«نفحات رمضانية»... أزياء تجمع بين الأناقة والاحتشام

مجموعة جديدة مستوحاة من حضارات الشرق

مجموعة «نفحات رمضانية» تلبي إقبال الكثيرات على أزياء تناسب أجواء شهر الصيام (الشرق الأوسط)
مجموعة «نفحات رمضانية» تلبي إقبال الكثيرات على أزياء تناسب أجواء شهر الصيام (الشرق الأوسط)
TT
20

«نفحات رمضانية»... أزياء تجمع بين الأناقة والاحتشام

مجموعة «نفحات رمضانية» تلبي إقبال الكثيرات على أزياء تناسب أجواء شهر الصيام (الشرق الأوسط)
مجموعة «نفحات رمضانية» تلبي إقبال الكثيرات على أزياء تناسب أجواء شهر الصيام (الشرق الأوسط)

تصاميم بروح رمضانية، نُفذت بمهارة وابتكار، لتواكب التقاليد الشرقية والموضة العصرية، تقدمها مصممة الأزياء المصرية والفنانة التشكيلية، نيها حتة، لتلبي إقبال الكثيرات على التجديد والبحث عن أزياء تناسب أجواء شهر الصيام.

«حتة» اختارت أن تتجه هذا العام إلى حضارتي الشرق، الهندية والباكستانية، لتستلهم منهما مجموعتها الجديدة، التي تعكس التقاليد الثقافية لتلك الحضارتين، من خلال دمج العناصر الزخرفية والفن الشعبي والخامات مع التقنيات الحرفية التقليدية، ومن ثم إضافة اللمسة المصرية الإسلامية، ما يخلق حواراً بين الحضارتين، حيث يمتزج سحر الشرق بجمال التراث المصري، لتقديم أزياء تعبر عن التنوع الثقافي والهوية المشتركة.

أزياء رمضان تمتزج سحر الشرق بجمال التراث المصري (الشرق الأوسط)
أزياء رمضان تمتزج سحر الشرق بجمال التراث المصري (الشرق الأوسط)

تتابع «نيها» لـ«الشرق الأوسط»: «بصفتي مصممة أزياء وفنانة تشكيلية أبحث دائماً عن كل ما هو جديد وغريب ومختلف، ولكوني عاشقة للفولكلور والموروثات الشعبية، وجدت ضالتي في حضارات الشرق، التي تتسم بالثراء اللوني، والزخارف والتطريزات الشعبية الدارجة، حيث قمت بتصميمها بشكل أكثر عصرية لتلائم بيئتنا العربية والمصرية».

وتقول الفنانة المصرية: «منذ بدايتي في تصميم الأزياء، كان هدفي الربط بين الفن التشكيلي والأزياء، حيث سعيت إلى تحويل الفن من كونه تجربة معنوية وروحية مجردة إلى كيان مادي يمكن للإنسان أن يلمسه ويرتديه، دون أن يفقد عمقيه الإبداعي والوجداني، ومع مرور السنوات بدأت أركز أكثر على الجوانب الحضارية، ووجدت أن حوار الحضارات وتناغمها يتجسدان في الموروثات الشعبية والتاريخية لكل ثقافة، وكلما تعمقت أكثر في دراسة الفولكلور الشرقي، ازدت يقنياً بأن الشعوب والحضارات رغم اختلافاتها، تتشارك في جذور ثقافية وروحية واحدة».

الحفاظ على الطابع الفولكلوري من سمات مجموعة «نفحات رمضانية» (الشرق الأوسط)
الحفاظ على الطابع الفولكلوري من سمات مجموعة «نفحات رمضانية» (الشرق الأوسط)

وتظهر الأزياء الفولكلورية الهندية والباكستانية، مثل الساري والشرواني، على تصاميم المجموعة، التي أطلقت عليها صاحبتها مسمى «نفحات رمضانية»، مضافاً إليها التصاميم العصرية، من خلال الجمع بين القصّات الحديثة والخامات التقليدية، مع تفاصيل مستوحاة من العمارة الإسلامية المصرية، مثل النقوش الهندسية والزخارف النباتية، كما اعتمدت على أقمشة مثل الحرير والتطريز اليدوي بالخيوط الذهبية، التي تعكس الحرفية الراقية في كلتا الثقافتين.

قطع المجموعة تحمل ألواناً مستوحاة من أجواء رمضان (الشرق الأوسط)
قطع المجموعة تحمل ألواناً مستوحاة من أجواء رمضان (الشرق الأوسط)

وتبيّن المصممة المصرية أن الساري الهندي أصبح صيحة عالمية للسهرات والمناسبات الخاصة، ويصلح أيضاً لليالي الرمضانية، لذا تقدم مجموعة من القطع تحمل روحه، كما انتشر أيضاً الساري الباكستاني، الذي لا يختلف كثيراً عن نظيره الهندي إلا في بعض شكل التطريزات الخاصة.

تشير «حتة» إلى أن ألوان تصميماتها تعكس طبيعة الهند وباكستان وجنوب شرقي آسيا بشكل عام، التي تشتهر بمناظرها الخلابة مثل الشلالات، ومناطق الجبال وأشهرها الهيمالايا، والحقول التي تتميز ثمارها بألوانها المتنوعة، لذا ظهرت التصميمات بألوان زاهية مثل الأخضر والأحمر والأصفر الأوكر والبيج الهافاني وغيرها، مع إدخال تطريزات الألوان الذهبية والفضية بموتيفات خاصة بالفولكلور التقليدي لديهم.

من المجموعة (الشرق الأوسط)
من المجموعة (الشرق الأوسط)

وعن أبرز ما يميز المجموعة الرمضانية الجديدة عن تصميماتها السابقة، تقول: «تتميز مجموعة (نفحات رمضانية) بتركيزها على الطابع الروحاني والاحتفالي لهذا الشهر الكريم، مع الحفاظ على الطابع الفولكلوري، كما استخدمت في هذه المجموعة خامات أكثر فخامة، مثل الشيفون المطرز والحرير المزخرف، مع ألوان مستوحاة من أجواء رمضان، مثل الذهبي، والأزرق النيلي، والأحمر القاني، كما أضفت تفاصيل مستوحاة من الزخارف الإسلامية والأنماط الهندية التقليدية، مما يمنح التصاميم طابعاً يجمع بين الأناقة والاحتشام، بالإضافة إلى ذلك، صممت بعض القطع بأسلوب يمكن ارتداؤه بطرق متعددة، ليتناسب مع الأجواء الرمضانية المختلفة من الإفطار إلى السحور».

مصممة الأزياء المصرية والفنانة التشكيلية نيها حتة (الشرق الأوسط)
مصممة الأزياء المصرية والفنانة التشكيلية نيها حتة (الشرق الأوسط)

ولم تغفل المصممة المصرية الإكسسوارات في هذه المجموعة، فهي مستوحاة أيضاً من المزج بين الفن الإسلامي المصري والتصاميم التقليدية لجنوب شرقي آسيا، كما ركزت على الأقراط والكوليهات المزخرفة بنقوش هندسية ونباتية تعكس الزخارف الإسلامية، مع استخدام خامات مثل الفضة المطعمة بالأحجار الكريمة المستوحاة من الحُلي الهندي، مثل الياقوت والعقيق والفيروز، كما استلهمت بعض التصاميم من الزينة الفولكلورية الباكستانية، مثل الأقراط المتدلية والمطعمة بالخيوط الذهبية.

وفي ختام حديثها تقول «حتة»: «إن الهدف من هذه الإكسسوارات هو استكمال طابع المجموعة، حيث تمنح القطع لمسة من الفخامة الشرقية، وتساعد في إبراز الهوية الثقافية المتداخلة بين الحضارتين».


مقالات ذات صلة

مصر: الدورات الرمضانية تكشف عن «مواهب مدفونة»

رياضة عربية هدف عالمي على طريقة «رابونا» (مقطع فيديو متداول)

مصر: الدورات الرمضانية تكشف عن «مواهب مدفونة»

هدف عالمي على طريقة «رابونا» وفرحة جنونية من اللاعبين والجماهير... مشهد جاء بعيداً عن أضواء المستطيلات الخضراء الشهيرة، وكاميرات القنوات الرياضية ومتابعيها.

محمد عجم (القاهرة )
يوميات الشرق منطقة روكسي بها الكثير من متاجر بيع الملابس

ملابس العيد في مصر... غلاء وحيرة على وقع طقس متقلب

يعدّ شراء ملابس جديدة لاستقبال العيد، أحد أبرز الطقوس التي يحرص عليها المصريون، لا سيما ملابس الأطفال التي يطلق عليها شعبياً تعبير «كسوة العيد».

منى أبو النصر (القاهرة)
يوميات الشرق إزالة آخر الرافعات التي كانت شاهدة على أحد أضخم مشروعات التوسعة في تاريخ المسجد الحرام (واس)

الحرم المكي دون رافعات لأول مرة منذ بدء التوسعة السعودية الثالثة

في مشهد غير مألوف منذ أكثر من عقد، شهد الحرم المكي هذه الأيام إزالة آخر الرافعات التي كانت شاهدة على أحد أضخم مشاريع التوسعة في تاريخ المسجد الحرام.

«الشرق الأوسط» (مكة المكرمة)
يوميات الشرق إحدى حلقات البرنامج مع المطرب سعد الصغير (يوتيوب)

مصر: انتقادات لداعية ديني استضاف مطربي مهرجانات في برنامجه

تعرض الداعية المصري الدكتور مبروك عطية لانتقادات عدة ومطالبات بالتحقيق معه وإسقاط أستاذيته جراء استضافته عدداً من مطربي المهرجانات والفنانين بمصر.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق فرق الفنون الشعبية أحيت ليالي «هل هلالك» (وزارة الثقافة المصرية)

«هل هلالك» يجذب آلاف المصريين بدار الأوبرا في ليالي رمضان

من بين الفقرات الثابتة للبرنامج الرمضاني الذي يُعدُّه قطاع المسرح في وزارة الثقافة، أوبريت «الليلة الكبيرة» بلوحاته الغنائية المبهجة، وأجواء الموالد الشعبية.

حمدي عابدين (القاهرة)

مصر تنفي «الإضرار» بحديقة المسلَّة التراثية وأشجارها النادرة

منظر سابق لحديقة المسلَّة إحدى حدائق مصر التراثية (محافظة القاهرة)
منظر سابق لحديقة المسلَّة إحدى حدائق مصر التراثية (محافظة القاهرة)
TT
20

مصر تنفي «الإضرار» بحديقة المسلَّة التراثية وأشجارها النادرة

منظر سابق لحديقة المسلَّة إحدى حدائق مصر التراثية (محافظة القاهرة)
منظر سابق لحديقة المسلَّة إحدى حدائق مصر التراثية (محافظة القاهرة)

​نفت مصر ما تردد عن الإضرار بحديقة المسلَّة التراثية بحي الزمالك (غرب القاهرة)، وأصدر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري بياناً، الثلاثاء، ينفي ما نشر في بعض صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية من أنباء، حول «أعمال تجريف وهدم وقطع الأشجار والنباتات النادرة بحديقة المسلة التراثية».

وتقع حديقة المسلة على الشريط الموازي لنهر النيل أمام برج القاهرة في حي الزمالك، وتتميز بمساحاتها الخضراء والأشجار النادرة التي تحتويها، كما كانت تحتوي على مسلة مصرية وبعض القطع بوصفها جزءاً من تطوير القاهرة الخديوية. ودخلت الحديقة ضمن مشروع قومي لتطوير الحدائق العامة والتراثية منذ عام 2020.

ونشر عدد من سكان الزمالك والمهتمين بالتراث المصري صوراً تتضمن استغاثات لحماية الحديقة التراثية، ومقاطع فيديو تتضمن أعمال إنشاءات حديثة بالحديقة التراثية، انتشرت عبر «السوشيال ميديا» وفي مواقع صحافية محلية، مع استغاثات بضرورة حماية الحديقة الأثرية.

وأعلن المركز الإعلامي لمجلس الوزراء أنه «تم التواصل مع الجهات الحكومية المختصة التي أكدت أن الأعمال الجارية خاصة بتطوير ورفع كفاءة حديقة المسلة، والمنطقة المحيطة بها، ضمن خطة شاملة للتطوير والاستفادة من مقوماتها، والتي تتم بموافقة الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، وباتباع الدليل الإرشادي لتطوير الحدائق التراثية، وبمشاركة خبراء الزراعة والحدائق التراثية والترميم والآثار».

بعض الأهالي والنشطاء طالبوا بالحفاظ على الطابع التراثي للحديقة (فيسبوك)
بعض الأهالي والنشطاء طالبوا بالحفاظ على الطابع التراثي للحديقة (فيسبوك)

وتعدُّ الحديقة من الحدائق الأثرية المهمة في القاهرة، وكانت تضم تمثالين للملك رمسيس الثاني والإله حورس، وسُميت بـ«حديقة المسلَّة» لأنها كانت تضم مسلَّة مصرية قديمة، قبل نقلها إلى متحف مدينة العلمين الجديدة. وتصل مساحة الحديقة إلى 12600 متر مربع، وفق موقع محافظة القاهرة.

وتسعى مصر للحفاظ على الحدائق التراثية والتاريخية جميعها، في محافظات الجمهورية كلها؛ حيث تم تنفيذ كثير من مشروعات وأعمال التطوير، ورفع كفاءة كثير من تلك الحدائق، وإعادة افتتاحها للمواطنين، وتم الحفاظ على جميع الأشجار والنباتات النادرة بالحدائق المطورة، وفق البيان.

وتضم مصر عشرات الحدائق التي تحمل بعضها طابعاً تراثياً، سواء لما تتضمنه من نباتات وأشجار نادرة، أو لموقعها وتاريخها العريق، من بينها «حديقة الحيوان» التي أنشئت عام 1891، والحديقة اليابانية التي تأسست بحلوان عام 1919، وحديقة الميريلاند بمصر الجديدة، وحديقة الأزبكية، وحديقة الفسطاط.

وإلى جانب حديقة المسلَّة، يضم حي الزمالك الذي يعد من أحياء القاهرة الخديوية، عدة حدائق، هي: «الأسماك»، و«الحرية»، و«النهر»، و«العبور»، و«الجزيرة»، وتتمتع بمسطحات خضراء كبيرة، وتصل مساحاتها الإجمالية إلى نحو 500 ألف متر مربع.

وأعلن الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، في وقت سابق، عن خطة لتطوير القاهرة الخديوية، تتضمن كثيراً من العقارات والشوارع القديمة والحدائق ذات الطابع التراثي والمميز، وفق اشتراطات محددة. وتشارك أكثر من جهة في خطط التطوير.