مساجد مصر الأثرية تتصدر الوجهات السياحية خلال رمضان

«الرفاعي» و«السيدة زينب» و«الحسين» الأبرز

مسجد الرفاعي حظي بتصميم معماري مميز (وزارة السياحة والآثار)
مسجد الرفاعي حظي بتصميم معماري مميز (وزارة السياحة والآثار)
TT
20

مساجد مصر الأثرية تتصدر الوجهات السياحية خلال رمضان

مسجد الرفاعي حظي بتصميم معماري مميز (وزارة السياحة والآثار)
مسجد الرفاعي حظي بتصميم معماري مميز (وزارة السياحة والآثار)

في ليالي رمضان، يصبح لمساجد مصر الأثرية طابعها الخاص المميز، فهذه المساجد التي تشهد صلاة التراويح، والتفرغ للعبادة خصوصاً في العشر الأواخر من الشهر الكريم، تتزين واجهات المساجد بالأنوار، ويحفها عطر الماضي البعيد، وفي الوقت نفسه تصبح قبلة للزيارة والسياحة الدينية خلال الشهر الكريم.

صدّرت وزارة السياحة والآثار في مصر جامع الرفاعي باعتباره مدفن الملوك والأسرة العلوية، ونشرت الوزارة فيديو حول المسجد العريق وتاريخ بنائه متصدراً الوجهات السياحية في رمضان، وأوضحت أن هذا الجامع رغم أن خوشيار هانم والدة الخديو إسماعيل هي التي بنته، فإنه عرف بالرفاعي نسبة إلى أحد مشايخ الطرق الصوفية المعروف بالرفاعي والمدفون في إحدى زوايا الجامع وهو الشيخ علي المعروف بأبي شباك حفيد الإمام أحمد الرفاعي. وفق وزارة السياحة والآثار.

مسجد الرفاعي من الداخل (وزارة السياحة والآثار)
مسجد الرفاعي من الداخل (وزارة السياحة والآثار)

ويتميز الجامع بتصميمه المعماري المميز الفخم، وزخارفه البديعة خصوصاً في إيوان القبلة والمنبر وكرسي المقرئ وزخارف اللحود، وينقسم إلى جزأين؛ جزء مخصص للصلاة، وآخر مخصص لمدافن الأسرة العلوية، حيث دُفن فيه خوشيار هانم والدة الخديو إسماعيل والخديو نفسه وزوجاته الثلاث، والسلطان حسين كامل والملك فؤاد والملك فاروق. كما يضم قبر محمد رضا بهلوي آخر شاه إيراني، وكان زوج الأميرة فوزية ابنة الملك فؤاد الأول.

مسجد الرفاعي عُرف بتصميمه المميز (وزارة السياحة والآثار)
مسجد الرفاعي عُرف بتصميمه المميز (وزارة السياحة والآثار)

المسجد الذي يقع بالقرب من قلعة صلاح الدين (شرق القاهرة) يعتبر من المزارات السياحية الرئيسية فيما يتعلق بالسياحة الدينية في مصر، وقد بدأ بناؤه عام 1869 وافتتح على يد الخديو عباس حلمي الثاني عام 1912.

وإلى جواره مباشرة يزهو جامع السلطان حسن، بطرازه المعماري الفريد، وما يمثله من قطعة فنية من العمارة المملوكية في مصر، وقد بني في القرن الرابع عشر الميلادي وتحديداً عام 1362، بناه السلطان حسن بن الناصر محمد بن قلاوون، ليصبح درة العمارة الإسلامية في الشرق والأعلى بنياناً، وفق مصادر عدة، وملحقة به مدرسة كانت متخصصة في تدريس المذاهب الأربعة.

كما تجذب مساجد آل البيت الكثير من الزائرين خلال شهر رمضان، ومن بينها مسجد السيدة زينب في وسط القاهرة، حيث يشهد زحاماً وحوله وأمامه في ليالي الشهر الكريم، سواء لأداء العبادات أو زيارة المسجد بعد تجديده وافتتاحه، وكذلك مشهد السيدة نفيسة الذي افتتحه قبل فترة الرئيس المصري وسط حضور من دول إسلامية.

إيوان القبلة في مسجد السلطان حسن (وزارة السياحة والآثار)
إيوان القبلة في مسجد السلطان حسن (وزارة السياحة والآثار)

ويرى المتخصص في الآثار الإسلامية الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، أن المساجد الأثرية بمصر تتميز بسمات خاصة في شهر رمضان، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «كما أنه خلال شهر رمضان يزداد ارتياد مزارات آل البيت والمساجد الأثرية عامة لمعايشة أجواء رمضان الروحية بين هذه الرحاب الطاهرة في الشهر الكريم ومن بينها مسجد الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة والرفاعي».

تطوير مسجد السيدة زينب (شركة المقاولون العرب)
تطوير مسجد السيدة زينب (شركة المقاولون العرب)

ويشير ريحان إلى أهمية هذه المساجد التاريخية والأثرية، موضحاً أن «الرئيس عبد الفتاح السيسي افتتح مسجد سيدنا الحسين عام 2022، بعد أعمال التجديد الشاملة، بما في ذلك المقصورة الجديدة للضريح وشارك في الاحتفال السلطان مفضل سيف الدين سلطان طائفة البهرة بالهند، يرافقه الأمراء من أشقائه وأنجاله».

ويؤكد أن المسجد الحسيني ومشهده بالقاهرة ارتبط بروحانيات المصريين وليالي شهر رمضان الكريم، وهو المسجد الذي شهد على حقب تاريخية مهمة، منذ إنشائه في العصر الفاطمي عام 1154 ميلادية تحت إشراف الوزير الصالح طلائع بن رزيق.

مسجد الرفاعي بمنطقة القلعة (الشرق الأوسط)
مسجد الرفاعي بمنطقة القلعة (الشرق الأوسط)

من جانبه يعدّ الدكتور محمد المحمدي، أستاذ الإرشاد السياحي، مساجد آل البيت والمساجد الأثرية من المزارات والمقاصد السياحية المميزة التي تحظى بصدارة الاهتمام خصوصاً خلال شهر رمضان. مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر تولي اهتماماً كبيراً بمزارات ومساجد آل البيت والمساجد الأثرية التي تعتبر من المشاريع القومية لإحياء المناطق الدينية والتاريخية والأثرية بالقاهرة الفاطمية لجعلها مزارات سياحية ومناطق جذب سياحي وإظهار اللمسة الجمالية بها، لما لها من أثر إيجابي على جذب السياحة الداخلية والخارجية، بالإضافة لتسليط الضوء على تاريخ وعراقة الأماكن التراثية».


مقالات ذات صلة

مصر: تصوير مسلسلات رمضانية مستمر «حتى آخر نفس»

يوميات الشرق مشهد من مسلسل «لام شمسية» - الشركة المنتجة

مصر: تصوير مسلسلات رمضانية مستمر «حتى آخر نفس»

يتواصل في مصر تصوير المسلسلات الرمضانية حتى الأيام الأخيرة من رمضان في عدد من مواقع التصوير المختلفة.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق المسلسل لا يحتمل التطويل ولا يملك ما يؤهّله للانفلاش (البوستر الرسمي)

«نفس»... نصف المسلسل الفارغ يطغى على نصفه الملآن

تبلغ الفكرة المُشاهد بقدم واحدة. لديها ما تقوله عن الأنفاق التي تنتهي بضوء هو قدَر المؤمنين بعظمة تخطّي العتمة. لكنَّ النيّة شيء وترجمتها على الشاشة شيء آخر.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق فرقة «أولاد النيل» تعزف الربابة على مسرح البالون (الشرق الأوسط)

الربابة... رفيقة جلسات السمر في ليالي مضان

ارتبطت احتفالات رمضان في مصر على مر الأزمنة بألوان موسيقية ذات طابع خاص، ومن أبرزها موسيقى الفلكلور والحكي الشعبي على آلة الربابة العتيقة.

نادية عبد الحليم (القاهرة )
رياضة عربية هدف عالمي على طريقة «رابونا» (مقطع فيديو متداول)

مصر: الدورات الرمضانية تكشف عن «مواهب مدفونة»

هدف عالمي على طريقة «رابونا» وفرحة جنونية من اللاعبين والجماهير... مشهد جاء بعيداً عن أضواء المستطيلات الخضراء الشهيرة، وكاميرات القنوات الرياضية ومتابعيها.

محمد عجم (القاهرة )
يوميات الشرق منطقة روكسي بها الكثير من متاجر بيع الملابس

ملابس العيد في مصر... غلاء وحيرة على وقع طقس متقلب

يعدّ شراء ملابس جديدة لاستقبال العيد، أحد أبرز الطقوس التي يحرص عليها المصريون، لا سيما ملابس الأطفال التي يطلق عليها شعبياً تعبير «كسوة العيد».

منى أبو النصر (القاهرة)

روبوت صغير قد يحدث ثورة في الكشف عن السرطان

تتيح التقنية الجديدة توليد صور ثلاثية الأبعاد عالية الدقة من داخل الجهاز الهضمي (جامعة فاندربيلت)
تتيح التقنية الجديدة توليد صور ثلاثية الأبعاد عالية الدقة من داخل الجهاز الهضمي (جامعة فاندربيلت)
TT
20

روبوت صغير قد يحدث ثورة في الكشف عن السرطان

تتيح التقنية الجديدة توليد صور ثلاثية الأبعاد عالية الدقة من داخل الجهاز الهضمي (جامعة فاندربيلت)
تتيح التقنية الجديدة توليد صور ثلاثية الأبعاد عالية الدقة من داخل الجهاز الهضمي (جامعة فاندربيلت)

طوّر باحثون روبوتاً مغناطيسياً صغيراً قادراً على إجراء مسوحات طبية ثلاثية الأبعاد داخل أعماق الجسم، مما قد يُحدث ثورة في الكشف المبكر عن السرطان.

نشر الباحثون نتائج دراستهم، الأربعاء، في دورية «ساينس روبوتكس»، التي تشرح كيف دمج الفريق الروبوت صاحب الحركة الدورانية الفريدة، في منظار داخلي مغناطيسي مرن جديد (MFE)، ما زوّد المنظار بجهاز تصوير صغير عالي التردد يمكنه التقاط صور ثلاثية الأبعاد مفصلة للأنسجة الداخلية بالجسم.

يقول الفريق البحثي، الذي عمل تحت قيادة مهندسين من جامعة ليدز بالمملكة المتحدة، إن «هذه هي المرة الأولى التي يُتاح فيها توليد صور ثلاثية الأبعاد عالية الدقة بالموجات فوق الصوتية مأخوذة من داخل الجهاز الهضمي».

ووفق الباحثين، يمهد هذا الابتكار الطريق لإحداث نقلة نوعية في تشخيص وعلاج العديد من أنواع السرطان من خلال إتاحة «الخزعات الافتراضية» - وهي فحوصات غير جراحية توفر بيانات تشخيصية فورية، مما يسمح للأطباء باكتشاف هذه المشكلات وتحديد مراحلها، وربما علاجها ضمن إجراء واحد.

وربما كان سر نجاح الفريق هو استخدام شكل ثلاثي الأبعاد غير معروف، وهو «الأولويد»، الذي منح الروبوت نطاق حركة، كان مستحيلاً في السابق، للتنقل الدقيق والتصوير داخل الجسم.

وطُوّرت هذه التقنية من خلال تعاون بين مهندسين وعلماء وأطباء من جامعة ليدز الإنجليزية، وجامعة غلاسكو وجامعة إدنبرة في اسكوتلندا؛ حيث قادت جامعة ليدز تطوير الروبوتات ودمج المسبار ضمن التقنية النهائية، بينما وفّرت جامعتا غلاسكو وإدنبرة مسبار الموجات فوق الصوتية وقادتا عملية التصوير.

قال بيترو فالداستري، الأستاذ ورئيس قسم الروبوتات والأنظمة ذاتية التشغيل ومدير مختبر «ستورم (STORM)»: «لأول مرة، يُمكّننا هذا البحث من إعادة بناء صورة ثلاثية الأبعاد بالموجات فوق الصوتية مأخوذة من مسبار عميق من داخل الأمعاء».

وأضاف: «يُتيح هذا النهج تحليل الأنسجة موضعياً وتشخيص سرطان القولون والمستقيم، مع نتائج فورية»، مؤكداً أن عملية تشخيص سرطان القولون والمستقيم تتطلب حالياً إزالة عينة من الأنسجة، ثم إرسالها إلى المختبر، وعادة ما تستغرق النتائج من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع.

وتابع: «يُنشئ جهاز التصوير صوراً ثلاثية الأبعاد وعالية الدقة للمنطقة التي يمسحها. ما يمكّن الأطباء من إنشاء صور مقطعية تُحاكي تلك الناتجة عن الخزعة التقليدية؛ حيث تُقطع عينة من الأنسجة إلى طبقات رقيقة وتُوضع على شريحة لفحصها تحت المجهر.

ويُمكّن مسبار الموجات فوق الصوتية عالي التردد/الدقة المستخدم في هذه الدراسة المستخدمين من رؤية السمات المميزة لأعضاء الجسم على المستوى المجهري، وصولاً إلى تفاصيل طبقات الأنسجة.

قالت الباحثة نيكيتا جرينيدج، طالبة الدراسات العليا وعضوة مختبر «ستورم» في ليدز، والمؤلفة الرئيسية للدراسة: «بدمج روبوتاتنا المتقدمة مع التصوير الطبي بالموجات فوق الصوتية، نتقدم بهذا الابتكار خطوة إلى الأمام على تنظير القولون التقليدي، مما يسمح للأطباء بالتشخيص والعلاج في إجراء واحد، مما يلغي فترة الانتظار بين التشخيص والتدخل».

وأوضحت: «هذا لا يجعل العملية أكثر راحة للمرضى فحسب، بل يُقلل أيضاً من أوقات الانتظار، ويُقلل من تكرار الإجراءات، ويُخفف من قلق انتظار نتائج السرطان المحتملة».

وأضافت: «يُعد سرطان القولون والمستقيم أحد الأسباب الرئيسية للوفيات المرتبطة بالسرطان في العالم، ولكن إذا تم اكتشافه مبكراً، فإنه قابل للعلاج بدرجة كبيرة».

واختتمت: «يُقدم هذا البحث نهجاً جديداً يُمكن أن يُحسّن التشخيص المبكر بشكل كبير من خلال إجراء طبي أقل توغلاً، وقد يُسهّل أيضاً، في المستقبل، توصيل الأدوية المُستهدفة بالموجات فوق الصوتية لضمان علاج أكثر فاعلية».