كيف يمكن لمواقع التواصل أن تقتل ثقتك بنفسك؟

كثرة المقارنات على وسائل التواصل الاجتماعي ترتبط بانخفاض تقدير الذات (رويترز)
كثرة المقارنات على وسائل التواصل الاجتماعي ترتبط بانخفاض تقدير الذات (رويترز)
TT
20

كيف يمكن لمواقع التواصل أن تقتل ثقتك بنفسك؟

كثرة المقارنات على وسائل التواصل الاجتماعي ترتبط بانخفاض تقدير الذات (رويترز)
كثرة المقارنات على وسائل التواصل الاجتماعي ترتبط بانخفاض تقدير الذات (رويترز)

حين يتصفح الأشخاص مواقع التواصل الاجتماعي بكثرة وينظرون إلى صور ومنشورات الأصدقاء والمشاهير والمؤثرين، فمن السهل الوقوع في فخ المقارنة بين حياتهم وحياة غيرهم.

وتُقدّم لنا منصات مثل «إنستغرام» و«تيك توك» لقطات مختارة بعناية من حياة الآخرين، فنرى من خلالها صوراً رائعة لعطلات، وإنجازات مهنية، وعائلات مثالية، ومنازل نظيفة، ولكن نادراً ما نرى المشاكل والصراعات الموجودة خلف الكواليس.

لهذا السبب، من الطبيعي أن نبدأ بافتراض أن الآخرين يمتلكون كل ما نفتقر إليه. وهذا يُؤثر سلباً على تقديرنا لذاتنا وثقتنا بأنفسنا.

وبحسب موقع «سايكولوجي توداي»، تُشير الدراسات إلى أن كثرة المقارنات على وسائل التواصل الاجتماعي ترتبط بانخفاض تقدير الذات، وزيادة القلق، وارتفاع معدلات الاكتئاب، والمشاكل المتعلقة بصورة الجسم.

ونقل الموقع عن عالمة النفس الأميركية إيمي مورين قولها: «بينما قد يبدو من الطبيعي قياس أدائك مقارنةً بالآخرين، فإن المقارنات قد تستنزف قواك العقلية، وتؤثر سلباً على صحتك النفسية، وتضعف ثقتك بنفسك».

وأضافت مورين: «تؤثر المقارنات على طريقة تفكيرك، وشعورك تجاه نفسك، وكيفية تفاعلك مع الآخرين. ولكن لحسن الحظ، بمجرد إدراكك أنها أصبحت مشكلة، يمكنك تعلم كيفية التحرر منها واستعادة ثقتك بنفسك».

علامات تدل على أنك عالق في فخ المقارنة

قياس قيمتك بإنجازات الآخرين

هل تشعر أن ما أنجزته غير كافٍ أبداً، أو تقول لنفسك باستمرار: «يجب أن أحصل على المزيد من المال، أو المزيد من الأصدقاء، أو أحقق المزيد من النجاح؟». إذا كان الأمر كذلك، فأنت عالق في فخ المقارنة التي تسبب لك شعوراً دائماً بالنقص، بحسب مورين.

صعوبة الاحتفال بنجاحات الآخرين

تقول مورين: «بدلاً من الشعور بالسعادة عندما يحقق صديق أو زميل إنجازاً ما، فإن الشخص الذي يعاني من المقارنات الزائدة يشعر دائماً بالحسد والاستياء تجاه نجاحات الآخرين. فالمقارنة تُصعّب بناء علاقات صحية والحفاظ عليها».

الشعور بالجمود قبل بدء أي تجربة جديدة

هل رغبت في تجربة شيء جديد، مثل هواية أو مسار مهني جديد، ثم قلت لنفسك: «لماذا كل هذا العناء، لن أكون أبداً بمستوى هذا الشخص؟». إذا كان الأمر كذلك، فمن المرجح أن ثقافة المقارنة تُسيطر على خياراتك وتمنعك من التركيز على نقاط قوتك وأهدافك، وفقاً لما أكدته مورين.

مواقع التواصل تؤثر سلباً على تقديرنا لذاتنا وثقتنا بأنفسنا (رويترز)
مواقع التواصل تؤثر سلباً على تقديرنا لذاتنا وثقتنا بأنفسنا (رويترز)

خطوات للتحرر من المقارنة

تقول مورين: «بتغيير عقليتك واتخاذ خطوات مدروسة، يمكنك حماية صحتك النفسية، وإعادة بناء ثقتك بنفسك».

ونصحت مورين باتباع بعض الاستراتيجيات المدعومة علمياً للتحرر من المقارنة. وهذه الاستراتيجيات هي:

حدّد تعريفك الخاص للنجاح

تقول مورين: «من الصعب مقارنة نفسك بشخص آخر إذا كنت واضحاً تماماً بشأن قيمك وأهدافك الخاصة، وبشأن تعريفك الخاص للنجاح».

وتضيف: «على سبيل المثال، إذا كان قضاء وقت ممتع مع عائلتك من أهم أولوياتك، فلن تشعر بالغيرة تجاه شخص يركز على تطوير نفسه مهنياً. وإذا كان السفر حول العالم هو حلمك الأساسي، فقد لا تقارن نفسك بشخص يمتلك منزلاً ضخماً».

اعتبر الآخرين مصدر إلهام لا منافسة

عندما يحقق شخص ما حلماً كنت تريد تحقيقه، قاوم الرغبة في تصويره كمنافس. بدلاً من ذلك، غيّر وجهة نظرك وانظر إليه كـ«مصدر إلهام» قد تتعلم منه.

وتقول مورين: «على سبيل المثال، اسأل نفسك: ما المهارات أو المعلومات التي يمتلكها هذا الشخص والتي يمكنني العمل على تطويرها؟». بدلاً من الشعور بالإحباط بعد رؤية نجاحات الغير، ركّز على كيفية تطوير نفسك.

كن انتقائياً في استخدامك لوسائل التواصل الاجتماعي

تقول مورين: «قد تكون وسائل التواصل الاجتماعي نعمةً ونقمةً في آنٍ واحد، وذلك بحسب كيفية تفاعلك معها. انتبه للحسابات التي تتابعها. هل تُلهمك هذه الحسابات بشكل إيجابي أو تُشعرك بالدونية؟».

وتنصح مورين الأشخاص بإلغاء متابعة الحسابات التي تُثير مشاعر النقص أو الحسد، ومتابعة الصفحات والحسابات المليئة بالمنشورات المُلهمة.

حِدّ من وقتك على الإنترنت

تؤكد مورين ضرورة وضع حدود للوقت الذي يقضيه الشخص على وسائل التواصل الاجتماعي، وممارسة الأنشطة غير المتصلة بالإنترنت التي تدعمه نفسياً، سواء كان ذلك المشي لمسافات طويلة، أو الطبخ مع الأحباء... فهذه الأمور تحسن المزاج وتزيد من الشعور بالرضا.

مارِس الامتنان

تقول مورين: «أحياناً، قد تُعمينا المقارنة عن رؤية ما نملكه بالفعل. ومن ثم، فإن ممارسة الامتنان بانتظام تُساعدك على إعادة تركيزك على الجوانب الإيجابية في حياتك».

ونصحت عالمة النفس الأشخاص بتدوين 3 أشياء يشعرون بالامتنان لها يومياً، مهما بدت صغيرة.


مقالات ذات صلة

«إكس» تُطلق حملة صارمة على حسابات «المحاكاة الساخرة»

تكنولوجيا الملياردير الأميركي إيلون ماسك يرتدي قبعة على شكل الجبن (أ.ف.ب)

«إكس» تُطلق حملة صارمة على حسابات «المحاكاة الساخرة»

أعلنت شركة «إكس» التابعة للملياردير الأميركي إيلون ماسك عن إطلاق حملة صارمة على حسابات «المحاكاة الساخرة».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد شعار تطبيق «تيك توك» يظهر أمام العلم الأميركي (أ.ف.ب) play-circle

ترمب يرجئ مجدداً الموعد المحدد للاتفاق بشأن بيع «تيك توك»

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الجمعة أنه سيؤجل لمدة 75 يوماً أخرى الموعد النهائي المحدد لبيع شبكة التواصل الاجتماعي «تيك توك».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب يظهر خلف شعار منصته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال» (رويترز)

بقيمة 2.3 مليار دولار... ترمب يستعد لبيع حصته في «تروث سوشيال»

يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب لبيع حصته البالغة 2.3 مليار دولار (1.7 مليار جنيه إسترليني) في الشركة المالكة لمنصته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أفريقيا جندي يجلس في نقطة عسكرية بجنوب السودان 15 فبراير 2025 (أ.ب)

كيف تساهم «وسائل التواصل» بتأجيج التوتر في جنوب السودان؟

تؤجج المعلومات المضللة وخطاب الكراهية عبر الإنترنت حالتي الذعر والانقسام في جنوب السودان الذي يشهد توترات سياسية حادة.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
يوميات الشرق المؤسس المشارك والمدير التنفيذي لشركة «سناب شات» إيفان شبيغل (رويترز)

لماذا يعطي رئيس «سناب شات» موظفيه مهمة صعبة في أول يوم عمل؟

يمنح المؤسس المشارك لشركة «سناب شات» إيفان شبيغل الموظفين الجدد في فريق التصميم الخاص به مهمة صعبة للغاية في يومهم الأول.

«الشرق الأوسط» (بكين)

مسح ثلاثي الأبعاد لـ«تايتانيك» يكشف عن تفاصيل جديدة حول الساعات الأخيرة للسفينة

صورة للحطام (أتلانتيك برودكشنز)
صورة للحطام (أتلانتيك برودكشنز)
TT
20

مسح ثلاثي الأبعاد لـ«تايتانيك» يكشف عن تفاصيل جديدة حول الساعات الأخيرة للسفينة

صورة للحطام (أتلانتيك برودكشنز)
صورة للحطام (أتلانتيك برودكشنز)

كشف تحليل مُفصّل لمسح رقمي كامل لسفينة «تايتانيك» عن رؤى جديدة بشأن الساعات الأخيرة للسفينة المنكوبة.

ووفق شبكة «بي بي سي» البريطانية، فإن المسح ثلاثي الأبعاد يظهر انشطار السفينة بعنف نصفين خلال غرقها بعد اصطدامها بجبل جليدي، في أبريل (نيسان) 1912؛ ما أدى إلى غرق 1500 شخص ممن كانوا على متنها.

وأُجري المسح لعرض نتائجه في فيلم وثائقي جديد من إنتاج «ناشيونال جيوغرافيك» و«أتلانتيك برودكشنز» بعنوان «تايتانيك: البعث الرقمي».

ورُسمت خريطة لحطام السفينة، الذي يقبع على عمق 3800 متر في مياه المحيط الأطلسي الجليدية، باستخدام روبوتات تعمل تحت الماء.

ونظراً إلى أن الحطام ضخمٌ جداً ويقبع في ظلمة الأعماق؛ فإن استكشافه بالغواصات لا يُظهر سوى لقطاتٍ قليلة مُثيرة. ومع ذلك، يُوفر المسح الجديد، الذي التقط أكثر من 700 ألف صورة من جميع الزوايا، أول رؤية كاملة لـ«تايتانيك».

صورة تظهر الأضرار البالغة التي تعرضت لها السفينة (أتلانتيك برودكشنز)
صورة تظهر الأضرار البالغة التي تعرضت لها السفينة (أتلانتيك برودكشنز)

ويُظهر مسح إحدى غرف غلايات السفينة أن المهندسين عملوا حتى النهاية للحفاظ على أضواء السفينة مضاءة خلال تعرضها للغرق.

وتُظهر الصور الرقمية أن بعض الغلايات مقعرة؛ مما يشير إلى أنها كانت لا تزال تعمل خلال غرقها في الماء.

وعلى سطح مؤخرة السفينة، اكتُشف صمام مفتوح؛ مما يشير إلى استمرار تدفق البخار إلى نظام توليد الكهرباء.

وقال مؤرخ «تايتانيك» الشهير باركس ستيفنسون إن الفضل في ذلك يمكن أن يُعزى إلى فريق من المهندسين بقيادة جوزيف بيل، بقوا لنقل الفحم إلى الأفران لإبقاء الأنوار مضاءة.

وأضاف: «جميعهم لقوا حتفهم في الكارثة، لكن أعمالهم البطولية أنقذت أرواحاً كثيرة».

وأوضح: «لقد حافظوا على تشغيل الأضواء والكهرباء حتى النهاية؛ لإعطاء الطاقم الوقت الكافي لإطلاق قوارب النجاة بأمان في ظل وجود بعض الضوء بدلاً من الظلام الدامس».

رُسمت خريطة لحطام السفينة باستخدام روبوتات تعمل تحت الماء (أتلانتيك برودكشنز)
رُسمت خريطة لحطام السفينة باستخدام روبوتات تعمل تحت الماء (أتلانتيك برودكشنز)

وقال البروفيسور جيوم كي بايك، من «كلية لندن الجامعية»، الذي قاد البحث في المسح الجديد إنهم استخدموا خوارزميات رقمية متقدمة، ونمذجة حسابية، وقدرات كومبيوترية فائقة لإعادة النظر بدقة في قصة غرق «تايتانيك».

وأضاف: «تُظهر المحاكاة أن اصطدام السفينة بالجبل الجليدي خلف ثقوباً في هيكلها بحجم أوراق (إيه فور - A4) أدت إلى غرقها».

وتابع: «كان من المفترض أن تكون (تايتانيك) غير قابلة للغرق، فهي مصممة للبقاء طافية حتى في حالة غمر 4 من حجراتها. لكن المحاكاة تُقدّر أن أضرار الجبل الجليدي كانت موزعة على 6 حجرات».

وأشار فريق البحث إلى أن الأمر سيستغرق سنوات لفحص كل تفاصيل نسخة التصوير ثلاثية الأبعاد بدقة.

وكانت «تايتانيك»، التي كانت أكبر سفينة في ذلك الوقت، تجري رحلتها الأولى من ساوثهامبتون إلى نيويورك حين اصطدمت بالجبل الجليدي.

ومن بين 2200 راكب وأفراد الطاقم على متنها، غرق أكثر من 1500 شخص في واحدة من كبرى كوارث النقل في القرن العشرين.