نظام غذائي يحمي من أمراض الشيخوخة

الالتزام بنظام غذائي غني بالأطعمة النباتية يعزز فرص الحماية من أمراض الشيخوخة (جامعة هارفارد)
الالتزام بنظام غذائي غني بالأطعمة النباتية يعزز فرص الحماية من أمراض الشيخوخة (جامعة هارفارد)
TT
20

نظام غذائي يحمي من أمراض الشيخوخة

الالتزام بنظام غذائي غني بالأطعمة النباتية يعزز فرص الحماية من أمراض الشيخوخة (جامعة هارفارد)
الالتزام بنظام غذائي غني بالأطعمة النباتية يعزز فرص الحماية من أمراض الشيخوخة (جامعة هارفارد)

توصلت دراسة أميركية إلى أن الالتزام بنظام غذائي غني بالأطعمة النباتية، مع استهلاك منخفض إلى معتدل للأطعمة الحيوانية الصحية وتقليل الأطعمة فائقة المعالجة، يعزز فرص الحماية من أمراض الشيخوخة.

وأوضح الباحثون من جامعة هارفارد، بالتعاون مع جامعتيْ كوبنهاغن ومونتريال، أن هذه الدراسة تقدّم دليلاً على أن العادات الغذائية في منتصف العمر تلعب دوراً محورياً في تحديد جودة الحياة عند التقدم في العمر، والتمتع بشيخوخة صحية، وفق النتائج المنشورة، الاثنين، بدورية «Nature Medicine».

وتُعرَّف الشيخوخة الصحية بأنها بلوغ سن السبعين دون الإصابة بأمراض مزمنة رئيسية، مثل أمراض القلب والسكري والسرطان، مع الحفاظ على الصحة الإدراكية، والبدنية، والنفسية. ويعني ذلك تمتع الأفراد بقدرة عقلية سليمة تتيح لهم التفكير والتذكر واتخاذ القرارات بكفاءة، إلى جانب احتفاظهم بلياقة بدنية تُمكّنهم من أداء الأنشطة اليومية دون مشقة.

وفي دراسةٍ شاملة امتدت 30 عاماً، حلّل الباحثون العادات الغذائية لأكثر من 105 آلاف شخص تتراوح أعمارهم بين 39 و69 عاماً. وخضع المشاركون لتقييم دوري لمدى التزامهم بثمانية أنماط غذائية صحية رئيسية؛ من بينها حمية البحر المتوسط، وحمية «داش»، ومؤشر الأكل الصحي البديل (AHEI)، المصمَّم للوقاية من الأمراض المزمنة. ويعتمد هذا المؤشر على تصنيف جودة الطعام بناءً على الفوائد الصحية، حيث يشجع استهلاكَ الفواكه، والخضراوات، والحبوب الكاملة، والمكسرات، والبروتينات الصحية مثل الأسماك، مع تقليل تناول اللحوم الحمراء والمصنّعة، والمشروبات السكرية، والصوديوم.

وأظهرت النتائج أن 9.3 في المائة من المشاركين (9771 شخصاً) نجحوا في بلوغ الشيخوخة الصحية. وكان اتباع أي من الأنظمة الغذائية الصحية المذكورة مرتبطاً بزيادة فرص التمتع بالصحة الإدراكية والبدنية والنفسية مع التقدم في العمر.

وكان النظام الغذائي الأكثر فعالية هو مؤشر الأكل الصحي البديل، حيث سجّل المشاركون، الذين اتبعوه بأعلى درجاته، احتمالية أعلى بنسبة 86 في المائة للشيخوخة الصحية عند بلوغ السبعين، كما زادت فرصهم بمقدار 2.2 ضِعف للوصول إلى 75 عاماً بصحة جيدة، مقارنة بمن كان التزامهم بالنظام الغذائي في أدنى مستوياته.

في المقابل، أوضحت الدراسة أن الاستهلاك المرتفع للأطعمة فائقة المعالجة، مثل اللحوم المصنَّعة والمشروبات السكرية والمشروبات الغازية، كان مرتبطاً بانخفاض فرص الشيخوخة الصحية.

وأشار الفريق البحثي إلى أن الدراسة تدعم وضع توصيات غذائية مرنة، حيث يمكن للأفراد اختيار نمط غذائي صحي يناسب تفضيلاتهم وأسلوب حياتهم، بدلاً من الالتزام بنظام موحّد.

وأضاف الباحثون أن تحقيق شيخوخة صحية ممكن من خلال اتباع نظام غذائي متوازن يشمل الفواكه، والخضراوات، والحبوب الكاملة، والمكسرات، والبروتينات الصحية. كما أن تجنب الأطعمة فائقة المعالجة والحد من استهلاك المشروبات السكرية واللحوم المصنعة يسهم في تحسين فرص التمتع بصحة جيدة مع التقدم في العمر، مما يعزز جودة الحياة ويقلل مخاطر الأمراض المزمنة.


مقالات ذات صلة

خبراء يؤكدون: النوم معها مفيد للبالغين... الدمى المحشوة ليست للأطفال فقط!

صحتك زادت مبيعات الدمى خلال جائحة كورونا حيث اشترى الأشخاص البالغون 21 في المائة من هذه الدمى وفقاً لأبحاث السوق (متداولة)

خبراء يؤكدون: النوم معها مفيد للبالغين... الدمى المحشوة ليست للأطفال فقط!

الدمى المحشوة ليست حكراً على الأطفال. فالكثير من البالغين يجدون فيها عزاءً وراحة، حيث يمكن لهذه الدمى توفير دعم عاطفي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك تواجه الأمهات الجدد تحديات جسدية وعاطفية كبيرة بعد الولادة لكن الحركة والنشاط يمكن أن يلعبا دوراً حاسماً في تسريع التعافي (رويترز)

نصيحة ذهبية للأمهات الجدد للتعافي بسرعة بعد الولادة

يمكن لأنشطة مثل المشي السريع وركوب الدراجات وتمارين المقاومة أن تقلل مخاطر الاكتئاب والإرهاق والأمراض لدى المرأة بعد الولادة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق البروفسور أندرياس ل. لوباتا مع بعض باحثي الفريق (جامعة جيمس كوك)

تقنية جديدة تمنح الأمل لمرضى حساسية المأكولات البحرية

وجد باحثون أن الأسماك المزروعة خلوياً يمكن أن تُؤدي إلى إنتاج منتجات مأكولات بحرية أكثر أماناً مع انخفاض كبير في مخاطر الحساسية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق النترات المستخلصة من البول لريّ محاصيل مزروعة على الأسطح (جامعة برشلونة المستقلة)

أسمدة طبيعية من البول البشري بديلاً للكيميائية

إعادة استخدام البول البشري يمكن أن يُسهم في إنتاج أسمدة مستدامة تدعم الزراعة الحضرية، مع تحقيق فوائد بيئية كبيرة مثل تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك الإرهاق يعد أحد الآثار الجانبية الشائعة للعلاج الكيميائي والإشعاعي للسرطان (جامعة إيموري الأميركية)

تطبيق شخصي يخفف إرهاق مرضى السرطان

طوّر باحثون أميركيون تطبيقاً ذكياً يتتبع الإيقاع البيولوجي الشخصي لمرضى السرطان ويقدم توصيات مخصصة لتخفيف الإرهاق وتحسين جودة الحياة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

التأمل يحارب التوتر ويؤخر الشيخوخة

التأمل التجاوزي يهدف إلى تحقيق حالة من الاسترخاء العميق والهدوء الذهني (جامعة ديوك الأميركية)
التأمل التجاوزي يهدف إلى تحقيق حالة من الاسترخاء العميق والهدوء الذهني (جامعة ديوك الأميركية)
TT
20

التأمل يحارب التوتر ويؤخر الشيخوخة

التأمل التجاوزي يهدف إلى تحقيق حالة من الاسترخاء العميق والهدوء الذهني (جامعة ديوك الأميركية)
التأمل التجاوزي يهدف إلى تحقيق حالة من الاسترخاء العميق والهدوء الذهني (جامعة ديوك الأميركية)

كشفت دراسة ألمانية أن الأفراد الذين يمارسون تقنيات التأمل التجاوزي على المدى الطويل يظهرون مؤشرات بيولوجية إيجابية، تدل على تباطؤ الشيخوخة وانخفاض مستويات التوتر.

وأوضح الباحثون من جامعة زيغن الألمانية أن هذه النتائج تُضاف إلى مجموعة متزايدة من الأدلة التي تدعم دور التأمل في تحسين الصحة العامة، وتقليل مخاطر الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، مثل الأمراض القلبية والنفسية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية (Biomolecules).

والتأمل التجاوزي هو تقنية تأملية بسيطة وفعَّالة تهدف إلى تحقيق حالة من الاسترخاء العميق والهدوء الذهني، من خلال ترديد كلمة بشكل صامت، مما يساعد العقل على تجاوز الأفكار السطحية والوصول إلى حالة من الوعي والصفاء الذهني دون مجهود.

ويتميز التأمل التجاوزي عن أساليب التأمل الأخرى -مثل التركيز على التنفس أو الوعي الذهني- بأنه لا يتطلب تركيزاً شديداً أو تحكماً في التفكير؛ بل يعتمد على الاسترخاء الطبيعي للعقل. وتُمارس هذه التقنية مرتين يومياً لمدة 20 دقيقة؛ حيث يجلس الشخص في وضع مريح ويغمض عينيه، مما يتيح للدماغ العمل بتماسك أكبر، وللجسم الحصول على راحة عميقة.

وقارنت الدراسة بين مجموعتين من الأشخاص: الأولى مارست التأمل التجاوزي لمدة تتراوح بين 12 و40 عاماً، مقابل مجموعة من غير الممارسين للتأمل.

وخضع المشاركون لتحليل التعبير الجيني، والوظائف الإدراكية باستخدام تخطيط الدماغ الكهربائي (EEG)، وقياس مستويات هرمونات التوتر في الشعر.

وأظهرت نتائج الدراسة أن التعبير الجيني المتعلق بالالتهابات والشيخوخة مثل جين (SOCS3) كان أقل لدى ممارسي التأمل، مقارنة بالمجموعة غير الممارسة. ويُعرف هذا الجين بارتباطه بالإجهاد المزمن، مما يشير إلى انخفاض العبء التراكمي للجسم الناتج عن التوتر المستمر.

وقام الباحثون بقياس مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر في شكله النشط) ومستويات الكورتيزون (شكله غير النشط) في عينات الشعر. وأظهرت النتائج انخفاضاً ملحوظاً في نسبة الكورتيزول النشط إلى الكورتيزون غير النشط لدى ممارسي التأمل، مما يعكس استجابة أقل للتوتر مقارنة بغير الممارسين.

ويلعب الكورتيزول دوراً مهماً في استجابة الجسم للتوتر، وارتفاعه المزمن يرتبط بمشكلات صحية مثل التدهور الإدراكي. لذلك، يعد انخفاض هذه النسبة مؤشراً على زيادة المرونة الجسدية والنفسية، مما يعزز الصحة وطول العمر، وفق الباحثين.

وأظهرت الدراسة أيضاً أن ممارسي التأمل التجاوزي الأكبر سناً أظهروا سرعة معالجة عقلية مشابهة للأفراد الأصغر سناً، بناءً على تخطيط الدماغ الكهربائي، وسجلوا درجات أعلى في مقياس تكامل الدماغ الذي يقيس التناسق الدماغي والانتباه وسرعة الاستجابة.

ويخطط الباحثون لإجراء دراسات مستقبلية لفهم المسارات البيولوجية المسؤولة عن هذه التأثيرات، وكيفية تأثير مسارات الالتهاب على تباطؤ الشيخوخة.