اكتشاف مقبرة «الكاهن المرتل» وتمثال للملك زوسر وبناته العشر في مصر

تعود إلى عصر الدولة القديمة منذ 4 آلاف عام

الكشف الأثري بسقارة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الكشف الأثري بسقارة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

اكتشاف مقبرة «الكاهن المرتل» وتمثال للملك زوسر وبناته العشر في مصر

الكشف الأثري بسقارة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الكشف الأثري بسقارة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

كشفت وزارة السياحة والآثار المصرية عن مقبرة الأمير «وسر إف رع» ابن الملك «أوسر كاف» أول ملوك الأسرة الخامسة من الدولة القديمة، وذلك خلال أعمال الـحفر التي تجريها البعثة المصرية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار ومؤسسة الدكتور زاهي حواس للآثار والتراث، بمنطقة سقارة الأثرية.

وفي تصريحات لوزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي قال: «يسهم هذا الاكتشاف في إزاحة الستار عن أسرار جديدة لتلك الحقبة التاريخية المهمة».

وعثرت البعثة على باب وهمي للمقبرة، وأوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمصر، أن هذه هي المرة الأولى التي يتم العثور فيها على باب وهمي من الغرانيت الوردي بهذه الضخامة؛ إذ يبلغ ارتفاعه 4.5 متر، وعرضه 1.15 متر، وهو مزين بنقوش هيروغليفية توضح اسم الأمير وألقابه التي من بينها «الأمير الوراثي، وحاكم إقليمَي بوتو ونخبت، والكاتب الملكي، والوزير، والقاضي، والكاهن المرتل».

تماثيل مقطوعة الرأس ضمن الكشف الأثري (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وترجع تسمية منطقة سقارة الأثرية إلى إله الجبانة «سوكر»، وهي إحدى المناطق المسجلة على قائمة التراث العالمي لمنظمة «اليونيسكو» منذ عام 1979، ومن أشهر آثارها هرم زوسر المدرج؛ أول بناء حجري في التاريخ، وشهدت المنطقة اكتشافات عدة في الأعوام الأخيرة، ويعدها علماء المصريات «منطقة واعدة أثرياً، لم يتم الكشف عن أسرارها بعدُ»، وفق بيان لوزارة السياحة والآثار.

وأشار عالم الآثار ووزير الآثار الأسبق الدكتور زاهي حواس، إلى أن «البعثة الأثرية عثرت داخل المقبرة، لأول مرة، على تمثال للملك زوسر وزوجته وبناته العشر»، لافتاً إلى أن «الدراسات المبدئية أثبتت أن هذه التماثيل كانت موجودة داخل غرفة بجوار هرم الملك زوسر المدرج، وتم نقل هذه التماثيل إلى مقبرة الأمير (وسر إف رع) خلال العصور المتأخرة». وتعمل البعثة الأثرية حالياً على دراسة الأسباب التي أدت لنقل هذه التماثيل من مكانها الأصلي إلى هنا.

اكتشاف باب مقبرة أحد أمراء الأسرة الخامسة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وعثرت البعثة الأثرية على مائدة للقرابين من الغرانيت الأحمر قطرها 92.5 سنتيمتر، وتحمل نصاً يسجل قوائم القرابين، وداخل إحدى حجرات المقبرة تم الكشف عن تمثال ضخم من الغرانيت الأسود بارتفاع 1.17 متر لرجل في وضع الوقوف وعلى صدره نقوش هيروغليفية تحمل اسم صاحب التمثال وألقابه، وتشير الدراسات الأولية إلى أن صاحب هذا التمثال يعود إلى «الأسرة 26»؛ ما يشير إلى أن المقبرة ربما أعيد استخدامها في العصر المتأخر، وفق البيان.

وأمام الواجهة الشرقية تم العثور على مدخل آخر للمقبرة ذي كتفين من الغرانيت الوردي عليه نقوش لصاحب المقبرة وألقابه وخرطوش الملك «نفر إير كا رع»، كما عُثر إلى الشمال من العتب على كشف يعتبر «الأول من نوعه في منطقة سقارة»، عبارة عن 13 تمثالاً من الغرانيت الوردي جالسين على مقعد ذي مسند مرتفع.

وعثرت البعثة أيضاً على رؤوس تماثيل في مستوى أعلى من باقي التماثيل تمثل زوجات صاحب المقبرة جالسات في المنتصف، وعلى يسارها تمثالان فاقدا الرؤوس عُثر أمامهما على تمثال آخر من الغرانيت الأسود مقلوب على الوجه بارتفاع نحو 1.35 متر.

وفي يناير (كانون الثاني) 2023 أعلن حواس عن اكتشاف 4 مقابر أثرية تعود للأسرتين الخامسة والسادسة بعصر الدولة القديمة؛ أي ما يزيد على 4 آلاف عام، وذلك في منطقة حفائر جسر المدير بسقارة.

الكشف الأثري بسقارة تضمن العديد من التماثيل (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وبدأت حفائر البعثة الأثرية المصرية في منطقة جسر المدير بسقارة عام 2007، وخلال مواسم الحفائر المختلفة تم العثور على مجموعة من المقابر والمقتنيات الأثرية. وأثارت الحفائر الأثرية في منطقة جسر المدير جدلاً في شهر فبراير (شباط) الماضي، بعد تداول مقطع فيديو بشأن تحطيم أحد التماثيل الأثرية، سرعان ما رد عليه حواس مؤكداً أن التمثال محل الجدل «في حالة جيدة من الحفظ، ولم يتعرض للكسر».


مقالات ذات صلة

أفاعي ساروق الحديد

ثقافة وفنون جِرار من موقع ساروق الحديد في إمارة دبي

أفاعي ساروق الحديد

تحضر صورة الأفعى وتتعدّد تقاسيمها التشكيلية في مجموعات مختلفة من القطع الأثرية مصدرها مواقع متفرقة من شمال شرقي الجزيرة العربية

محمود الزيباوي
يوميات الشرق المنطقة الأثرية شهدت أعمال ترميم تمهيداٍ لافتتاحها للزيارة (الشرق الأوسط) play-circle 01:06

مصر تنتهي من مشروع إنقاذ منطقة أبو مينا الأثرية بالإسكندرية

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية انتهاءها من مشروع إنقاذ منطقة أبو مينا الأثرية بالإسكندرية (شمال مصر)، بعد سنوات من العمل على المشروع.

عبد الفتاح فرج (الإسكندرية (مصر))
يوميات الشرق تمثال لأحد ملوك العصر البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

​مصر تدرس إنشاء متحف تحت الماء للآثار الغارقة في الإسكندرية

تبحث مصر عن أفضل السبل للاستفادة من الآثار الغارقة في الإسكندرية خصوصاً في خليج أبو قير.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق المتحف المصري بالتحرير (وزارة السياحة والآثار)

مصر لتوظيف الذكاء الاصطناعي في ترميم المومياوات الأثرية

تسعى مصر لتعزيز الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في دعم جهود الترميم، والحفاظ على المومياوات، والمقتنيات الأثرية، ضمن فعالية استضافها المتحف المصري في التحرير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق أمل كلوني تلتقي وزير الثقافة اليوناني لدعم استعادة رخام البارثينون من بريطانيا (غيتي)

بين الفن والسياسة... جورج كلوني وزوجته في معركة استرداد التاريخ

يواصل جورج كلوني وزوجته أمل حملتهما الدولية، لإعادة منحوتات «رخام إلغن» من المتحف البريطاني إلى اليونان، في مسعى لاسترداد كنوز أثرية سُلبت من موطنها الأصلي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«الشرق» تُتوَّج عالمياً بجائزة «تيلي» لشركة العام في مجال الإعلام

تميزت «شبكة الشرق» بين أكثر من 13 ألف مشاركة من 5 قارات محققةً إنجازاً استثنائياً في جوائز «تيلي»... (الشرق الأوسط)
تميزت «شبكة الشرق» بين أكثر من 13 ألف مشاركة من 5 قارات محققةً إنجازاً استثنائياً في جوائز «تيلي»... (الشرق الأوسط)
TT

«الشرق» تُتوَّج عالمياً بجائزة «تيلي» لشركة العام في مجال الإعلام

تميزت «شبكة الشرق» بين أكثر من 13 ألف مشاركة من 5 قارات محققةً إنجازاً استثنائياً في جوائز «تيلي»... (الشرق الأوسط)
تميزت «شبكة الشرق» بين أكثر من 13 ألف مشاركة من 5 قارات محققةً إنجازاً استثنائياً في جوائز «تيلي»... (الشرق الأوسط)

فازت «شبكة الشرق»، الشبكة متعددة المنصات الرائدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في جوائز «تيلي» المرموقة، بلقب «شركة الإعلام للعام»، للعام الثاني على التوالي، مما يُبرز استمرار تميز الشبكة في إنتاج محتوى مؤثر وعالي الجودة. وحصلت «شبكة الشرق» على إجمالي 160 جائزة في مختلف الفئات، بما في ذلك 25 ذهبية، و76 فضية، و59 برونزية.

في عام 2025، تميزت «شبكة الشرق» بين أكثر من 13 ألف مشاركة من خمس قارات، محققةً إنجازاً استثنائياً في جوائز «تيلي»، و شمل المحتوى الفائز أعمالاً من جميع منصات الشبكة، بما في ذلك «الشرق للأخبار»، و«اقتصاد الشرق مع بلومبرغ»، و«الشرق الوثائقية»، و«الشرق ديسكفري».

وقال الدكتور نبيل الخطيب، المدير العام لـ«الشرق للأخبار»: «نحن فخورون بفوزنا بهذا التكريم العالمي للعام الثاني على التوالي، حيث يعكس هذا الإنجاز العمل الجاد والإبداع والشغف الذي يتمتع به فريقنا بأسره، الذي يواصل دفع حدود الابتكار والسرد الإخباري والتغطية الإعلامية المميزة»، وأضاف: «يعزز التكريم التزامنا بتقديم محتوى متطور وجذاب، يلبي احتياجات جمهورنا في العالم العربي».

ومن جانبه، قال محمد اليوسي، مدير عام قناتي «الشرق الوثائقية» و«الشرق ديسكفري»: «يؤكد هذا الفوز التزام فريقنا الثابت بالتميز والابتكار. يُحفزنا هذا التقدير العالمي على مواصلة تقديم محتوى يتناغم مع تطلعات الجمهور وإحداث تأثير ملموس في صناعة المحتوى».

وكرّمت «تيلي» شبكة «الشرق» على تميزها في السرد القصصي وجودة الإنتاج عبر الكثير من الفئات. وشملت أبرز الجوائز التي حصلت عليها «الشرق للأخبار» و«اقتصاد الشرق مع بلومبرغ» تغطية «حملة الانتخابات الأمريكية»، والقصة التفاعلية بتقنية الواقع الافتراضي «تدمير غزة»، وبرومو «نهاية العام 2024»، وبرومو «نربط النقاط» المبتكر.

كما تم تكريم «الشرق الوثائقية» عن سلسلتها الوثائقية الاستثنائية «وجوه»، إلى جانب الأفلام الوثائقية الأصلية مثل: «تحت الأنقاض»، و«ما وراء صيدنايا»، و«معتز عزايزة»، و«تحت رحمة الخيام»، و«مخابئ يوم القيامة».

وفازت «الشرق ديسكفري» عن سلسلة «عقول مظلمة» المثيرة، والغرافيكس الخاص ببرنامج «أسبوع القرش»، مما أظهر تنوع الإبداع الذي تتمتع به الشبكة وحرصها على إثراء المحتوى.

من جانبه قال ستيفن شيك، مدير الخدمات الإبداعية والعلامة التجارية في «الشرق للأخبار»: «إن الفوز بجوائز (تيلي) مرة أخرى يُعد إنجازاً ضخماً لفريقنا، فيحفزنا هذا التنافس بين علامات تجارية مرموقة على الاستمرار في رفع معايير تقديم المحتوى. وأنا أرى أنه من الملهم رؤية أعمالنا تحظى بالاعتراف عالمياً، حيث يُغذي هذا التقدير شغفنا للاستمرار في الابتكار».

وتُعد جوائز «تيلي» التي أُسِّست في الولايات المتحدة عام 1979، من أعرق الجوائز العالمية المخُصصة للاحتفاء بالتميز في مجال الفيديو والتلفزيون. وتغطي هذه الجوائز مجموعة واسعة من الفئات، بدءاً من الإعلانات التلفزيونية التقليدية وصولاً إلى المحتوى الرقمي المتقدم. وتتنافس فيها علامات تجارية مرموقة مثل «سي إن إن»، و«فوكس نيوز»، و«إتش بي أو»، و«تايم وارنر»، مما يُبرز إنجازات «شبكة الشرق» على مستوى عالمي.