مريم شعباني تبني في باريس «المسجد الأجمل بأوروبا»

المهندسة الجزائرية الأصل تريده أن يلائم جيلاً مسلماً وُلد في فرنسا

طاقة متميّزة تفوَّقت في ميدانها (مواقع التواصل)
طاقة متميّزة تفوَّقت في ميدانها (مواقع التواصل)
TT
20

مريم شعباني تبني في باريس «المسجد الأجمل بأوروبا»

طاقة متميّزة تفوَّقت في ميدانها (مواقع التواصل)
طاقة متميّزة تفوَّقت في ميدانها (مواقع التواصل)

تملك المهندسة الجزائرية الأصل مريم شعباني رصيداً طيباً في ميدان التصميم داخل البلاد العربية وخارجها، وهي تتوّج مسيرتها حالياً بمسجد في الدائرة الحادية عشرة من باريس يُوصف بأنه مبنى طليعي ينسجم مع محيطه. بل إنّ الصحافة وصفت المشروع بأنه سيكون «المسجد الأجمل في أوروبا».

لا يقتصر المسجد على وظيفته بكونه معبداً تقليدياً للصلاة، وإنما هو مركز ثقافي وديني يبزغ وسط منطقة الباستيل العريقة في العاصمة الفرنسية. ووقع الاختيار على شعباني لتصميم هذا المبنى بناء على قرار من الجمعية التي تدير المشروع.

تحمل شعباني الجنسيتَيْن الجزائرية والفرنسية. وُلدت في العاصمة الجزائرية عام 1989، وانتقلت إلى فرنسا وهي في الثالثة من العمر، حيث باشرت مسيرتها التعليمية وتخرَّجت في المدرسة الوطنية العليا للهندسة، وكانت تضع نصب عينيها تطوير الضواحي التي يتجمَّع فيها المهاجرون. كما أسَّست مع البريطاني جون إدوم جماعة هندسية باسم «نيو ساوث»، تتعامل برؤية جديدة وحديثة مع التصاميم المعمارية في البلدان النامية، وتسعى إلى تحسين عمارة المناطق المهمشة في ضواحي المدن.

تبلغ مساحة المسجد الباريسي الجديد 2000 متر مربع، يتلاءم مع واقع حياة المسلمين في فرنسا. وهو يضمّ قاعة للمعارض ومكتبة ومتجراً ومكاتب لا تفصل بينها جدران ثابتة، وإنما يمكن تحويرها بفضل القواطع المتحرّكة بين المساحات، ووفق الأوقات المحدَّدة للصلاة. وكانت شعباني قد أوضحت فكرتها من خلال مقال نُشر في صحيفة «لوموند» قالت فيه إنَّ ما يثير اهتمامها في هذا المشروع هو تشييد مسجد في بلد يشكّل المسلمون فيه أقلية. ففي أوروبا، تدلُّ الجماليات الشرقية والقباب والأقواس والمنائر فوراً على فئة جاءت من مكان مختلف، في حين أنها تريد تصميم مسجد فرنسي لمسلمين فرنسيين، أي لجيل جديد وُلد في هذا البلد وليس أجنبياً جاء من الخارج. وتتساءل: ما فائدة المنارة في بلد لا يُقام فيه الأذان؟

تحمل شعباني الجنسيتين الجزائرية والفرنسية (مواقع التواصل)
تحمل شعباني الجنسيتين الجزائرية والفرنسية (مواقع التواصل)

ولتحقيق هذا الهدف، استطلع فريق الإعداد للمشروع آراء السكان المقيمين في الحي لمعرفة حاجاتهم وتطلّعاتهم. وبهذه الرؤية، فإنّ المسجد الباريسي الجديد لن يُشبه أماكن العبادة التقليدية الموجودة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ومنذ ظهورها في الساحة المعمارية، كشفت مريم شعباني عن طاقة متميّزة وتفوَّقت في ميدانها، إذ حصلت على جوائز ومنح دراسية، الأمر الذي أهَّلها لتقديم محاضرات في الكلية الملكية للفنون في لندن، وفي المعهد العالي للهندسة في جنيف، كما أمضت فترة في جامعة هارفارد الأميركية. وعُرضت أعمالها الهندسية في بينالي فينيسيا، وترينالي أوسلو، ومتحف ماكسي في روما. وأخيراً فإنَّ اسم المهندسة الجزائرية الشابة ظهر في القائمة القصيرة لتنفيذ الموقع التذكاري لبرج «غرينفل» في لندن؛ وهو مبنى من 24 طبقةً للمساكن الاجتماعية الشعبية كان قد تعرَّض لحريق قبل 8 سنوات ويؤوي عدداً من العائلات العربية.


مقالات ذات صلة

صديقان يعثران على كنز تاريخي بقيمة 4 ملايين دولار فينتهي بهما الأمر في السجن... لماذا؟

يوميات الشرق جورج باول (يمين) ولايتون ديفيز (بي بي سي)

صديقان يعثران على كنز تاريخي بقيمة 4 ملايين دولار فينتهي بهما الأمر في السجن... لماذا؟

تحوّل صديقان بريطانيان من «كاشفي معادن» إلى «سجينين» بعد أن أُدينا بسرقة أحد أكبر الكنوز المكتشفة في تاريخ الجزر البريطانية بقيمة نحو 4 ملايين دولار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق نقاط عدّة تجمعه بشخصية الدكتور «آدم» (إنستغرام)

سعيد سرحان لـ«الشرق الأوسط»: أنتظر نهاية «بالدم» لنحتفل بالإنجاز

يرى سعيد سرحان أنّ المنتج جمال سنان سار بخطّة مُحكَمة. فلم يتسرَّع عندما أدرك قدرات أولاد بلده الفنّية. وتطلّب الأمر جرأة لم يتشجّع أحد مؤخراً للإقدام عليها.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق تكرار الاسم فوراً يتعارض مع عمل الدماغ في ترميزه بالذاكرة (أ.ف.ب)

كيف تحسّن قدرتك على تذكر الأسماء؟

هل تواجه صعوبة في تذكر أسماء الأشخاص الذين تقابلهم، خصوصاً في مناسبات العمل أو التجمعات الاجتماعية، حيث تلتقي بمجموعة من الأشخاص دفعةً واحدة؟

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق محاولة فَهْم العالم (أ.ب)

«برايل» تُغيِّر حياة مكفوفين في مالي بعد 200 عام على اختراعها

مرَّت 200 عام على اختراع طريقة «برايل» للكتابة باللمس، التي غيّرت حياة كثير من المكفوفين وضعاف البصر، مُمهِّدة الطريق نحو محو الأمّية والاستقلالية. 

«الشرق الأوسط» (باماكو (مالي))
يوميات الشرق اللحظة الرائعة عوَّضت حياةً بائسة (غيتي)

اختيار «أقبح حيوان في العالم» سمكةَ العام في نيوزيلندا

بعدما كان يُطلَق عليها سابقاً لقب أقبح حيوان في العالم بسبب مظهرها الناعم المتكتِّل، عادت «السمكة الفقاعية الملساء» إلى الظهور...

«الشرق الأوسط» (لندن)

ما «الأمر الأساسي» الذي يغفل الآباء تعليمه لأطفالهم؟

أطفال يظهرون إلى جانب أولياء أمورهم خلال إحدى الحملات في واشنطن (أ.ب)
أطفال يظهرون إلى جانب أولياء أمورهم خلال إحدى الحملات في واشنطن (أ.ب)
TT
20

ما «الأمر الأساسي» الذي يغفل الآباء تعليمه لأطفالهم؟

أطفال يظهرون إلى جانب أولياء أمورهم خلال إحدى الحملات في واشنطن (أ.ب)
أطفال يظهرون إلى جانب أولياء أمورهم خلال إحدى الحملات في واشنطن (أ.ب)

العديد من الأطفال السعداء يكبرون ليصبحوا بالغين تعساء. هناك فرق بين الاستمتاع بالحياة في الصغر والاستعداد للاستمتاع بها كبالغين.

بصفتها المؤسِسة والرئيسة التنفيذية لمدارس أكاديمية النجاح التعليمية، قضت إيفا موسكوفيتز عقوداً في العمل مع أولياء الأمور وتعليم الطلاب من المجتمعات المحرومة، كما أنها أم لثلاثة أطفال.

وقالت إيفا: «يُولي كثير من الآباء اهتماماً بالغاً بتعليم أطفالهم تنظيف غرفهم، والتصرف بمسؤولية، وأداء واجباتهم المدرسية. هذه الأمور مهمة، ولكن هناك أمر واحد أساسي يغفله كثير منا تماماً: كيفية الاستمتاع بالحياة»، بحسب تقرير لشبكة «سي إن بي سي».

بالتأكيد، يبدو هذا أمراً طبيعياً لدى الأطفال، لكن العديد من الأبناء السعداء يكبرون ليصبحوا بالغين تعساء. هناك فرق بين الاستمتاع بالحياة في الصغر والاستعداد للاستمتاع بها كبالغين.

رسالة خاطئة عن السعادة

من تجربتها، أشارت الخبيرة التربوية إلى أن الناس يكونون في أسعد حالاتهم عندما تتضمن حياتهم نوعاً من النشاط الهادف والمثمر. للأسف، نتعرض باستمرار لوابل من الرسائل التي تقول إن السعادة تأتي من الاستهلاك.

عندما يُطالبنا المُعلنون بـ«تدليل» أنفسنا بمنتجاتهم، فهم يُحاولون إقناعنا بأن الشراء هو المكافأة الكبرى، وأننا لن نكون سعداء إلا بشراء سيارة فاخرة أو منزل أكبر.

كيف تُقاوم ذلك؟ قلّل من اصطحاب أطفالك إلى المتاجر حيث يتجولون قائلين: «أريد هذا» و«أريد ذاك».

حتى لو لم يشاهد طفلك الكثير من الإعلانات مباشرة، فقد يتأثر بالثقافة التي خلقتها هذه الإعلانات. على سبيل المثال، يُريه صديقه لعبة جديدة رائعة حصل عليها ليلعب بها طوال الأسبوع حتى يحصل على لعبة أخرى، أو يحضر حفلة عيد ميلاد تُغدق فيها الهدايا على صديقه.

أسعد الأطفال يُقدّرون التجارب

أوضحت إيفا: «لا تُشجّع طفلك على الاعتقاد بأن امتلاك الأشياء يجلب السعادة بإهدائه الكثير منها».

فكرة التعبير عن حبك لشخص ما بإهدائه هدية جميلة كانت ناجحة في السابق، لكن كثيراً من الأطفال اليوم يحصلون على العديد من الأشياء لدرجة أنها سرعان ما تُصبح بلا قيمة.

وقالت الخبيرة: «أما بالنسبة لأعياد ميلادك، فاستغلها فرصةً لتعزيز قيمك. زوجي إريك لا يُشجع على تقديم الهدايا في عيد ميلاده، ويطلب بدلاً من ذلك من أطفالنا مُشاركته ذكرى شيء استمتعوا بفعله كعائلة».

يمكنك أيضاً مساعدة أطفالك في اختيار هدايا مُفيدة، مثل بطاقة مصنوعة يدوياً، أو كعكة منزلية الصنع، أو إلقاء قصيدة.

يجب أن يفهم الأطفال أنه بينما يُمكن للمال أن يمنحهم فرصة السعادة، فإنه لا يُمكنه أن يُفسد طريقهم إليها.

وأضافت إيفا: «العب مع أطفالك لتُظهر لهم مدى المتعة التي يُمكن الحصول عليها من خلال مجموعة أوراق لعب بسيطة. اصنع لهم بيتاً على شجرة أو اخبز كعكة معهم لإظهار متعة النشاط المُثمر. قم بزيارة متحف لتريهم متعة النشاط الفكري... إذا استطعتَ تعليم أطفالك قيمة هذه الأشياء الصغيرة، فستزداد فرص سعادتهم بشكل هائل عندما يكبرون».