نقوش صخرية غامضة قد تُعيد كتابة تاريخ البشرية في أوروبا

وُجدت في إسبانيا ويعود تاريخها إلى أكثر من 200 ألف عام

قد يكون عمر النحت على كتلة حجرية أكثر من 200 ألف عام (مجلس مدينة ماربيا)
قد يكون عمر النحت على كتلة حجرية أكثر من 200 ألف عام (مجلس مدينة ماربيا)
TT
20

نقوش صخرية غامضة قد تُعيد كتابة تاريخ البشرية في أوروبا

قد يكون عمر النحت على كتلة حجرية أكثر من 200 ألف عام (مجلس مدينة ماربيا)
قد يكون عمر النحت على كتلة حجرية أكثر من 200 ألف عام (مجلس مدينة ماربيا)

اكتشف علماء الآثار في إسبانيا ما قد يكون أقدم النقوش الصخرية المعروفة التي صنعها البشر، ويُحتمل أن يعود تاريخها إلى أكثر من 200 ألف عام، وهو الاكتشاف الذي قد يُغير فهمنا لوجود البشر في أوروبا، وفق صحيفة إندبندنت البريطانية.

وأفاد الباحثون بأنهم عثروا على تصميم بسيط على شكل «X» منحوت على كتلة حجرية أثناء عمليات التنقيب الأثري في موقع «كوتو كوريا» في منطقة لاس تشاباس ببلدية ماربيا بجنوب إسبانيا.

وكانت عمليات التنقيب السابقة في المنطقة ومحيطها قد قادت إلى العثور على بعض أقدم الأدوات الحجرية المُكتشَفة في أوروبا، والتي تعود إلى أوائل العصر الحجري القديم.

وقد أسهمت عمليات التنقيب اللاحقة بالمنطقة في العثور على مزيد من الأدوات الحجرية القديمة التي استخدمها البشر الأوائل، مما ساعد في تحديد تاريخ الموقع.

ويتضمن أحد هذه الاكتشافات كتلة حجرية عملاقة عُثر عليها في عام 2022، والتي تتميز بنقوش خطية بسيطة.

ويؤكد العلماء أن هذه النقوش الخطية تُثبت وجود مستوطنين في جنوب إسبانيا، خلال أوائل العصر الحجري القديم الأوسط، وهي فترة لا تزال غير معروفة في إسبانيا ولم يسبق تسجيلها في مقاطعة مالقة.

ويشير الباحثون إلى أن هذه النقوش قد تكون أقدم النقوش المعروفة التي صنعها البشر. وحتى الآن، يعود أقدم الأدوات الحجرية المعروفة إلى ما بين 1,500,000 إلى 100,000 قبل الميلاد، مما يؤكد وجود البشر ما قبل التاريخ في منطقة ماربيا الإسبانية، خلال الفترة التي بدأ فيها الإنسان الحديث الهجرة من أفريقيا.

ومع ذلك تشير التحليلات الأولية للكتلة الحجرية العملاقة إلى أن هذه النقوش قد يعود تاريخها إلى نحو 200 ألف عام، مما قد يعني أنها أقدم من أقدم فنون الكهوف المعروفة بنحو 100 ألف عام.


مقالات ذات صلة

مومياء نادرة تكشف عن قوة النساء في أقدم حضارة بالأميركتين

يوميات الشرق عمرها آلاف السنوات (وزارة الثقافة في بيرو)

مومياء نادرة تكشف عن قوة النساء في أقدم حضارة بالأميركتين

اكتشف علماء آثار في بيرو رفات امرأة من النبلاء تعود إلى 5 آلاف سنة في مدينة كارال، وهي منطقة كانت تُستخدم لعقود مكباً للنفايات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مطالبات بتشديد قواعد تنظيم الحفلات في المواقع الأثرية في مصر (حساب جمال على «فيسبوك»)

حفلات المواقع الأثرية تفجّر انتقادات في مصر

فجرت واقعة سقوط حامل إضاءة على جمهور أمسية فنية في ساحة قصر البارون الأثري، مساء السبت، في القاهرة جدلاً وانتقادات واسعة في الأوساط الأثرية والسياحية بمصر.

عصام فضل (القاهرة )
يوميات الشرق منطقة الإمام الشافعي بعد هدم مقابر بها (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: خبراء يتهمون «الآثار» بـ«المماطلة» في تسجيل المقابر التاريخية

أثارت عملية الهدم الجديدة لمدافن بجبانة القاهرة التاريخية، انتقادات واتهامات للمجلس الأعلى للآثار ووزارة السياحة والآثار، بـ«المماطلة»

عصام فضل (القاهرة)
يوميات الشرق معبد فيلة بأسوان (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر تحتفل بمرور 69 عاماً على إنقاذ معابد النوبة

قبل 69 عاماً، تم إنشاء مركز تسجيل الآثار المصرية، في 25 أبريل (نيسان)، ضمن حملة دولية لإنقاذ معابد النوبة التي كانت تواجه خطراً بعد إنشاء السد العالي.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق الكشف الأثري بسقارة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

اكتشاف مقبرة «الكاهن المرتل» وتمثال للملك زوسر وبناته العشر في مصر

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية الجمعة الكشف عن مقبرة الأمير «وسر إف رع» ابن الملك «أوسر كاف» أول ملوك الأسرة الخامسة من الدولة القديمة

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مومياء نادرة تكشف عن قوة النساء في أقدم حضارة بالأميركتين

عمرها آلاف السنوات (وزارة الثقافة في بيرو)
عمرها آلاف السنوات (وزارة الثقافة في بيرو)
TT
20

مومياء نادرة تكشف عن قوة النساء في أقدم حضارة بالأميركتين

عمرها آلاف السنوات (وزارة الثقافة في بيرو)
عمرها آلاف السنوات (وزارة الثقافة في بيرو)

اكتشف علماء آثار في بيرو رفات امرأة من النبلاء تعود إلى 5 آلاف سنة في مدينة كارال، وهي منطقة كانت تُستخدم لعقود مكباً للنفايات، قبل أن تتحوّل إلى موقع أثري في التسعينات. وهذا الاكتشاف الجديد يُضيء على الدور المهم للنساء في أقدم مركز حضاري في الأميركتَيْن، وفق الباحثين.

ونقلت «سي بي إس نيوز» عن عالِم الآثار ديفيد بالومينو، قوله لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يتطابق ما جرى اكتشافه مع امرأة من النخبة، بدت كأنها تنتمي إلى طبقة عليا». وأشار إلى أنّ الرفات التي جرى الحفاظ عليها بشكل جيّد، لا تزال تحتفظ بالجلد وجزء من الأظافر والشَّعر، وكانت ملفوفة في كفن مكوَّن من طبقات من القماش، بالإضافة إلى غطاء مصنوع من ريش المقو؛ وهو طائر ملوَّن ينتمي إلى فصيلة الببغاوات.

وإذ شمل الجهاز الجنائزي للمرأة منقاراً لطائر المقو، ووعاء حجرياً، وسلة من القشّ، قالت وزارة الثقافة في بيرو: «تُعدُّ هذه عملية دفن استثنائية، نظراً إلى الحفاظ على حالة الجلد والشَّعر والأظافر؛ وهي حالة نادرة في هذه المنطقة التي عادة ما تُكتشف فيها الرفات العظمية فقط».

وتشير التحليلات الأولية إلى أنّ الرفات التي عُثر عليها في ديسمبر (كانون الأول) الماضي تعود إلى امرأة بين 20 و35 عاماً، بطول نحو 5 أقدام، وكانت ترتدي غطاء رأس مصنوعاً من خيوط مجدولة، وهو ما يعكس مكانتها الاجتماعية الرفيعة.

ووفق بالومينو، يوضح هذا الاكتشاف أنّ «الرجال كانوا غالباً يُعَدُّون الحكام أو أصحاب الأدوار البارزة في المجتمع»، في حين «لعبت النساء دوراً مهماً في حضارة كارال». ونشأ مجتمع كارال بين عامَي 3000 و1800 قبل الميلاد؛ أي في الوقت الذي ظهرت فيه حضارات كبرى أخرى في منطقة ما بين النهرَيْن ومصر والصين. وتقع المدينة في وادي سوب، على بُعد نحو 115 ميلاً شمال ليما و12 ميلاً من المحيط الهادي، وقد عدّتها الأمم المتحدة أحد مواقع التراث العالمي عام 2009.