مصر: توصيات رئاسية بإنتاج «دراما إيجابية»

السيسي طالب صُناع الفن بـ«عدم رعاية الغث والهزل»

الرئيس المصري خلال حفل الإفطار (رئاسة الجمهورية)
الرئيس المصري خلال حفل الإفطار (رئاسة الجمهورية)
TT

مصر: توصيات رئاسية بإنتاج «دراما إيجابية»

الرئيس المصري خلال حفل الإفطار (رئاسة الجمهورية)
الرئيس المصري خلال حفل الإفطار (رئاسة الجمهورية)

دعا الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، صناع الدراما، إلى تقديم «دراما إيجابية» باعتبارها عنصراً فعالاً في تشكيل الوعي المجتمعي وتقديم رسائل بناءة تدعم تطور الوطن، مؤكداً على ضرورة ألا يكون المحتوى المقدم للجمهور مقتصراً على الغث أو الهزل فقط، أو ما لا يساهم في بناء الأمة.

وخلال مشاركته في الإفطار السنوي للقوات المسلحة، الاثنين، تحدث الرئيس المصري عن ضرورة إسهام الأعمال الدرامية والإعلام في تعزيز الأخلاق والقيم المصرية الأصيلة، مشيراً إلى «أدوار أخرى للفن وليس مجرد وسيلة للتسلية».

وطالب السيسي صناع الفن بـ«عدم رعاية الغث والهزل فقط»، داعياً للبحث عن الصالح ودعمه، فيما أشاد بتجربة الفنان سامح حسين في برنامج «قطايف» المعروض على منصات مواقع التواصل الاجتماعي ويلقى ردود فعل إيجابية.

وكرد فعل سريع على تصريحات السيسي، أعلن رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أحمد المسلماني، (الثلاثاء) عن عقد مؤتمر بعنوان «مستقبل الدراما في مصر» في أبريل (نيسان) 2025 بهدف مناقشة سبل تطوير المحتوى الفني، بما يواكب التحديات المجتمعية، ويتماشى مع رؤية الدولة في تعزيز القيم الوطنية.

وحسب بيان الهيئة، فإن المؤتمر سيشهد مشاركة نخبة من الكُتّاب والمخرجين والمنتجين، إلى جانب خبراء في علم النفس والاجتماع والسياسة والاقتصاد، للخروج بتوصيات تساهم في إعادة توجيه الدراما نحو تقديم أعمال تحمل رسائل إيجابية على أن يلتزم التلفزيون الذي يستأنف إنتاجه الدرامي هذا العام بالتوصيات مع وضعها ضمن استراتيجية «عودة ماسبيرو».

سيعقد مؤتمر داخل ماسبيرو من أجل مناقشة الدراما (الهيئة الوطنية للإعلام)

وتشهد الدراما الرمضانية هذا العام مجموعة من الأعمال التي تتضمن مشاهد عنف وتحريض وانتقام بجانب احتوائها على ألفاظ وإيحاءات عدّها البعض «غير مناسبة للعرض في رمضان»، فيما لم تواجه أي منها مشكلات مع الرقابة.

وقال الناقد الفني المصري محمد عبد الخالق إن توجيهات الرئيس السيسي تعكس الدور الأساسي للفن في التأثير على المجتمع، موضحاً أن «الدراما ليست مجرد انعكاس للواقع، بل أداة يمكنها المساهمة في تغييره للأفضل».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «مواجهة العنف والجريمة والانحراف الأخلاقي في الدراما لا تعني فرض قيود على الإبداع، بل تتطلب إعادة توجيه الرسائل الفنية لتكون أكثر توازناً، بما يخدم الهوية الثقافية المصرية».

فيما يشير الناقد الفني المصري، مصطفى حمدي، إلى التنوع الموجود في الأعمال الدرامية المعروضة في رمضان، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «بعض المسلسلات الاجتماعية قدمت قضايا حقيقية، لكن الواقع يشير إلى أن بعض الأعمال ضعيفة المستوى حظيت بانتشار واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي».

وأوضح أن «الدراما لا يجب أن تسير في اتجاه واحد، بل يجب أن تضم أنماطاً متنوعة تناسب مختلف الأذواق، مع ضرورة وجود إنتاج درامي يقدم رسائل إيجابية تعكس القضايا الحقيقية للمجتمع المصري».

ويرى الناقد أحمد سعد الدين أن «التحدي الحقيقي ليس فقط في توجيه صُنّاع الفن نحو تقديم أعمال إيجابية، بل في كيفية تحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس»، لافتاً إلى أن الدولة كانت تمتلك ثلاث جهات رئيسية لإنتاج الدراما، وهي مدينة الإنتاج الإعلامي، وشركة صوت القاهرة، وقطاع الإنتاج بالتلفزيون المصري، مما ساهم في تقديم أعمال درامية خالدة رسّخت القيم المصرية الأصيلة، لكن بعد توقف هذه الجهات تغيرت المعادلة.

وشدد على «أهمية عودة الدولة لدعم الإنتاج الدرامي، سواء عبر التلفزيون المصري أو من خلال تشجيع صُنّاع المحتوى الذين يلتزمون بتقديم أعمال ذات طابع ثقافي ومجتمعي هادف، خصوصاً أنها تدخل كل بيت مصري، مما يجعل مسؤوليتها أكبر في تقديم محتوى يحترم تقاليد المجتمع».

وأشار إلى ضرورة خلق بيئة إنتاجية تدعم هذا التوجه، موضحاً أن «عودة التلفزيون المصري للإنتاج، حتى لو بعدد محدود من المسلسلات، قد يكون له تأثير إيجابي في إعادة التوازن للسوق الدرامية، خصوصاً إذا أعيد تفعيل لجان مراجعة النصوص لضمان جودة الأعمال المقدمة».


مقالات ذات صلة

مسلسلات جديدة تُنعش الشاشات بموسم الصيف في مصر

يوميات الشرق بوستر «حرب الجبالي» (إم بي سي)

مسلسلات جديدة تُنعش الشاشات بموسم الصيف في مصر

تبدأ قنوات مصرية عرض أعمال جديدة خلال الفترة المقبلة ليبدأ سباق «الأوف سيزون».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان المصري الكبير عادل إمام (حسابه على «فيسبوك»)

فنانات مصريات يتحدثن عن كواليس عملهن مع عادل إمام

يحتفي الوسط الفني والإعلامي المصري ومتابعون على «السوشيال ميديا» بعيد الميلاد الـ85 للفنان المصري الكبير عادل إمام، الذي يوافق 17 مايو (أيار) الحالي.

داليا ماهر (القاهرة)
الوتر السادس مي سليم في كواليس التصوير (حسابها على {فيسبوك})

مي سليم: أُركز في الغناء بعد انشغالي لسنوات بالدراما

قالت الفنانة مي سليم إن ردود الفعل على أحدث أغنياتها المصورة «اتعلقت بيه» أسعدتها كثيراً، وشجعتها على التركيز في اختيار أغانٍ جديدة خلال الفترة المقبلة

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق أحمد فتحي في مشهد من مسلسل «اللعبة» (حسابه في فيسبوك)

أحمد فتحي: إضحاك الجمهور مسؤولية... ولم أندم على دور

أكّد الفنان المصري أحمد فتحي عدم ندمه على دورٍ قدَّمه، كاشفاً أنه تعرَّض لإخفاقات كثيرة ويتحمَّل ثمن اختياراته، وعدّ مهمّة إضحاك الجمهور «مسؤولية».

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق شمعون في لقطة من مسلسل «عروس بيروت» (الشركة المنتجة)

تقلا شمعون: تجنبتُ مشاهدة النسخة الأصلية لمسلسل «امرأة»

تحدثت تقلا شمعون عن تجربتها في مسلسل «امرأة»، النسخة العربية من العمل التركي «كادن»، مثنية على طاقم العمل، واصفة إياه بأنه «جميل جداً».

«الشرق الأوسط» (مالمو (السويد))

لغز مقبرة الديناصورات الجماعية في «نهر الموت» بكندا

نماذج وحفريات ديناصورات في متحف أونتاريو الملكي بتورنتو كندا (غيتي)
نماذج وحفريات ديناصورات في متحف أونتاريو الملكي بتورنتو كندا (غيتي)
TT

لغز مقبرة الديناصورات الجماعية في «نهر الموت» بكندا

نماذج وحفريات ديناصورات في متحف أونتاريو الملكي بتورنتو كندا (غيتي)
نماذج وحفريات ديناصورات في متحف أونتاريو الملكي بتورنتو كندا (غيتي)

أسفل منحدرات غابة كثيفة في ألبرتا، بكندا، يقع قبر جماعي ضخم مخفي، حيث رُصدت آلاف عظام ديناصورات تُعرف باسم «باكيراينوصوروس»، لقيت حتفها دفعة واحدة منذ 72 مليون سنة في حدث كارثي.

وزار فريق علماء الحفريات موقع «بيبستون كريك»، المعروف بـ«نهر الموت»، لمحاولة كشف لغز هذه المذبحة الجماعية. وبدأت الحفريات بفتح طبقات صخرية سميكة تغطي العظام، وظهرت تدريجياً مجموعات عظام مُتحجِّرة ضخمة، بينها ورك وأضلاع وعظام أصابع، بعضها ما زال مجهولاً.

وتتوزع العظام، وفق موقع «بي بي سي» البريطاني، بكثافة مذهلة تصل إلى 300 عظمة في المتر المربع، وجُمعت آلاف الحفريات من مساحة لا تتجاوز ملعب تنس، رغم امتداد الموقع لأكثر من كيلومتر. هذا الكمُّ الهائل من العظام يُمثِّل فرصة فريدة لدراسة هذا النوع، إذ عادةً ما تُوصف الديناصورات بناءً على عينة واحدة فقط.

وكانت هذه الديناصورات ترحل في قطيع ضخم من الجنوب إلى الشمال خلال المواسم، في منطقة كانت ذات مناخ دافئ ونباتات تُوِّفر الغذاء لأعدادها الكبيرة.

وعلى بعد ساعتين من الموقع، في تلال ديدفول، اكتشف الفريق بقايا ديناصورات أكبر حجماً مثل «إدمونتوصوروس»، منها جمجمة ضخمة يبلغ طولها 10 أمتار، تُعزز فهم النظام البيئي القديم.

ويعمل الباحثون في متحف «فيليب جاي كاري ديناصور» على تنظيف آلاف العظام وتحليلها، مما يُمكِّنهم من دراسة نمو الديناصورات وتكوينها الاجتماعي، وفهم اختلافات فردية بينها، مثل حالة الديناصور الملقب بـ«بيغ سام» الذي فقد أحد قرونه.

وتشير الأدلة إلى أن موت هذه الديناصورات كان بسبب فيضان مفاجئ نجم عن عاصفة هائلة جرفت القطيع بالكامل. وتُظهر الصخور في الموقع علامات تدفُّق مائي سريع هائل قلب كل شيء في طريقه.

وتقول البروفسورة إميلي بامفورث، قائدة فريق البحث: «هذه عينة نادرة جداً لمجتمع حيواني من نوع واحد في لحظة زمنية واحدة. كل مرة نأتي فيها، نكتشف شيئاً جديداً».

الفريق مستمر في الحفريات، مدركين أن أمامهم كثيراً من الأسرار القديمة التي لا تزال مخبأة تحت الأرض، تنتظر من يكشفها.