مساجد مصر الأثرية تتصدر الوجهات السياحية خلال رمضان

«الرفاعي» و«السيدة زينب» و«الحسين» الأبرز

مسجد الرفاعي حظي بتصميم معماري مميز (وزارة السياحة والآثار)
مسجد الرفاعي حظي بتصميم معماري مميز (وزارة السياحة والآثار)
TT

مساجد مصر الأثرية تتصدر الوجهات السياحية خلال رمضان

مسجد الرفاعي حظي بتصميم معماري مميز (وزارة السياحة والآثار)
مسجد الرفاعي حظي بتصميم معماري مميز (وزارة السياحة والآثار)

في ليالي رمضان، يصبح لمساجد مصر الأثرية طابعها الخاص المميز، فهذه المساجد التي تشهد صلاة التراويح، والتفرغ للعبادة خصوصاً في العشر الأواخر من الشهر الكريم، تتزين واجهات المساجد بالأنوار، ويحفها عطر الماضي البعيد، وفي الوقت نفسه تصبح قبلة للزيارة والسياحة الدينية خلال الشهر الكريم.

صدّرت وزارة السياحة والآثار في مصر جامع الرفاعي باعتباره مدفن الملوك والأسرة العلوية، ونشرت الوزارة فيديو حول المسجد العريق وتاريخ بنائه متصدراً الوجهات السياحية في رمضان، وأوضحت أن هذا الجامع رغم أن خوشيار هانم والدة الخديو إسماعيل هي التي بنته، فإنه عرف بالرفاعي نسبة إلى أحد مشايخ الطرق الصوفية المعروف بالرفاعي والمدفون في إحدى زوايا الجامع وهو الشيخ علي المعروف بأبي شباك حفيد الإمام أحمد الرفاعي. وفق وزارة السياحة والآثار.

مسجد الرفاعي من الداخل (وزارة السياحة والآثار)

ويتميز الجامع بتصميمه المعماري المميز الفخم، وزخارفه البديعة خصوصاً في إيوان القبلة والمنبر وكرسي المقرئ وزخارف اللحود، وينقسم إلى جزأين؛ جزء مخصص للصلاة، وآخر مخصص لمدافن الأسرة العلوية، حيث دُفن فيه خوشيار هانم والدة الخديو إسماعيل والخديو نفسه وزوجاته الثلاث، والسلطان حسين كامل والملك فؤاد والملك فاروق. كما يضم قبر محمد رضا بهلوي آخر شاه إيراني، وكان زوج الأميرة فوزية ابنة الملك فؤاد الأول.

مسجد الرفاعي عُرف بتصميمه المميز (وزارة السياحة والآثار)

المسجد الذي يقع بالقرب من قلعة صلاح الدين (شرق القاهرة) يعتبر من المزارات السياحية الرئيسية فيما يتعلق بالسياحة الدينية في مصر، وقد بدأ بناؤه عام 1869 وافتتح على يد الخديو عباس حلمي الثاني عام 1912.

وإلى جواره مباشرة يزهو جامع السلطان حسن، بطرازه المعماري الفريد، وما يمثله من قطعة فنية من العمارة المملوكية في مصر، وقد بني في القرن الرابع عشر الميلادي وتحديداً عام 1362، بناه السلطان حسن بن الناصر محمد بن قلاوون، ليصبح درة العمارة الإسلامية في الشرق والأعلى بنياناً، وفق مصادر عدة، وملحقة به مدرسة كانت متخصصة في تدريس المذاهب الأربعة.

كما تجذب مساجد آل البيت الكثير من الزائرين خلال شهر رمضان، ومن بينها مسجد السيدة زينب في وسط القاهرة، حيث يشهد زحاماً وحوله وأمامه في ليالي الشهر الكريم، سواء لأداء العبادات أو زيارة المسجد بعد تجديده وافتتاحه، وكذلك مشهد السيدة نفيسة الذي افتتحه قبل فترة الرئيس المصري وسط حضور من دول إسلامية.

إيوان القبلة في مسجد السلطان حسن (وزارة السياحة والآثار)

ويرى المتخصص في الآثار الإسلامية الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، أن المساجد الأثرية بمصر تتميز بسمات خاصة في شهر رمضان، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «كما أنه خلال شهر رمضان يزداد ارتياد مزارات آل البيت والمساجد الأثرية عامة لمعايشة أجواء رمضان الروحية بين هذه الرحاب الطاهرة في الشهر الكريم ومن بينها مسجد الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة والرفاعي».

تطوير مسجد السيدة زينب (شركة المقاولون العرب)

ويشير ريحان إلى أهمية هذه المساجد التاريخية والأثرية، موضحاً أن «الرئيس عبد الفتاح السيسي افتتح مسجد سيدنا الحسين عام 2022، بعد أعمال التجديد الشاملة، بما في ذلك المقصورة الجديدة للضريح وشارك في الاحتفال السلطان مفضل سيف الدين سلطان طائفة البهرة بالهند، يرافقه الأمراء من أشقائه وأنجاله».

ويؤكد أن المسجد الحسيني ومشهده بالقاهرة ارتبط بروحانيات المصريين وليالي شهر رمضان الكريم، وهو المسجد الذي شهد على حقب تاريخية مهمة، منذ إنشائه في العصر الفاطمي عام 1154 ميلادية تحت إشراف الوزير الصالح طلائع بن رزيق.

مسجد الرفاعي بمنطقة القلعة (الشرق الأوسط)

من جانبه يعدّ الدكتور محمد المحمدي، أستاذ الإرشاد السياحي، مساجد آل البيت والمساجد الأثرية من المزارات والمقاصد السياحية المميزة التي تحظى بصدارة الاهتمام خصوصاً خلال شهر رمضان. مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر تولي اهتماماً كبيراً بمزارات ومساجد آل البيت والمساجد الأثرية التي تعتبر من المشاريع القومية لإحياء المناطق الدينية والتاريخية والأثرية بالقاهرة الفاطمية لجعلها مزارات سياحية ومناطق جذب سياحي وإظهار اللمسة الجمالية بها، لما لها من أثر إيجابي على جذب السياحة الداخلية والخارجية، بالإضافة لتسليط الضوء على تاريخ وعراقة الأماكن التراثية».


مقالات ذات صلة

جوان خضر: لا تجوز المنافسة ضمن المسلسل الواحد

يوميات الشرق أتقن جوان رَسْم ملامح «فجر» وقدَّم مشهديات صامتة (مشهد من «تحت سابع أرض»)

جوان خضر: لا تجوز المنافسة ضمن المسلسل الواحد

أتقن الممثل السوري جوان خضر رَسْم ملامح «فجر» في مسلسل «تحت سابع أرض» الرمضاني وقدَّم مشهديات صامتة أغنت الحوار. نطق بعينيه. شخصية مُركَّبة حملت أكثر من تفسير.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق في فيلم «نهاد الشامي» تُجسّد جوليا قصّار شخصية الحماة المتسلّطة (إنستغرام)

جوليا قصّار لـ«الشرق الأوسط»: الكيمياء بين ممثل وآخر منبعُها سخاء العطاء

ترى جوليا قصّار أنّ مشاركة باقة من الممثلين في المسلسل أغنت القصّة، ونجحت نادين جابر في إعطاء كل شخصية خطّاً يميّزها عن غيرها، مما ضاعف حماسة فريق العمل.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق حسن عسيري خلال استضافته المطرب إيهاب توفيق (الشرق الأوسط)

حسن عسيري يستحضر حسَّه الكوميدي في برنامجه «بروود كاست»

في حواره مع «الشرق الأوسط» تحدّث الفنان والمنتج السعودي حسن عسيري عن كواليس برنامجه «بروود كاست».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق انتهت مسلسلات رمضان وبقيت تتراتها عالقة في الأذهان

انتهت مسلسلات رمضان وبقيت تتراتها عالقة في الأذهان

من مصر إلى لبنان وسوريا مروراً بالخليج، جولة على أكثر أغاني المسلسلات جماهيريةً واستماعاً.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق العمل أهلٌ بتصنيفه بين الأفضل (البوستر الرسمي)

«بالدم»... مخاطرةٌ رابحة مع ملاحظات ضرورية

العمل لم ينل التنويه لمجرّد عواطف وطنية، فذلك مُعرَّض لأنْ تفضحه ثغر ويدحضه افتعال. أهليته للإشادة به مردُّها أنه أقنع بكثير من أحداثه، ومنح شخصيات قدرة تأثير.

فاطمة عبد الله (بيروت)

حملة موسعة من «الموسيقيين» المصرية ضد «تجاوزات» أغاني المهرجانات

عصام صاصا (حسابه بموقع فيسبوك)
عصام صاصا (حسابه بموقع فيسبوك)
TT

حملة موسعة من «الموسيقيين» المصرية ضد «تجاوزات» أغاني المهرجانات

عصام صاصا (حسابه بموقع فيسبوك)
عصام صاصا (حسابه بموقع فيسبوك)

قامت «نقابة الموسيقيين» المصرية خلال الأيام القليلة الماضية بحملة موسعة ضد «تجاوزات» أغنيات المهرجانات بالحفلات والإصدارات الخاصة، خصوصاً بعد رصد ومتابعة عدد منها، وبدأت الحملة بمؤدي المهرجانات حمو بيكا، بعد تداول فيديو منسوب له عبر مواقع «سوشيالية»، وهو يغني كلمات اعتبرها البعض غير لائقة، بل وتسيء لإحدى مؤسسات الدولة.

ووفق بيان لـ«نقابة الموسيقيين»، فإن بيكا الذي يمارس نشاطه الفني كأحد حاملي تصريح شعبة «الأداء الصوتي»، تم إيقاف تصريحه وتحويله للشؤون القانونية للتحقيق العاجل، وذلك على خلفية ظهوره بإحدى الحفلات وغنائه كلمات لا تليق، كما شددت النقابة في بيانها على أنها لن تتهاون تجاه أي تجاوز أو إساءة، لا سيما فيما يتعلق بالثوابت المجتمعية أو مؤسسات الدولة.

ولم يتوقف الأمر عند بيكا، الذي دافع عن نفسه عبر حسابه الرسمي بموقع «فيسبوك»، عقب قرار إيقافه، متذرعاً بأن الأغنية موال قديم، وأنه لم يقصد الإساءة، وأوضح خلال منشوره أن «الكثير من المطربين يقومون بغناء هذه الأغنية في حفلاتهم»، واستشهد بفيديوهات لبعض منهم، من بينهم المطرب الشعبي رضا البحراوي.

بدورها أعلنت النقابة، في بيان رسمي، التحقيق مع المطرب الشعبي رضا البحراوي بعد الاطلاع على الفيديو المنسوب إليه أثناء غنائه الكلمات نفسها التي قدمها بيكا في إحدى حفلاته، حيث أكد الدكتور محمد عبد الله، المتحدث الإعلامي لـ«نقابة الموسيقيين»، بأن النقابة لن تتهاون مع أي تجاوز.

حمو بيكا (حسابه بموقع فيسبوك)

وأوضح عبد الله، في بيان، أن عدم إيقاف البحراوي عن العمل أسوة بإيقاف حمو بيكا، يعود لكون الإيقاف عقوبة في حد ذاته، ولا يجوز توقيع عقوبة من دون تحقيق، طبقاً لنص المادة 12 من اللائحة التنفيذية لقانون النقابات الفنية الثلاث، الذي ينص على أنه يحق لمجلس النقابة إيقاف عضوية المنتسب في أي وقت، بينما لم تنص على إحالته للتحقيق، لكن في حالة العضو العامل فالقانون يشترط إحالته للتحقيق أولاً.

وبجانب بيكا والبحراوي، أعلنت «نقابة الموسيقيين»، مؤخراً التحقيق مع مؤدي المهرجانات عصام صاصا، بعد انتقادات واسعة طالت بعض أعماله الأخيرة، ورصد تجاوزات في كلمات أغنياته، ومن بينها أغنية «محكمة ودخلنا على المفرمة»، التي طرحها صاصا عبر قناته الرسمية بموقع «يوتيوب»، وحققت أكثر من 12 مليون مشاهدة خلال أسبوعين.

من جانبه، قال الناقد الفني المصري طارق الشناوي، تعليقاً على تجاوزات بعض مؤدي المهرجانات: «لا يمكن لأحد الدفاع عن الخطأ بأي شكل من الأشكال، ومن أخطأ فعليه تحمل نتيجة ذلك»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»، أن «التعميم بارتكاب إساءات أو تجاوزات على كل مطربي المهرجانات لا يجوز، خصوصاً أن ثقافة البعض منهم محدودة، ولا يعلمون جيداً خطورة ما يقدمون، وبرغم ذلك فإن الجهل بالشيء لا يمنع من العقوبة».

رضا البحراوي (حسابه بموقع فيسبوك)

وتطرق الشناوي إلى وقائع قديمة، قائلاً: «إن محمد عبد الوهاب وأم كلثوم تعرضا لاتهامات من إحدى المؤسسات الدينية بسبب كلمات أغنياتهم؛ لذلك فإن الخطأ لا يقتصر على مؤدي المهرجانات أو المطربين الشعبيين فقط، لكن ربما يكون هناك غيرهم؛ لذلك فمن يتجاوز في أعماله يجب محاسبته ومعاقبته، من دون وصم فئة بعينها».

وبعيداً عن الغناء، تحفظت الأجهزة الأمنية بمصر على حمو بيكا قبل أشهر عدة؛ بتهمة «حيازة سلاح أبيض»، و«الهروب من تنفيذ أحكام قضائية»، إلا أنه خرج بعد قضاء العقوبة في فبراير (شباط) الماضي، بينما قضى عصام صاصا فترة حبسه 6 أشهر مع الشغل في واقعة قيادة سيارة تحت تأثير المخدرات.