تتأهب مكة المكرمة لاستقبال الوافدين إليها من مختلف دول العالم خلال هذه الأيام لأداء مناسك العمرة في شهر رمضان المبارك، والإفطار بساحات الحرم المكي، ومن ثم زيارة المسجد النبوي.
ورفعت الأجهزة الحكومية في السعودية من جاهزيتها، ووضعت الخطط وإدارة الحشود كافة لتيسر عملية دخول وخروج المعتمرين من المسجد الحرام، إذ يتوقع أن ترتفع الأعداد لتصل وفقاً لمختصين في شؤون العمرة، إلى أكثر من 2 مليون معتمر من الداخل والخارج، مقارنة مع ما جرى تسجيله للفترة نفسها في الأعوام السابقة.
وأرجع المختصون، أسباب الزيادة إلى 3 عوامل رئيسة، تتمثل في اعتدال الأجواء في مكة المكرمة، حيث تصل درجة الحرارة إلى 30 في النهار، يضاف إلى ذلك النسخة المحدثة بنحو 100 خدمة في تطبيق «نسك» التي أطلقتها وزارة الحج والعمرة، كذلك اختلاف إجازات المدارس في كثير من دول العالم، والتي تتوافق مع دخول شهر رمضان.
ويفضل عموم المسلمين أداء العمرة في شهر رمضان لقيمتها وفضلها، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «عمرة في رمضان تعدل حجة»، وفي لفظ آخر: «حجة معي»، ما يدل على الأجر العظيم للعمرة في هذا الشهر المبارك، لذلك تشهد مكة المكرمة في هذه الأيام حركة دائمة طيلة اليوم وعلى مدار الشهر، وقد تنخفض نسبياً ما بعد صلاة الظهر حتى الساعة الثالثة عصراً.
هذه الزيادة المتوقعة سجلها قطاع الإيواء؛ (الفنادق) التي يصل عددها إلى أكثر من 1100 فندق بدرجات مختلفة، إذ بلغت نسب الإشغال لعموم الفنادق المحيطة بالحرم إلى 90 في المائة حتى الخميس، وفقاً لمتعاملين في القطاع، فيما تم حجز كامل الفنادق في المناطق التي تبتعد قليلاً عن المنطقة المركزية.
وقال سعد القرشي، مستشار اللجنة الوطنية للحج والعمرة، لـ«الشرق الأوسط» إن المؤشرات كافة تذهب لأن يسجل موسم العمرة في رمضان ارتفاعاً ملحوظاً يصل إلى أكثر من 2 مليون معتمر، مرجعاً ذلك لعدة أسباب في مقدمتها الأجواء المعتدلة التي تسجلها مكة المكرمة، والخدمات عالية الجودة من المشغلين، إضافة إلى تواقيت الإجازة المدرسية التي تتصادف مع شهر رمضان.

وعن أسباب الزيادة في العشر الأواخر، قال القرشي إن هناك عوامل دينية تحكم ذلك، وتتمثل في فضل الأيام الأخيرة من الشهر الكريم، وترقب ليلة القدر، إضافة إلى ختم القرآن وصلاة التهجد في المسجد الحرام.
وعن التسهيلات، قال القرشي إن القطاعات كافة تقوم بدورها لخدمة ضيوف الرحمن، كما أن هناك متابعة دقيقة من وزارة الحج والعمرة للمعتمرين كافة من لحظة وصولهم للمنافذ السعودية، وتقديم الرعاية كافة لهم حتى مغادرتهم، لافتاً إلى أن جميع الفنادق في مناطق «الششة، والعزيزية، الروضة» جرى حجزها بالكامل، فيما وصلت نسب الإشغال في المنطقة المركزية إلى 90 في المائة.
وقبل تدفق المعتمرين بأعداد كبيرة، اعتمد الأمير عبد العزيز بن سعود وزير الداخلية، خطة أمن العمرة لعام 1446هـ، التي تضمنت المحاور الأمنية، والحركة المرورية، وإدارة التنظيم والحشود، وتقديم الخدمات الإنسانية، ودعم وتمكين الجهات المشاركة.
وقال الفريق محمد البسامي مدير الأمن العام، إن الخطة تضمن تشغيل محطات النقل العام بمحيط المسجد الحرام، وفي الدائري الثالث، ومداخل مكة المكرمة الخارجية؛ نظرا لدورها الفاعل في توزيع الكثافات العالية المتوقعة على المسجد الحرام.

وخصص صحن المطاف للمعتمرين بالتنسيق مع «هيئة العناية بشؤون الحرمين»، حيث سيكون استخدام الدور الأول والسطح للطواف متى ما تطلب الأمر ذلك، كما تم تخصيص أبواب بمسارات للمعتمرين والمقبلين من محطات النقل العام، سواء باب الملك فهد، أو باب الملك عبد العزيز، أو باب العمرة أو باب السلام أو باب الفتح، مع ربط المداخل بسلالم للتصعيد للسطح مع باب الندوة أو باب المدينة.
وعن استقبال الحشود في التوسعة السعودية الثالثة والساحات الخارجية، قال الفريق البسامي: «ستكون هناك خطة مستقلة في العشر الأواخر تراعي ما جرى تطبيقه في بدايات رمضان وتعزيز الإيجابيات ومعالجة السلبيات، مشيداً بالتفاعل الجاد في كل عام من سكان مكة المكرمة والمقيمين والزوار ليكونوا عوناً لرجال الأمن في تأدية مهامهم، فيما سيكون هناك رصد لحظي من مركز القيادة والسيطرة للظواهر السلبية، وجاهزية رجال الأمن للتعامل معها بحزم».