رئيسة المفوضية الأوروبية: تجميد ترمب للرسوم خطوة نحو استقرار الاقتصاد العالمي

أورسولا فون دير لاين تلقي خطاباً أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ (أرشيفية - رويترز)
أورسولا فون دير لاين تلقي خطاباً أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ (أرشيفية - رويترز)
TT
20

رئيسة المفوضية الأوروبية: تجميد ترمب للرسوم خطوة نحو استقرار الاقتصاد العالمي

أورسولا فون دير لاين تلقي خطاباً أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ (أرشيفية - رويترز)
أورسولا فون دير لاين تلقي خطاباً أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ (أرشيفية - رويترز)

وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، يوم الخميس، قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب المفاجئ بتجميد الرسوم الجمركية الثقيلة المفروضة على عشرات الدول بأنه خطوة مهمة نحو استقرار الاقتصاد العالمي.

فون دير لاين، التي تقود الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، أكدت التزام التكتل بمواصلة المفاوضات البنّاءة مع الولايات المتحدة، بهدف التوصل إلى تجارة «خالية من الاحتكاكات ومربحة للطرفين»، وفق «رويترز».

وقالت في بيان نشرته عبر منصة «إكس»: «الوضوح والتوقعات المستقرة هما أساس لا غنى عنه لعمل التجارة وسلاسل التوريد بكفاءة».

وأضافت أن الرسوم الجمركية «ما هي إلا ضرائب تضر بالشركات والمستهلكين على حد سواء»، مشيرة إلى أنها طالما دعت إلى «اتفاق تبادل جمركي صفري بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة».

وكان ترمب قد أعلن، الأسبوع الماضي، عن فرض رسوم جمركية واسعة بنسبة 20 في المائة على الواردات الأميركية من الاتحاد الأوروبي، في إطار استراتيجيته العالمية لفرض رسوم «متبادلة» على الدول التي يراها تفرض حواجز تجارية غير عادلة على المنتجات الأميركية.

لكن في تحول لافت، أعلن ترمب، يوم الأربعاء، عن تخفيض مؤقت للتعريفات التي فرضها مؤخراً على عشرات الدول، مع تشديد الضغط على الصين. وقد دفع هذا الإعلان أسواق الأسهم العالمية إلى الارتفاع الحاد.

ومع ذلك، فإن إعلان ترمب لم يتضمن أي تغيير في الرسوم الجمركية المفروضة سابقاً على واردات السيارات والصلب والألمنيوم، التي لا تزال قائمة. ومن المقرر أن يطلق الاتحاد الأوروبي أول إجراءاته المضادة تجاه هذه الرسوم على الصلب والألمنيوم الأسبوع المقبل.

ولم تتطرق فون دير لاين إلى هذه الإجراءات المضادة في بيانها.

وأضافت: «في الوقت ذاته، يواصل الاتحاد الأوروبي العمل على تنويع شراكاته التجارية، من خلال الانخراط مع دول تمثل 87 في المائة من حجم التجارة العالمية، وتشاركنا الالتزام بحرية وانفتاح تبادل السلع والخدمات والأفكار».

كما أكدت أن أوروبا تسرّع جهودها لإزالة الحواجز داخل السوق الموحدة، مضيفة: «لقد أوضحت هذه الأزمة أمراً جوهرياً؛ في أوقات عدم اليقين، تظل السوق الأوروبية الموحدة مرساتنا للاستقرار والمرونة».


مقالات ذات صلة

باريس: واشنطن منفتحة على خفض الرسوم الصناعية مع الاتحاد الأوروبي

الاقتصاد أعلام الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

باريس: واشنطن منفتحة على خفض الرسوم الصناعية مع الاتحاد الأوروبي

قال وزير المالية الفرنسي، إريك لومبارد، إن وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، أبدى انفتاحاً على خفض الرسوم الجمركية المفروضة على تجارة السلع الصناعية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية بارو وغروسي يتحدثان للصحافيين على هامش جلسة مجلس الأمن في نيويورك ليلة أمس (رويترز)

تلويح أوروبي بفرض عقوبات أممية على طهران إذا فشلت المحادثات

حذرت فرنسا إيران من إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة إذا لم تنجح المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامج طهران النووي.

«الشرق الأوسط» (لندن-نيويورك)
الاقتصاد أشخاص يسيرون في شارع كورفورستيندام للتسوق في برلين (رويترز)

هل تنقذ الوزيرة الجديدة الاقتصاد الألماني؟

تعقد اتحادات اقتصادية في ألمانيا آمالاً كبيرة على وزيرة الاقتصاد الألمانية المرتقبة، كاترينا رايشه، لتحقيق تحول اقتصادي في ظل الركود الحالي.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا ركاب يتزاحمون لركوب حافلة بعد انقطاع للتيار الكهربائي في لشبونة أدى لتوقف حركة مترو الأنفاق والقطارات بإسبانيا (أ.ب) play-circle 00:38

انقطاع كبير للكهرباء في إسبانيا والبرتغال... ومدريد تعلن حالة الطوارئ

عاد التيار الكهربائي إلى «مناطق عدة في شمال وجنوب وغرب» إسبانيا، بعد أن انقطعت الكهرباء عن معظم أنحاء البلاد.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
المشرق العربي امرأة سورية تتحدث مع موظفة في محل صرافة بدمشق (أ.ف.ب)

آمال التعافي السوري معلقة على رفع العقوبات الأميركية

وزير المالية السوري: «الطاولة المستديرة بشأن ⁧‫سوريا‬⁩ على هامش اجتماعات ⁧‫صندوق النقد‬⁩ والبنك الدوليين حدث غير مسبوق، والفضل يعود للمملكة العربية ⁧‫السعودية».

سعاد جروس (دمشق )

ارتفاع الأسهم الآسيوية مدفوعة بتعافي «وول ستريت» القوي

يمشي المارة أمام لوحة إلكترونية تعرض مؤشر «نيكي» في بورصة طوكيو (أ ف ب)
يمشي المارة أمام لوحة إلكترونية تعرض مؤشر «نيكي» في بورصة طوكيو (أ ف ب)
TT
20

ارتفاع الأسهم الآسيوية مدفوعة بتعافي «وول ستريت» القوي

يمشي المارة أمام لوحة إلكترونية تعرض مؤشر «نيكي» في بورصة طوكيو (أ ف ب)
يمشي المارة أمام لوحة إلكترونية تعرض مؤشر «نيكي» في بورصة طوكيو (أ ف ب)

ارتفعت الأسهم الآسيوية، يوم الخميس، في وقت أغلقت فيه كثير من الأسواق في المنطقة أبوابها احتفالاً بعطلة عيد العمال، وذلك عقب تعافي قوي للأسهم الأميركية من خسائرها الحادة المبكرة، لتُحقِّق مكاسب لليوم السابع على التوالي.

ولا يزال الغموض يخيِّم على تأثير الحرب التجارية، التي يشنّها الرئيس دونالد ترمب، على الاقتصاد الأميركي، مما يبقيها في صلب اهتمامات المستثمرين، وفق «وكالة أسوشييتد برس».

وسجَّل مؤشر «نيكي 225» الياباني ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة في تعاملات فترة ما بعد الظهيرة، ليصل إلى 36.447.26 نقطة. وكان «بنك اليابان» قد قرَّر في وقت سابق من اليوم الإبقاء على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير، في ظل تصاعد المخاوف من تداعيات السياسات الأميركية.

في أستراليا، ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز/ إس إكس 200» بنسبة 0.2 في المائة ليغلق عند 8.145.60 نقطة.

أما في الولايات المتحدة، فقد ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.1 في المائة يوم الأربعاء، مُسجِّلاً مكاسبه لليوم السابع على التوالي، وأغلق عند 5.569.06 نقطة. كما صعد مؤشر «داو جونز» الصناعي بنسبة 0.3 في المائة ليصل إلى 40.669.36 نقطة، في حين تراجع مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.1 في المائة ليبلغ 17.446.34 نقطة.

ويُعدُّ هذا التعافي تحولاً ملحوظاً، إذ كان مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» قد هوى بنسبة 2.3 في المائة، وهبط «داو جونز» بنحو 780 نقطة خلال التعاملات الصباحية. وقد جاءت هذه التراجعات عقب تقرير أشار إلى احتمال انكماش الاقتصاد الأميركي في بداية العام، مخالفاً بذلك توقعات المحللين، ومشيراً إلى انعكاس حاد عن النمو القوي المُسجَّل في نهاية العام الماضي.

وأسهم تسارع المستوردين في إدخال السلع إلى البلاد، قبل سريان الرسوم الجمركية، في استنزاف الناتج المحلي الإجمالي، ما ألقى بظلاله على البيانات الاقتصادية.

وأثارت هذه التطورات مخاوف من سيناريو اقتصادي قاتم يُعرَف بـ«الركود التضخمي»، أي انكماش الاقتصاد مع استمرار التضخم المرتفع، وهي حالة تُربك صانعي السياسات نظراً لأن «الاحتياطي الفيدرالي» لا يمتلك أدوات فعالة لمعالجة المشكلتين في آنٍ واحد؛ إذ قد يؤدي التعامل مع إحداهما إلى تفاقم الأخرى.

غير أن بارقة أمل ظهرت لاحقاً خلال اليوم نفسه، حين أشار تقرير إلى تراجع مقياس التضخم المفضل لدى «الاحتياطي الفيدرالي» في مارس (آذار) إلى 2.3 في المائة، مقارنة بـ2.7 في المائة في فبراير (شباط)، مقترباً من الهدف الرسمي البالغ 2 في المائة. وقد بدأت الأسواق تقليص خسائرها على الفور تقريباً عقب صدور التقرير.

وفي حال استمرَّ التضخم بالتراجع، فإن ذلك سيمنح «الاحتياطي الفيدرالي» مساحةً أكبر لخفض أسعار الفائدة بهدف دعم النمو الاقتصادي.

لكن غالبية البيانات الاقتصادية، الصادرة يوم الأربعاء، زادت من المخاوف بشأن تباطؤ النشاط الاقتصادي. فقد أظهر تقرير من شركة «إيه دي بي» أن القطاع الخاص - خارج نطاق الحكومة - أضاف عدداً من الوظائف في أبريل (نيسان) أقل بكثير مما توقَّعه الخبراء، بما لا يتجاوز نصف التقديرات.

ويُعد ذلك مقلقاً، إذ كانت متانة سوق العمل إحدى الدعائم الرئيسية لاستقرار الاقتصاد الأميركي. ومن المقرر أن تصدر الحكومة الأميركية تقريراً أشمل عن سوق العمل يوم الجمعة، وسط تنامي المخاوف من أن تؤدي الحرب التجارية التي يقودها ترمب إلى دخول الاقتصاد في حالة ركود. كما أن قراراته المتقلبة بشأن الرسوم الجمركية أدت إلى حالة من الغموض الحاد، وهو ما قد يُسبب ضرراً بحد ذاته.

وقال ترمب يوم الأربعاء: «أنا لا ألوم سوق الأسهم، ولم أتسبب بفوضى. لقد ورثنا هذه الفوضى».

وقد أسهمت حالة عدم اليقين المتعلقة بالسياسات التجارية في دفع الأسواق إلى تقلبات تاريخية شملت الأسهم والسندات وقيمة الدولار الأميركي، ما تسبب بخسائر كبيرة للمستثمرين خلال شهر أبريل. وفي وقت من الأوقات، تراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنحو 20 في المائة عن أعلى مستوياته القياسية التي سجَّلها في وقت سابق من هذا العام، ما أثار عناوين مخيفة تتحدث عن احتمال تسجيل أسوأ أداء لشهر أبريل منذ الكساد الكبير.

لكن المؤشر أنهى الشهر بانخفاض لا يتجاوز 0.8 في المائة، وهو تراجع أخف مما شهده في مارس، ويبقى الآن أقل بنسبة 9.4 في المائة فقط من أعلى مستوياته التاريخية. وفي سوق السندات، تراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية وسط ازدياد توقعات المستثمرين بأن يتجه «الاحتياطي الفيدرالي» إلى خفض أسعار الفائدة. فانخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات من 4.19 في المائة إلى 4.17 في المائة.