خليل، وأحمد السعدني، ويسرا اللوزي، ومحمد شاهين، والطفل علي البيلي؛ وكتابة ورشة سرد لمريم نعوم، وإخراج كريم الشناوي وإنتاج «سعدي - جوهر».

لقطة من مسلسل «لام شمسية» (الشركة المنتجة)

ويرى الناقد الفني المصري طارق الشناوي أن «مسلسل (لام شمسية) لم يتمتع فقط بالجرأة الفكرية إنما بالجرأة الإبداعية أيضاً، التي قدمها المخرج كريم الشناوي بقيادته للممثلين»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «كل شيء في هذا المسلسل محسوب بدقة، وربما هذا ما أدى إلى إشادة وزيرة التضامن بالأمر»، وتابع أن «الإشادة الرسمية ببعض المسلسلات الرمضانية تُعطي أملاً للدراما الجادة في أن تجد من يؤازرها، وأرى أيضاً أن العمل حقّق دائرة جماهيرية واسعة، وهو ما يُحسب له، ويؤكد أنه نجح في توصيل رسالته للمجتمع».

وعقب انتهاء مسلسل «ولاد الشمس»، الذي عُرض في النصف الأول من رمضان، كرّمت وزيرة التضامن الاجتماعي أبطال العمل، وشكرتهم على ما قدَّموه من صورة إيجابية لأطفال دور الرعاية «الملاجئ»، وسط حضور لعدد من نُزلاء دور الرعاية التابعة لوزارة التضامن.

المسلسل من بطولة طه دسوقي، وأحمد مالك، ومحمود حميدة، ومن تأليف مهاب طارق، وإخراج شادي عبد السلام.

وزيرة التضامن أثناء تكريم صناع عمل «ولاد الشمس» (وزارة التضامن الاجتماعي)

ويرى الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن أن الإشادة الرسمية بمسلسل «لام شمسية»، تعود إلى أنه حقق المعادلة الصعبة في الجمع بين اللغة الفنية المتقنة والراقية، وتناوُل قضية اجتماعية من فئة «المسكوت عنه» بجرأة.

ويضيف عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» أن «ظهور المسلسل بهذا القدر من الجودة، يعود للأبحاث المتخصصة والطويلة التي تُجريها مريم نعوم وورشة سرد للكتابة قبل أي عمل، وللأداء الذي يتطوَّر باستمرار للمخرج كريم الشناوي، وكذلك لأداء الممثلين الذي جاء متقناً». ورأى أن العمل «سينافس بقوة على لقب الأفضل في الموسم الرمضاني الحالي».

وتعرضت الدراما الرمضانية لانتقادات شتَّى من جمهور على «السوشيال ميديا»، وتطرَّق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لقضية الدراما مُطالباً صُّناعها بتقديم النماذج التي تعكس المجتمع وتفيد الوعي وتنمِّيه.

من جانبه، وجَّه رئيس الوزراء الجهات المعنية بـ«ضبط الأداء الدرامي»، واتخذت مؤسسات مثل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والهيئة الوطنية للإعلام، ووزارة الثقافة، والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، خطوات لتحقيق هذا الهدف.

وعدّ الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين «(لام شمسية) يستحق كل الإشادة من الجهات الرسمية، وهو ما فعلته وزيرة التضامن، كما نال إعجاب وإشادة الجمهور ومعظم النقاد الذين يُعدُّونه من أفضل الأعمال في هذا الموسم الرمضاني».

وأضاف سعد الدين لـ«الشرق الأوسط»: «الجيد في العمل أنه طرح قضية التحرش في الأطفال بنعومة، ومن دون فجاجة، ووجَّه رسالة للمجتمع ولكل أسرة لتُحافظ على أطفالها وتحملها وتراقب درجة قرب الآخرين منهم، فهذه المشكلة تحيطها الضبابية، والطفل نفسه حين يتعرض للتحرش يخاف ولا يتحدَّث. وقد عالج المسلسل هذه القضية بقدر كبير من الحرفية». وتابع أن «الدراما تحتاج إلى أعمال كثيرة على هذا النحو، تتناول قضايا (مسكوت عنها) بطريقة فنية حرفية عالية».


مقالات ذات صلة

يسرا اللوزي: عانيت من الاكتئاب بسبب دوري في «لام شمسية»

يوميات الشرق اللوزي تأثرت بدورها في «لام شمسية» (حسابها على «فيسبوك»)

يسرا اللوزي: عانيت من الاكتئاب بسبب دوري في «لام شمسية»

قالت يسرا اللوزي، في حوارها مع «الشرق الأوسط»، إنها شعرت بالإجهاد الشديد من تجسيدها شخصية «رباب» في مسلسل «لام شمسية».

مصطفى ياسين (القاهرة)
يوميات الشرق محمد عبد الرحمن وأحمد داود في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«برستيج»... دراما التشويق تعود إلى واجهة الشاشات المصرية

تضرب العاصفة قلب القاهرة. يلجأ عدد من الغرباء إلى مقهى صغير وسط المدينة. تبدأ رحلة عن ملاذ مؤقت. لا أحد يتوقع أن تنقلب تلك الليلة الماطرة الهادئة لنقطة تحوّل.

أحمد عدلي (القاهرة)
سفر وسياحة مشهد من مسلسل "للموت" التقط في اهدن (إنستغرام)

أعمال الدراما تحول لبنان إلى قرية سياحية كبيرة

يهتم متابعو أعمال الدراما بأماكن تصوير المشاهد، وعادة ما يطرح هذا السؤال على أبطال المسلسل عبر الـ«سوشيال ميديا»

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق المخرج المصري محمد فاضل

محمد فاضل: «الضاحك الباكي» ليس بقائمة أعمالي التي أعتز بها

عبّر المخرج المصري محمد فاضل عن سعادته بمنحه «وسام ماسبيرو للإبداع» خلال مؤتمر «الدراما» الذي نظمته «الهيئة الوطنية للإعلام».

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق رئيس «الوطنية للإعلام» خلال حديثه في المؤتمر (الهيئة الوطنية للإعلام)

مؤتمر الدراما المصرية يستعيد «كلاسيكيات الأعمال الفنية»

أكد مشاركون في مؤتمر «الدراما المصرية إلى أين؟»، الذي نظَّمته «الهيئة الوطنية للإعلام»، الثلاثاء، ضرورة عودة التلفزيون للإنتاج الدرامي بعد غيابه لسنوات.

أحمد عدلي (القاهرة )

لزواج سعيد... شيئان عليك قبولهما في شريكك

الزواج السعيد يحتاج إلى جهد متبادل من الطرفين (أ.ف.ب)
الزواج السعيد يحتاج إلى جهد متبادل من الطرفين (أ.ف.ب)
TT

لزواج سعيد... شيئان عليك قبولهما في شريكك

الزواج السعيد يحتاج إلى جهد متبادل من الطرفين (أ.ف.ب)
الزواج السعيد يحتاج إلى جهد متبادل من الطرفين (أ.ف.ب)

الزواج السعيد ليس بالأمر الصعب. ولكنه في الواقع لا يأتي من قبيل الصدفة؛ بل يحتاج إلى جهد متبادل من الطرفين.

وفي هذا السياق، نقل موقع «سايكولوجي توداي» عن مارك ترافرز -وهو عالم نفس أميركي حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة كورنيل وجامعة كولورادو بولدر- قوله إن هناك أمرين عليك قبولهما في شريكك لضمان سعادتك في الزواج.

وهذان الأمران هما:

لا يمكنك تغيير احتياجات شريكك

يقول ترافرز: «على سبيل المثال، لا يتقبل كثير من النساء فكرة حب أزواجهن لألعاب الفيديو؛ حيث يشعرن بأنها هواية (طفولية)، ويتمنَّين تخليهم عنها».

ويضيف: «قد لا تستمتعين أنت بهذه الألعاب، ولكن الحقيقة أن زوجك يستمتع بها، وأن هذا الأمر يسعده. وإذا كان زوجك أكثر سعادة فهذا الأمر سينعكس على علاقتكما بعضكما ببعض بكل تأكيد».

وأشار ترافرز إلى أنه، في معظم الزيجات، قد تكون عادات أحد الشريكين متعبة للآخر، ولكنها في النهاية غير ضارة لهما على المدى الطويل، لافتاً إلى أن «محاولة تغيير شريكك ليتوافق مع الصورة المثالية التي تتخيلها في ذهنك لن تزيده إلا استياءً منك».

وتابع: «إن قضاء أحد الزوجين بعض الوقت مع الأصدقاء، أو ممارسة هوايات فردية، أو حتى الاستمتاع بوقته بمفرده، يعني ببساطة أنه يهتم بسلامته الشخصية. هذه العادات يمكن أن تحافظ على الزواج وعلى سعادة الزوجين».

لا تفترض أن شريكك يقرأ أفكارك

يقول ترافرز: «من أكبر المشكلات التي تتسبب في الخلافات الزوجية، هي افتراض أحد الزوجين أن شريكه من المفترض أن يكون على علم باحتياجاته دون أن يتحدث عنها. وهذا أمر خاطئ تماماً».

ويضيف: «هذه (المعتقدات القائمة على قراءة الأفكار)، كما يسميها الباحثون، هي محض خرافة؛ فهي تفترض وجود رابط نفسي غير موجود بين الشريكين. إذا احتجتَ لشيء فعليكَ التعبير عنه، فالتواصل يُعدُّ جوهرَ الزواج الناجح».