تطبيق شخصي يخفف إرهاق مرضى السرطان

الإرهاق يعد أحد الآثار الجانبية الشائعة للعلاج الكيميائي والإشعاعي للسرطان (جامعة إيموري الأميركية)
الإرهاق يعد أحد الآثار الجانبية الشائعة للعلاج الكيميائي والإشعاعي للسرطان (جامعة إيموري الأميركية)
TT
20

تطبيق شخصي يخفف إرهاق مرضى السرطان

الإرهاق يعد أحد الآثار الجانبية الشائعة للعلاج الكيميائي والإشعاعي للسرطان (جامعة إيموري الأميركية)
الإرهاق يعد أحد الآثار الجانبية الشائعة للعلاج الكيميائي والإشعاعي للسرطان (جامعة إيموري الأميركية)

طوّر باحثون أميركيون تطبيقاً ذكياً يتتبع الإيقاع البيولوجي الشخصي لمرضى السرطان، ويقدم توصيات مخصصة لتخفيف الإرهاق وتحسين جودة الحياة.

وأوضح الباحثون من مركز روجيل للسرطان بجامعة ميشيغان أن التطبيق يوفر خياراً سهل الاستخدام مقارنةً بالعلاجات الدوائية أو البرامج الرياضية، مما يجعله أكثر شمولية وقابلية للتطبيق على نطاق واسع، ونُشرت النتائج، الخميس، بدورية «Cell Reports Medicine».

ويُعد الإرهاق أحد الآثار الجانبية الشائعة للعلاج الكيميائي والإشعاعي لدى مرضى السرطان، حيث يكون أكثر حدةً وصعوبة في التعامل معه مقارنة بالأشخاص غير المصابين بالمرض، وقد يستمر لأسابيع أو حتى سنوات بعد انتهاء العلاج. وتعتمد الطرق التقليدية لعلاج الإرهاق المرتبط بالسرطان على الأدوية أو التمارين الرياضية أو تقنيات التأمل، لكن هذه الأساليب قد لا تناسب جميع المرضى، مما دفع الباحثين إلى تطوير وسيلة أكثر سهولة وإمكانية للوصول إلى الجميع.

وتتحكم الساعة البيولوجية للجسم في دورة النوم والاستيقاظ وتؤثر على عمليات أخرى مثل الهضم ودرجة حرارة الجسم. وأظهرت الدراسات أن أي اضطراب في هذا النظام قد يزيد من الإرهاق ويقلل جودة الحياة لدى مرضى السرطان، لكن العوامل الخارجية، مثل التعرض للضوء، يمكن أن تساعد في تعديل الإيقاع البيولوجي.

وطوّر الفريق تطبيقًا يُدعى «Arcasync»، يعتمد على تتبع أنماط النوم والاستيقاظ من خلال معدل ضربات القلب ومستويات النشاط البدني، ثم يستخدم نماذج رياضية لتقديم توصيات شخصية، مثل التعرض لضوء ساطع في أوقات معينة من اليوم، بهدف إعادة ضبط الإيقاع البيولوجي للمريض.

وشارك في التجربة 138 مريضاً يعانون من سرطان الثدي وسرطان البروستاتا وسرطانات الدم، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين: الأولى استخدمت التطبيق، بينما كانت الثانية مجموعة ضابطة. وخلال 12 أسبوعاً، قام المشاركون بالإبلاغ عن مستويات الإرهاق، واضطرابات النوم، والقلق، والاكتئاب، وحالتهم الصحية العامة.

وأظهرت النتائج أن المرضى الذين استخدموا التطبيق شهدوا انخفاضاً ملحوظاً في مستويات الإرهاق اليومية والأسبوعية مقارنةً بالمجموعة الضابطة. كما تحسنت لديهم جودة النوم وانخفضت اضطراباته، إلى جانب تراجع مستويات القلق والاكتئاب، مما أدى إلى تحسن عام في جودة الحياة.

وخلص الباحثون إلى أن الدراسة تُبرز مقاربة جديدة لإدارة الإرهاق، حيث أثبتت أن التوصيات الشخصية المستندة إلى الإيقاع البيولوجي للمريض أكثر فاعلية من النهج التقليدي الذي يعتمد على التعرض العشوائي للضوء. ويعني ذلك أن المرضى يمكنهم ممارسة حياتهم اليومية بنشاط أكبر، مما ينعكس إيجابياً على حالتهم النفسية والاجتماعية.

وأضافوا أن التطبيق يمثل بديلاً رقمياً سهلاً ومتاحاً، كما أن استخدامه لا يتطلب تدخلاً طبياً معقداً، مما يسهل اعتماده كأداة يومية لتحسين الصحة العامة.


مقالات ذات صلة

خبراء يؤكدون: النوم معها مفيد للبالغين... الدمى المحشوة ليست للأطفال فقط!

صحتك زادت مبيعات الدمى خلال جائحة كورونا حيث اشترى الأشخاص البالغون 21 في المائة من هذه الدمى وفقاً لأبحاث السوق (متداولة)

خبراء يؤكدون: النوم معها مفيد للبالغين... الدمى المحشوة ليست للأطفال فقط!

الدمى المحشوة ليست حكراً على الأطفال. فالكثير من البالغين يجدون فيها عزاءً وراحة، حيث يمكن لهذه الدمى توفير دعم عاطفي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك تواجه الأمهات الجدد تحديات جسدية وعاطفية كبيرة بعد الولادة لكن الحركة والنشاط يمكن أن يلعبا دوراً حاسماً في تسريع التعافي (رويترز)

نصيحة ذهبية للأمهات الجدد للتعافي بسرعة بعد الولادة

يمكن لأنشطة مثل المشي السريع وركوب الدراجات وتمارين المقاومة أن تقلل مخاطر الاكتئاب والإرهاق والأمراض لدى المرأة بعد الولادة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق البروفسور أندرياس ل. لوباتا مع بعض باحثي الفريق (جامعة جيمس كوك)

تقنية جديدة تمنح الأمل لمرضى حساسية المأكولات البحرية

وجد باحثون أن الأسماك المزروعة خلوياً يمكن أن تُؤدي إلى إنتاج منتجات مأكولات بحرية أكثر أماناً مع انخفاض كبير في مخاطر الحساسية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق النترات المستخلصة من البول لريّ محاصيل مزروعة على الأسطح (جامعة برشلونة المستقلة)

أسمدة طبيعية من البول البشري بديلاً للكيميائية

إعادة استخدام البول البشري يمكن أن يُسهم في إنتاج أسمدة مستدامة تدعم الزراعة الحضرية، مع تحقيق فوائد بيئية كبيرة مثل تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق النِّعال الذكية تعتمد على حسَّاسات ضغط مدمجة ووحدة قياس متقدمة لالتقاط بيانات الحركة (جامعة بورتسموث)

نِعال ذكية تحمي الرياضيين من الإصابات

نجح باحثون من جامعة بورتسموث البريطانية، بالتعاون مع شركة «TG0» للتكنولوجيا، في تطوير نظام نِعال ذكية قادر على قياس تفاعل الجسم مع الأرض بدقة عالية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

العضلات القوية تكافح السكري

تقوية العضلات تساعد على الوقاية من السكري (جامعة روتجرز الأميركية)
تقوية العضلات تساعد على الوقاية من السكري (جامعة روتجرز الأميركية)
TT
20

العضلات القوية تكافح السكري

تقوية العضلات تساعد على الوقاية من السكري (جامعة روتجرز الأميركية)
تقوية العضلات تساعد على الوقاية من السكري (جامعة روتجرز الأميركية)

كشفت دراسة صينية عن أن امتلاك عضلات قوية يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، بغضّ النظر عن الاستعداد الوراثي للإصابة بالمرض.

وأوضح الباحثون من كلية الطب في جامعة هونغ كونغ، أن تعزيز قوة العضلات قد يكون استراتيجية فعّالة للوقاية من السكري، ونُشرت النتائج، الاثنين، بدورية (BMC Medicine).

يُذكر أن السكري من النوع الثاني هو مرض مزمن يتميز بارتفاع مستويات السكر في الدم نتيجة لمقاومة الجسم للأنسولين أو ضعف إنتاجه. وتشير التقديرات إلى أن نحو 10 في المائة من سكان العالم يعانون من السكري من النوع الثاني، مما يجعله قضية صحية عامة ذات أولوية.

ويمكن أن يؤدي السكري إلى مضاعفات صحية خطيرة، مثل أمراض القلب، والسكتة الدماغية، والفشل الكلوي، وتلف الأعصاب.

ويرتبط المرض بعوامل وراثية غير قابلة للتغيير، إلى جانب عوامل بيئية وسلوكية يمكن تعديلها، مثل ممارسة الرياضة والتغذية السليمة. وأظهرت دراسات سابقة دوراً مهماً للياقة العضلية في تقليل مخاطر الإصابة بالسكري، لكن تأثير قوة العضلات على الوقاية من المرض لدى الأشخاص الأكثر عُرضة وراثياً ظل غير واضح حتى الآن.

واعتمدت الدراسة على تحليل البيانات الوراثية لأكثر من 141 ألف شخص لم يكونوا مصابين بالسكري عند بدء الدراسة. وخضع المشاركون لاختبار قوة قبضة اليد لقياس قوة العضلات، كما تم تحديد مستوى الخطر الوراثي للسكري بناءً على 138 متغيراً جينياً معروفاً يرتبط بالسكري من النوع الثاني. واستمر المتابعة لمدة أكثر من 7 سنوات، حيث تم تسجيل 4743 حالة إصابة جديدة بالمرض.

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يمتلكون قوة عضلية عالية كانوا أقل عرضة للإصابة بالسكري بنسبة 44 في المائة مقارنةً بمن لديهم قوة عضلية ضعيفة، حتى بعد احتساب العوامل الوراثية وعوامل الخطر الأخرى مثل العمر والجنس والوزن والنشاط البدني العام. كما أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي مرتفع للإصابة بالسكري ولكن يتمتعون بقوة عضلية جيدة كانوا أقل عرضة للإصابة بالمرض مقارنةً بمن لديهم استعداد وراثي أقل ولكن بكتلة عضلية ضعيفة.

وأشار الباحثون إلى أن استراتيجيات الوقاية من السكري يجب ألا تقتصر فقط على فقدان الوزن أو الحمية الغذائية، بل يجب أن تشمل تمارين تقوية العضلات، مثل رفع الأوزان أو تمارين المقاومة، بوصف ذلك عنصراً أساسياً في الوقاية.

وأضافوا أن الدراسة توفر دليلاً قوياً على أن العوامل الوراثية ليست حتمية، وأن ممارسة الرياضة والحفاظ على اللياقة العضلية يمكن أن يساعدا على تقليل خطر الإصابة بالسكري، حتى لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي مرتفع.

ونوه الباحثون بأن نتائج الدراسة تسهم في تصميم برامج توعية تشجع على تمارين تقوية العضلات بوصفها وسيلة للوقاية من السكري، كما يمكن أن تساعد صانعي السياسات الصحية على إدراج برامج اللياقة العضلية ضمن المبادرات الوطنية لمكافحة السكري.